في بطولة كأس العالم لكرة القدم 1938 اُختيرت فرنسا لاستضافة البطولة التي جرت أحداثها من الرابع من يونيو سنة 1938، إلى التاسع عشر منه، وسبب هذا القرار الصادر من الاتحاد الدولي لكرة القدم باستضافة النسخة الثالثة من البطولة، هو حالة الغضب الشعبي الذي انتشر في القارة اللاتينية، حيث اُعتقد بأن الاستضافة تقوم على التناوب بين القارتين.[1] ونتيجة لهذا القرار، لم تشارك الأورغواي، والأرجنتين في منافسات البطولة. في الوقت نفسه، لم يشارك منتخب إسبانيا في النهائيات، بسبب استمرار اشتعال نيران الحرب الأهلية فيها. وكانت هذه البطولة هي المرة الأولى التي يتأهل بها المستضيف وحامل اللقب بشكل تلقائي. فمنذ عام 1938 كان حامل اللقب يتأهل بصورة مباشرة إلى النهائيات التالية، إلى أن أُلغي هذا النظام مع بطولة كأس العالم لكرة القدم 2006.
عقد الاتحاد الدولي لكرة القدم اجتماعا في برلين عاصمة ألمانيا في 13 أغسطس1936 لتحديد مستضيف البطولة التالية. استحقت فرنسا الحصول على حق الاستضافة بعدما جمعت أكثر من نصف عدد الأصوات خلال الجولة الأولى. تسبب القرار غضبا في أمريكا الجنوبية حيث كان يعتقد أن البطولة ستكون بالتناوب بين القارتين؛ بدلا من ذلك، كانت البطولة الثانية على التوالي في أوروبا. ونتيجة لهذا القرار، لم تشارك الأورغواي، والأرجنتين في منافسات البطولة. كانت هذه كأس العالم الأخيرة التي ستقام قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية.[6]
التصفيات
بسبب الغضب من قرار استضافة كأس العالم للمرة الثانية في أوروبا لم تشارك الأورغواي، والأرجنتين في منافسات البطولة. في الوقت نفسه، لم يشارك منتخب إسبانيا في النهائيات، بسبب استمرار اشتعال نيران الحرب الأهلية فيها.
وكانت هذه البطولة هي المرة الأولى التي يتأهل بها المستضيف وحامل اللقب بشكل تلقائي. فمنذ عام 1938 كان حامل اللقب يتأهل بصورة مباشرة إلى النهائيات التالية، إلى أن تم إلغاء ذاك النظام مع بطولة كأس العالم لكرة القدم 2006.
من 14 بطاقة تأهل تم تخصيص 11 بطاقة إلى أوروبا، اثنتين إلى الأمريكتين وواحدة إلى آسيا. ونتيجة لذلك، وكانت الدول الغير الأوروبية الثلاث: البرازيلوكوبا وجزر الهند الشرقية الهولندية. هذا كان أصغر عدد مشاركين لمنتخبات غير أوروبية من أي وقت مضى.
تأهلت النمسا لنهائيات كأس العالم، لكن بعدها اتحد المنتخب النمساوي مع الألماني. انسحبت النمسا، ضم المنتخب الألماني بعض اللاعبين النمساوين (لكن اللاعب ماتياس زينديلار رفض اللعب في فريق موحد). لاتفيا كانت في المركز الثاني للتصفيات، لكنها لم تشارك؛ بقي مكان النمسا فارغًا وتأهل السويد إلى الدور الثاني بشكل افتراضي نظرًا لعدم وجود أي منافس في الدور الأول.
تم الإبقاء على نظام إخراج المغلوب. إذا انتهت المباراة بالتعادل بعد 90 دقيقة، ثم 30 دقيقة من الوقت الإضافي ولم يسجل أي فريق هدف فإنه سيتم إعادة المباراة. وكانت هذه البطولة هي آخر بطولة تستعمل نظام إخراج المغلوب.[9]
خارطة تُظهرُ مواقع الملاعب الرياضيَّة التي استُخدمت لاستضافة مُباريات كأس العالم لِكُرة القدم لِسنة 1938. أُلغيت المُباراة الوحيدة التي كان يُفترض إجراؤها في مدينة ليون بسبب انسحاب النمسا
لُعب (للمرة الثانية) نظام إخراج المغلوب. وقد أُوقِف اللعب بها من بعدها، وتم استبدالها بنظام المجموعات. من ضمن سبعة مباريات، تم في خمسة منها لعب أشواط إضافية، وقد أُعيد إجراء مباراتين من أصل الخمسة. فكانت الإعادة في المباراة الأولى بين (سويسراوألمانيا) ضم الفريق الألماني لاعبين نمساويين لأسباب سياسية، فانتصر السويسريون فيها بأربعة أهداف لهدفين. بينما تأهلت كوبا للدور الثاني بفوزها على حساب رومانيا.
وتأهلت السويد للدور الثاني دون أن تلعب كما الفرق الأخرى، وذلك، لغياب الفريق النمساوي عن البطولة، لكنها أثبتت بأن مستواها كان على قدر المنافسة باكتساحها كوبا بثمانية أهداف نظيفة. أمّا المستضيفة، فرنسا، فقد نالت هزيمتها على يد حاملة اللقب السابق (إيطاليا)، وودعت سويسرا البطولة بخسارتها أمام المجر. أمّا في مباراة تشيكوسلوفاكياوالبرازيل، فقد تم إعادتها بسبب تعادلهما في المواجهة الأولى، وانتهت بفوز الثانية بهدفين لهدف.
اكتسحت المجر الفريق السويد بخمس أهداف لهدف ضمن مباريات الدور النصف النهائي، بينما في لقاء البرازيلوإيطاليا، أراح البرازيليون لاعبهم البارز (ليونيداس) ليستعيد نشاطه في النهائي، وقد سبق هذا الإجراء ثقة كبيرة لتخطي الطليان، لكن أتت النتيجة عكسية، ولصالح إيطاليا بهدفين لهدف واحد. فيما حققت البرازيل لاحقاً، نصراً على السويد في مباراة تحديد المركز الثالث.
جرى النهائي على ملعب أولمبيك دي كولومبوس في باريس، وعلى أرضها شهدت شباكها العديد من الأهداف بين إيطالياوالمجر، فانتهت المباراة لصالح الطليان بأربعة أهداف لهدفين، فأصبحت إيطاليا بذلك، أول فريق يحافظ على لقبه في نهائيات كأس العالم. أبدى البعض بأن المجر – أو بشكل أحرى حارس مرماها – قد سمح لإيطاليا بربح اللقاء، وذلك لإنقاذ أرواح لاعبي الفريق الإيطالي بعد تلقيهم لبرقية من الرئيس (موسوليني) تقول فيها : ((النصر أو الموت)). حارس المرمى المجري أبدى إغاثته للإيطاليين بعد إحرازهم لأربعة أهداف في مرماه، وخسارة فريقه. وقد صرّح (إنتل زيرب) – حارس المرمى المجري – عن ما حدث بقوله : (ربما أدخلت أربعة أهداف في مرماي، لكني على الأقل أنقذت أرواحهم).
بسبب الحرب العالمية الثانية، لم تُجرى نهائيات كأس العالم لمدة 12 عاماً، وعادت إليها الروح في عام 1950. وبهذا، كانت إيطاليا حاملة للقب العالمي لمدة 16 عام (من 1934 إلى 1950). ومن المواقف التي لا تنسى، إخفاء نائب رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) الدكتور الإيطالي (أوتورينو باراسي) الكأس العالمية في صندوق حذاء ووضعها تحت سريره طيلة فترة الحرب العالمية الثانية، وبتلك الصورة حماها من الوقوع تحت أيدي قوات الاحتلال. ولقد حقق البطولة المنتخب الإيطالي للمرة الثانية على التوالي بعد أن حقق البطولة السابقة التي أقيمت على ارضه في عام 1934 وبذلك يصبح أول منتخب يحقق كأس العالم مرتين متتاليتين.[12]