الغنية في الكلام (كتاب)
الغنية في الكلام كتاب في علم الكلام على طريقة أهل السنة الأشاعرة في العقيدة من تأليف الإمام أبي القاسم الأنصاري تلميذ إمام الحرمين الجويني. تحقيق اسم الكتابلم يُختلف في اسم كتاب الغُنية؛ فقد ذكره تلميذه أبو الفتح الشهرستاني في كتابه نهاية الإقدام في علم الكلام في التعريف بشيخه، فقال عنه: صاحب الغنية وشرح الإرشاد.[1] وكذلك ذكره بهذا الاسم بعض من ترجموا لأبي القاسم الأنصاري.[2] وحكى ابن قاضي شهبة عنه في طبقاته أن له كتاب الغنية، وكذلك نقل عنه الرافعي شيخ الشافعية، والعجلوني في كشف الخفاء ومزيل الإلباس عند كلامه على حديث: «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما»؛ (حديث أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإمارة باب: إذا بويع لخليفتين).[3] كما أنه اسم الكتاب المثبت على غلاف أصله الخطي، وزِيد عليه إضافة موضوع الكتاب؛ فوُسم بالغنية في الكلام.[4] تأليف الكتابالذي يغلب على الظن بعد تحقيق الكتاب هو أن الأنصاري صنف كتابه الغنية في مرحلة متأخرة من عمره بعد أن بلغ مرتبة عالية من الإمامة في الدين والقوامة في العلم؛ والذي يرجح هذا الظن أن سبب تأليف الكتاب هو استجابة لطلب ولده أبي الفتح الأنصاري، وأبو الفتح ولد سنة 489 هـ، ولا يظن به أن يطلب مثل هذا الطلب دون العاشرة من عمره على أقل تقدير، فينتج من هذه المقدمات أن تأليف الغنية كان أوائل القرن السادس الهجري تقريباً. وأما ترتيب الكتاب بين مؤلفات أبي القاسم الأنصاري: فإنه لم يصلنا من مؤلفاته سوى الغنية وشرح الإرشاد، وما عداهما في حكم المفقود؛ حيث لا نملك عنها أية بيانات لأصول خطية، وإذا قارنا بين الغنية وشرح الإرشاد وجدنا أن الغنية كان متأخراً في التأليف عن شرح الإرشاد؛ حيث أحال الأنصاري في الغنية - في موضعين منه - على كتابه شرح الإرشاد.[5] منهجه في التأليفموضوع كتاب الغنية هو علم الكلام الذي يعتمد على الأدلة النقلية من القرآن والسنة الصحيحة مع الحجج والبراهين العقلية، الممزوجة بأساليب الجدل وطرائق البحث والمناظرة التي تعد السمة الكبرى والغالبة على ميدان التصنيف في الفكر الكلامي عامة. والأنصاري في كتابه يعتمد على عدة مناهج، وهي كالتالي:[6]
المادة العلمية بالكتابيسير كتاب الغنية في ترتيب موضوعاته وفق المنهج المعتمد الذي رسمه كبار علماء الأشاعرة بدءاً من الإمام الباقلاني في كتابه تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل، ومروراً بالجويني في الإرشاد، والشامل؛ ذلك الترتيب الذي اعتمد على الاستدلال المشتمل على المباحث النظرية التأصيلية لعلم الكلام، والتي تسمى على لسان الباحثين المعاصرين بنطرية المعرفة، بما تحويه هذه النظرية من مباحث النظر العقلي ومقوماته وأحكامه ووجوبه، والرد على منكريه، والعلم البشري أقسامه ومجالاته. ثم يأتي بعد ذلك الكلام عن إثبات الصانع ووحدانيته؛ أولى موضوعات علم الكلام، ومروراً بموضوعات الإلهيات المختلفة. أما بالنسبة لمادة الكتاب العلمية فكتاب الغنية يظهر الجوانب المختلفة لثقافة أبي القاسم الأنصاري خاصة، كما تتجلى فيه موسوعية الجمع والتأليف التي هي سمة بارزة من سمات التصنيف في الفكر الإسلامي، فالكتاب فضلاً على استغراق المسائل الكلامية التي هي موضوع الكتاب - حافل بقضايا شتى من فنون مختلفة يناقشها الأنصاري، مثل: المباحث الأصولية كمراتب الأخبار وإفادة خبر التواتر العلم، وشروط إفادة خبر الواحد العلم، ومسألة خلو العصر عن مجتهد.[7]
الأهمية التاريخية للكتابلأهمية التاريخية لكتاب الغنية مظهران:[8]
مراجع
|
Portal di Ensiklopedia Dunia