صورة بالمنظار لتوسع أوعية غار المعدة، يظهر التوسع بمنظر شعاعي حول البواب. قبل العلاج (الصورة في الأعلى) وبعد العلاج بواسطة تخثير البلازما بالأرغون (الصورة في الأسفل).
صورة بالمنظار لتوسع أوعية غار المعدة، يظهر التوسع بمنظر شعاعي حول البواب.
قبل العلاج (الصورة في الأعلى) وبعد العلاج بواسطة تخثير البلازما بالأرغون (الصورة في الأسفل).
توسع أوعية غار المعدة (بالإنجليزية: Gastric antral vascular ectasia) هو سبب غير شائع للنزف الهضميوفقر الدم بعوز الحديد.[1][2] ترتبط الحالة بتوسع الأوعية الدموية الصغيرة في الغار أو الجزء الأخير من المعدة.[1] تؤدي الأوعية المتوسعة إلى نزف هضمي.[3] ويطلق على هذه الحالة أيضاً المعدة البطيخية لأن المناطق الحمراء الطولية المخططة التي توجد في المعدة قد تشبه علامات البطيخ.[1][2][3][4]
تاريخ المرض
تم اكتشاف هذه الحالة لأول مرة عام 1952،[2] وتم تسجيلها عام 1953.[5] شُخصت المعدة البطيخية لأول مرة بواسطة ويلر وآخرون، عام 1979. ووصفت بشكل نهائي عند أربعة مرضى أحياء من قبل جاباري وآخرون، عام 1984.[4] حتى عام 2011، لا يزال سبب وآلية المرض غير معروفة.[4][6] ومع ذلك، هناك عدة فرضيات تذكر أسباب مختلفة.[4]
الأعراض والعلامات
معظم المرضى الذين شُخصت لهم المعدة البطيخية يراجعون الطبيب بشكوى فقر الدم.[7] في بعض الأحيان، قد يراجعون الطبيب بشكوى وجود دم في البراز [إما براز أسود (البراز الأسود أو القطراني) و/أو تغوط دموي (براز دموي أحمر)].[7]
الأسباب
في الأدب الطبي، من عام 1953 حتى عام 2010، كثيراً ما ذكر أن سبب توسع أوعية غار المعدة غير معروف.[4][6][7] كذلك لم تثبت العلاقة السببية بين تشمع الكبد وتوسع أوعية غار المعدة.[6]
قد يكون للمناعة الذاتية علاقة بهذا المرض،[8] حيث أن 25٪ من جميع مرضى التصلب الذين لديهم واسم معين من مضاد-الحمض النووي الريبوزي (Anti-RNA) يعانون من توسع أوعية غار المعدة.[9] اشتبه بـمضاد RNA كسبب أو كواسم منذ عام 1996 على الأقل.[8]
قد تشير مستويات الغاسترين إلى وجود علاقة هرمونية بالمرض.[6]
كما تترافق المعدة البطيخية خاصة مع تصلب الجلد،[2][12][13][14] وخاصة النوع الفرعي المعروف باسم التصلب المجموعي.[2][9] 5.7٪ من الأشخاص المصابين بالتصلب لديهم توسع أوعية غار المعدة، و25٪ من جميع مرضى التصلب الذين لديهم واسم معين من مضاد-RNA بوليمراز لديهم توسع أوعية غار المعدة.[9] في الحقيقة:
قد يكون لدى مرضى توسع أوعية غار المعدة مستويات مرتفعة من الغاسترين.[6]
ذكر مركز المعلومات للأمراض الوراثية والنادرة (GARD) أن فقر الدم الخبيث هو أحد الحالات المرتبطة بتوسع أوعية غار المعدة،[18] وأظهرت دراسة منفصلة أن أكثر من ثلاثة أرباع المرضى في الدراسة كان لديهم عوز فيتامين B12 بما في ذلك الحالات المرتبطة بفقر الدم الخبيث.[19]
عادةً ما يتم تشخيص توسع أوعية غار المعدة بشكل قطعي عن طريق أخذ خزعةبالمنظار.[6][7][10][20] كما تظهر الخطوط الشبيهة بالبطيخ أثناء التنظير الهضمي.[7]
قد تكون هناك حاجة إلى فتح بطن استقصائي لتشخيص بعض الحالات، خاصةً إذا كان الكبد أو أعضاء أخرى مصابة.[4]
التشخيص التفريقي
يؤدي توسع أوعية غار المعدة إلى نزف مشابه لقرحة العفجوفرط توتر وريد الباب.[3][6] نزف الجهاز الهضمي قد يؤدي إلى فقر الدم.[6][7] غالباً ما يتم إهمال النزف، والذي قد يكون أكثر شيوعاً في المرضى المسنين.[3][7] ومع ذلك، شوهدت حالات عند مريضات بعمر 26 سنة.[6]
المعدة البطيخية لها مسببات مختلفة، ويجب تفريقها عن ارتفاع توتر وريد الباب.[6][15] في الواقع، تشمع الكبد وفرط توتر وريد الباب قد لا يكونا موجودين في مرضى توسع أوعية غار المعدة.[6]التشخيص التفريقي مهم لأن العلاجات مختلفة.[3][6][7][10]
العلاج
يمكن تصنيف العلاج إلى تنظيري، جراحي، ودوائي.
العلاج التنظيري
يتم تدبير توسع أوعية غار المعدة عادةً عبر التنظير الهضمي، من خلال تخثير البلازما بالأرغونوالكاوي الكهربائي.[6][7][21] بما أن التنظير الهضمي باستخدام التخثير الضوئي بالأرغون هو «فعال عادة»، فإن الجراحة «غير مطلوبة عادة».[7] العلاج بالتخثير جيد التحمل لكنه «يميل إلى تحريض النز والنزف».[7] «التنظير مع الاستئصال الحراري» هو العلاج الطبي المفضل لأن أعراضه الجانبية قليلة وكذلك نسبة وفياته، ولكنه «نادراً ما يكون شافياً».[6]
العلاج الجراحي
العلاج الجراحي نهائي ولكن نادراً ما يتم إجراؤه حالياً لتوفر خيارات علاجية متنوعة أخرى.
تتضمن الجراحة استئصال جزء من القسم السفلي للمعدة، وتسمى أيضاً استئصال الغار، وهي إحدى الخيارات العلاجية.[6][16] استئصال الغار هو «القطع، أو الإزالة الجراحية، لجزء من المعدة يعرف باسم الغار».[2] يمكن إجراء الجراحة التنظيرية في بعض الحالات، واعتباراً من عام 2003، كان «أسلوباً جديداً لمعالجة المعدة البطيخية».[22]
العلاج الذي يستخدم في بعض الأحيان هو الربط عبر المنظار.[23]
متوسط العمر لتشخيص توسع أوعية غار المعدة هو 73 سنة بالنسبة للإناث،[3][7] و 68 للذكور.[2] ولكن وجد مرضى في الثلاثينات من عمرهم مصابين بالمرض.[6]
نسبة إصابة الإناث حوالي ضعفين نسبة إصابة الذكور.[2][7] حيث يتم تشخيص 71٪ من جميع حالات توسع أوعية غار المعدة عند الإناث.[3][7] ويصبح أكثر شيوعاً في الإناث بعمر الثمانينات، مرتفعاً في هذا العمر إلى 4٪ من جميع أمراض القناة الهضمية.[10]
إن 5.7٪ من جميع مرضى التصلب (و 25٪ من أولئك الذين لديهم واسم معين من مضاد-RNA) لديهم توسع أوعية غار المعدة.[9]
المراجع
^ ابجSuit، PF؛ Petras، RE؛ Bauer، TW؛ Petrini Jr، JL (1987). "Gastric antral vascular ectasia. A histologic and morphometric study of "the watermelon stomach"". The American Journal of Surgical Pathology. ج. 11 ع. 10: 750–7. DOI:10.1097/00000478-198710000-00002. PMID:3499091.
^ ابEl-Gendy, Hala; Shohdy, Kyrillus S.; Maghraby, Gehad G.; Abadeer, Kerolos; Mahmoud, Moustafa (1 Feb 2017). "Gastric antral vascular ectasia in systemic sclerosis: Where do we stand?". International Journal of Rheumatic Diseases (بالإنجليزية). 20 (12): 2133–2139. DOI:10.1111/1756-185X.13047. ISSN:1756-185X. PMID:28217887.