تاريخيًا كانت الرهبانية اليسوعية من أهم رعاة العلوم في الكنيسة الكاثوليكية، فقد أنشأ اليسوعيين عدد كبير من الجامعات والمدارس والكليّات والمؤسسات التعليمية المرموقة، مما أدى إلى نشاط عدد منهم في العلوم. وشكلت جامعات اليسوعيين معاقل للفكر والعلم ومن مراكز النخبة الثقافية.[8]
اليسوعيين ساهموا في تطوير ساعات البندول، البارومترات، التلسكوبات والمجاهر، البصريات والكهرباء المغناطيسية، وفي كافة المجالات العلمية المختلفة. لاحظوا، في بعض الحالات قبل أي شخص آخر، المجموعات الملونة على سطح المشتري، وسديم المرأة المسلسلة وحلقات زحل.
رسموا خرائط النجوم لنصف الكرة الجنوبي، وأطلقوا نظرية المنطق الرمزي، واوجدوا تدابير مراقبة الفيضانات في الأنهار وأدخلوا علامات الجمعوالطرح في الرياضيات، كانت كل هذه الإنجازات النموذجية اليسوعية، ولا تستطيع عدم احتساب اليسوعيون عند الحديث عن العلماء المؤثرين امثال فيرما، هيغنز ونيوتن.
وبسبب الإسهامات الكبيرة لليسوعيين في تطوير علم الزلازل الكبيرة فقد أطلق على علم الزلال «بالعلوم اليسوعية».[10] وكما وقد وُصف اليسوعيون بأنهم المساهمون الوحيدين والأهم في الفيزياء التجريبية في القرن السابع عشر.[11] بالإضافة إلى أن فقد تمت تسمية 35 من الفوهات على سطح القمر على أسماء علماء ورياضاتيين يسوعيين.[12]
كذلك بذل رهبان الإرساليات اليسوعية في الصينوالهند جهدًا هامًا في العلوم خاصًة في الرياضياتوالفلك والهيدروليكية والجغرافيا عن طريق ترجمة الأعمال العلمية إلى اللغة الصينية وتطويرها.[13] وبحسب توماس وودز فاليسوعيين طوّروا مجموعة كبيرة من المعارف العلمية ومجموعة واسعة من الأدوات العقلية لفهم الكون المادي، بما في ذلك الهندسة الإقليدية التي طورت مفهوم حركة الكواكب.[3]
قائمة رجال الدين- العلماء الكاثوليك
هذه القائمة ليست شاملة، القائمة تتضمن أسماء بعض أبرز رجال الدين الكاثوليك ممن عملوا في مجال العلوم والطب.
أ
خوسيه دي أكوستا (1539-1600) - مبشرّ يسوعي وعالم في العلوم الطبيعة كتب واحد من أبرز الكتب التي وصفت بشكل مفصل وواقعي العالم الجديد.
ألبرت من سكسونيا (1320-1390) - أسقف ألماني معروف لمساهماته في المنطقوالفيزياء. ساعد في تطوير مفهوم النظرية التي كانت مقدمة لفهم النظرية الحديثة.[14]
ألبيرتوس ماغنوس (1206-1280) - راهب من رهبنة الدومينيكان حقق الشهرة لمعرفته الشاملة ودعوته للتعايش السلمي بين العلم والدين. ويعتبر أعظم لاهوتي وفيلسوف الألماني من العصور الوسطى.[15] كان أول من بين دارسي القرون الوسطى الذي طبـّق فلسفة أرسطو في الفكر المسيحي. من إنجازاته في الكيمياء: اكتشاف عنصر الزرنيخ عام 1250م.
جوليو ألينيو (1582-1649) - راهب ولاهوتي يسوعي، وعالم في الفلكوالرياضيات. تم ارساله إلى الشرق الأقصى للتبشير. حيث كتب هناك خمسة وعشرون كتابًا باللغة الصينية.
خوسيه ماريا ألوغي (1856-1930) - كاهن وعالم في الأرصاد الجوية ومخترع جهاز قياس للعناصر الجوية.
خوسيه أنطونيو دي ألزاتي ذ راميريز (1737-1799) - كاهن، وعالم، ومؤرخ، وراسم خرائط، وعالم في الأرصاد الجوية حيث كتب أكثر من ثلاثين أطروحة على مجموعة متنوعة من الموضوعات العلمية.
جيوفاني أنتونيلي (1818-1872) - كاهن ومدير مرصد Ximenian في مدينة فلورنسا، تعاون أيضًا على تصميم نموذج أولي من محرك الإحتراق الداخلي
توماس لينيكر (1460-1524) - عالم وطبيب إنجليزي. كان طبيب البلاط على عهدي الملكيين هنري السابع وهنري الثامن ملك إنجلترا. وفي خلال حكم الملك هنري الثامن أسس لينيكر الكلية الملكية للأطباء، وكان من معززي المعرفة الجديدة في إنجلترا، وهو مؤسس ومحرك التعليم الحديث في إنجلترا.
ث
ثيودوريك من فرايبرغ (1250-1310) - عالم لاهوتوفيزيائيألماني، تتلمذ على يدي ألبرت العظيم. في الوقت الذي فشل فيه العلماء حتى القرن الثالث عشر في تقديم تفسير لظاهرة قوس قزح، نجح ثيودوريك في مطلع القرن الرابع عشر في تحليل تلك الظاهرة تحليلاً هندسيًا سليمًا، والتي عدها البعض التطور الأكثر دراماتيكية في علم البصريات في القرنين الرابع عشر والخامس عشر.[17]
ج
جورج كوين (1933- الآن) - كاهن مسيحي، وفلكي، ومدير سابق لمرصد الفاتيكان ورئيس مجموعة أبحاث المرصد الذي مقره في جامعة أريزونا في توكسون، أريزونا. منذ يناير 2012، وقد شغل منصب رئيس ماكديفيت لالفلسفة الدينية في كلية موين في سيراكيوز، نيويورك. وهو معارض صريح للتصميم الذكي.[18]
جوردانو برونو (1548-1600) - كان راهبا أيضا في البداية ولكنه انتقل من الدراسات اللاهوتية إلى الفلسفة فيما بعد. وقد اعتنق نظرية كوبرنيكوس عن دوران الأرض على الرغم من انها كانت محرمة من قبل رجال الدين آنذاك وذهب إلى أبعد منها آن ذاك بوضعه فرضية أن النظام الشمسى هو واحد من مجموعة نظم تغطى الكون في صورة نجوم وألوهية ولانهائية الكون.
جون بيكهام (1230-1292) - كتب بيكهام عددًا من الأعمال في علم البصريات والفلسفة واللاهوت وكذلك كتابة بعض التراتيل. لا زالت العديد من المخطوطات التي تحوي أعماله موجودة.
جيوفاني جيرولامو ساتشيري (1667-1733) - كاهن يسوعيفيلسوف مدرسيورياضياتيإيطالي. عرف اليوم بعمله الأخير الذي نشره في عام 1733 قبل وقت قصير من وفاته، "Euclides ab omni naevo vindicatus" («التحرر من كل الأخطاء الإقليدية»)، والذي ظل مهملاً حتى قام يوجينيو بلترامي بإعادة اكتشافه في منتصف القرن التاسع عشر.
ر
روبرت جروسيتيست (1175-1253) - رجل دولة إنجليزي، مدرسي، ولاهوتي، وعالم وأسقف لينكولن. يدعى أليستير كاميرون كرومبي «المؤسس الحقيقي للتقليد الفكر العلمي في العصور الوسطى بأكسفورد، وفي بعض النواحي، من المؤسس الحقيقي للتقليد الفكري الإنجليزي الحديث».
سلفستر الثاني (930-1003) - بابافرنسي. وهو البابا الوحيد الذي تعلم العربية وأتقن العلوم عند العرب. وفد أعتبر بعض المؤرخين أن الإستشراق يعود إلى الراهب الفرنسي «جريردوي أورالياك» الذي قصد بلاد الأندلس الإسلامية وتتلمذ على أساتذتها في أشبيلية وقرطبة، حتى أصبح أوسع علماء عصره الأوربيين إطلاعاً، وقد تقلد فيما بعد منصب البابوية في روما باسم سلفستر الثاني (999-1003م)[21] وقد زار واطلع على معارف العديد من مناطق دول العالم العربي والإسلامي القديم كجامعة القرويين بالمغرب.[22][23]
غ
غريغور يوهان مندل (1822-1884) - هو أبو علم الوراثة، وعالم نبات وراهب نمساوي أجرى الكثير من التجارب واكتشف القوانين الأساسية للوراثة. أدت تجاربه في تكاثر نبات البازلاء إلى تطور علم الوراثة وكانت تجاربه هي الأساس لعلم الوراثة الذي يشهد تقدماً في عالم اليوم.
غريغوريوس الثالث عشر (1502-1585) - بدأ اهتمام الكنيسة في علم الفلك مع مخاوف عملية بحتة، في القرن 16 بدأ غريغوريوس الثالث عشر في إصلاح التقويم واصدار التقويم الغريغوري بمعونة من الكاهن الفلكي كريستوفر كلافيوس. الأسباب الموجبة للإصلاح هو ان متوسط طول السنة في التقويم اليولياني طويل جدا، والتاريخ الفعلي لربيعي الاعتدال قد انخفض ببطء إلى 10 اذار، بينما كانت حسابات تاريخ عيد الفصح التقليدية لا تزال تتبع تاريخ 21 اذار. وقد سمي هذا الجدول الزمني بالغريغوري؛ وبات التقويم الميلادي التقويم الأكثر انتشارًا في العالم ويعتبر التقويم الدولي في العصر الحديث،[24] مما يجعله مساهمة هامة للكنيسة الكاثوليكية إلى الحضارة الغربية والإنسانية.[25][26][27]
أثانيسيوس كيرتشر (1602-1680) - هو عالم-يسوعي من القرن السابع عشر من ألمانيا نشر ما يقارب 40 عملاً، كان أكثرها وضوحاً ما كان في مجال أنظمة الكتابة، الجيولوجيا، الصيدلة.وهو الذي أخترع المكبر. قام بدراسة أولية على الهيروغيليفية المصرية ويعتبر أبو علم المصريات. وهو من أوائل الذين نظروا إلى الميكروبات عن طريق المجهر. وقد سبق وقته بالقول أن الطاعون سببه مخلوق مجهري، وكان من أوائل الناس في إجراء الخطوات الفعالة لمنع نقل المرض. وقد قورن هذا العالم بليوناردو دا فينشي بسبب أعماله وجهده الجدي فيها. وكان نجم عصره في العلوم، وقد مدحه العالم إدوارد شميدت، ووصفه بـ«رجل عصر النهضة».
لادزارو سبالانساني (1729-1799) - قس وعالم أحياء إيطالي تجريبي، يعتبر أبو التلقيح الاصطناعي. عمل على إثبات أن الهضم ليس وسيلة مكانيكية فقط، بل تتدخل معه بعض التفاعلات الكيميائية. كما أجرى أبحاثا هامة عن تخصيب الحيوانات (1780). وأثبت وجود أحياء دقيقة للغاية في الهواء لا يمكن رؤيتها بالعين، وأن الأنواع الموجودة منها في الأطعمة، يُمكن قتلها بوساطة الغلي. كما أنه أول من راقب انقسام الخلايا البكتيرية المعزولة. كما أشار إلى أن الخفاش (الوطواط) يمكنه تفادي الاصطدام بحواجز من الحبال، ولو كان أعمى، وأن حيوان السمندر ينمو له بديل عن الأطراف المعطوبة. كما يعد أول من وصف الجنين بأنه يتكون من امشاج ذكرية وامشاج انثوية.
لوكا باتشولي (1445-1517) - عالم رياضيات إيطالي، تنسب أصول علم المحاسبة إلى أعماله. كتاباته العلمية، رغم أنها كانت فقيرة في مستواها، كانت القاعدة لأعمال علماء رياضيات القرن السادس عشر، بضمن ذلك كاردانوتارتاليا. في عمله الأول مسائل الرياضيات والجبر والنسبة والتناسب (باللاتينية: Summa de Arithmetica, Geometria, Proportioni, et Proportionalita)، وكتبه في فينيسيا عام 1494، كتب كثيرا عن كتابات ليوناردو دا بيزا (فيبوناتشي) على نظرية الأعداد. في الحقيقة فقد أبقى هكذا بعض الأجزاء من الأعمال المفقودة لذلك الرياضياتي. وتطبيق الجبر على الهندسة، والمعالجات لنظرية الاحتمالات تساعد أيضا لجعل هذه الإطروحة بارزة. وهناك النسب الإلهية (باللاتينية: Divina Proportion) (فينيسيا، 1509)، كتب ببعض التعاون من ناحية ليوناردو دا فنشي. وهو يهتم بصورة رئيسية ببعض النظريات على نقش الأشكال متعددة السطوح ولاستعمال الرسائل للإشارة إلى الكميات العددية. وكذلك طبعته لكتاب إقليدس نشرت في عام 1509 في فينيسيا. قدم باتشولي بشكل علمي ومتكامل نظام القيد المزدوج الذي يمثل العمود الفقري لأي نظام محاسبي في وقتنا الحاضر، كما يضمن هذا النظام إنتاج معلومات مالية بشكل كفء ودقيق على أسس رياضي.
م
ماتيو ريتشي (1522-1610) - راهب إيطالي عاش شطرًا من حياته في الصين وكان مبشرا متقنا للغة الصينية.[28] كان أول شخص غير صيني يتجاز امتحانات الخدمة المدنية الصينية. كان الامتحان صعبا للغاية ويتضمن حفظ مجلدات كاملة من الشعر الصيني التقليدي، ولا تبلغ نسبة من يتجاوزه الواحد بالمئة، إلا أن ريتشي تمكّن من النجاح به بعد أن واظب على تعلّم اللغة الصينية خلال عشرة أعوام فقط. يعتبر أول وسيط بين الحضارتين الغربية والصينية.[29]
مارتن فالدسميلر (1470-1520) - رسام خرائط ألماني من عصر النهضة. في 25 أبريل 1507 يطبع كتابا تحت اسم مقدمة في الكوسموغرافيا (Cosmographiæ Introductio) يستعمل لأول مرة اسم أمريكا المقتبسة من اسم أمريكو فسبوشي لينعت به اسم الأراضي المكتشفة للعالم الجديد.
نيكولا كلود فابري دي بايرسك (1580-1637) - مفكر في العهد الباروكي، مستشار في برلمان المنطقة، عالم، كاتب وعالم الفلك وجامع.[32] وهو معروف بقيامه بأول خريطة شاملة للقمر على أساس الملاحظات تلسكوبية.
نيكولا مالبرانش (1638-1715) - يعد أحد الفلاسفةالعقلانيين في القرن السابع عشر. سعى مالبرانش في أعماله إلى تخليق أفكار أوغسطينوسوديكارت من أجل إظهار وتبيان الدور الفعال للرب في كل منحى من مناحي الحياة. عُرف مالبرانش بمذهبه الخاص في تصوره عن الإله، كما عرف بتبنيه المذهي الظرفي.
^Udías، Agustín (2003). Searching the Heavens and the Earth: The History of Jesuit Observatories (Astrophysics and Space Science Library). Berlin: Springer. ISBN:140201189X.
^بديوي، عبد الرحمن (1992). "جربير = الباب سلفستر الثاني". موسوعة المستشرقين. موسوعة شبكة المعرفة الريفية. مؤرشف من الأصل في 10 يوليو 2012. اطلع عليه بتاريخ 21 تشرين الأول 2011. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^The international standard for the representation of dates and times ISO 8601 uses the Gregorian calendar. Section 3.2.1.
^Spence, Jonathan D. (2002). El palacio de la memoria de Mateo Ricci: un jesuita en la China del siglo XVI (1ª edición). Barcelona: Tusquets. ISBN 84-8310-822-4
^Cronin, Vincent. The Wise Man from the West: Matteo Ricci and his Mission to China. Harvill Press, London, 2000
^عبد الرحمن بدوي (1984). موسوعة الفلسفة - الجزء الثالث (ط. الأولى). بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر. ص. 345.