التبيان في أقسام القرآن
التبيان في أقسام القرآن أو التبيان في أيمان القرآن كتاب ألفه ابن قيم الجوزية (691 هـ 751 هـ - 1292 1349)، يتناول الكتاب جميع المواضع التي ورد فيها القسم صريحا أو ضمنا في القران الكريم ، مبتدئاً بالآيات وعرضها من آخر المصحف إلى أوله مناقشا ومبينا تفسير الآيات في السور القصيرة التي تبتدئ بالقسم حتى نهايتها وموضحا علاقة القسم في السورة بالمقسم عليه وجواب القسم، وعلاقة القسم بالسورة نفسها وما ورد فيها من معان . وقد ضمن المؤلف كتابه هذا اختلافات المفسرين واللغويين في الآيات المذكورة عند القسم مرجحا بعض الأوجه على بعض، وقد يستطرد في بعض الآيات فيخرج إلى معان أخرى خارجة عن القسم ، فيذكر أكثر من مئة صفحة أو نحوها في بحث الأجهزة التي خلقها الله في جسم الإنسان وبيان وظائفها والإعجاز فيها ثم يعود إلى الحديث عن القسم في الآية.[1] ذكر فيه ما جاء في القرآن من الأيْمَانِ والأقْسَام، والكلام عليها يَمِينًا، وارتباطها بالمُقْسَمِ عليه، وذكر أجوبة القَسَم المذكورة والمقدَّرة، وأسرار هذه الأقْسَام.[2] وقرر المؤلف فيه قواعد وأصول في أيمان القرآن، وخطَّ له خطوطًا عريضةً سار عليها في كتابه وأحسن في ذلك أيَّما إحسان؛ واعتنى فيه بالكلام على الآيات من جهة اللغة العربية، واستوفى ذكر أقوال المفسرين، مع الجمع بين ما ظاهره التعارض، أو الترجيح بينها.[3] وقد لقي الكتاب عناية من أهل الاختصاص، فنقلوا منه في مصنفاتهم، واختصره بعضهم، وناقش آخرون بعض قضاياه، وانتقد آخرون بعض مسائله. موضوعات الكتابيقول المؤلف في مقدمة كتابه: فهذا كتابٌ صغير الحجم، كبير النفع، فيما وقع في القرآن العزيز من الأيمان والأقسام، والكلام عليها يمينًا، وارتباطها بالمقسَم عليه، وذكر أجوبة القَسَم المذكورة والمقدَّرة، وأسرار هذه الأقسام، فإنَّ لها شأنًا عظيمًا يعرفه الواقف عليه في هذا الكتاب.[4] فتبيَّن من خطبة المؤلِّف هذه غرضه من تأليفه، وموضوعه الذي سيدور حوله ويتحدَّث عنه، وهو عدة أمور:
لكنه لم يتتبع كل ما في القرآن من الأيمان والأقسام، بل ترك الكلام عن الأيمان التي حكاها الله -عزَّ وجلَّ- في القرآن عن خلقه، وترك -أيضًا- الأيمان المقدَّرة، فصار موضوع الكتاب في الكلام عن الأيمان الربانية فقط.[5] منهج المؤلف في الكتابعمد المؤلف في أوَّل كتابه «التبيان» إلى تقرير قواعد وأصول هذا الفنِّ وهو أيمان القرآن، وخطَّ له خطوطًا عريضةً سار عليها في باقي كتابه. وقد أحسن في ذلك أيَّما إحسان؛ لأنَّه بنى سائر كتابه على هذه الأصول والقواعد، وصار يُرجِعُ مسائله إليها، وردَّ إليها ما أشكل من تفسير آيات القَسَم. ثم قام بتطبيق ما أصَّله على آيات القَسَم التي فسَّرها على النحو التالي:
العناية بالكتاباحتفى به العلماء والأئمة، واستفادوا منه بما يناسب حاجتهم، وتناولوه -من عصر المؤلِّف إلى يومنا هذا- بطرقٍ شتى؛ فمن ذلك: أنَّ منهم من اختصره وهذَّبه كما فعل شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن طولون الدمشقي الحنفي الصالحي (953 هـ)، حيث اختصر الكتاب مع الحفاظ على ألفاظ المؤلِّف وعباراته، وحذف استطراداته، وسمَّاه: «خلاصة التبيان في أيمان القرآن». وأيضًا قام أحمد بن محمد القسطلاني (923 هـ) بتلخيص ما يتعلق برسالة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ونبوَّته من الأقسام القرآنية في النوع الخامس من كتابه «المواهب اللَّدُنية». ومنهم من اقتبس منه مواضع، ونقل مقاطع متفرقة؛ رصَّع كتابه بها إفادةً وإشادةً، كما فعل ذلك ابن حجر العسقلاني في فتح الباري، وابن أبي العز في شرح الطحاوية، والسيوطي في كتابيه الإتقان في علوم القرآن ومعترك الأقران. ومنهم من ناقش المؤلف في بعض القضايا، أو انتقده في بعض المسائل.[7] طبعات الكتابطبع عدة طبعات، منها:
مراجع
|
Portal di Ensiklopedia Dunia