جابر بن عبد الله الأنصاري
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري صحابي، من المكثرين من رواية الحديث النبوي.[1] سيرتهكان جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام صحابيًا أنصاريًا من بني غنم بن كعب بن سلمة أحد بطون قبيلة الخزرج،[1][2] ولأبيه عبد الله بن عمرو بن حرام الذي قُتل في غزوة أحد أيضًا صُحبة،[3] وأمه نسيبة[1] وقيل أنيسة بنت عقبة بن عدي الأنصارية.[4] اختُلف في كنيته فقيل أبو عبد الله، وقيل أبو عبد الرحمن، وقيل أبو محمد.[1] أسلم جابر صغيرًا حين شهد بيعة العقبة الثانية مع أبيه.[2][3] ولما هاجر النبي محمد إلى يثرب، كان جابر من أنصار النبي محمد الذين التفّوا حوله، إلا أنه لم يشهد غزوة بدر ولا غزوة أحد، حيث منعه أبوه من المشاركة فيهما لأجل أن يرعى أخواته التسع،[3][5] ولكن بعدما قُتل أبوه في أُحد، لم يتخلّف جابر عن غزوة من غزوات النبي محمد،[1][2] كما شهد بيعة الرضوان.[3] وقد مرض جابر ذات مرة في زمن النبي محمد، فعاده النبي، واشتكى له أنه إن مات فسيورث كلالة، فنزلت آية الكلالة: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ١٧٦﴾ [النساء:176]، لتوضح للمسلمين كيفية التوريث في تلك الحالة.[6] وبعد وفاة النبي محمد، شارك جابر في الفتح الإسلامي للشام، وكان في جيش خالد بن الوليد الذي حاصر دمشق،[3] كما زعم الكلبي أنه شهد وقعة صفين مع علي بن أبي طالب.[2] ثم تفرّغ جابر للجلوس في المسجد النبوي يعلّم الناس، وكان من المكثرين في رواية الحديث النبوي،[2] فكانت له حلقة في المسجد يلتفّ فيها الناس ليسمعوا من الحديث النبوي وليستفتونه،[1][7] حيث كان مفتي المدينة في زمانه.[3] كما كان يرتحل ليتأكد من صحة الأحاديث، فقد رُوي أنه رحل في آخر عمره إلى مكة ليتأكد من صحة أحاديث سمعها، كما رُوى أنه رحل إلى مصر ليسمع حديث القصاص من عبد الله بن أنيس.[3] اضطربت الروايات حول زمان وفاة جابر بن عبد الله، فقيل أنه مات سنة 73 هـ، وقيل سنة 74 هـ، وقيل سنة 78 هـ،[8] وقيل سنة 77 هـ،[2] وعمره 94 سنة،[8] وقد عمي آخر عمره،[9] وصلى عليه أبان بن عثمان بن عفان والي المدينة المنورة وقتها[10][2][3] بقباء،[11] وقيل أنه أوصى ألا يصلّي عليه الحجاج بن يوسف الثقفي.[8] إلا أن الأرجح أن وفاته كانت سنة 78 هـ، لما ذكره الذهبي عن أنه عاش بعد عبد الله بن عمر بن الخطاب بأعوام.[3] وكان آخر أصحاب النبي محمد موتًا بالمدينة،[1] وقيل آخرهم سهل بن سعد.[8] كما أنه آخر من مات بالمدينة المنورة ممن شهد بيعة العقبة.[2][3] وقد أخذ الحسن المثنى بعمودي سريره في جنازته.[12] روايته للحديث النبوي
انظر أيضًاالمراجع
|
Portal di Ensiklopedia Dunia