تدليس (علم الحديث)
التدليس في سياق علم الحديث هو إخفاء عيب في الإسناد(ملاحظة 1) لتحسين ظاهره.[1] كأن يوهم المدلس من يستمع له بأن إسناده متصل وهو ليس بمتصل، والتدليس على نوعين: تدليس إسناد، وتدليس شيوخ. تدليس الإسنادتدليس الإسناد وله أربع صور:[2] الإسقاطالإسقاط هو أن يُسقط الرواي من إسناد الحديث الراوي الذي فوقه، ويَنسب الحديث للرواي الذي يلي من فوقه رغم أنه لم يسمعه منه مباشرة مستخدما أحد ألفاظ الأداء التي توهم الآخرين بأنه قد سمعه منه مباشرة، دون أن يصرح به، فإن استعمل أحد ألفاظ الأداء الصريحة في السماع (مثل حدثني) فقد صار كذابا.
التسويةالتسوية هي أن يروي المدلس حديثا عن راو ضعيف بين ثقتين لقِي أحدهما الآخر، فيُسقط الراوي الضعيف، ويجعل بين الثقتين عبارة توهم الاتصال بينهما دون واسطة، فيبدو الإسناد كما لو كان كله ثقات، وقد سماه القدماء تجويد.
القطعالقطع هو مثل تدليس الإسقاط، لكن يضاف عليه إسقاط لفظ الأداء أيضا، بأن يقطع (يحذف) لفظ الأداء عن الراوي.
العطفالعطف هو أن يُصرح الراوي بالرواية عن شيخ له سمع منه الحديث، ويعطف عليه شيخا آخر لم يسمع منه ذلك الحديث.
حكم تدليس الإسنادتدليس الإسناد بصوره كلها مكروه جدا، ذمه أكثر العلماء، قال فيه شعبة بن الحجاج: «التدليس أخو الكذب»، وقال فيه عبد الله بن المبارك «والله لا يقبل تدليسا»، وقال فيه الحافظ العلائي: «ولا ريب في تضعيف من أكثر من هذا النوع». وأما حكم حديث المدلس تدليس الإسناد مختلف فيه، فمنهم من شدد فجرحه ولم يقبل حديثه مطلقا، ومنهم من تساهل فقبله مطلقا، والصحيح الذي عليه جمهور الأئمة هو التفصيل، وهو أن ما رواه المدلس الثقة بلفظ محتمل لم يبين فيه السماع والاتصال حكمه حكم المنقطع مردود، وما رواه بلفظ مبين للاتصال نحو "سمعت، وحدثنا، وأخبرنا" فهو متصل، يحتج به إذا استوفى السند والمتن باقي شروط التصحيح.[2] تدليس الشيوخ
ويقع هذا النوع كثيرا في كتب المتأخرين، وكثيرا ما يقصد المحدث من ذلك امتحان أذهان الطلاب واختبار المشتغلين بالعلم، ولفت نظرهم إلى حسن التأمل في الرواة وأحوالهم وأنسابهم وغير ذلك،[2] وقد استوفى العلماء هذا النوع من التدليس فبينوا من عُرف بأسماء ونعوت متعددة. حكم تدليس الشيوخوحكم هذا القسم في الكراهة أخف إجمالا من القسم السابق، لأن الشيخ الذي دُلس اسمه يمكن معرفته من أهل الدراية بالرواة وأسمائهم. وتختلف الكراهة باختلاف المقصد الحامل على هذا النوع من التدليس، وشره إذا كان المروي عنه ضعيفا، فيدلسه الراوي حتى لا تظهر روايته عن الضعفاء، أو يُتَوهم أنه راو من الثقات يوافق اسمه وكنيته، وقد يكون الحامل على ذلك إيهام كثرة الشيوخ. انظر أيضاوصلات خارجيةهوامشمراجع |