زاوية بن حمادوش
زاوية بن حمادوش أو زاوية قجال هي زاوية دينية (1) علمية مقرها بـبلدية قجال الكائنة بـدائرة قجال التابعة إلى ولاية سطيف الجزائرية، وهي مدرسة لتحفيظ القرآن، وتدريس علومه، ومعهدا لتعليم العلوم الدينية، كما أنها مركز من مراكز التربية الروحية الصوفية....[1][2][3][4][5] تقع زاوية بن حمادوش في منطقة قجال الكائنة في دائرة قجال الواقعة جنوب شرق ولاية سطيف الجزائرية، ضمن الإقليم الشمالي الشرقي الجزائري، وفي إقليم الهضاب العليا، في الجهة الشرقية من الإقليم. تاريخ الزاويةالنشأة الأولىموقع الحالي للمسجد القديم للزاوية العلمية بـ قجال هو بالأساس موقع بناه الفاتحون الأوائل، ويروي أن الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير كان مم شاركوا في بناء المسجد، وترك أثر يده على الجدار القبلي للمسجد، وبقي هذا الأثر قائما إلى قدوم سيدي مسعود القجالي الحسني إلى قجال.[2][3][4][5] نشأة وتأسيس الزاويةإن تأسيس زاوية ڤجال كان أواخر القرن الرابع الهجري، في عهد سيدي مسعود القجالي الحسني، المعاصر لعبيدي الله المهدي، مؤسس الدولة الفاطمية. وفي أوائل القرن السادس الهجري، تم تجديدها على يد أبي عبد الله سيدي محمد حفيد سيدي مسعود، بعقد موقع من قبل أبي بكر محمد المعروف بابن العربي وهو فقيه مالكي معروف في ذلك الوقت، الذي عاش بين سنتي (543/468 هجرية)، وينص العقد على العقيدة والمذهب المعتمدين في التعليم بالزاوية، وهما العقيدة الأشعرية، والمذهب المالكي.[2][3][4][5] وقائع وأحداث
فترات التجديدالتجديد الأولتم في سنة 888 هجري الموافق لسنة 1483 ميلادي بعقد موقع من طرف الإمام العلي المطاع أبي يحيا زكرياء (من أمراء الدولة الحفصية) يفوض للشيخ أبي عبد الله محمد بن إدريس بتسيير زاوية ڤجال وأحباسها.[2][3][4][5][7] التجديد الثانيتم في سنة 931 هجري الموافق لسنة 1524 ميلادي على يدي الشيخ أبي عبد الله محمد بن صالح بعقد موقع من طرف الإمام المجاهد أبي العباس أحمد بن محمد. وقد شهدت زاوية ڤجال في هذه الفترة نهضة علمية شارك فيها الشيخ العلامة سيدي عبد الرحمن الأخضري.[2][3][4][5][7] التجديد الثالثتم في سنة 1211 هـ الموافق لسنة 1795 م على يدي سيدي محمد الكبير. وبعد وفاته تولى مشيخة الزاوية المجاهد الشيخ الطاهر بن حمادوش الذي شارك في مقاومة الاستعمار الفرنسي الغاشم. وتمت معاقبته بمصادرة أراضيه الفلاحية الخاصة.[2][3][4][5][7] التجديد الرابعتم على يد الشيخ الصديق بن الشيخ الطاهر بن حمادوش بداية من سنة 1857م، الذي استطاع أن يستعيد المبادرة ويفتح الزاوية لتحفيظ القرآن والتعليم الديني؛ كان الشيخ الصديق بن حمادوش عالما في الدين وصوفيا، تخرج على يده أكثر من ستين فقيها منهم من فتح زاوية كالشيخ المختار بن الشيخ، والشيخ الطيب بن الكتفي والشيخ المنور مليزي، والشيخ علي الحامدي، والشيخ رحماني عبد الرحمن ومنهم من اشتغل قاضيا في محاكم الشريعة الإسلامية، ومنهم من اشتغل مفتيا إبان الإستعمار الفرنسي للجزائر. وبهذا سجلت زاوية ڤجال حضورها على مستوى كل من المقاومة المسلحة من خلال الشيخ الطاهر بن حمادوش وحضورا قويا على مستوى المقاومة الثقافية من خلال الشيخ الصديق بن حمادوش.[2][3][4][5][7] التجديد الخامستم على يد الشيخ محمد الصديق بن الطيب حمادوش وإخوته سنة 1936 م، فاستعادت الزاوية نشاطها العلمي على يدي الشيخ المختار بن الشيخ بين سنتي (1936 م إلى 1944 م) وبعد وفاته استخلفه الشيخ محمد بقاق لأكثر من سنتين (1945 م إلى سنة 1947م).[2][3][4][5][7] التجديد السادستم على يد الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش سنة 1950م بعد أن أنهى دراسته بجامعة الزيتونة بتونس وعاد إلى أرض الوطن، فقام بإصلاحات معتبرة في الزاوية واستأنف التدريس بها لعدد من الطلبة الذين كان وإياهم على موعد مع ثورة التحرير الجزائرية، فاستشهد منهم من استشهد، ومن بقي منهم رفع تحدي التعليم العربي بعد الاستقلال من خلال مدرسة ڤجال والمدارس الرسمية.[2][3][4][5][7] التجديد السابعتم بعد الاستقلال أي في صيف سنة 1962م حيث انطلقت محاولة أولية للتدريس بالزاوية، قام بها الشيخ القريشي مدني بطلب من الشيخ أبي محمد الصغير، محمد الصديق بن الطيب حمادوش. وتبعتها محاولة أخرى قام بها الشيخ الحسين مؤمن، ولكنها لم تستمر. وفي بداية العام الدراسي (1963 / 1964) استأنفت الزاوية عملها تحت اسم مدرسة الشهيد عبد الحميد حمادوش، بإشراف الشيخ محمد الصديق بن الطيب حمادوش، وتسيير الجمعية الدينية برئاسة البشير ڤزوط. وكان من أبرز أساتذتها الشيخ القريشي مدني، والشيخ إسماعيل زروڤ. ومن فلسطين الأساتذة ذيب كنعان، ويعقوب قرعاوي، وتيسير محمد سعيد وغيرهم، في هذه الفترة أخذت الزاوية صبغة المدرسة الحرة أكثر منها زاوية ذات خط وطريقة ومنهج في التربية والتعليم، وتوقف التعليم القرآني بها، ولكنها أدت دورا رائدا في تعليم أبناء المنطقة، وولاية سطيف، فتخرج منها العشرات، بل المئات من المعلمين، والمدرسين، والأساتذة، والموظفين. وفي سنة 1976 جاء مشروع توحيد التعليم بإلغاء المدارس الحرة، والزوايا، فتسلمت مديرية التربية والتعليم، مدرسة الشهد عبد الحميد حمادوش، التي أصبحت تحمل اسم إكمالية عبد الحميد حمادوش، وحلت الجمعية، فبقيت الزاوية معطلة خالية بلا تعليم قرآني ولا شرعي، إلا من الشيخ رابح عيادي، الذي ظل محافظا على الآذان، وإمامة الناس في الصلاة بدون أجر حتى توفي.[2][3][4][5][7] التجديد الثامنفي سنة 1981 أقدم أهل الزاوية وطلبتها القدامى على تكوين جمعية دينية للمسجد الجامع والزاوية العلمية، فكان ممن ساهم وشجع على إعادة إحياء هذا الصرح العلمي التاريخي، الأستاذ إبراهيم زروڤ - وصفيح المحفوظ - الشيخ الزبير - وعبد الوهاب حمادوش - والأستاذ عبد المجيد حمادوش - والشيخ خالد حمادوش - والشيخ محمد الفاضل. وكانت الجمعية تتكون من الشيخ الزبير حمادوش - والشيخ القريشي مدني - والشيخ محمد غجاتي - والأستاذ المحفوظ صفيح - والعربي حافظ - وحمو رحماني - ومحمد ولد الشيخ الخير فاضلي.[2][3][4][5] فأقيمت أول جمعة بالمسجد الجامع التابع للزاوية، كبداية لإحياء الزاوية من جديد وكان إمام الجمعة أحد طلبتها الأوفياء، وخطيبها بالمنطقة، الشيخ القريشي مدني، الذي ظل لسنوات يقدم بها دروسا في علوم اللغة العربية والفقه والأصول، في هذه الفترة تمت توسعة الزاوية.[2][3][4][5][7] التجديد التاسعكان ذلك عام 1412هـ، 1992م حيث تم إحياء الزاوية العلمية بقجال باسم زاوية الشهيد عبد الحميد حمادوش، بعد حفل تأسيس كبير حضر فيه جمع غفير من الأساتذة والمعلمين وعلماء الدين، والأعيان، والمسؤولين وغيرهم، وكانت الجمعية تتكون من الشيخ الزبير حمادوش - والشيخ فوضيل حمادوش - والأستاذ عبد المجيد حمادوش - والشيخ خالد حمادوش - والأستاذ الهادي حمادوش - والأستاذ عبد الله فتاش - والشيخ القريشي مدني - والساسي غجاتي - وعلي مدني - والحسين فتاش - والشيخ عبد الرحمان حمادوش - ومحمد بخوش - وجمال بن إدريس - والأستاذ جمال ب، وبعد سنوات تم إنجاز مشروع المجمع الإسلامي لزاوية قجال، بعد أن تمت تسوية جميع الإجراءات القانونية والإدارية، لتكون البداية بإنجاز المسجد الجديد.[2][3][4][5][8]
أبنية ومرافق الزاوية
شيوخ وعلماء الزاوية
صور شيوخ الزاويةشخصيات إرتبط إسمهم بالزاويةزاوية بن حمادوش استقبلت علماء من أمثال سيدي عبد الرحمن الأخضري [9]، الذي عاش في القرن العاشر الهجري، فقد كان يزورها للتدريس بها والتبرك بزيارة مقام سيدي مسعود الإدريسي الحسني القجالي، الذي توفي بمنطقة ڤجال. وقد نقل جثمانه إلى قريته «بنطيوس» الكائنة بمنطقة طولقة، بولاية بسكرة، حيث دفن هناك، ومن علماء زاوية بن حمادوش، سيدي محمد الصغير بن يوسف الحملاوي. أيضا الشيخ أبي القاسم بن السعد الحامي، الذي علم بها، وقد ذكر أنه ترك بمكتبتها العديد من المخطوطات، لم يبق منها إلا مخطوطا واحد في شرح الآجرومية، فرغ من إنجازه في نهاية السنة المتممة للقرن الثاني عشر الهجري.و سيدي عمر قادري، الذي تعلم بزاية بن حمادوش.[2][3][4][5][7] الزاوية والمقاومات الشعبيةكان للمنهج المعتمد في زاوية قجال كباقي الزوايا العلمية في الجزائر الدور الأساسي والكبير في مشاركة بعض شيوخها في المقاومات الشعبية الوطنية ضد الوجود الفرنسي في الجزائر، ففي القرن التاسع عشر، كان شيوخ الزوايا العلمية هم قادة الثورات ومفجروها، وطلبتها جنود ميادين الوغى وفرسانها، ومن هؤلاء كان ابن منطقة فجال وحفيد رمزها سيدي مسعود وواحد من شيوخ جامعها الشريف، الشيخ سيدي الطاهر بن محمد بن أحمد الملقب بأحمادوش. شارك سيدي الطاهر في الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي، وقد أصيبت رجله أثناء معركة مع العدو قرب الجزائر العاصمة، وكانت جروحه دامية فعجز عن السير وبقي هناك فترة من الزمن إلى أن شملته تالعناية الإلهية ؛ حيث عثر عليه أحد رفاق السلاح الناجين في المعركة، فقدم له الإسعافات اللازمة، وأودعه عند أحد سكان المنطقة، فلما برئ جرحه وعادت إليه عافيته، رجع إلى بيته بقجال.[2][3][4][5] الزاوية وثورة التحرير الجزائريةلما اندلعت الثورة الجزائرية في نوفمبر 1954 م، كان طلبة العلم والشيوخ في زاوية ڤـجال (زاوية بن حمادوش) في الموعد، فشارك فيها جلهم، وقدموا الغالي والنفيس من أجل تحرير البلاد، وقدموا الكثير من الشهداء. نذكر منهم الشهيد عبد الحميد حمادوش، والشهيد حمود مني...[2][3][4][5] المهامتُعتبر زاوية بن حمادوش بـ قجال من أشهر الزوايا العلميّة في شمال أفريقيا، نظرا إلى الدور الإيجابيّ الذي قام به رجالها من شيوخ وعلماء وطلبة، منذ التأسيس، في حفظ الهوية الوطنية، والدفاع عن مقومات المجتمع الجزائري الدينية والوطنية، وحركتهم التوعوية الفكرية والثقافية، وجهودهم العلميّة، والتربويّة، وأعمالهم الوطنيّة، وتضحياتهم في سبيل تحرير البلاد من الاحتلال الفرنسي، ونشاطاتهم الدعوية والتبليغية.[2][3][4][5]
بعض الصوروثائقهناك وثيقة تبين أن زاوية بن حمادوش التي كانت تسمى زاوية سيدي مسعود القجالي الحسني، ثم زاوية قجال لها أكثر من تسعة قرون بالتاريخ الهجري، هذه الوثيقة تحدد القرن الخامس كتاريخ لتخصيص السيد محمد الكبير، أحد أحفاد سيدي مسعود الحسني، بأراضي محبوسة عليه من قبل سلاطين المحروسة الجزائر، وتذكر أنه خصص زاويته ببعض الأراضي، أما الوثيقة الثانية فمؤرخة في أواسط ذي القعدة عام ثمانية وثمانين وثمانمائة هجرية 888 هجري 1483 ميلادي، ووثقية ثالثة يعود تاريخها إلى شهر شوال سنة 931 هجري 1524 ميلادي أما الوثيقة الرابعة فهي أوضح من الوثائق السابقة ومؤرخة في 1230 هجري 1815 ميلادي وتحدد الأراضي الفلاحية الموقوفة على الزاوية العلمية.[2][3][4][5] صور الوثائقوصلات داخليةمواضيع ذات صلةمواضيع مرتبطةانظر أيضاوصلات خارجية
مراجع
مصادر
|
Portal di Ensiklopedia Dunia