مواضع نصب المضارع بأن المضمرة
هناك حروف ومواضع إذا جاءت، نُصب الفعل المضارع بعدها، إذ تقتضي تلك المواضع وجود (أن)، ولكن هذه الـ(أن) محذوفة، لذلك تُسمى بـ(أن) المضمرة. القاعدةيُنْصَبُ الفعلُ المضارعُ بـ(أنْ) المضمرة في مواضِعَ عدَّةٍ منها:[1]
الأمثلةالمجموعة أ
نتأمل المثالين الواردين في المجموعة (أ) فنجدُ الفعلين المضارعين (تكونوا، ترضى) قد سبقَتْهما لام تُسمَّى (لام التعليل)، وهي تفيد أنَّ ما قبلها عِلَّة لما بعدها، فجاء منصوبين ، وعاملُ النصب فيهما هو (أن) المضمرة وليس اللام. ولهذا عملَت (أن) في الفعل المضارع كما تقدم لكنها مضمرة كما في هذين المثالين. المجموعة ب
ثم نتأمل المثالين الواردين في المجموعة (ب)، فنجدُ الفعلين المضارعين (يعذبَ، يغفرَ) قد سبقَتْهما لام يُقَال لها (لام الجحود)، أي الإنكار الشديد، وجاءا منصوبين بعدها بـ(أن) المضمرة، وعلامة لام الجحود أن تُسْبَقَ بـ(كان)، أو (يكون) المنفيين بـ(ما)،أو بـ(لم). المجموعة ج
وإذا تأملنا المثالين الواردين في المجموعة (ج) وجدنا الفعلين المضارعين (يتبيَّنَ، يرجعَ) قد سبقتهما (حتَّى)، وجاءا منصوبين، ونَصْبُ الفعلين هنا إنما هو بـ(أن) المضمرة بعد الأداة التي تفيد الغاية. ويَشْتَرِط النحاة لنصب الفعل بعدها أن يكون مستقبلًا بالنسبة لما قبلها. المجموعة د
ثم نتأمل الأمثلة الواردة في المجموعة (د)، نجدُ الأفعال المضارعة (يموتوا، تنجحَ، تقعدَ، أفوزَ، أطَّلعَ، تَرْكَنَ)، قد سبقَتْهَا (فاءٌ) يُقَالُ لها (فاء السَّبَبِيَّة)، وهي تفيد أنَّ ما قبلها سببٌ لما بعدها. وتكون هذه الفاء مسبوقةً بنفي كما جاء في أول مثال في المجموعة. أو طلبٍ، والطلب كما ترى في الأمثلة السابقة هو الأمر كما جاء في المثال الثاني، والنهي كما جاء في المثال الثالث، والتمنِّي كما جاء في المثال الرابع، والترجِّي كما جاء في المثال الخامس، والاستفهام كما جاء في المثال السادس، والعرض كما جاء في المثال السابع، والتحضيض كما جاء في المثال الثامن. وفي جميع هذه الأمثلة نُصِبَ الفعل المضارع بـ(أن) المضمرة بعد فاء السببية. المجموعة هـ
ثم نتأمل أمثلة المجموعة (هـ) نجدُ الفعلين المضارعين (أعرضَ، أكرمَ) قد سبَقْتُهما (واو المعِيَّة)، التي تدلُّ على أنَّ ما بعدها مصاحبٌ لحصول ما قبلها أي أنها تُفيد معنى (مع). وهذه الواو يُنْصَبُ الفعل المضارع بعدها بـ(أنْ) المضمرة، وهي كفاء السببية لا بد أن تُسْبَقَ بنفي كما في المثال الأول، أو طلب. والطلب يكون بأحد الأشياء الآتية: الأمر والنهي والاستفهام والتمني والترجي والعرض والتحضيض. وقد جاء الأمر في المثال الثاني، ولنا أن نقيس بقية أنواع الطلب على غرار ما جاء في فاء السببية. المجموعة و
وأخيرًا نتأمل أمثلة المجموعة (و)، فنجدُ الأفعال المضارعة (أحَصِّلَ ، أَمُدَّ ، تنالَ ، تقرأَ) قد عُطِفتَ على اسم صريح (أي مصدر) بأحد حروف العطف التالية (الواو، الفاء، ثمّ)، فالأفعال كلها في هذه الأمثلة مؤولة بمصادر معطوفة على ما قبلها، فالتأويل في المثال الأول: تعبٌ وتحصيلُ رزقي خيرٌ من راحةٍ ومَدِّ يدي للسؤال، وفي الثاني: اجتهادُكَ فنيلُك المجدَ خيرٌ لك، وفي الثالث: يسرُّني ذهابُكَ إلى المكتبةِ، ثمَّ قراءتُك الكتبَ النافعة، وبهذا نعرف أن الفعل المضارع إذا عطف بأحد حروف العطف السابقة على اسم صريح نصب بـ(أنْ) المضمرة. مراجع
|