الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع. كتاب في علوم الحديث ألفه الخطيب البغدادي، بين فيه أخلاق الراوي وآداب السامع وما يجب عليهما ويستحب منهما ويكره لهما إذ لا غناء لأحد من أصحاب الحديث عن معرفة ذلك. فلقد استوفى الخطيب البغدادي في هذا الكتاب ذكر ما ينبغي للمحدث وطالب الحديث أن يتحليا به من الآداب والواجبات التي تقتضيها صنعة التحديث؛ بل أفاض في ذلك، وجمع فأوعى، ولم يبق زيادة لمستزيد، والحقيقة التي لا مرية فيها أن الكتاب يشفي - في موضوعه - كل من أراد النهاية في هذا البحث، والوصول إلى أعماق هذا الموضوع.[2] بعض فوائد الكتابالواجب أن يكون طلبة الحديث أكمل الناس أدباً، وأشد الخلق تواضعاً، وأعظمهم نزاهة وتديناً، وأقلهم طيشاً وغضباً، لداوم قرع أسماعهم بالأخبار المشتملة على محاسن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وآدابه، وسيرة السلف الأخيار من أهل بيته وأصحابه، وطرائق المحدثين، ومآثر الماضين، فيأخذوا بأجملها وأحسنها، ويصدفوا عن أرذلها وأدونها.[3] مضمون الكتابكتب البغدادي في كتابه 239 عنوانًا، صنفها في أكثر من ثلاثين بابًا، فيها قرابة ألفي فقرة، ومجمل ما جاء به الكتاب:[4]
أهمية الكتابيمكن إجمال أهمية الكتاب في نقاطٍ متعددة: 1- استشهاده بالقرآن والسنة النبوية في مواضع كثيرة. 2- شموليته: فقد انطلق فيه المؤلف بتعليم طالب الحديث آداب حياته في طلب الحديث كُلها، ابتداءً من استئذان والديه بالرحلة مرورًا بالرحلة نفسها، إلى اختيار الشيوخ وطريقة تعامله معهم، وطريقة تعامله مع الحديث وصولًا إلى أن يحدث به. 3- تحفيز الهمم: فلم يكتفي المؤلف البغدادي بذكر الآداب الواجب على طالب الحديث اتباعها، بل أعقب ذلك بتحفيز همته، وبيان مكانة ما يقوم به ورفعته. 4- التوجيهات: فلم يقتصر الأمر على الآداب فحسب، بل كان يوجهه في بعض المراحل الأساسية في حياته هذه، بدءًا من اتخاذ رفيقٍ للطريق، إلى معايير اختيار الشيوخ الذين يأخذ منهم، وتعريفه بأهم شيوخ الأسانيد، وصولًا إلى الطعام الذي يتناوله. 5- ثناء العلماء عليه. مما قاله العلماء في الكتابذكر زين الدين العراقي عن الكتاب: «صنف الخطيب كتابًا حافلًا لآداب كل منهما (يقصد راوي الحديث وطالبه)».[5] وقال ابن خير الإشبيلي: «من جيد الكتب؛ بيَّن فيه آداب هذه الصناعة، وطرائقهم المختارة».[6] وقال فيه ابن حجر العسقلاني: «ثم جاء بعدهم الخطيب أبو بكر البغدادي، فعمل في قوانين الرواية كتابًا سماه» الكفاية«، وفي آدابها كتابًا سماه» الجامع لآداب الراوي والسامع«، وقل فنَّ من فنون الحديث إلا وقد صنف فيه كتابًا منفردًا».[7] قال فيه محمد بن جعفر الكتاني: «وهو غايةٌ في بابه».[8] نسخ الكتابللكتاب نسختان معروفتان حتى الآن:[9] 1- نسخة دار الكتب الظاهرية في المجموع، المخطوط رقم 55: وهي جزء من كتاب «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع»، احتوت الجزء الرابع منه، فابتدأت بـ «الجزء الرابع من كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع». 2- نسخة مكتبة بلدية الإسكندرية: تحت رقم (3711ج – مصطلح الحديث): وهي تقع في 10 أجزاء، مجموعةٌ في مجلد واحد، وقد خُطت سنة 500 هجرية، وكان من خطها محمد بن شاكر بن عيسى بن مخلوف. المراجع
|
Portal di Ensiklopedia Dunia