هوبير ليوتي
لوي هوبير غونزالف ليوتي (و. 17 نوفمبر 1854 في نانسي - 27 يوليو 1934 في ثوري) جنرال فرنسي وأول مقيم عام للمغرب بعد الحماية الفرنسية على المغرب من 1912 حتى 1925، ومنذ سنة 1921 أصبح مارشال فرنسا. بدايتهولد ليوتي في أسرة تسيطر عليها التقاليد العسكرية، وتأثر كغيره من الفرنسيين بهزيمة فرنسا أمام ألمانيا خلال حرب 1870. انخرط في الجيش فعمل أولاً في الهند الصينية ثم في الجزائر. ويحاول من كتب عنه إبراز ميوله إلى العمل والمغامرة ونفوره من حياة الدعة والرتابة. وهذا ما جعله يصاب بالملل عقب انتهاء تجربته بالجزائر وعودته للعمل بفرنسا، ويظهرون دعوته للعمل في المغرب على أنها تمت صدفة، إلا أن البعض يعتقد أن اختيار ليوتي ليس صدفة بل نتيجة تجربته السابقة في الجزائر والتي مكنته من الاطلاع على شؤون المغرب ومشاكله مع القوات الجزائرية والفرنسية على الحدود. وقد كانت فرنسا تسعى إلى تعيين مسؤول مدني لكن الأحداث التي عرفتها مدينة فاس غيرت موقفها فرأت أن هذا الوضع لايمكن أن يصلحه إلا العسكريون. فترة الحماية في المغربإن الشهرة التي نالها ليوتي من خلال عمله بالمغرب ترجع ليس فقط لأنه عمل بتفان لخدمة دولته، بل أساسا للطريقة والسياسة التي نهجها؛ فبمجرد التحاقه بالمغرب جمع حوله العلماء والجواسيس لإطلاعهم على كل ما يهم أمور الحياة في المغرب، وسار بشكل يطبعه التناقض؛ فهو من جهة يصرح بما يطبع تاريخ المغرب من حضارة ويدافع عن مبدأ الحماية، ويفيض في إعطاء التعريفات المدققة له، ولكنه على مستوى الواقع كان يطبق أوامر مسؤوليه في باريس. فتحت إمرته تم إخضاع السهول الأطلسية وجبال الأطلس المتوسط، وتمت المواجهة ضد قبائل الريف. كما أنه كان يروج أفكار فرنسا التي ترى أن هذه الأعمال العسكرية تدخل في إطار سياسة التهدئة (pacification) أي أنها ليست عملية غزو بل إخضاع لقبائل متمردة على السلطان. واعتمد سياسة جنبت فرنسا كثيراً من الخسائر البشرية والمادية وذلك باستمالته لكبار القادة؛ فقد أطلق أيديهم في مناطق شاسعة وسمح لهم باستغلالها حسب أهوائهم شريطة ضمان الأمن داخلها. قامت فرنسا بأشغال كبرى في المغرب خاصةً في عهد ليوطي، كالطرق والقناطر وتم تمويلها من طرف المغاربة حيث نص مؤتمر الجزيرة الخضراء على تخصيص 2% لإنجاز الأشغال الكبرى، بالإضافة إلى أعمال السخرة التي كان أفراد القبائل ملزمين بالقيام بها بالتناوب. بقي ليوتي أكثر من 12 سنة في المغرب، وهي المدة التي لم يقضها أي من المقيمين العامين الذين خلفوه. ليوتي والعاصمةبعد نجاح «الجنرال ليوتي»[4]في دفع السلطان مولاي حفيظ إلى الاستقالة (1908-1912) وتعويضه بأخيه مولاي يوسف (1912-1927)، هذا الأخير بحسب ما يشير بعض المؤرخين اختار ظهير متعلق بالعلم المغربي في 17 نونبر من سنة 1915، وجاء في الظهير «بسبب النماء الذي تعرفه المملكة الشريفة وبإشعاعها ومن أجل إعطائها رمزا يميزها بين الأمم الأخرى ولكي لا يكون خلط بينه وبين الأعلام التي أبدعها أسلافنا والتي تعتمدها البحرية قررنا تمييز علمنا بتزيينه في الوسط بخاتم سليمان ذو خمس فروع باللون الأخضر» بعدما كانت الراية السابقة كلها حمراء. ومن ذلك التاريخ تم اعتماد علم للمغرب وهو العلم المكون من لواء أحمر تتوسطه نجمة خماسية متشابكة خضراء، كان للجنرال ليوتي دور أساسي في نقل عاصمة المغرب من فاس إلى الرباط. فبعدما كانت مدينة الرباط مهملة وشبه مهجورة، قرر المقيم العام الفرنسي انتشالها من براثن النسيان، واختارها عاصمة للبلاد. قال ليوطي في خطاب له "بينما وجدنا أنفسنا في الجزائر إزاء مجتمع في حكم العدم، وأمام وضعية مهلهلة قوامها الوحيد هو نفوذ الداي التركي الذي انهار بمجرد وصولنا إذا بنا قد وجدنا بالمغرب على العكس إمبراطورية تاريخية ومستقلة تغار إلى النهاية على استقلالها، وتستعصي على كل استعباد" (خطاب ألقاه ليوطي في شهر فبراير 1916 بغرفة التجارة بليون)". وفاتهتوفي ليوتي في 21 يوليوز 1934 ودُفن في المغرب قبل أن تتم إعادة دفنه في ليزانفاليد بباريس عام 1961. المراجع والمصادر
وصلات خارجية
في كومنز صور وملفات عن Hubert Lyautey.
|
Portal di Ensiklopedia Dunia