عبد الله بن عبد الرحمن بافضل
عبد الله بن عبد الرحمن بافضل (850 - 918 هـ) فقيه شافعي كان له جاه كبير وصيت ذائع، وكان كثير السعي في حوائج المسلمين ومصالحهم، وله هيبة عند القبائل، ويقوم بالصلح بينهم.[1] ولي التدريس بجامع الشحر وانتصب فيها للاشتغال والفتوى، وصار عمدة القطر، وانتهت إليه رئاسة الفقه في جميع النواحي.[2] ألف مختصرات فقهية كتب لها الانتشار والشهرة العظيمة، وأصبحت تدرس في الآفاق، أشهرها كتابه المسمى «المقدمة الحضرمية في فقه السادة الشافعية».[3][4] نسبهعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الحاج بن عبد الرحمن بن عبد الله بن يحيى بن أحمد بن محمد بن فضل بن محمد بن عبد الكريم بافضل السعدي المذحجي.[5] مولده ونشأتهولد بتريم في حضرموت سنة 850 هـ، ونشأ في حجر والده الشيخ عبد الرحمن المتوفى بتريم سنة 866 هـ، وكان والده من أهل العلم والصلاح، أخذ عن أبيه الشيخ أبي بكر وتربى به. وقد حفظ القرآن صغيرا، وعدة متون في الفقه واللغة، واشتغل بعلم التجويد، واعتنى بالفقه والحديث.[6] شيوخهبعد أن قرأ المبادئ واتقنها على والده وعلماء تريم شد العزم وارتحل إلى عدن وتفقه فيها؛ إذ كانت عدن آنذاك تزخر بالفقهاء في عهد الدولة الطاهرية. وتوجه في سنة 875 هـ إلى الحجاز، ولقي في تلك السفرة عددا من أهل العلم، وقبل سفره إلى الحرمين توجه إلى بلدة شبام، فأخذ عمن فيها، ومن أبرز شيوخه:[7]
تلاميذهأخذ عنه جمع كثير من طلبة العلم، البعض أخذ عنه في تريم، والبعض في الشحر بعد رحيله إليها، منهم أبناؤه التسعة ومنهم:[9]
انتقاله إلى الشحرقدم عبد الله بافضل إلى بلدة الشحر، وطاب له المقام بها، وتوطنها، ونقل إليها أسرته وأولاده، وكان ذلك قبل سنة 890 هـ. لم يذكر المؤرخون الأسباب التي دعته إلى مغادرة وطنه ومسقط رأسه تريم بحضرموت الداخل، لكنهم يذكرون أن الذي سعى في وصوله إلى الشحر واستيطانه بها هو عبد الله بن محمد بن عبسين قاضي الشحر، وأقامه مدرسًا بجامع الشحر، فجلس عبد الله بافضل للتدريس بالجامع، وعكفت عليه الطلبة.[10] ولما توفى ابن عبسين سنة 908 هـ لم يكن في الشحر من يصلح لتولي القضاء ويكون خلفًا له سوى عبد الله بافضل، فأمره السلطان عبد الله بن جعفر الكثيري أن يتولى القضاء، فقَبِل، ويقال إن الذي سعى له في ذلك تلميذه عبد الله بن أحمد باسرومي، وظل في القضاء إلى سنة 915 هـ حين عزم على حج بيت الله الحرام، فاستقال منه. مؤلفاتهألف الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن عددا من المؤلفات النافعة التي اشتهرت، ولا سيما مختصراته الفقهية، كما أن له مصنفات أخرى لم تشتهر كثيراً، فمن ذلك:[11][12]
ذريتهأعقب تسعة من الأبناء؛ محمد، وأحمد الشهيد، وحسن، وعلي، وفضل، وزين، وحسين، وإبراهيم، وياسين، وكلهم فقهاء علماء. وفاتهتوفي الشيخ عشية الأحد لخمس مضت من رمضان سنة 918 هـ، ودفن ضحى الاثنين السادس من رمضان بالشحر من جهة الشمال في موضع موات نجدي عقل باغريب، وهو أول من دفن هناك، ودفن حواليه أبناؤه وذريته وغيرهم حتى صارت مقبرة كبيرة، وعمل على قبره بنيان وصار مزارا مشهودا يطلب للتبرك عنده.[15][16] المراجع
استشهادات
وصلات خارجية |
Portal di Ensiklopedia Dunia