كتاب سليم بن قيس الهلالي
كتاب سُليم بن قيس الهلالي هو كتاب منسوب إلى أبي صادق سُليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي يتحدَّث عن الحوادث التي وقعت عقيب وفاة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وسُليم من أجلَّة أصحاب الأئمة عند الشيعة الإثني عشريَّة فقد عاصر أربعةً من الأئمة وهم الامام علي بن أبي طالب وإبنيه الامامان الحسن والحسين والامام علي بن الحسين السجَّاد، كما أدرك الامام الخامس وهو محمد بن علي الباقر. فقد ذكر ذلك من علماء الشيعة: البرقي والطوسي وابن النديم.[1] وقد أورده في أصحابهم - أي في أصحاب الأئمة - كلُّ من تعرَّض لترجمته من الرجاليين. ولذا فإنَّ الكتاب ذو شأنٍ عند المسلمين الشيعة، بينما يورد عند مذاهب أهل السنة والجماعة ككاتب غير معتبر. ويعتبر من رواة كسر الضلع[2] ولا يعتقد أهل السنة بأن كشف الدار أو كسر الضلع قد حدث[3] فيما يعتقد الشيعة إن الكشف حدث وشمل كسر الضلع إلا من شذ وتخلف عن المذهب. صاحب الكتابأصله من بني هلال بن عامر بطن من عامر بن صعصعة، من هوازن من قيس بن عيلان، من العدنانية الذين كانوا يقطنون الحجاز، وما زال قسم من عشيرتهم إلى عصرنا في المنطقة.[4] ولد سُليم قبل الهجرة بسنتين،[5] وكان عمره عند وفاة الرسول محمد اثنتي عشرة سنة. ولم يأت المدينة زمن الرسول ولا زمن أبي بكر، وإنما دخلها شابا في أوائل خلافة عمر بن الخطاب قبل السنة 16 الهجرية. مكانة الكتاب عند الشيعةالكتاب معتمد عند الغالبيَّة من الشيعة، والقول بالتشكيك فيه عندهم قول ضعيف وقليل في قبال ما تسالمت عليه الطائفة من الاعتماد عليه وكونه من الأصول القديمة المعتبرة. وسبب التشكيك هو وجود رواية تدل على وجود 13 إمام بعد الرسول ص[6] ، لذا فقد شكك فيه قليل من علماء الشيعة، منهم ابن الغضائري[6] وابن داود[7] والمفيد وغيرهم:
رأي علماء السنة في الكتاب وصاحبهعند علماء أهل السُّنَّة والجماعة أن ما ورد في هذا الكتاب هو تزوير للتاريخ ويؤيدون هذا بغموض صاحب الكتاب واختفائه عن الأحداث التي يرويها. ويعتمد المؤلف في نقله للتاريخ على محمد بن أبي بكر في نقل الأحداث التي حدثت بعد وفاة النبي، وكان عُمرُ محمد بن أبي بكر حين وفاة أبيه سنتين ونصف وهذا من أكبر المآخذ على هذا الكتاب ومؤلفه، فكيف يعقل أن تنقل هذه الأحداث عن طفل يبلغ من العمر سنتين ونصف. كما ينقل أيضاً عن سلمان الفارسي رغم أنه لم يكن بالمدينة حين دخلها عام 16 هـ. ورغم أن شخصية سليم بن قيس لم تظهر في التاريخ إلا في هذا الكتاب ورغم أنه يكتب عن مرحلة تاريخية لم يشهدها ولم يشهدها من يروي عنه وهو محمد بن أبي بكر، حيث أن سليم بن قيس دخل المدينة في عهد عمر بن الخطاب ويروي سليم بن قيس ما حدث قبلها. منشأ الطعن في كتاب سليم: ما قاله محمد بن أبي بكر لأبيه عند موته: فقد جاء في كتاب سليم: أن سليما التقى بعبد الرحمان بن غنم فأخبره عما قاله معاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبو عبيدة عند حضور أجلهم، حيث ذكروا: أنهم رأوا النبي محمد وعليا عند موتهم فبشرا كل واحد منهم بالنار. ثم التقى سليم بمحمد بن أبي بكر، فأخبره بما قاله أبو بكر أيضا عند موته، ثم أخبره محمد بن أبي بكر، بأن عبد الله بن عمر قد سمع من أبيه عند موته مثل ذلك، وذكر له تفاصيل عما جرى بينه وبين أبيه. وهذه الأمور لا يعقلها طفل عمره سنتان أو ثلاثة (كانت ولادته قبل الهجرة بسنتين)، بل يحتاج إلى وعي كامل، ومعرفة وتدبر للأمور. ثم أخبر محمد سليما أيضا بأنه أتى علي بن ابي طالب فحدثه بما سمعه من أبيه، وبما حدثه به ابن عمر عن أبيه، فقال له: «قد حدثني عما قاله هؤلاء الخمسة (1) من هو أصدق منك ومن ابن عمر، يريد بذلك الرسول محمد قبل موته أو بعده بالمنام، أو أخبره الملك الذي يحدث الأئمة. وبعد وفاة محمد بن أبي بكر بمصر التقي سليم بعلي، وسأله عما أخبره محمد بن أبي بكر، فقال:» صدق محمد، أما إنه شهيد حي يرزق «، ثم قرر كلام محمد بأن أوصياءه كلهم محدثون ». المراجع
|
Portal di Ensiklopedia Dunia