الخلاف على اسم الخليج العربي
الخلاف على اسم الخليج العربي [1][2] ، عُرف عن المسطح المائي الذي يقع إلى الشرق من شبه الجزيرة العربية وإلى الغرب من إيران بأسماء مختلفة عبر التاريخ. يبلغ المجموع العام لطول الساحل على الخليج نحو 3300 كم، حصة إيران منها نحو الثلث. ويسكن العرب على معظم ضفاف الخليج العربي سواء في القسم الغربي أو الجنوبي في سلطنة عُمان والإمارات والبحرين وقطر والسعودية والكويت وفي القسم الشمالي في العراق وفي معظم سواحل إيران المطلة على الخليج العربي ففي شمال الخليج العربي يسكن العرب في العديد من مدن عربستان أهمها الأحواز والمحمرة. وفي إقليم بوشهر الواقع في الشمال الشرقي من الخليج العربي، في مدن مثل بوشهر وعسلوية وبندر كنغان. وفي إقليم هرمزغان في شرق الخليج العربي يشكل العرب غالبية سكان جزيرة قشم بالإضافة إلى وجود العرب في بندر لنجة وفي مدينة بندر عباس مركز هذا الإقليم. الأسماء الحالية في اللغة العربيةبقي الآن من أسماء هذا الخليج في اللغة العربية مستعملًا حتى اليوم:
الأسماء التاريخية
النزاع حول الاسمالنزاع العلميبدأ بعض الباحثين الغربيين يتخلون عن التسمية الفارسية للخليج. ومن هؤلاء المؤرخ الإنجليزي رودريك أوين الذي زار الخليج العربي واصدر عنه سنة 1957 كتابا بعنوان الفقاعة الذهبية وثائق الخليج العربي وقد روى فيه أنه زار الخليج العربي وهو يعتقد بأنه خليج فارسي لأنه لم ير على الخرائط الجغرافية سوى هذا الاسم. ولكنه ما كاد يتعرف إليه عن كثب حتى أيقن بأن الأصح تسميته «الخليج العربي» لأن أكثر سكان سواحله من العرب. وقال: «إن الحقائق والإنصاف يقتضيان بتسميته الخليج العربي»[28][بحاجة لدقة أكثر]. وكذلك أكد الكاتب الفرنسي جان جاك بيربي (بالفرنسية: Jean Jacques Berreby) عروبة الخليج في كتابه الذي تناول فيه أحداث المنطقة وأهميتها الإستراتيجية، حيث يقول: «يؤلّف القسم الذي تغسله مياه نهر كارون من إقليم الأهواز مع القسم الأسفل من بلاد ما بين النهرين وحدة جغرافية واقتصادية... إن إقليم الأهواز هي طرف الهلال الخصيب الذي يبدأ عند السهول الفلسطينية وينتهي عندها مارًّا بلبنان وسوريا والعراق.[29] يقول المؤرخ الألماني كارستن نيبور، الذي عمل لصالح الدنمارك وجاب الجزيرة العربية عام 1762: «لكنني لا أستطيع أن أمر بصمت مماثل، بالمستعمرات الأكثر أهمية، التي رغم كونها منشأة خارج حدود الجزيرة العربية، هي أقرب إليها. أعني العرب القاطنين الساحل الجنوبي من بلاد الفرس، المتحالفين على الغالب مع الشيوخ المجاورين، أو الخاضعين لهم. وتنفق ظروف مختلفة لتدل على أن هذه القبائل استقرت على الخليج الفارسي قبل فتوحات الخلفاء، وقد حافظت دومًا على استقلالها. ومن المضحك أن يصور جغرافيونا جزءًا من بلاد العرب كأنه خاضع لحكم ملوك الفرس، في حين أن هؤلاء الملوك لم يتمكنوا قط من أن يكونوا أسياد ساحل البحر في بلادهم الخاصة. لكنهم تحملوا - صابرين على مضض- أن يبقى هذا الساحل ملكا للعرب».[30] كما كتب جون بيير فينون أستاذ المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس في كانون الثاني 1990 دراسة في مجلة لوموند الفرنسية حول الخليج تؤكد تسميه الخليج بالعربي. فقامت السفارة الإيرانية بالاحتجاج. وكتبت ردًا على بيير. فرد هو أيضًا ردًا مدعمًا بالحجج العلمية، وقدم خارطة لوكانور التي يرجع تاريخها إلى نهاية القرن السادس عشر والتي تحمل التسمية اللاتينية سينوس ارابيكوس أي «البحر العربي»، وقال: «لقد عثرت على أكثر من وثيقة وخارطة في المكتبة الوطنية في باريس تثبت بصورة قاطعة تسمية الخليج العربي، وجميعها تعارض وجهة النظر الإيرانية».[31][32] و أكد الكاتب وجهة نظره فيما تضمنته خارطة جوهين سبيد التي نشرت عام 1956 تحت اسم الإمبراطورية التركية حيث ورد في الخريطة تسمية «بحر القطيف» ثم «الخليج العربي». وقد دحض جون بيير (Jean-Pierre) مزاعم الإيرانيين، وأكد أن تسمية «الخليج الفارسي» الشائعة حديثًا بين الجغرافيين الأوربيين جاءت نتيجة توجه سبق، وابتدعته الدول الاستعمارية خاصة إيطاليا.[ادعاء غير موثق منذ 4643 يوماً]
ولهذا فإن العديد من الأطالس والمراجع الجغرافية الأوروبية (مثل موسوعة أونيفرساليس هاشيت ومعظم الموسوعات الأوروبية) بدأت منذ النصف الثاني من القرن العشرين باستخدام التعبير العلمي التاريخي الجغرافي المتوازن وهو «الخليج العربي الفارسي». وقامت الجمعية الوطنية للجغرافيا التي تصدر مجلة «الجمعية الجغرافية الوطنية»، وهي المرجع الرئيسي للجغرافيا في الولايات المتحدة، بوضع اسم الخليج العربي تحت اسم الخليج الفارسي. في حين فضلت بعض الجامعات والمنظمات الغربية (مثل: Times Atlas of the World ومتحف اللوفر[34]) استعمال تعبير «الخليج» (The Gulf) بدون ذكر كلمة عربي أو فارسي.[35] النزاع السياسييرى الكاتب الفرنسي ميشال فوشيه Michel Foucher في كتابه «تخوم وحدود» (Fronts et Frontieres) أن الخليج الذي سمي الخليج الفارسي بسبب النفوذ القوي والتاريخي لإيران، وجد دعمًا من الإستراتيجية الأميركية (زمن الشاه) القائمة على دعم الشاه وجيشه لتحقيق الأمن الإقليمي في حماية النفط. ويؤكد ذلك نبيل خليفة، كاتب لبناني في الشؤون الإستراتيجية، في صحيفة دار الحياة في 14 اغسطس 2005 : «ليس الخلاف بين العرب والإيرانيين مجرد خلاف لفظي/اسمي. وانما هو خلاف يعكس صراعًا سياسيًا وقوميًا ذا أبعاد ومضامين إستراتيجية، خلاصتها من له الهيمنة على الخليج، على مياهه وجزره ونفطه ومواقعه الاستراتيجية وأمنه وثرواته».[36] وجهة نظر إيرانترى إيران أن الخليج بحر إيراني[37] وأنه جزء من هویة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة[38] وأنه مياه إقليمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية[39] وتفريعًا فقد اعتادت إيران بين الفينة والأخرى أن تطلق صورًا وشعارات رسمية يوضوع فيها العلم الإيراني على كافة مياه الخليج[40] لذا فإن موقف إيران متشدد جدًا من تسمية الخليج بالخليج العربي يماثل مواقف الدول من انتقاص سيادتها على شيء من أرضيها، بحيث تصدر إيران مذكرات احتجاج رسمية إلى أية دولة يذكر أية مسئول فيها اسم الخليج العربي[41] وتعاقب الشركات والمؤسسات والأفراد بالطرد من إيران وإيقاف كافة النشاطات وبل تمنع شركات الطيران من التحليق في المجال الجوي لإيران إذا استعملت مصطلح "الخليج العربي"[42] هذه المواقف، وبالإضافة إلى حرب الخليج الأولى والاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية استنتج منها كثير من الباحثين أن النظرة الإيراينة لتسمية الخليج العربي متفرعة عن أطماعها فيه[43] وليست مجرد بحث تاريخي أو علمي. كما أنها تعتبر "الخليج الفارسي" هي التسمية الوحيدة التي أطلقت على الخليج، وتنكر وجود أي اسم آخر.[37] لذلك بعد أن أعلنت مؤسسة الجمعية الجغرافية الوطنية عن كتابة اسم الخليج العربي إلى جانب الخليج الفارسي، في أطلسها الجديد، وأشارت إلى الخلاف على الجزر الثلاث بين إيران ودولة الإمارات العربية واعتبرت «ان طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى محتلة من إيران وتطالب الإمارات العربية بالسيادة عليها»، غضب القوميون الفرس، واتهموا المؤسسة بتلقي الرشاوي، واتهموها كذلك بأنها «بتأثير من اللوبي الصهيوني، وبدولارات النفط من بعض الحكومات العربية قررت تشويه واقع تاريخي لا يمكن نكرانه»[44]، مع أن إسرائيل تستعمل مصطلح «الخليج الفارسي». واعتبر المسؤولون الإيرانيون ذلك «مؤامرة صهيونية لشق صفوف المسلمين»، فبادرت الحكومة الإيرانية إلى اتخاذ اجراءات تمنع بموجبها الجمعية الوطنية للجغرافيا من بيع مطبوعاتها وخرائطها في إيران. كما منع أي مندوب من قبلها بدخول الأراضي الإيرانية. كما دعا رئيس البرلمان الإيراني حداد عادل كل من اسماهم عبادة الوطن للدفاع عن فارسية الخليج. كما جمع المعارضة الإيرانية بمختلف أطيافهم عن أن الخليج فارسي. وعبثًا حاولت الجمعية أن تشرح أسباب زيادة صفة «الخليج العربي» إلى الخليج الفارسي، بأن هناك من يعرف الذراع البحرية بالخليج العربي. ولا بد من التفريق بينها وبين بحر العرب القريب منها والواقع بين مضيق هرمز والمحيط الهندي. لكن الإيرانيين غير مستعدين لسماع أي تبرير، لأن اسم الخليج الفارسي «صار جزءًا لا يتجزأ من الهوية القومية الإيرانية».[36] وفي 15 حزيران 2006، قامت إيران بمنع مجلة ذي إيكونوميست من دخول إيران لمجرد أنها تضمنت خريطة عليها تسمية «الخليج» بدون ذكر الفرس.[45] وجهة نظر العربيرى أغلب العرب حاليا أن اسم «الخليج العربي» تاريخي وقديم، وأنه مبرر لأن ثلثي سواحل الخليج تقع في بلدان عربية، بينما تطل إيران على حوالي الثلث، وأنه حتى السواحل الإيرانية تقطنها قبائل عربية سواء في الشمال (إقليم الأحواز) أو في الشمال الشرقي في العديد من مدن إقليم بوشهر مثل بوشهر وعسلوية وبندر كنغان أو في الشرق في بندر لنجة وبندر عباس،(حيث كانت دولة القواسم مسيطرة على تلك البلاد حتى ضمتها إيران)، كما أن العرب يشكلون سكان أهم جزيرتين مسكونتين في الخليج العربي وهما جزيرة البحرين وجزيرة قشم بالإضافة إلى أن العرب يشكلون السكان الأصليين لجميع الجزر المأهولة في الخليج العربي قبل ظهور النفط وبالتالي فمن الأولى تسمية الخليج وفق الشعب الذي يسكن جزره وسواحله .[ادعاء غير موثق منذ 4643 يوماً]
هذا بالإضافة إلى أنه منذ عام 1935 م، لم تعد تسمية «بلاد فارس» موجودة سوى في السجلات التاريخية بعدما أصدر الشاه الإيراني رضا شاه بهلوي مرسومًا قضى بتغيير اسم بلاده إلى «إيران». وبما أن حاكم بلاد فارس اتّخذ قراره في هذا الشأن، فإن أيّ إشارة إلى «الخليج الفارسي» في الزمن المعاصر تُعتبَر غير منطقية مع العلم أن الفرس[ ؟ ] هم أحد المجموعات العرقية التي تسكن إيران والتي من أهمها الأتراك الأذريين في الشمال الغربي من إيران والأتراك القاشقاي في وسط إيران في محافظة فارس[ ؟ ] نفسها بالإضافة إلى الأكراد في غرب إيران والبلوش في جنوب شرق إيران والعرب في جنوب غرب إيران واللور في غرب إيران بالإضافة للعديد من المجوعات القومية الأقل عددًا مثل التركمان في الشمال الشرقي والتالش في المنطقة المحاذية لساحل بحر قزوين في شمال إيران قرب الحدود مع جمهورية أذربيجان. يقول الشيخ بكر أبو زيد في كتابه «معجم المناهي اللفظية»: «الخليج الفارسي: هذه التسمية الباطلة تاريخًا وواقعًا من شعوبية فارس. فكيف يكون الخليج الفارسي وكل ما يحيط به أرض عربية من لحمة جزيرة العرب وسكان عرب خلص؟ فلنقل: الخليج العربي». وكتب في الحاشية:«الخليج الفارسي: أغاليط المؤرخين. لأبي اليسر عابدين ص264». وفي الواقع فإن الفرس لم يكونوا يركبون البحر، حتى في أوج عظمتهم. وإذا ما أنشأؤوا في الخليج أسطولًا، كان بحارته من غير الفرس. يقول د. صلاح العقاد: «أما الساحل الشمالي الشرقي الذي يكوّن الآن الساحل الإيراني، فيمتد على طوله نحو ألفي كيلومتر: سلسلة عالية من الجبال الصعبة المنافذ إلى الداخل، مما عزل سكان بلاد فارس والسلطة المركزية فيها عن حياة البحر. ولقد اشتهر الفرس منذ غابر الزمن بخوفهم من حياة البحار، حتى قال بعض مؤرخين العرب: «ليس من الخليج شيء فارسي إلا اسمه». وعلى ذلك فإن ذيوع اسم «الخليج العربي» الآن قد جاء موافقًا لحقيقة جغرافية ثابتة».[46] فيما قامت بينه وبين العرب أوثق الصلات قبل الإسلام وبعده. ويؤكد هذا سير برسي سايكس Sykes: «إن السياسة البحرية التي كان يتبعها نادر شاه القاجاري هي ضد تأثير العوامل الطبيعية التي جعلت ميول الناس وسلوكهم في إيران تفضل النفور والكره دائمًا من ركوب البحر الذي تفصلهم عنه حواجز جبلية شاهقة»، وهو يعني بتلك السلسلة من الجبال: جبال زاغروس التي تحد بين إقليم الأهواز وفارس، إذ لا يوجد غيرها في غرب إيران. تحرير النزاعيرى مؤيدو تسمية «الخليج الفارسي» أن إصدار المجلس القومي الإيراني في أمريكا:
ويرى مؤيدو تسمية «الخليج العربي» أن:
آثار الخلافكان للخلاف على تسمية الخليج العربي بين العالم العربي وإيران عدد من الانعكاسات وردود فعل على مستوى الدول، من أبرزها:
اسم الخليج العربي في بعض الخرائط التاريخية
المصادر
وصلات خارجية
|
Portal di Ensiklopedia Dunia