جامع البيان في القراءات السبع
كتاب جامع البيان في القراءات السبع، من الكتب التي جمعت القراءات القرآنية عند المسلمين، مؤلفه أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان بن عمر الداني توفي سنة 444 هـ. وقد كان سبب تأليف هذا الكتاب: إجابة لسؤال بعض طلبة العلم، حيث قال في مقدمة كتابه: «فإنكم سألتموني إسعافكم برسم كتاب في اختلاف قراءة الأئمة السبعة بالأمصار، محيط بأصولهم وفروعهم، مبيّن لمذاهبهم واختلافهم... إلى أن قال: فأجبتكم إلى ما سألتموه، وأسعفتكم فيما رغبتموه على النحو الذي أردتم، والوجه الذي طلبتم».[1] وقد ذكر موضوعات الكتاب ومنهجه في مقدمة كتابه، وفصَّل ذلك تفصيلًا بيِّنا. وكتاب جامع البيان يبرز بين كتب القراءات متفرّدا، حيث إنه جمع ما تفرق في كتب القراءات من صفات الحسن، ومزايا الكمال، كما تفرد بخصائص لم تجد في غيره؛ لذلك قال عنه الذهبي: «ومن نظر كتبه علم مقدار الرجل، وما وهبه الله تعالى فيه فسبحان الفتاح العليم ولا سيما كتاب جامع البيان فيما رواه في القراءات السبع».[2] طبعات الكتاب
سبب تأليف الكتابإجابة لسؤال بعض طلبة العلم، فقد قال الداني في مقدمة الكتاب: «أما بعد، أيّدكم الله بتوفيقه وأمدّكم بعونه وتسديده، فإنكم سألتموني إسعافكم برسم كتاب في اختلاف قراءة الأئمة السبعة بالأمصار، محيط بأصولهم وفروعهم، مبيّن لمذاهبهم واختلافهم، جامع للمعمول عليه في روايتهم والمأخوذ به من طرقهم، ملخّص للظاهر الجليّ، موضح للغامض الخفيّ، محتو على الاختصار والتقليل، خال من التكرار والتطويل، قائم بنفسه، مستغن عن غيره، يذكّر المقرئ الثاقب، يفهم المبتدئ الطالب، ويخفّف على الناسخ ويكون عونا للدّارس، فأجبتكم إلى ما سألتموه، وأسعفتكم فيما رغبتموه على النحو الذي أردتم، والوجه الذي طلبتم».[1] موضوعات الكتابقال الداني عن موضوع الكتاب:
محتويات الكتاب
منهجه في الكتابعرض المؤلف منهجه في مقدمته عرضًا شافيًا كافيًا، فقال: «ذكرت لكم الاختلاف بين أئمة القراء في المواضع الذي اختلفوا فيها من الأصول المطردة، والحروف المتفرقة، وبينت اختلافهم بيانا شافيا، وشرحت مذاهبهم شرحا كافيا، وقرّبت تراجمهم وعباراتهم، وميزت بين طرقهم ورواياتهم، وعرّفت بالصحيح السائر، ونبّهت على السقيم الداثر». ثم يحدد شرطه في الرواة عن أئمة القراءة، فيقول: «وأفردت قراءة كل واحد من الأئمة برواية من أخذ القراءة عنه تلاوة، وأدى الحروف عنه حكاية، دون رواية من نقلها مطالعة في الكتب، ورؤية في الصحف، إذ الكتب والصحف غير محيطة بالحروف الجلية، ولا مؤدية عن الألفاظ الخفية، والتلاوة محيطة بذلك، ومؤدية عنه». ثم يسمي الرواة على ما اشترطه مع طرق كل واحد منهم، فيبلغ بهم أربعين رواية، من مائة وستين طريقا عن القراء السبعة، ويصف هذه الروايات والطرق بقوله: «هي التي أهل دهرنا عليها عاكفون، وبها أئمتنا آخذون، وإياها يصنفون وعلى ما جاءت به يعولون». ويردف ذلك ببيان طريقته في عرض وجوه القراءات، فيقول: «فإذا اتفق الرواة من طرقهم عن الإمام على أصل أو فرع سميت الإمام دونهم، وإذا اختلفوا عنه سميت من له الرواية منهم، وأهملت اسم غيره، وإذا اتفقت الأئمة كلهم على شيء، أضربت عن اتفاقهم، إلا في أماكن من الأصول، ومواضع من الحروف، فإني أذكر ذلك فيها:
قيمة الكتاب العلميةكتاب جامع البيان يبرز بين كتب القراءات متفرّدا، في منزلة لا يدانيه فيها كتاب من كتب هذا العلم على كثرتها وتنوعها؛ حيث إن هذا الكتاب جمع ما تفرق فيها من صفات الحسن، ومزايا الكمال، كما تفرد بفضائل، منها:
الثناء على الكتابقال عنه شمس الدين الذهبي: «وما زال القُرَّاء مُعترفين ببراعة أبي عمرو الدَّانيّ وتحقيقه وإتقانه، وعليه عمدتهم فيما ينقله من الرسم والتَّجويد والوجوه. لهُ كتاب «جامع البيان في القراءات السّبع وطُرُقها المشهورة والغريبة»، في ثلاثة أسفار».[4] قال عنه ابن الجزري: «ومن نظر كتبه علم مقدار الرجل، وما وهبه الله تعالى فيه فسبحان الفتاح العليم ولا سيما كتاب جامع البيان فيما رواه في القراءات السبع».[2] انظر أيضامراجع
|
Portal di Ensiklopedia Dunia