النمسا ضد ألمانيا في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 1912
تعود فكرة تأسيس المنتخب الوطني الألماني لفالتر بينيسمان، أحد أهم رواد كرة القدم في ألمانيا والذي ساهم بتأسيس عدة أندية ألمانية في جنوب ألمانيا وشغل منصب نائب رئيس رابطة أندية جنوب ألمانيا، حيث قام فالتر بين عامي 1901-1899 بتشكيل منتخب ألماني يضم مجموعة من لاعبي أندية جنوب ألمانيا، ونظم خمس مباريات مع فرق إنكليزية وانتهت المباريات جميعها بنتائج ثقيلة جداً لصالح الفرق الإنكليزية، وفي 28 يناير لعام 1900، اجتمع في لايبزيغ رؤساء الأندية الألمانية لتأسيس اتحاد لكرة القدم يشرف على تنظيم اللعبة في ألمانيا، وقدحدث ذلك بالفعل وتم تشكيل اتحاد رياضي لكرة القدم في ألمانيا، وانتخب فرديناند هوبي كرئيس للاتحاد الألماني في ذلك الوقت، لتنضم ألمانيا بعدها بأربع أعوام إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم.[21]
لكن المصاعب لم تنتهِ مع تأسيس الاتحاد المنظم للعبة في ألمانيا، حيث لم يتمكن الألمان من تنظيم أي مباراة تجمع منتخبهم مع منتخب آخر حتى الخامس من أبريلعام1908، حين تمكن هوغو إيغون كوباسيك أحد أعضاء الاتحاد الألماني ورئيس نادي فيكتوريا هامبورغ من تنظيم أول مباراة دولية لألمانيا كانت حينها أمام سويسرا في مدينة بازل السويسرية ولم تكن بداية، سعيدة وانتهت بفوز سويسرا بنتيجة 3 -5 [22] التي خاضتها ألمانيا دون مدرب واعتمدت على كوباسيك في وضع التشكيلة والخطط الفنية، للمباراة التي سجل فيها بيكر لاعب نادي فرانكفورت كيكرز الهدف الأول في الدقيقة السادسة من المباراة، وكان ذلك أول هدف في تاريخ ألمانيا. أثارت تلك الخسارة حفيظة الألمان الذين راحوا يتباحثون عن السبل الكفيلة بتطوير اللعبة، فقرر الاتحاد الألماني الاعتماد على الروابط المحلية والإقليمية في اختيار اللاعبين المناسبين لتمثيل المنتخب الوطني الألماني، كرابطة جنوب غرب ألمانيا لكرة القدم ورابطة هامبورغ ألتونا لكرة القدم ورابطة أندية لايبزيغ لكرة القدم ورابطة أندية جنوب ألمانيا لكرة القدم.
لكن ذلك لم يجدِ نفعاً، واستمر المانشافت بالتخبط وتلقي الخسارات في المباريات الدولية أمام إنكلتراوالنمسا ثم حققوا في الرابع من أبريل نيسان أول فوز لهم على حساب المنتخب السويسري بهدف مقابل لا شيء، قبل أن يخرج الألمان خاليي الوفاض من مشاركتهم الأولى في أولمبياد ستوكهولم 1912[23] حيث سحق منتخب ألمانيا نظيره الروسي بنتيجة 16-0 ونجح «جوتفريد فوخس» في تسجيل 10 أهداف ليعادل الرقم القياسي المسجل باسم «سوفوس نيلسن».[24] وخروجهم من الدور الأول بعد خسارتهم مع النمسا 1-5[25]، ثم لم تشارك ألمانيا في أولمبياد أنتويرب 1920وأولمبياد باريس 1924 لأسباب سياسية بحتة.
بعد الحرب العالمية الأولى (1920–1933)
لعب منتخب ألمانيا أول مباراة دولية بعد الحرب العالمية الأولى في 27 يونيو1920 حيث خسر أمام المنتخب السويسري 1-4 .لعبت ألمانيا خلال هذه الفترة 55 مباراة فازت في 23 مباراة وتعادلت في 13 وخسرت في 19. لم تشارك ألمانيا في أولمبياد انتويرب 1920وأولمبياد باريس 1924 لأسباب سياسية. لكنها شاركت بعد ذلك في أولمبياد أمستردام 1928 فازت على سويسرا 4-0 [26] وتأهل إلى الدور الثاني حيث خرجت منه بعد الخسارة من الأوروغواي حاملة اللقب بنتيجة 1-4 [27] ثم تم استدعاء ألمانيا للمشاركة في كأس العالم 1930 في الأوروغواي لكنها رفضت الدعوة بسبب فترة الكساد الأوروبية وبعد المسافة من ألمانيا للأوروغواي والتي تستغرق السفر لمدة 3 أسابيع عن طريق البحر وأيضاً عدم وجود دافع قوي كونها أول نسخة من كأس العالم.
منتخب ألمانيا خلال الحكم النازي
الميدالية البرونزية في كأس العالم 1934
شاركت ألمانيا خلال هذه الفترة في كأس العالم لكرة القدم 1934 في إيطاليا، وبدأت بداية قوية في الدور الأول من خلال الفوز على بلجيكا بنتيجة 5-2 ثم فازت بعد ذلك على السويد 2-1 في ربع النهائي ,, قبل أن تخسر من تشيكوسلوفاكيا في نصف النهائي بنتيجة 3-1 لتلعب بعد ذلك أمام النمسا في مباراة تحديد المركز الثالث وتفوز 3-2 لتتوج بالميدالية البرونزية. وفي عام 1935 لعب المنتخب الألماني 17 مباراة ودية تحضيراً لأولمبياد 1936 والتي استضافتها برلين لكن على الرغم من كل هذه التحضيرات إلا أنها لم تحقق شيء يُذكر في أولمبياد 1936 وخرجت من الدور الثاني بعد الخسارة من النرويج 2-1. وفي كأس العالم 1938 في فرنسا استمر الإخفاق الألماني حيث خرج المانشافت من الدور الأول بعد أن خسر من سويسرا لتكون تلك المشاركة هي الأسوء في تاريخ مشاركات ألمانيا في كأس العالم، وفي 22 نوفمبر 1942 لعبت ألمانيا مباراة ودية أمام سلوفاكيا وفازت بها بنتيجة 5-2 وبعد هذه المباراة تم تجنيد لاعبي المنتخب الألماني على يد النازيين، ولم تلعب ألمانيا بعد ذلك أي مباراة لمدة 8 سنوات تقريباً.
عرضت ساعة المباراة النهائية لكأس العالم 1954 التي تم ترميمها كنصب تذكاري في استاد سويس وانكدورف في بيرن.هيلموت ران صاحب هدف الفوز في مرمى المجر في نهائي كأس العالم 1954
لم تشارك ألمانيا في كأس العالم 1950 بسبب العقوبات المفروضة عليها بعد الحرب العالمية الثانية لكنها شاركت في مونديال سويسرا 1954 لتحدث بعد ذلك ما يسمى بـ معجزة بيرن! كان المنتخب الذي يشرف على تدريبه سيب هيربرغر قد شارك في أول بطولة كبرى له بعد الحرب العالمية الثانية وكان يخوض ثالث بطولة كأس عالم في تاريخه وحقق المنتخب الألماني أربعة إنتصارات ضد تركيا (4-1 و7-2) ويوغوسلافيا (2-0) والنمسا (6-1) ثم مني بهزيمة كبيرة أمام المجر 8-3 قبل أن يبلغ المباراة النهائية. في المقابل كان الأمر مختلفاً تماماً بالنسبة للمنتخب المجري الذي لم يخسر أي مباراة منذ 14 مايو 1950، وشهد طريق المنتخب المجري إلى المباراة النهائية تخطيه تركيا (7-0) وألمانيا (8-3) بالإضافة إلى انتصارين على البرازيل (4-2) وعلى الأوروغواي (4-2 بعد التمديد) في ربع ونصف النهائي على التوالي. وكان المنتخب المجري مرشح بقوة لإحراز أول ألقابه في كأس العالم والواقع بأن الوفد المجري في سويسرا كان قد أعّد حفل استقبال للاعبين والمسؤولين الكبار والصحافيين في اليوم التالي للمباراة النهائية أما في المجر فقد تم إصدار طوابع بريدية في حين بدأ المسؤولون المجريون يعدون العدة لإقامة تمثال ضخم للاعبين. فلم يكن أحد يشك في قدرة المجريين على إحراز لقبهم الأول في كأس العالم. ولكن كم كانوا مخطئين.
بعد معجزة بيرن وتتويج ألمانيا بلقبها المونديالي الأول شاركت ألمانيا في كأس العالم 1958 بالسويد كحاملة للقب وتمكنت من الوصول إلى نصف النهائي لكنها بعد ذلك خسرت من مستضيف البطولة المنتخب السويدي بنتيجة 3-1 ثم في مونديال تشيلي استمر الإخفاق الألماني بالخروج من ربع النهائي بعد الخسارة من يوغوسلافيا في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة بنتيجة 1-0 ثم في مونديال انكلترا 1966 تمكن الالمان من الوصول إلى النهائي لكنهم بعد ذلك خسروا من مستضيف البطولة في المباراة النهائية بعد أن تعرضوا لظلم تحكيمي كبير باحتساب هدف مشكوك في صحته لانكلترا في الأشواط الإضافية، ليخسر المانشافت بنتيجة 4-2 بعد التمديد.
يواخيم لوف (يسار) ومساعده السابق هانسي فليك (يمين)
خاض المنتخب الألماني نهائيات كأس العالم 2010 تحت إدارة المدرب يواخيم لوف، وبعد تعرض مايكل بالاك للإصابة حمل شارة قيادة الفريق المدافع فيليب لام، ومنتخب هو الأصغر منذ العام 1930 حيث بلغ متوسط أعماره 24 سنة ليكون ثاني أصغر منتخب في النهائيات بعد غانا. في مبارته الافتتاحية حقق المنتخب الألماني فوزًا ساحقًا على أستراليا بنتيجة أربعة أهداف للاشيء، ولكن خسارته أمام صربيا بواحد مقابل لا شيء في المباراة الثانية كانت مفاجأة بالرغم من الأداء الألماني الممتاز، ثم يفوز على غانا بنتيجة واحد لصفر في مباراته الأخيرة ليتأهل إلى الدور الثاني في صدارة المجموعة.
في الدور الثاني خاض المنتخب الألماني أداءً رائعاً أمام انكلترا ليمنيها بهزيمة تاريخية بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، ليوقف الحلم الإنكليزي ثم ليخوض مباراته التالية في مواجهة الأرجنتين ليمنيها أيضاً بهزيمة تاريخية بأربعة أهداف مقابل لا شيء، ليتأهل إلى المربع الذهبي في مواجهة إسبانيا التي خسر أمامها بنتيجة واحد لصفر بعد هيمنة وسيطرة المنتخب الأسباني على مجريات اللعبة بشوطيها، وليواجه الأورغواي على المركز الثالث، وينتصر عليها بنتيجة 3 - 2 بعد مباراة رائعة من كلا المنتخبين. لم يتوقع أحد للمنتخب الألماني أن يصل إلى هنا وأن يحقق النتائج التاريخية في ظل تشكيلة صغيرة لا تملك الخبرة الدولية، ليثبت القدرة على الهجوم والإبداع وإيجاد المواهب الجديدة، والاعتماد على السرعة والارتداد. وقد عادل هداف المنتخب الألماني ميروسلاف كلوزه رقم الهداف التاريخي لألمانيا غيرد مولر ب 14 هدفًا. وليصعد مولر جديد وموهوب والذي لم يلعب مباراة منتخبه ضد إسبانيا بسبب الإيقاف. كذلك ظهرت مواهب عدة أخرى ووجوه شابة جديدة مثل مسعود أوزيل صانع ألعاب المنتخب، وشتيفان كيسلينغ في الهجوم، وجيروم بواتينغ في الدفاع.
وفي مونديال 2014 كان المنتخب الألماني في المجموعة السابعة مع كل من البرتغال وأمريكا وغانا، حققت الفوز 4-0 على البرتغال حيث أحرز توماس مولر 3 أهداف وماتس هوميلس هدف وتعادلت بصعوبة مع غانا 2-2 بهدفي ماريو غوتزهوميروسلاف كلوزه حيث أن الأخير قد عادل رقم البرازيلي رونالدو قبل أن يهزم المنتخب الأمريكي 1-0، وفي دور الـ16 هزم المنتخب الجزائري 2-1 بعد التمديد، وفي ربع النهائي هزم فرنسا 1-0. في نصف النهائي فاجأ منتخب ألمانيا الجميع وهزم مستضيف البطولة وأبرز المرشحين للقب منتخب البرازيل بنتيجة تاريخية 7-1 وتعتبر أكبر خسارة في تاريخ المنتخب البرازيلي وقد أحرز كلوزه أحد أهداف المباراة محطماً رقم رونالدو ويكون بذلك الهداف التاريخي للمونديال. وفي النهائي واجهت ألمانيا منتخب الأرجنتين وفاز عليه 1-0 بعد التمديد بهدف ماريو غوتزه معيداً الكأس إلى ألمانيا بعد 24 عاماً.
بعد النتائج المخيبة للآمال لألمانيا في يورو 2020، تولى هانسي فليك، المدير الفني السابق لبايرن ميونيخ، تدريب المنتخب الوطني. تتابعت بعد ذلك النجاحات، حيث واصلت ألمانيا الفوز على ليختنشتاينوأرمينياوأيسلنداورومانياومقدونيا الشمالية في تتابع لمدة شهر.
في 11 أكتوبر 2021، فازت ألمانيا على مقدونيا الشمالية 4-0 لتصبح أول فريق يتأهل لكأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر.