زاوية الهامل
زاوية الهامل أو الزاوية القاسمية هي إحدى الزوايا في الجزائر الواقعة في بلدية الهامل بدائرة بوسعادة ضمن ولاية المسيلة، والتابعة لمنهاج الطريقة الرحمانية.[1] التاريخالنشأة الأولىأسّس الشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي زاويته الأولى قبل العام 1848م وعَمَرَهَا في بيته الكائن برحاب «المسجد العتيق» في قرية الهامل، وذلك في فترة مقاومة الأمير عبد القادر، وكان عدد طلبته آنذاك ثمانين طالبا. وكان يتولى تعليمهم، ويتكفل بنفقات إقامتهم. التأسيسشرع الشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي في سنة 1279هـ\1862م في بناء زاويته بقرية الهامل، وأتمها أول محرم 1280هـ \ 18 جويلية 1863م. وفي سنة التي تلتها شرع في بناء مسجد للطلبة والإخوان ولدروس الفقه وغيره، وذاعت شهرة الشيخ في المناطق المجاورة، فقصد الزاوية الطلبة من كل مكان من: تيزي وزو، بومرداس، الجزائر، المدية، تيارت، شرشال، سطيف، المسيلة، الجلفة، الأغواط، وغيرها من المناطق. وتوافد على الزاوية الأساتذة والعلماء من جميع الجهات، وتحولت إلى مركز لقاء بينهم ومنتدى علمي ثقافي يؤمه خيرة علماء البلد. وصفها أحد الشيوخ فقال: «كانت الزاوية المعمورة محلا للعلماء العاملين»، وكان يرتادها في هذه الفترة ما بين 200 و300 طالب سنويا يدرسهم حوالي 20 أستاذا على رأسهم الأستاذ الشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي نفسه. اهتم الشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي أيضا بتعمير الأرض واستصلاحها وزراعتها، وذلك لتأمين مصدر رزق للزاوية، فاستصلح عشرات الهكتارات بوادي الهامل والمناطق المجاورة له، كمرحلة أولى وجعل كل ذلك وقفا على الزاوية يستفيد منه الطلبة والفقراء والمحتاجين، ثم بدأ في مرحلة ثانية بشراء الأراضي الزراعية في المناطق الأخرى مثل المسيلة والجلفة وتيارت والمدية وتيزي وزو وغيرها من المناطق، وجعلها أيضا وقفا على طلبة العلم من رواد زاويته. أوقف أموالا وعقارات وبساتين على زوايا شيوخه في أولاد جلال، برج بن عزوز، أقبو، طولقة والجزائر العاصمة، على مقام محمد بن عبد الرحمن الأزهري، بل هو الذي بنى الحائط الذي يحمى المقبرة ويحيط بها. المرافقتضم زاوية الهامل حاليا عدّة مرافق، أهمّها:
شيوخ الزاوية
عدد الطلبة
المهامالنشاطتُعتبر زاوية الهامل من أشهر الزوايا العلميّة في المنطقة المغاربية، نظرا إلى الدور الإيجابيّ الذي اضطلع به رجالها، وجهودهم العلميّة، والتربويّة، وأعمالهم الوطنيّة، في عهد الاحتلال الفرنسي للجزائر، وبعد استعادة الاستقلال الوطني. فأدّت الزاوية دورا رائدا في مختلف مراحل الجهاد، ضد الوجود الأجنبيّ، وكانت أحد معاقل الحركة الوطنية الجزائرية، ثم مركز إسناد لثورة التحرير الجزائرية. سخّرت الزاوية جهودها لتعليم القرآن الكريم، ونشر تعاليم الدين الحنيف، وإرساخ قيمه الروحيّة السامية، فضلا عن رسالتها الإصلاحية، وعملها لترقية المجتمع، وتوثيق أواصر الأخوّة والوحدة بين أفراده، وإصلاحه بالدّين القيّم والتوجيه الراشد. فانتشر أتباعها وأحبابها وقدماء طلبتها، في شرق الجزائر وغربها ووسطها، ويرتبط بها أتباع الطريقة الرحمانية روحيا وثقافيا. كما تتكفّل الزاوية بعدد من الأسر الفقيرة، وتساعد اليتامى والمساكين وأبناء السبيل والمعوزين، وتطعم الطعام الوافدين، زائرين وعابرين، وتتكفّل بطلبة العلم، مجانا: إيواء وإطعاما وتعليما. فازدهر نشاط الزاوية العلمي والتربوي والاجتماعي، وذاع صيتها، مشرقا ومغربا، فأصبحت، بعد سنوات قليلة من تأسيسها مركز إشعاع حضاري، استقطبت اهتمام الباحثين، وأثارت عناية الدارسين، وقصدها العلماء وأهل الفضل، من داخل البلاد وخارجها، وصارت معهداً علميّا عاليا، تخرَّج منه عدد كبير من العلماء والفقهاء، كانوا يؤهّلون علميّا، ويجازون للإفتاء، أو القضاء، أو التدريس في كبرى الحواضر العلميّة، داخل الوطن وخارجه. اتحاد زوايا الشمال الإفريقياختار رجال الزوايا في المنطقة المغاربية مبنى زاوية الهامل بتاريخ 15 أفريل 1938م مقرًّا لـ«اتحاد زوايا الشمال الإفريقي».[6] فانتُخب شيخ الزاوية آنذاك، «مصطفى بن محمد القاسمي»، رئيسا لهذا الاتحاد المغاربي. جامعة الزوايا للشمال الإفريقيشارك رجال زاوية الهامل في تأسيس «جامعة الزوايا للشمال الإفريقي» بتاريخ 15 مارس 1948م.[7] فشغل شيخ الزاوية آنذاك، «مصطفى بن محمد القاسمي»، منصب «رئيس الإدارة» في هذه الجامعة المغاربية، وذلك بحضور أكثر من مائة وعشرين رئيس زاوية خلال انعقاد «مؤتمر زوايا شمال إفريقيا» بمدينة الجزائر. رابطة الزوايا الرحمانيةعندما تأسّست «رابطة الزوايا الرحمانية» في 1 محرم 1410هـ الموافق لتاريخ 3 أوت 1989م، اختار رجالهُا زاوية الهامل القاسميّة مقرًّا لهذه «الرابطة الرحمانيّة» وانتخبوا الشيخ «المأمون بن مصطفى القاسمي» رئيسا لها. المعهد العالي للعلوم الشرعيةأعدّ القائمون على زاوية الهامل مخطّطا تطويريا يتضمّن مشروع بناء معهد عال للعلوم الشرعية للنهوض برسالة الزاوية الحضارية. ويراعي هذا المعهد العالي في مرافقه جميع الشروط والوسائل التربوية، ليتخرج منه علماء متخصصون في العلوم الشرعية والفقه والعقيدة والقيم والأخلاق المستمدة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وشريعته السمحة. مكتبة الصور
الموقعتقع «زاوية الهامل» على بُعد 350 مترا عن الطريق الوطني رقم 89 في ولاية المسيلة وعلى بعد 13 كلم إلى الجنوب الغربي من مدينة بوسعادة، وعلى بعد 2 كلم إلى الجنوب من الطريق الوطني رقم 46.[8] وهذا الموقع الرائع قرب جبال الحضنة يجعل منه موقعا استراتيجيا.[9] تقع «زاوية الهامل» على بعد 76 كلم إلى الجنوب الغربي من مدينة المسيلة.[10] وتقع هذه الزاوية في مرتفعات شط الحضنة في منطقة الحضنة.
أعلام الزاوية
انظر أيضًامواضيع ذات صلة
فايسبوك
فيديوهاتوصلات خارجيةمصادر
|
Portal di Ensiklopedia Dunia