سالم بن حفيظ
سالم بن حفيظ (1288 - 1378 هـ) محدّث ومسند من علماء حضرموت.[1] أقام بقريته مشطة وبذل نفعه للخاص والعام، بتعليم الطالبين وإرشاد الجاهلين وإصلاح ذات البين والسعي في مصالح المسلمين، لا سيما نشر العلم وبذله.[2] كما رحل للدعوة إلى الله إلى إندونيسيا والهند وغرب إفريقيا. وكان كثير التلقي عن المشايخ والعلماء حريصًا على أخذ الحديث بالسند والمسلسلات والاتصال بالشيوخ والرحلة إليهم.[3] نسبهسالم بن حفيظ بن عبد الله بن أبي بكر بن عيدروس بن عمر بن عيدروس بن عمر بن أبي بكر بن عيدروس بن الحسين بن الشيخ أبي بكر بن سالم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن السقاف بن محمد مولى الدويلة بن علي بن علوي الغيور بن الفقيه المقدم محمد بن علي بن محمد صاحب مرباط بن علي خالع قسم بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيد الله بن أحمد المهاجر بن عيسى بن محمد النقيب بن علي العريضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب، وعلي زوج فاطمة بنت محمد ﷺ.[4] فهو الحفيد 36 لرسول الله محمد ﷺ في سلسلة نسبه. مولده ونشأتهولد ببلدة بندواسة بجاوة الشرقية في الخامس والعشرين من شهر شوال سنة 1288 هـ.[5] ونشأ بها إلى أن أخرجه والده منها إلى منطقة مشطة بالقرب من تريم بحضرموت في شهر صفر سنة 1297 هـ، وشرع في قراءة القرآن على يد معلمه عبود بن سعيد باشعيب، استأجره والده للتعليم بمشطة وهو من السويري، ولما قرأ نحو النصف من القرآن توجه معلمه إلى الحرمين، فاستأجر والده بعده عبد الله بن حسن باشعيب من الواسطة، وقرأ عنده ما بقي من القرآن بمعية جملة من الأولاد الصغار. وفي أوائل سنة 1304 هـ رحل به والده إلى تريم لطلب العلم، فأقام بها نحو سنة يتدارس القرآن ويقرأ في المختصرات على بعض مشايخ تريم. ثم في سنة 1305 هـ رحل به والده إلى سيئون لطلب العلم أيضا، وبقي يتردد إلى سيئون نحو سنتين ونصف، وقرأ على جملة من علمائها. شيوخهأخذ عن كثير من الشيوخ ذوي الإسناد العالي، كما أخذ عن كثير من أقرانه ومن هم في سنّه، وأكمل ذلك بالأخذ عن بعض من هم دونه في السن وأدنى منه في الإسناد، وقد بلغ عدد شيوخه الذين أثبتهم في ثبته المسمى «منحة الإله» إلى 149 شيخ. أخذ عنهم وزارهم في بلدانهم في رحلة واسعة قام بها داخل القطر الحضرمي وخارجه إلى الحجاز والشام والمغرب وجنوب شرق آسيا. فمنهم:
وهناك جماعة تدبج معهم أي تبادل الأخذ منهم فأجازهم وأجازوه، منهم:
مآثرهفي حدود سنة 1331 هـ عمّر مسجد ولد حسن المعروف بمشطة ببنائه رواقين والضاحي وجابيتين والمجاز، وحفر البئر وحوضان لسقي البهائم. وأما السقاية والطهارة فهي من عمارة والده حفيظ. وخلال إقامته بجاوة بنى قبة واسعة على قبر جده لأمه أحمد بن عمر العيدروس في بلد بندواسة. وفي سنة 1363 هـ اختط المقبرة المسماة الروضة بمشطة وبنى بها سقيفة على ثمان سواري من غير الضاحي، ووقف جانبها البحري مسجدا، وحفر بئرا بها وعمّرها وغرس بها نخلا نحو مئة وثلاثين مقلعا. وبنى بها طهارتين وبذل في إكمال عمارتها من نورة وأبواب وغيرها. وكان كثير النساخة، استنسخ كتبا كثيرة، وقد استنسخ بيده بقلم واحد من غير أن يجدده خمسة مصاحف. مؤلفاتهوله سبعة من المصنفات كتبها هو بخطه ورتبها وجمعها وبيّضها في حياته وهي:
ولتلميذه عبيد بن سعيد دامس باجبير مجموعان يختصان بشيخه وهما:
ذريتهعرفت أسرته بآل بن حفيظ نسبة إلى والده حفيظ بن عبد الله المتوفى بمشطة سنة 1340 هـ، وأبناؤه تسعة إخوة أسنّهم سالم، وبقيتهم: حسن، وطاهر، وأبو بكر، ومحمد، وعلي، وعمر، وعبد الله، وعثمان. أما سالم بن حفيظ فقد أعقب سبعة من الذكور وست إناث، فأما بنوه: محمد، وأحمد، وعلي، وحفيظ،[10] وحسين، وعبد الله، وعبد القادر الجيلاني. وفاتهتوفي في فجر السبت التاسع والعشرين من شهر رجب سنة 1378 هـ بمشطة ودفن بها حيث اختط في بلده مشطة محلا لمدفنه، لأن أهل مشطة كانوا يدفنون أمواتهم إما في تريم أو في عينات، ولا تخفى المسافة بين مشطة والبلدين تريم وعينات، فيتعبون لذلك جدا، فأراد أن يريحهم من هذا التعب فاختط محلا يكون مدفنا لأموات أهل مشطة ونواحيها، وبدأ بنفسه أولا وأوصى أن يدفن في ذلك المحل، وسماه الروضة.[11] المراجع
استشهادات
|