أمالي المرتضى
أمالي المرتضى كتاب ديني شيعي للشريف المرتضى، وهو مرجع أعلى للشيعة الإمامية في القرن الخامس الهجري. وهذا الكتاب حاوي على تفسير الآيات المشكلة والمتشابهة، وكذلك بيان ألفاظ الأحاديث المبهمة، وكان هذا في ثمانين مجلس عقده الشريف المرتضى. ولهذا الكتاب أسماء أخرى أيضا من جملتها الأمالي في التفسير، الغرر والدرر، غرر الفوائد ودرر القلائد. وقد قرر هذه الأبحاث أبو يعلى الجعفري أحد تلامذة الشريف المرتضى، وقد أكمل كتابته في سنة 413 هـ. المؤلّفعلي بن الحسين بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم (355 - 436 هـ). المعروف بالسيد المرتضى والشريف المرتضى وعلم الهدى، وأخوه الأكبر الشريف الرضي جامع نهج البلاغة. كان نقيب الطالبيين في بغداد وأمير الحاج والمظالم بعد أخيه الشريف الرضي وقد ورثوا هذه الأشياء عن أبيهم. كما أنّه متكلم وزعيم الطائفة الشيعية بعد وفاة أستاذه الشيخ المفيد سنة413هـ. واستمرت زعامته حتى وفاته سنة 436هـ. وكان متخصصا في الكلام والمناظرات الدينية، والأصول، والأدب، واللغة والتفسير، والتاريخ والتراجم.[بحاجة لمصدر] هيكلية الكتابيشتمل الكتاب على مقدمة بقلم المحقق إبراهيم أبو الفضل، كما يحتوي على ثمانين مجلسا وتكملة. يحتوي هذا الكتاب على مباحث متنوعة فهو أشبه بدائرة معارف متنوعة. كتابة الأماليالأمالي اصطلاح راج بين العلماء المسلمين في أواخر القرن الثالث الهجري . ويعني أن الأستاذ يتكلم بما عنده من معلومات والتي أعدها مسبقا من مصادر مختلفة والطالب يكتب ما يسمعه من الأستاذ. يقول صاحب كتاب كشف الظنون: إن المراد من الأمالي: هو أن يجلس العالم ويجلس تلاميذه إلى جانبيه وأمامه يحمل كل واحد منهم القلم والقرطاس فيشرع العالم بالتكلم وهم يكتبون ما يسمعون. وبمرور الأيام تحصل مجموعة كبيرة من المعلومات بين أيدي الطلاب حيث تكون كتابا فيما بعد وتسمى الأمالي. إن الأمالي أي أمالي معتبرة في مجال البحث العلمي باعتبارها مصدرا كباقي المصادر الأخرى.[1] التعريف بالكتابعرف هذا الكتاب في الفهارس القديمة باسم (الغرر والدرر). ولكن أهل الحديث يعرفونه باسم (أمالي المرتضى).[2]
وقد حقق كثيرا في اللغة العربية وعلومها وأشعار العرب من أجل الوصول إلى فهم وتأويل الآيات المتشابهه، وقد وُفِّقَ إلى حدّ بعيد في هذا المجال.إذ كثيرا ما يستعين بمحفوظاته للشعر والحديث في فك النصوص وتحليلها وبيان الوجوه المختلفة للمسألة الواحدة. وفي بعض الأحيان يعطي توجيها لكل الآراء المختلفة ويقول بجوازها. الملاحظ إنّ أكثر الآيات التي اهتم بها السيد المرتضى وفسّرها بتفسيرات واردة في كتب لم تصل إلينا. وفضلا عن تفسير الآيات فقد انتخب مجموعة من الأحاديث التي وقع فيها الاختلاف والتعارض. فقام بتفسير الآيات وبيان تأويلها مستفيدا من الشواهد الشعرية واللغوية. وخلال بيانه وتفسيره بيّن آراء مذهب العدلية الذي ينتمي إليه، وأسند آرائهم بالأدلة. وفي هذا الخصوص فقد ناقش ابن قتيبة وأبو عبيد القاسم بن سلام وابن الأنباري مناقشات كثيرة، كما طرح بعض المسائل الكلامية مثل: رؤية الله، وخلق أفعال العباد، وإرادة الله بالنسبة إلى الأشياء القبيحة، وغيرها. ولقد كان هادئا في إجاباته ومناقشاته. كما يحتوي الكتاب على مجموعة من الأشعار والخطب مع نقد من قبل الشريف المرتضى، فذكر في البداية مجموعة من الأشعار، والأقوال والنوادر، وكذلك بعض القصص الفكاهية عن كتب الجاحظ والمبرد وأبي حاتم والأمدي وغيرهم.[3] كما ذكر بعض الأشعار لشعراء عرب الجاهلية في أغراض مختلفة كالمدح والرثاء والهجاء وحاول انتقاد بعضها. ولهذا الكتاب ميّزة عن الكتب العربية الأخرى :وهي إنّه يحتوي على متون متنوعة وفصول مختلفة، ومباحث مهمّة؛ ولهذا أصبح مصدرا مهما لمن جاء بعده. واحتوى الكتاب على تكملة في نهايته جاءت تحت عنوان تكملة الغرر. وبهذه التكملة ينتهي كتاب الأمالي.[3] أمّا صاحب كتاب الذريعة فإنّه يُعرّف الكتاب تحت عنوان:(غرر الفوائد ودرر القلائد). فيقول:إنّه كتاب شامل للأدب والتفسير والتأويل كذلك شرح وتوضيح الأحاديث، ومؤلّفه السيد الأجل الشريف المرتضى، علم الهدى.توجد في هذا الكتاب مجالس متعددة، أملى من خلالها على طلابه موضوعات عن الماضين من الشعراء، والمعمّرين، وأيضا تفسير الآيات المشكل، والأحاديث المعضلة.[4] أمّا عبد الرزاق محيي الدين فقد قسّم آثار الشريف المرتضى الأدبية إلى قسمين:قسم أدبية بحتة. أما القسم الثاني فإنها تتصل بالأدب بشكل غير مباشر كالتفسير والأصول وعلم الحديث التي تتصل باللغة والنحو والبلاغة بشكل غير مباشر. الأمالي من القسم الثاني.[5] نظرة العلماء للكتابإليك آراء بعض العلماء الكبار في هذا الكتاب:
إلى الآن لم أر أحدا من علماء العامة يصف كتابا شيعيا ويمدحه ويبين فضله ومهارات كاتبه كما في كتاب الغرر والدرر(الأمالي).[6]
ويقول محسن الأمين:
طريقة التأليفنقل السيد إعجاز حسين في كتابه كشف الحجب عن سعيد الجونبوري: إن السيد المرتضى وهو في طريق الحجاز كان كلما حط (جلس) في مكان أملى على طلابه، وكان طلابه يكتبون ما يسمعون، فكان كتاب الغرر والدرر. ونقل من طرف آخر إنّ الشريف المرتضى أملى هذا الكتاب على طلابه من خلال المجالس التي كانت تعقد في بيته في أزمنة مختلفة، ولا علم بتأريخ شروعه بهذه المجالس وما نعلمه أنّ آخر مجلس كان في يوم الخميس من سنة 413هـ. وذكر هذا التاريخ الشريف أبو يعلى محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري في آخر نسخته.[10] وجاء في كتاب أدب المرتضى من سيرته وآثاره لعبد الرزاق محي الدين:هناك شيء غير معلوم في أمالي المرتضى وهو هل إنّ السيد المرتضى هو الذي كتب هذا الكتاب بيده أم إنّه أملاه على طلابه وأحد الطلاب هو الذي فام بتدوين هذا الكتاب؟ وإذا كان أحد الطلاب هو الذي كتب فمن هو ياترى؟[11] ولكن من خلال أسلوب الكتاب نفهم أن الكتاب من تأليف وجمع السيد المرتضى نفسه وطلابه اختصوا برواية هذا الكتاب. ولو كان الكتاب من جمع طلاب السيد المرتضى لوصلتنا نسخ مختلفة لأن الكتاب وصلنا بطرق مختلفة، ولكن أسلوب الكتاب واحد مع اختلاف طرق النقل. ولكن الملاحظة المهمة في المقام هو المدح والثناء والدعاء بطول العمر للسيد المرتضى المتكرر في ثنايا الكتاب وهذا من إضافات طلابه على المتن في بداية كل قسم للتفريق بين قول أستاذهم وروايات الأخرين التي يقولها.[11] دراسة الكتابيمكن تقسم الروايات والأحاديث الواردة في كتاب أمالي المرتضى إلى قسمين:
ومن خلال دراسة الروايات المذكورة في كتاب أمالي المرتضى نستطيع أن نسجّل الملاحظات التالية:
نسخ الكتابيقول محمد أبو الفضل إبراهيم إنّه رأى ست نسخ مخطوطة لهذا الكتاب، وهذه النسخ هي كالتالي:
مراجع
|