الشعوب التي ليس لها دولة هي جماعة عرقية أو شعب لا يملك دولة. ولا يُشكل أغلبية السكان في أي دولة من الدول. يعني مصطلح «ليس لها دولة» ضمنًا أن المجموعة «ينبغي» أن تكون لها دولة من هذا القبيل. قد تكون الشعوب التي ليس لها دولة من مواطني البلد الذي يعيشون فيه، أو قد يحرم هؤلاء السكان من جنسية البلد. ولا تمثل الشعوب التي ليس لها دولة عادةً في الرياضة الدولية أو في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة. تصنف الشعوب التي ليس لها دولة على أنها من العالم الرابع. بعضها له تاريخ في المطالبة بالسيادة وإقامة دولة قومية.[1][2][3][4][5][6][7]
الشعوب التي ليس لها دولة إما أن تنتشر في عدد من الدول (على سبيل المثال، وجد شعب يوروبا في الولايات الأفريقية في نيجيريا، وبنين وتوغو) أو تشكل السكان الأصليين لمقاطعة داخل دولة أكبر (مثل شعب الأويغور في منطقة شينجيانج ذاتية الحكم لقومية الأويغور داخل جمهورية الصين الشعبية). فبعض الشعوب التي ليس لها دولة كانت لها دولةٌ تاريخيًّا، وضُمت لاحقًا في دولة أخرى؛ على سبيل المثال، لم يُعترف بإعلان استقلال التبت في عام 1913، وغزتها في عام 1951 جمهورية الصين الشعبية التي تزعم أن التبت جزء لا يتجزأ من الصين، في حين تؤكد حكومة التبت في المنفى أن التبت دولة مستقلة تحت احتلال غير قانوني. وكانت بعض الجماعات العرقية في الماضي بدون جنسية ودولة إلى أن أصبحت تمتلك دولة قومية وجنسية (على سبيل المثال، كانت دول البلقان مثل الكروات والصرب والبوشناق والسلوفينيين والجبل الأسود والمقدونيين جزءًا من دولة يوغوسلافيا المتعددة الجنسيات؛ منذ تفكك يوغوسلافيا تشكلت هذه الدول).[8][9][10]
يمكن أن تكون أعداد الشعوب التي ليس لها دولة ضخمة؛ فعلى سبيل المثال، يقدر عدد السكان الأكراد بأكثر من 30 مليون نسمة، ما يجعلهم من أكبر الشعوب التي ليس لها دولة. يمكن أن تقيم الشعوب التي ليس لها دولة في نفس المنطقة الجغرافية أو البلد؛ على سبيل المثال، الكنتابريون، والكتالونيون، والكاناريون، والكاستيلانيون، والباستليون، والأرجيون، والغاليسيون، والأستوريون، والفالنسيون والأندلسيون يعيشون داخل الدولة الإسبانية، أو الروهينغا، والأسامي، والسانثيلس، ومايثيلس يقيمون في جنوب آسيا، ولكن جميع الشعوب داخل الدول متعددة الثقافات لا تمتلك نفس الوعي حول كونها شعوبًا بلا دولة. ففي إسبانيا، لم يطالب سوى أهل الباسك وكاتالونيا بحقهم في تقرير المصير، وهو ما أدى في إقليم الباسك إلى ظهور حركة إيتا المسلحة، وفي كاتالونيا، إلى محاولات عديدة للانفصال عن إسبانيا على مدى القرون الأربعة الماضية، باعتبارهم جمهورية كتالونية مستقلة.[11][12]
وبما أن الدول ليست جميعها دولًا قومية، فهناك مجموعات عرقية تعيش في دول متعددة الجنسيات دون أن تعتبر «شعوبًا بلا دولة».
الدول القومية والشعوب بدون دول
نشأت علاقة التكافل بين الدول والشعوب في أوائل القرن الثامن عشر في أوروبا الغربية الحديثة، وصُدّرت إلى بقية العالم من خلال الحكم الاستعماري. وفي حين تتخلى الدول القومية في أوروبا الغربية في الوقت الحالي عن بعض سلطاتها لصالح الاتحاد الأوروبي، فإن العديد من المستعمرات السابقة أصبحت الآن من المدافعين الجامحين عن مفهوم الدولة القومية.
الواقع أن جزءًا ضئيلًا من الشعوب القومية على مستوى تمتلك دولًا قوميّة وقُدّرت هذه النسبة ب 3 في المائة من قبل ميناهان. أما الباقي فيتوزع في دولة أو أكثر. ومن بين 192 دولة عضوا في الأمم المتحدة في عام 2006، كان هناك أقل من عشرين دولة عضوًا يمثلون دولًا قوميّة. وبالتالي فإن الدول القومية ليست سائدة كما يفترض غالبا، والشعوب التي لا دولة لها تمثل الغالبية العظمى من دول العالم.
عواقب الاستعمار والإمبريالية
خلال الحقبة الاستعمارية والإمبرياليّة، وسعت الأمم والشعوب القوية نفوذها خارج أرضها، مما أدى إلى توقف العديد من الدول المستعمَرة عن كونها دول حكم ذاتي، ووصفت منذ ذلك الحين بأنها شعوب ليس لها دولة. بعض الشعوب كانت ضحية للتقسيم وأصبحت أراضيها مقسمة بين عدة دول وحتى اليوم تشكل الحدود الاستعمارية حدودًا بينها.[13][14][15][16][17][18][19][20]
القومية والشعوب التي ليس لها دول
يمكن أن يتحول الأشخاص ذوو الأصل المشترك أو التاريخ أو اللغة أو الثقافة أو العادات أو الدين إلى دول بإيقاظ الوعي. يمكن أن يوجد الشعب بدون دولة، كما هو الحال في الشعوب التي لا دولة. الجنسية ليست دائمًا الصفة القومية للشخص. وفي دولة متعددة الجنسيات يمكن أن تتعايش أو تتنافس شعوب مختلفة: فعلى سبيل المثال، توجد في بريطانيا القومية الإنجليزية والقومية الإسكتلندية وتُشكلان معًا القومية البريطانية، وكثيرًا ما ترتبط القومية بالنزعة الانفصالية لأن الأمة تحقق الكمال من خلال استقلالها.[21][22][23][24]
على مر التاريخ، أعلنت شعوب عديدة استقلالها، ولكن لم تنجح جميعها في إقامة دولة. وحتى اليوم، هناك حركات للاستقلال في جميع أنحاء العالم. وكثيرا ما ينكر ادعاء الشعوب التي لا دولة لها بحق تقرير المصير بسبب المصالح الجيوسياسية وتزايد عولمة العالم. تبدي الشعوب التي ليس لها دولة أحيانًا تضامنها مع بعضها وتحافظ على علاقاتها الدبلوماسية.[25][26][27][28][29][30]
لا يعتبر كل النّاس أنفسهم شعوبًا أو لا يتطلعون إلى امتلاك دول مستقلة. فالبعض يرى نفسه جزءًا من الدولة المتعددة الجنسيات ويرون أن مصالحهم ممثلة بشكل جيد فيها.[31]
يقطن في أراضي دولة تشامبا السابقة. وهم أقلية في فيتنام، ولاتعدهم الحكومة الفيتنامية من السكان الأصليين على الرغم من كونهم أصليين في المنطقة. حيث تواصل الحكومة بتدمير الأدلة على ثقافة تشام وآثارها.
كانت مملكة سيكيم بالسابق. وينقسم شعب السيكيم بين قوميات لبشاوليمبووبوذيا، وفي سنة 1990 أعلن قادة سيكيم الوطنيين أن ضم الهند لسيكيم هو أمر غير قانوني[84]
لاتعترف أوكرانيا بالقومية الروسينية ولا يظهر في التعداد الأوكراني. ويُعرّف العديد من الروسينيون المتحدثين بلهجات ليمكووهاتسول باسم الليمكو والهاتسولن. وتعد قومية بانونيان روسين أقلية في صربيا وكرواتيا.
كانت قديما جزء من إيرلية أوركني (مع شتلاند). وقد أمل العديد من الأوركاديون بالحصول على مزيد من الحكم الذاتي من الحكومة البريطانية، ووعدتهم بمزيد من الصلاحيات في حالة الاستقلال الإسكتلندي ويأملون الآن بمزيد من الحكم الذاتي من الحكومة الإسكتلندية[93]
^ ابChouinard، Stéphanie (2016)، "Stateless nations"، في Karl Cordell؛ Stefan Wolff (المحررون)، The Routledge Handbook of Ethnic Conflict، Routledge، ص. 54–66، ISBN:9781317518921
^Clark, Gregory, In fear of China, 1969, saying: "Tibet, although enjoying independence at certain periods of its history, had never been recognised by any single foreign power as an independent state. The closest it has ever come to such recognition was the British formula of 1943: suzerainty, combined with autonomy and the right to enter into diplomatic relations."
^Encyclopedia of Stateless Nations: Ethnic and National Groups around the World, 2nd Edition: Ethnic and National Groups around the World, pp. 59–60, 79–80, 366–367
^Redie Bereketeab, Self-Determination and Secession in Africa: The Post-Colonial State
^Bruce E. Johansen, Resource Exploitation in Native North America: A Plague upon the Peoples
^Richard Devetak, Christopher W. Hughes, Routledge, 2007-12-18, The Globalization of Political Violence: Globalization's Shadow
^Ethnic Groups in Conflict (2009), Karl Cordell, Stefan Wolff
^Mussolini Warlord: Failed Dreams of Empire, 1940–1943 (2013), H. James Burgwyn, Chapter V
^Ethnicity and Christian leadership in west African sub-region: proceedings of the conference of the fifteenth CIWA Theology Week held at the Catholic Institute of West Africa (2004), Port Harcourt, p.272
^Cultural Analysis: Towards Cross-cultural Understanding (2006), Hans Gullestrup, 130p.
^George W. White, Nationalism and Territory: Constructing Group Identity in Southeastern Europe
^Understanding National Identity by David McCrone, Frank Bechhofer, p.22
^Unionist-Nationalism: Governing Urban Scotland, 1830–1860 by Graeme Morton, 1999
^James Minahan, Encyclopedia of the Stateless Nations: A-C
^Nationalism and Globalisation (2015), Stephen Tierney
^The Tamil Genocide by Sri Lanka: The Global Failure to Protect Tamil Rights Under International Law, Francis Boyle, chapter self determination.
^Turmoil in the Middle East: Imperialism, War, and Political Instability (1999), Berch Berberoglu, 69p.
^The delegates were linked with the Scottish group ‘SNP Friends of Catalonia’, which itself had members recently visit the Catalan parliament in Barcelona in a show of solidarity to the country’s hopes of self-determination. "Catalan delegates in solidarity visit to Scotland's independence movement". commonspace.scot. مؤرشف من الأصل في 2019-05-16.
^The Catalan President and the Head of the Corsican government meet in Barcelona. The meeting lasted more than two hours and focused on enhancing the cooperation between the two nations in a regional and European level. "EFA brings stateless nations even closer". European Free Alliance. مؤرشف من الأصل في 2017-12-23.
^John A. Shoup III, Ethnic Groups of Africa and the Middle East: An Encyclopedia 2011 p.237
^James Minahan, Encyclopedia of Stateless Nations: Ethnic and National Groups around the World, 2nd Edition: Ethnic and National Groups around the World 2016 p.178
^Mikael Parkvall, "Världens 100 största språk 2007" (The World's 100 Largest Languages in 2007), in الموسوعة الوطنية السويدية
^"Iran". Ethnologue. مؤرشف من الأصل في 2019-09-04. اطلع عليه بتاريخ 2018-12-28.
^James B. Minahan, Encyclopedia of Stateless Nations: Ethnic and National Groups around the World, 2nd Edition: Ethnic and National Groups around the World 2016 p.13
^James Minahan, Encyclopedia of the Stateless Nations: Ethnic and National Groups Around the World A-Z 2002 p.402
^James Minahan. Encyclopedia of the stateless nations. 4. S - Z. Greenwood Publishing Group, 2002.
^James B. Minahan, Encyclopedia of Stateless Nations 2nd Edition: Ethnic and National Groups around the World 2016 p.422
^James B. Minahan, Encyclopedia of the Stateless Nations: D-K 2002 p.677
^James B. Minahan, Encyclopedia of Stateless Nations 2nd Edition: Ethnic and National Groups around the World 2016 p.352
^Department of Economic and Social Affairs Population Division (2009). "World Population Prospects, Table A.1"(PDF). 2008 revision. United Nations. مؤرشف من الأصل(PDF) في 2018-10-24. اطلع عليه بتاريخ 2009-03-12. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
^James Minahan, Encyclopedia of the Stateless Nations: S-Z 2002 p.1169
^Hossain، Kamrul؛ Maruyama، Hiroshi (2 يناير 2016). "Japan's admission to the Arctic Council and commitment to the rights of its indigenous Ainu people". The Polar Journal. ج. 6 ع. 1: 169–187. DOI:10.1080/2154896X.2016.1170998. ISSN:2154-896X.