ظهرت الغُرف المشتركة بين الفصائل الفلسطينية في عام 2006 حينما شُكّلت لأول مرّة من أجل الاتحادِ في مواجهة الجيش الإسرائيلي، وعادةً ما كانت تُشكِّل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)وحركة الجهاد الإسلامي غرفةً مشتركةً موحدةً لتنسيقِ الخطوات خلال الاشتباكات والحروب.[5] مع بداية عام 2018 وبالتزامنِ مع مسيرات العودة؛ أعلنت الفصائل الفلسطينية وعددها 12 عن تشكيلِ غرفة مشتركة موحّدة من أجلِ إدارة المواجهة مع الاحتلال في قطاع غزة، ثمّ تطوّرت الغرفة المشتركة بعدما أصبحت تُصدر بيانات باسمها بدل إصدارِ بيانٍ من كلّ فصيل.[6][7]
في نهاية عام 2020 ولمدة يومين قامت غرفة العمليات المشتركة بتنفيذ أكبر مناورة عسكرية في قطاع غزة «برا وبحرا وجوا» هي الأولى من نوعها، بالذخيرة الحية، وبمشاركة 12 جناحا عسكريا. تحت غطاء من طائرات المقاومة المسيرة بدون طيار، التي حلقت في أجواء القطاع، بدأت مناورة «الركن الشديد»،[8] بإطلاق بعض الرشقات الصاروخية التجريبية باتجاه البحر، الذي أخلته المقاومة من الصيادين والمرتادين منذ ساعات الفجر؛ لتهيئة الأجواء للمناورة الموسعة.[1]
الاهداف
تعمل غرفة العمليات المشتركة على ضبط عمليات المقاومة، والتغلب على سلبيات الفردية في الرد على اعتداءات قوات الجيش الأسرائيلي، عبر قرار موحد وتنسيق الفعل المقاوم الميداني، لمنع استفراد العمليات ضد الاحتلال بكل فصيل على حدة، وتنظيم حالة التشاور فيها لفتح الطريق أمام الاستفادة من قدرات كل فصيل[9] ايضا إدارة شؤون العمل المقاوم في قطاع غزة، وتوحيد قرار الرد على القوات الإسرائيلية، وقطع الطريق عليها للاستفراد بكل فصيل على حدة، والاستفادة من القدرات وتبادل الخبرات بين فصائل المقاومة[9]
تنصُّ وثيقة الوفاق الوطني التي صدرت في أيار/مايو 2006 وتحديدًا في البند رقم 10 على: «العمل على تشكيل جبهة مقاومة موحدة باسم جبهة المقاومة الفلسطينية، لقيادة وخوض المقاومة ضد الاحتلال وتوحيد وتنسيق العمل والفعل للمقاومة وتشكيل مرجعية سياسية موحدة لها.»
فوائد الغرفة المشتركة على الفصائل الفلسطينية وعلى القضية الفلسطينية بشكلٍ عام.
ردود الفعل
مباشرةً بعد الإعلانِ عن تشكيلها؛ رحّبت عددٌ من الفصائل الفلسطينية بفكرة الغرفة المشتركة وبمضمونها حيثُ وصف يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة، الغرفة بأنها «تمثّل نواة جيش التحرير، ونموذجًا للعمل المشترك الذي يمكن أن يُبنى عليه»، فيما قالَ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق لحماس: «غُرفة العمليات المشتركة أعطت صورة ناصعة ومشرقة للمقاومة الباسلة.» في السياق ذاته؛ قال جميل مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في وقتٍ لاحقٍ: «إن غرفة العمليات المشتركة حققت إنجازًا مهمًا في المعركة الأخيرة ضد الاحتلال، تمثّل في توحيد الفعل العسكري لقوى المقاومة.» من جانبٍ آخرٍ؛ اعتبر طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين «أنَّ تصدّي المقاومة المشرّف بغرفة العمليات المشتركة، ترسيخ لمعاني الوحدة الوطنية.»[14]
^لها العديد من المساهمات القتالية البارزة، أشهرها ما كان منها في صد العدوان على القطاع في حرب عام 2014 المصدرنسخة محفوظة 2023-11-28 على موقع واي باك مشين.
^وهي حركة فلسطينية خرجت من حركة فتح، وقد بدأت بكتيبة المجاهدين التابعة لكتائب الأقصى وهي تميل إلى حركة الجهاد الإسلامي وبعض التيارات السلفية، وقد أسسها عمر أبو شريعة عام 2006 ونفذت مئات عمليات إطلاق الصواريخ على إسرائيل انطلاقا من غزة بالإضافة لعمليات إطلاق النار والاشتباكات مع الإسرائيليين. المصدرنسخة محفوظة 2022-04-20 على موقع واي باك مشين.