«إِنْ تَسْعَ فِي الْخَيْرِ تَلْقَ الْخَيْرَ»، حيث يُجزم الفعلُ المضارع المعتلّ الآخر بحذف حرف العلّة (إذ أن أصل الجملة، قبل دخول أداة الشرط الجازمة لها، هو: «تَسْعَى فِي الخَيْرِ تَلْقَى الخَيْرَ»)،
وأدوات الشرط الجازمة هي: مَنْ وإِنْ وأَيّ وأَينَ وأَيْنَمَا وكيفما ومَتَى ومَتَى مَا وحَيْثُمَا وأَنَّى وأَيَّانَ ومَهْمَا وإِذْمَا ومَا، حيث أن إِنْ وإِذْمَا هما حَرْفَا شَرْطٍ يعربان على النحو: حرف شرط جازم لا محل له من الإعراب. أما أدوات الشرط المتبقية فهي أَسْمَاءُ شَرْطٍ وتعرب على النحو التالي:
إِذْمَا بمعنى إِنْ، وهي حرف شرط للربط («إِذْمَا تَدْرُسْ أَدْرُسْ»).
وَإِنَّكَ إِذْمَا تَأْتِ مَا أَنْتَ آمِرٌ
بِهِ تُلْفِ مَنْ إِيَّاهُ تَأْمُرْ آتِيَا
مَنْ: وهي تستخدم للعاقل وتعرب حسب السياق الذي تأتي فيه («مَنْ يَجْتَهِدْ فِي دِرَاسَتِهِ يَنْجَحْ»)، ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ٧ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٨﴾ [الزلزلة:7–8].
مَتَى وأَيَّانَ: وهما تدلان على الزمان وتعربان في محل نصب ظرف زمان («مَتَى تَعْمَلُوا الخَيْرَ تَجِدُوا الخَيْرَ»، «أَيَّانَ تَجْلِسْ أَجْلِسْ»).
[من البسيط]
أيَّانَ نُؤْمِنْكَ تَأمَنْ غَيْرَنَا وَإِذَا
لَمْ تُدْرِكِ الأَمْنَ مِنَّا لَمْ تَزَلْ حَذِرَا
كَيْفَمَا: وهي تدل على الحال ولذا فإنها تعرب في محل نصب حال («كَيْفَمَا تُعَامِلْ جَارَكَ يُعَامِلْكَ»، «كَيْفَمَا تَكُونُوا يُوَلَّ عَلَيْكُمْ» (حديثضعيف)، «كَيْفَمَا تَجْلِسْ أَجْلِسْ»).
وهي لا تجزم ما بعدها ويعرب ما بعدها حسب محله الإعرابي ويقال في آخر إعرابه وهو فعل الشرط أو جواب الشرط وهي: لو ولولا ولوما وكلما وإذا ولما وأما.[1] وتعرب هذه الأدوات كلها على النحو: حرف شرط مبني لا محل له من الإعراب باستثناء (إذا وكلما ولما) فإنها تعرب: أداة شرط غير جازمة في محل نصب ظرف زمان.
لَوْلاَ: حرف امتناع لوجود، يدخل على جملتين الأولى اسميّة والأخرى فعليّة لربط امتناع الثَّانية بوجود الأولى ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ٨٣﴾ [النساء:83]
لَوْمَا: حرف امتناع لوجود بمعنى لَوْلاَ، يدخل على جملتين الأولى اسميّة والأخرى فعليّة لربط امتناع الثَّانية بوجود الأولى («لَوْمَا العِلاَجُ لَهَلَكَ المَرِيضُ»).
لَمَّا: تختص بالماضي ويتطلب استعمالها وجود جملتين وجدت الثانية منهما عند وجود الأولى نحو: لما عرفت أن رزقي مقسوم لي اطمأن قلبي لقضاء ربي، ﴿قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٤٤﴾ [النمل:44]
كُلَّمَا: ظرف لما تكرر من الزمان. ويجب الانتباه حين استعمالها إلى عدم تكرارها مرتين في الجملة. ﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ٣٧﴾ [آل عمران:37]
أَمَّا: وهي حرف يفيد التفصيل وتقوم مقام أداة الشرط وفعله ويقترن جوابها بالفاء دائما. نحو قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ٩ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ١٠ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ١١﴾ [الضحى:9–11].