المعرف بأل هو أحد أنواع المعارف وأدناها رتبة من حيث التعريف، وأل التي تدخل عليه اختلف حرف التعريف فيها فقيل «أل» كاملة وقيل اللام فقط وقيل الألف، كما اختلف في همزتها هل هي همزة وصل أم همزة قطع.
وتنقسم «أل» المعرفة إلى عهدية وجنسية.
والعهد في أل العهدية ينقسم إلى: عهد ذكري، وعهد ذهني، وعهد حضوري.
وأل الجنسية تكون لثلاثة أغراض: لاستغراق الأفراد، ولاستغراق الصفات، ولبيان الماهية.
وتزاد أل في بعض الأسماء فلا تفيد التعرف وقد تكون زيادتها لازمة أو غير لازمة، وقد تصحب الأعلام بالغلبة.
أن المعرف الهمزة وحدها، واللام زائدة للفرق بينها وبين همزة الاستفهام، وهو مذهب المبرد، وهذا القول أضعف الأقوال لذلك لم يذكره أكثر النحاة في الاختلاف في «أل».[4]
واختلف اصحاب القول الأول في الهمزة هل هي همزة وصل أم همزة قطع، فقال الخليل: همزة قطع، ونصره ابن مالك من ستة أوجه،[6] وقال سيبويه: همزة وصل. وهو قول جمهور النحاة، ونصره أبو حيان.[7]
أقسام «أل» التعريفية
أل العهدية
والعهد فيها ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
عهد ذكري، وهي التي يذكر مصحوبها نكرة ثم يعاد بها، نحو: ﴿مَثَلُ نُورِهِۦ كَمِشۡكَوٰةࣲ فِیهَا مِصۡبَاحٌ ٱلۡمِصۡبَاحُ فِی زُجَاجَةٍ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوۡكَبࣱ دُرِّیࣱّ﴾ [النور:35]، ﴿كَمَاۤ أَرۡسَلۡنَاۤ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ رَسُولࣰا ١٥ فَعَصَىٰ فِرۡعَوۡنُ ٱلرَّسُولَ﴾ [المزمل:15-16] ونحو: اشتريت فرسًا ثم بِعتُ الفرس. فيكون الثاني المعرف بأل عين الأول الذي جاء نكرة غالبًا.[8]
وعلامتها أن يصح إبدالها مع مصحوبها بالضمير فتقول: اشتريت فرسًا ثم بعته.[9]
وإذا كررت نكرة فإنه الثانية غير الأولى، نحو: اشتريت كتابًا، ثم بعت كتابًا. فالكتاب المشترى غير المبيع، وقد نظم السيوطي هذه القاعدة فقال:[10]
ثُمَّ مِنَ الْقَوَاعِدِ المُشْتَهِرَهْ
إِذَا أَتَتْ نَكِرَةٌ مُكَرَّرَهْ
تَغَايَرَا وَإِنْ يُعَرَّفْ ثَانِي
تَوَافَقَا كَذَا الْمُعَرَّفَانِ
شَاهِدُهَا الَّذِي رَوَيْنَا مُسْنَدَا
لَنْ يَغْلِبَ الْيُسْرَيْنِ عُسْرٌ أَبَدَا
عهد ذهني علمي، وضابطها أن يكون بين المخاطب والمتكلم عهد في شيء معين، نحو: ﴿إِذۡ یُبَایِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ﴾ [الفتح:18]، ﴿إِذۡ هُمَا فِی ٱلۡغَارِ﴾ [التوبة:40]، فأل في «الشجرة» للعهد الذهني، ونحو: قال الرئيس كذا.[8]
عهد حضوري، وهي التي يكون مصحوبها حاضرًا حال الخطاب. نحو: ﴿ٱلۡیَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِینَكُمۡ﴾ [المائدة:3]، أنا اليوم صائم، جاء هذا الرجل.[8]
الواقعة بعد اسم الإشارة، نحو: جَاءَنِي هَذَا الرجل.
الواقعة بعد «أي» في النداء، نحو: نَحْو يَا أَيهَا الرجل.
الواقعة بعد «إذا» الفجائية، نحو: خرجت فَإِذا الْأسد.
الداخلة على اسم الزمان الحاضر نحو الآن والساعة، ما في معناهما.
ونقل ابن هشام كلامه قائلاً: «وَفِيه نظر تَقول لشاتم رجل بحضرتك لَا تَشْتُم الرجل فَهَذِهِ للحضور فِي غير مَا ذكر وَلِأَن الَّتِي بعد إِذا لَيست لتعريف شَيْء حَاضر حَالَة التَّكَلُّم فَلَا تشبه مَا الْكَلَام فِيهِ وَلِأَن الصَّحِيح فِي الدَّاخِلَة على الْآن أَنَّهَا زَائِدَة لِأَنَّهَا لَازِمَة وَلَا يعرف أَن الَّتِي للتعريف وَردت لَازِمَة بِخِلَاف الزَّائِدَة»[9]
أل الجنسية
وهي ثلاثة أقسام:
لاستغراق الأفراد، وهي التي تحل «كل» محلها حقيقة، ويصح الاستثناء من مدخولها، نحو:﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لَفِی خُسۡرٍ ٢ إِلَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَتَوَاصَوۡا۟ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡا۟ بِٱلصَّبۡرِ﴾ [العصر:2-3]، أي: إن كل إنسان لفي خسر،﴿وَخُلِقَ ٱلۡإِنسَـٰنُ ضَعِیفࣰا﴾ [النساء:28] أي: خلق كل إنسان ضعيفًا.[9]
لاستغراق الصفات، وهي التي يحل محلها «كل» مجازًا، نحو: أنت الرجل. أي المستجمع لصفات الرجولة، ونحو: أنت الرجل علمًا.[9]
لتعريف الماهية: وهي التي لا تحل «كل» محلها لا حقيقة ولا مجازًا، نحو: ﴿وَجَعَلۡنَا مِنَ ٱلۡمَاۤءِ كُلَّ شَیۡءٍ حَیٍّ﴾ [الأنبياء:30]،[9] ونحو: الرجل أقوى من المرأة، فالمراد أن جنس الرجال أقوى من جنس النساء، ولا يمنع أن تكون هناك امرأة أقوى من بعض الرجال.
حيث أتى بـ«أل» ليتوصل إلى جر «أوبر» بالكسرة إذ إنه ممنوع من الصرف.[14]
وقول الشاعر:
رأَيْتُك لمَّا أَنْ عَرفْتَ وُجوهَنا
صَدَدْت وَطِبْتَ النَّفْسَ يا قَيْسُ عَنْ عَمرِو
حيث أن «النفس» تمييز واجب التنكير عند البصريين، فـ«أل» الداخلة عليه زائدة للضرورة.[15]
الزيادة في بعض الأعلام المنقولة للإشارة أن أصل هذه الأعلام منقولة مما يقبل أل. نحو: الفضل والحارث والقاسم والحسن والحسين والوليد والعبَّاس والضحَّاك والنعمان، والليث. وهذا الباب سماعي. وذكر «أل» هذه وحذفها سواء، لأن هذه الألفاظ أعلام، معرفة بالعلمية.[15]
ومن هذا الباب أسماء الأيام: السبت، الأحد.
الأعلام بالغلبة المصحوبة بأل
العَلَم بالغلبة: كل اسم اشتهر به بعض ما له معناه.[16] ومنه ما يكون مصحوبًا بأل نحو:
النابغة: يطلق على كل من نبغ في شيء معين ثم صار علمًا على نابغة ذبيان.
الأعشى: يطلق على من لا يبصر ليلًا ثم صار علمًا على الأعشى الشاعر.
الصديق: يطلق على كل من اشتهر بالصدق، ثم صار علمًا على الصحابي أبي بكر .
البيت: الأصل فيه يتناول كل بيت ثم صار علمًا على البيت الحرام.
العقبة: الأصل فيها لكل ما كان صاعًدا في الجبل، ثم صات علمًا على عقبة مِنَى، أو عقبة إيليا.
ومن ذلك أسماء الأيام فهي أعلام بالغلبة على الأرجح، خلافًا للمبرد، نحو: السبت، الأحد، الإثنين .[17]
وتحذف «أل» هذه عند النداء والإضافة وجوبًا، نحو: يا صدِّيق، يا فاروق، يا أعشى. أعشى باهلة، نابغة ذبيان، وعقبة إيليا.[17]
وسُمِعَ من العرب حذفها في غير النداء والإضافة وهو قليل: نحو: هذا يوم إثنين مباركًا، وهذا عيُّوق طالعًا.[17]
أبو حيان الغرناطي (1418 هـ). د. حسن هنداوي (المحرر). التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (ط. الأولى). دار القلم - دمشق. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)