يُشير قصر القامة إلى طول الإنسان الذي يكون أقل من الطول النمُوذجيّ أو المثالي. يُعد قصر القامة نسبي. بسبب عدم الدقة، غالباً ما يكون هناك خلاف حول درجة القصر التي ينبغي على أساسها اعتبار الفرد قصير. القزامة هي حالة يكون فيها الفرد قصير جداً، غالباً سببها طبي.
في المجال الطبي، يُعرَّف قصر القامة على أنه طول البالغين الذي يكون أكثر من انحرافين معياريين أقل من متوسط السكان بالنسبة للعمر والجنس، وهو ما يتوافق مع أقصر 2.3% من الأفراد في تلك المجموعة السكانية.[1] يبلغ متوسط الطول المثالي أو النموذجيّ للشخص البالغ في البلدان المتقدمة (كما تُشير الإحصائيات الوفيرة على نطاق واسع في هذه البلدان) حوالي 178 سنتيمتر (5 أقدام 10 بوصات) للرجال و 165 سنتيمتر (5 أقدام 5 بوصات) للنساء.[2]
انتشار قصر القامة
سجلت المملكة العربية السعودية نسبة عالية نسبياً من قصر القامة. إذ وجدت الدراسة عند الصبيان انتشاراً بنسبة 11.3٪ عند الأطفال و 1.8٪ عند المراهقين. أما عند الفتيات، وجد انتشار قصر القامة بنسبة 10.5٪ عند الطفلات و 1.2٪ عند المراهقات.[3] بينما، وجد الباحثون أن معدل انتشار قصر القامة في الأردن كان 4.9٪.[4]
قصر القامة المرتبط بالجنس
أظهرت دراسة رجعية في جنوب الصين اختلافاً في تواتر الحالات المبلغ عنها في المستشفيات. إذ تم قبول الصبيان أكثر من البنات.[5] قد يكون هذا بسبب ارتفاع معدل انتشار الضغوط الاجتماعية والتوقعات من الذكور مقارنة بالإناث.
وبالمقابل، وجد أن معدل الانتشار في الأرجنتين أعلى إحصائياً في الإناث (16.4٪) مقارنةً بالذكور (8.4٪).[6] ارتبط قصر القامة عند الإناث بالعمر والوزن والسمنة في منطقة البطن.
تأثير قصر القامة على الحالة النفسية
أظهرت العديد من الدراسات أن طول القامة تساعد في تحديد شخصية الفرد. أثناء اختيار الشركاء للزواج، يلعب طول القامة دوراً مهماً، إذ يُفضل الأفراد ذوو القامة الطويلة في الغالب. أيضاً، دائماً ما يتم التقليل من شأن الأفراد ذوي القامة القصيرة من قبل أقرانهم وعائلاتهم، في المدارس، الكليات، وفي مكان العمل. وغالباً ما يتعرضون للمضايقة، مما يؤدي إلى العزلة الاجتماعية، وبالتالي يكونون أكثر عرضة للإصابة بالضغط النفسي الاجتماعي، خاصة خلال فترة المراهقة.[7][8][9][10][11][12] كما يواجهون صعوبات في الأكاديميات، العلاقات الأسرية، العلاقات الاجتماعية، وبيئة العمل وما إلى ذلك.
الأسباب
ينجم قصر القامة عند الأطفال واليافعين تقريباً دائماً عن نمو أقل من معدل النمو في الطفولة، بينما يحدث قصر القامة عند البالغين المسنين عادةً بسبب فقدان الطول الناتج عن حدب العمود الفقري أو انهدام الفقرات بسبب هشاشة العظام.
يتم تحديد طول الشخص من خلال تركيبته الجينية. إذا كان أي من الوالدين قصير القامة، فهناك احتمال أكبر أن يكون أطفالهم أيضاً قصار القامة. لكن قصر القامة الوراثي لا يشخص إلا في حال عدم وجود سبب طبي أساسي. وقد سمي بقصر القامة العائلي (FSS).[13] هؤلاء الأفراد لديهم معدل نمو طبيعي وليس لديهم تأخر في العمر العظمي.[14] تشمل السمات المميزة لقصر القامة العائلي أن العمر العظمي مناسب للعمر الزمني، سرعة النمو طبيعية، وطول البالغ النهائي المتوقع مناسب للنمط العائلي (باستخدام مخططات النمو Bayley-Pinneau أو Tanner-Goldstein-Whitehouse).
قد يكون معدل النمو لدى هؤلاء الأفراد بطيئاً أو طبيعياً. حيث ينمو الأطفال في وقت متأخر عن غيرهم (أي لديهم تأخر في العمر العظمي). يتأخر نموهم بالنسبة لسنهم ويدخلون سن البلوغ في سن متأخرة عن غيرهم. ومع ذلك، يكون لديهم طول طبيعي نسبياً في مرحلة البلوغ. قد تشمل أسباب ذلك سوء التغذية أثناء فترة الحمل والطفولة المبكرة أو قد تكون وراثية. سوء التغذية هو أحد العوامل المؤثرة على وتيرة النمو وتطور العظام، والتي قد تزيد من تفاقم قصر القامة لدى الفرد المهيأ وراثياً.[15] إلى جانب سوء التغذية، تلعب المورثات دوراً حاسماً في تحديد سرعة النمو. هؤلاء الأفراد قد يصنفون مع تأخر النمو والبلوغ البنيوي (CDGA).
الضغط النفسي الاجتماعي: يقول الدكتور باتيل: "الإجهاد النفسي والاجتماعي، التعرض للعنف بسبب الحرب أو المجاعة أو مجرد التواجد في بيئة منزلية سيئة، يمكن أن تعرض الأطفال لضغوط نفسية اجتماعية تمنعهم من النمو بشكل صحيح". "يمكن عكس ذلك بمجرد إزالتها من البيئة المجهدة."[26]
الأعراض الأخرى: يجب تقييم المظاهر السريرية المرتبطة بالاضطرابات الوراثية والتغذوية، للمساعدة في تحديد السبب الأساسي.
العلاج
يجب أن يوجه علاج قصر القامة إلى علاج السبب الأساسي لقصر القامة. تعتمد نتائج العلاج على سبب قصر القامة، ولكنها عادةً ما تكون زيادة في الطول النهائي حوالي 5 إلى 10 سنتيمترات عن المتوقع.[27]
وجد أن الببتيد المدر للصوديوم C المأشوب (CNP) يزيد سرعة النمو حتى 42 شهر عند الأطفال المصابين بالودانة.[30]
بالإضافة إلى علاج السبب الأساسي، يجب على الأفراد الذين يعانون من الضغط النفسي الاجتماعي بسبب قصر قامتهم تلقي المشورة النفسية والاجتماعية لاكتساب آليات التكيف.
تكلفة العلاج
تعتمد تكلفة العلاج على نوع العلاج المستخدم ومدة استخدامه. مثلاً تعتمد تكلفة العلاج بهرمون النمو على كمية هرمون النمو المأشوب المعطى، والذي يعتمد بدوره على وزن الطفل وعمره. عادة ما تكلف الأدوية لمدة عام حوالي 20000 دولار أمريكي للطفل الصغير وأكثر من 50000 دولار للمراهق.[27] وعادة ما يتم العلاج بهذه الأدوية لمدة خمس سنوات أو أكثر.
الإنذار
يمكن أن يؤدي التشخيص والعلاج المبكر للحالات التي يمكن الوقاية منها إلى تحسين الحالة بشكل ملحوظ وتسريع النمو لمواكبة أقرانهم. مثل ليونيل ميسي، الذي يُعتبر أحد أعظم لاعبي كرة القدم، خضع لعلاج نقص هرمون النمو بنجاح.[31] في حين أن الإنذار لدى الأفراد الذين وصلوا للنضج الهيكلي سيئ للغاية.
تاريخياً
خلال الحرب العالمية الأولى في بريطانيا، كان الحد الأدنى لطول الجنود 160 سم. وهكذا مُنع آلاف الرجال تحت هذا الطول من القتال في الحرب. ونتيجة للضغط للسماح لهم بالدخول، إذ أُنشأت "كتائب بانتام" خاصة تتكون من رجال يبلغ طولهم 147 سم إلى 160 سم. بحلول نهاية الحرب، كان هناك 29 كتيبة بانتام قوام كل منها حوالي 1000 رجل.[32]
^Legare، Janet M. (1993). Adam، Margaret P.؛ Everman، David B.؛ Mirzaa، Ghayda M.؛ Pagon، Roberta A.؛ Wallace، Stephanie E.؛ Bean، Lora JH؛ Gripp، Karen W.؛ Amemiya، Anne (المحررون). Achondroplasia. Seattle (WA): University of Washington, Seattle. PMID:20301331. مؤرشف من الأصل في 2023-02-13.
^Kaji، Masayuki؛ Nishi، Yoshikazu (2006). "Lead and growth". Clinical Pediatric Endocrinology: Case Reports and Clinical Investigations: Official Journal of the Japanese Society for Pediatric Endocrinology. ج. 15 ع. 4: 123–128. DOI:10.1297/cpe.15.123. ISSN:0918-5739. PMID:24790332. مؤرشف من الأصل في 2023-01-31. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |PMCID= تم تجاهله يقترح استخدام |pmc= (مساعدة)