بدأ العمل على إنشاء الإسكندرية على يد الإسكندر الأكبر سنة 331 ق.م.،[13] عن طريق ردم جزء من المياه يفصل بين جزيرة ممتدة أمام الساحل الرئيسي تدعى "فاروس" بها ميناء عتيق، وقرية صغيرة تدعى "راكتوس" أو "راقودة"، يحيط بها قرى صغيرة أخرى تنتشر كذلك ما بين البحر وبحيرة مريوط، واتخذها الإسكندر الأكبر وخلفاؤه عاصمة لمصر لما يقرب من ألف سنة،[14][15] حتى الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص سنة 641، اشتهرت الإسكندرية عبر التاريخ من خلال العديد من المعالم مثل مكتبة الإسكندرية القديمة والتي كانت تضم ما يزيد عن 700000 مجلّد،[16]وفنار الإسكندرية والتي اعتبرت من عجائب الدنيا السبع،[17] وذلك لارتفاعها الهائل الذي يصل إلى حوالي 120 مترًا، وظلت هذه المنارة قائمة حتى دُمرت جراء زلزال قوي سنة 1307.
يرى بعض المؤرخين أن اختيار الإسكندر الأكبر لمدينة الإسكندرية كي تكون عاصمة لدولته، استهدى في ذلك بتوجيه معلمه الروحي هوميروس في ملحمة الأوديسة، حيث ذهب تليماخوس ابن أوديسيوس ملك إيثاكا، إلى مينلاوس ملك إسبرطة يسأله إن كان يعرف شيئا عن مصير والده المختفي، فحكى مينلاوس عن أهوال الحرب وشجاعة ملك إيثاكا وجيشه المفقود، وأنه بعدما أضنى التعب جيوشهم، بلغوا شواطئ مصر، عند جزيرة فاروس، وهناك كما يقول ملك إسبرطة: «كان في مقدورنا أن نُروى من كوثر هذه البلاد التي تجري من تحتها الأنهار».[18]
في بداية القرن الرابع قبل الميلاد، لم تكن الإسكندرية سوى قرية صغيرة تدعى "راكتوس" أو "راقودة" يحيط بها قرى صغيرة، يقول عنها علماء الآثار أنها ربما كانت تعدّ موقعًا استراتيجيًا لطرد الأقوام التي قد تهجم من حين إلى آخر من الناحية الغربية لوادي النيل،[19] أو لربما كانت «راكتوس» مجرد قرية صغيرة تعتمد على الصيد ليس إلا، وعلى امتداد الساحل الرئيسي للقرية توجد جزيرة تسمى "جزيرة فاروس" يوجد بها ميناء يخدم الجزيرة والقرى الساحلية معًا، في ذلك الوقت كانت مصر تحت الاحتلال الفارسي منذ سقوط حكم الفراعنةوالأسرة الثلاثون سنة 343 ق م، ولم تكن مصر الوحيدة الواقعة تحت احتلال الفرس، فقد كانت بلاد الشاموالعراق واقعة تحت هذا الاحتلال، وفي مقابل قوة الفرس كانت قوة الاغريق في ازدياد سريع، وبدأت المواجهة بينهما في ربيع سنة 334 ق.م، واستمرت المعارك بينهما حتى دخل الإسكندر الأكبر مدينة صور ومن ثم إلى غزة حتى أتم دخول مصر سنة 333 ق م.[19]
بعد دخول الإسكندر الأكبر مصر وطرده للفرس منها، استقبله المصريون بالترحاب نظرًا للقسوة التي كانوا يُعاملون بها تحت الاحتلال الفارسي،[20] ولكي يؤكد الإسكندر الأكبر أنه جاء إلى مصر صديقًا وحليفًا وليس غازيًا مستعمرًا، اتجه لزيارة معبد الإله آمون إله مصر الأعظم في ذلك الوقت، فذهب إلى المعبد في واحة سيوة، وأجرى له الكهنة طقوس التبني ليصبح الإسكندر الأكبر ابنًا للإله آمون، ولُقب فيما بعد بابن آمون، [20] وفي طريقه إلى المعبد مرّ بقرية للصيادين كانت تُسمى «راقودة»، فأعجب بالمكان وقرر أن يبني مدينة تحمل اسمه لتكون نقطة وصل بين مصر واليونان وهي مدينة الإسكندرية (باليونانية القديمة: Ἀλεξάνδρεια ἡ κατ' Αἴγυπτον؛ وباليونانية الحديثة: Αλεξάνδρεια)،[21] وعهد ببنائها إلى المهندس دينوقراطيس، والذي شيدها على نمط المدن اليونانية، ونسقها بحيث تتعامد الشوارع الأفقية على الشوارع الرأسية، [20] وكذلك إنشاء جسر يصل بين الجزيرة والقرية أُطلق عليه "هيبتاستاديون"، وبعد عدة شهور ترك الإسكندر مصر متجهًا نحو الشرق ليكمل باقي فتوحاته، ففتح بلاد فارس، لكن طموحاته لم تتوقف عند هذا الحد بل سار بجيشه حتى وصل إلى الهندوآسيا الوسطى، وبينما كان الإسكندر هناك فاجأه المرض الذي لم يدم طويلاً حيث داهمه الموت بعد عشرة أيام وهو لم يتجاوز الإثنين والثلاثين من عمره.[20]
اتسمت الإسكندرية في مطلعها بالصبغة العسكرية كمدينة للجند الإغريق، ثم تحولت أيام البطالمة الإغريق إلى مدينة ملكية بحدائقها وأعمدتها الرخامية البيضاء وشوارعها المتسعة، [22] وتحوّلت في ذلك الحين إلى عاصمة لمصر، وأصبحت إحدى حواضر العلوم والفنون بعد أن شيَد فيها البطالمة عددًا من المعالم الكبرى مثل مكتبة الإسكندرية التي تُعد أول معهد أبحاث حقيقي في التاريخ،[23]وفنار الإسكندرية التي أصبحت أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم،[24] وكانت تطل على البحر وجنوب شرقي الميناء الشرقي الذي كان يطلق عليه الميناء الكبير؛ إذا ما قورن بينه وبين ميناء هيراكليون عند أبو قير على فم أحد روافد النيل القديمة التي اندثرت، وحالياً انحسر مصب النيل ليصبح على بعد 20 كيلومتراً من أبوقير عند رشيد.[25]
خضعت المدينة اسميًا للرومان سنة 80 ق م، وفقًا لرغبة بطليموس العاشر، واستمر الأمر على هذا المنوال قرابة قرن من الزمن قبل أن تسقط بيد يوليوس قيصر بعد حصار الإسكندرية (47 ق.م)، عندما استغلت روما النزاع والحرب الأهلية القائمة بين بطليموس الثالث عشر ومستشاريه وشقيقته كليوبترا السابعة، وبعد عدة معارك انتصر قيصر وتم قتل أخيها، وبذلك استطاعت كليوباترا الانفراد بحكم مصر، وعلى أحد آراء بعض المؤرخين فقد تم حرق مكتبة الإسكندرية الشهيرة في ذلك الوقت في صراع يوليوس قيصر مع بطليموس الثالث عشر.[26] سقطت المدينة بيد القائد «أوكتافيوس» الذي أصبح لاحقًا الإمبراطور «أغسطس» في 1 أغسطس سنة 30 ق م، بعد معركة الإسكندرية، وبهذا أصبحت مصر ولاية رومانية، ظلت الإسكندرية أكبر مدينة في الإمبراطورية الرومانية الواسعة بعد روما العاصمة، وأقدم الرومان على عمل العديد من الإصلاحات فيها، فقاموا بتجديد وإعادة حفر القناة القديمة التي كانت تربط نهر النيلوالبحر الأحمر لخدمة التجارة، وكذلك فقد أعطى الرومان لليهود في الإسكندرية والذين كانوا يمثلون جزءًا أساسيًا من التركيبة السكانية للمدينة، حريات كثيرة وسُمح لهم بإدارة شئونهم الخاصة.[26]
غير أن كل ذلك لم يوقف حركات التمرد والتوتر في المدينة والتي وصف أحد الكتاب القدماء أهلها بأنهم "الأكثر رغبة في الثورة والقتال من أي قوم آخر"، فمن أعمال الشغب في الإسكندرية سنة 38 وتمرد اليهود سنة 116، والتوتر المتواصل بين اليهود واليونان على مسائل قديمة، فضلاً عن احتجاج السكندريون بصفة عامة على الحكم الروماني، والذي أدى سنة 215 وعلى إثر زيارة الإمبراطور الروماني إلى الإسكندرية إلى قتل ما يزيد عن عشرين ألف سكندري بسبب قصيدة هجاء قيلت في الرجل، غير أن من أهم أسباب الاضطراب هو أن العالم قد شهد أحد أهم الأحداث في التاريخ وهو ميلاد الديانة المسيحية، والتي تزامنت مع بداية الحكم الروماني في مصر، وحيث أن الديانة الجديدة بدأت تجذب الكثير من المصريين وتدعوهم إلى نبذ الوثنية وعبادة الله، فقد بدأ عصر جديد من الاضطهاد حيث كانت روما تريد فرض عبادة الإمبراطور وكذلك العبادات الوثنية على المصريين.[26] ضربت موجة تسونامي هائلة المدينة بتاريخ 21 يوليو365، [27] جرّاء زلزال وقع بالقرب من جزيرة كريت، ونجم عنها خراب ودمار كبيرين.
اكتسبت المسيحية قوة كبيرة رغم كل النزاعات وذلك في مواجهة ديانة باقي المصريين من الوثنيين وخاصة في عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الكبير (378-395) الذي أصدر مرسوماً ببطلان العبادات الوثنية، فعقد بطريرك الإسكندرية ثيوفيلوس (385-412) عزمه على تنفيذ المرسوم الإمبراطوري بدقة وحزم وقد عاونه اتباعه وقوات الإمبراطور، فتم تدمير عدد من المعابد الوثنية وتحويل بعضها الآخر إلى كنائس مثل معبد سرابيوم المقام للإله سيرابيس وذلك سنة 391 حيث شيدت على أطلاله كنيستان.[28]
خضعت الإسكندرية للإمبراطورية البيزنطية بعد انقسام الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين غربي روماني وشرقي رومي بيزنطي، وفي القرن السابع الميلادي كانت الإمبراطورية البيزنطية قد وصلت إلى حالة بالغة من الضعف، فشجع ذلك الإمبراطورية الفارسية الساسانية في الشرق على الهجوم على ممالكها واحتلال الشام ومصر، فدخل الفرس الإسكندرية ونهبوا المدينة وقتلوا الكثير من أهلها، لكن الحكم الفارسي لم يدم إلا بضع سنين حيث استطاع الإمبراطور هرقل استرداد ممالكه ورجعت الإسكندرية من جديد تابعة للإمبراطورية البيزنطية، وقد أراد هرقل تعيين بطريرك قوي في الإسكندرية يسند له الرئاسة السياسية بجانب سلطته الدينية ليكون قادر على قهر الأقباط وإرغامهم على اتباع مذهب المونوثيليتية فعين بطريركًا رومانيًا يدعى «كيرس» والمعروف عند مؤرخي العرب باسم «المقوقس»، لتحقيق هذه الغاية،[28] إلا أنه فشل في ذلك، وخلال هذا العهد كان الإسلام قد برز في شبه الجزيرة العربية واستقطب أعدادًا كبيرة من الناس، وكان النبي محمد قد أرسل إلى حكام الدول المجاورة رسائل يدعوهم فيها إلى الإسلام، وكان المقوقس من ضمن هؤلاء الحكام.
بعد وفاة النبي محمد، خرج العرب المسلمون من شبه الجزيرة العربية لنشر الإسلام في أنحاء العالم المعروف، فانطلق عمرو بن العاص من القدس إلى مصر، بعد أن شاور الخليفة عمر بن الخطاب،[29] سالكًا الطريق التي سلكها قبله قمبيزوالإسكندر الأكبر، واصطدمت القوة العربية بالروم في مدينة الفرما مدخل مصر الشرقي، فسقطت المدينة بيد عمرو، ثم تبعتها بلبيس،[30] وكان المقوقس عامل الروم على مصر قد تحصن بحصن إزاء جزيرة الروضة على نهر النيل، ورابط عمرو في عين شمس،[29] ولما وصلت الإمدادات من الخليفة عمر، تقاتل الفريقان في منتصف الطريق بين المعسكرين، [31] فانهزم المقوقس واحتمى بالحصن، ولمّا ضيّق عمرو عليه الحصار اضطر إلى القبول بدفع الجزية، [31] وتابع عمرو استيلائه على المدن المصرية ولم يبق إلا الإسكندرية عاصمة الديار المصرية وثانية حواجز الإمبراطورية البيزنطية، وكان الاسطول البيزنطي يحميها من البحر، ولكن شدّة الغارات البريّة العربية، وموت هرقل وارتقاء ابنه قسطنطين الثاني عرش الإمبراطورية وكان حديث السن، جعلت الروم يوافقون على شروط الصلح،[31] فجلت قواتهم وأسطولهم عن المدينة ودخلها المسلمين فاتحين، وأطلقوا الحرية الدينية للأقباط وأمّنوهم على ممتلكاتهم وأرواحهم.[32]
ولكن بعد مدة قصيرة من السيطرة على المدينة قام البيزنطيون بهجوم مضاد ليستعيدوا المدينة من جديد إلا أن عمرو بن العاص استطاع هزيمتهم ودخل الإسكندرية مرة أخرى في صيف سنة 646،[33] ورحب الأقباط في الإسكندرية بقيادة البطريرك بنيامين الأول بالمسلمين ترحيبًا بالغًا وبذلك فقدت الإمبراطورية البيزنطية أغنى ولاياتها إلى الأبد،[33] فقدت الإسكندرية مكانتها السياسية بعد ذلك بسبب اتخاذ عمرو بن العاص من الفسطاط عاصمة له بدلاً منها، لكنها استمرت الميناء الرئيسي لمصر وأبرز مرافئها التجارية، نشطت حركة التجارة في الإسكندرية خلال العهد الإسلامي، كذلك تم بناء سور جديد للمدينة، ووفد إليها الكثير من العلماء من أمثال الإمام الشاطبي والحافظ السلفي وابن خلدون وغيرهم الذين أثروا الحركة العلمية للمدينة،[34] ومن المعالم التي تركتها المرحلة الأولى للفتح ضريح وجامع أبو الدرداء الأنصاري أحد صحابة النبي محمد في منطقة العطارين والذي شارك في فتح مصر.
تعرضت الإسكندرية لحصار عُرف بحصار الإسكندرية (1174) من جانب الأسطول الصقلي كجزء من الحملات الصليبية ضد الشرق، إلا أنه فشل فشل ذريعًا، وتعرضت كذلك لعدة زلازل قوية سنة 956 ثم 1303 ثم 1323 أدت إلى تحطم فنار الإسكندرية ولم يبق منها سوى الأساس الحجري الذي شيدت عليه قلعة قايتباي في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي،[34] كما تعرضت الإسكندرية لهجمات صليبية كان أخرها في أكتوبر سنة 1365 عانت فيها من أعمال قتل دون تمييز بين مسلمومسيحي ونهب وضربت المساجد، [34] إلا أنه وفي سنة 1480 قام السلطان المملوكي قايتباي ببناء حصن للمدينة لحمايتها في نفس موقع المنارة والمعروفة الآن بقلعة قايتباي،[35] حيث حظيت الإسكندرية في عهده بعناية كبيرة، وقد هيأت الدولة المملوكية وسائل الراحة لإقامة التجار الأوروبيين في مينائي الإسكندرية ودمياط فبنيت دور الإقامة ووضعت تحت تصرف التجار حتى يعيشوا وفق النمط الذي اعتادوه في بلادهم،[36] وفي وقت لاحق فقدت الإسكندرية الكثير من أهميتها بعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح في سنة 1498 وتحوّل طريق التجارة إلى المحيط الأطلسي بدلاً من البحر الأبيض المتوسط،[37] وكذلك بعد جفاف فرع نهر النيل والقناة التي كانت تمد المدينة بالمياه العذبة.
تدين الإسكندرية لمحمد علي باشا بالنهضة حيث أنه أعاد للمدينة الحياة بعدّة وسائل ففي سنة 1820 تم الانتهاء من حفر قناة المحمودية لربط الإسكندرية بنهر النيل مما كان له الفضل في إنعاش اقتصاد الإسكندرية، [39] وقد صمم الميناء الغربي كي يكون هو الميناء الرسمي لمصر وتم بناء منارة حديثة عند مدخله، كذلك فإن منطقة المنشية هي بالأساس من تصميم مهندسيه، كما شيد محمد علي عند رأس التين مقره المفضل وأصبحت الإسكندرية هي مقر قناصل الدول الغربية مما جعل لها شخصية أوروبية حيث جذبت العديد من الفرنسيينواليونانيينواليهودوالشوام بسبب الانتعاشة التي حظيت بها المدينة، [39] كما أنشأ دار الصناعة البحرية في المدينة والتي يطلق عليها حالياً "ترسانة الإسكندرية"، وذلك لتلبية احتياجات الأسطول المصري على يد المهندس الفرنسي سيريزى بك.[41]
أصبحت الإسكندرية منذ تولي محمد علي الحكم وخلال المائة وخمسين سنة التالية أهم ميناء في البحر المتوسط ومركزًا مهما للتجارة الخارجية، [42] ومقرًا لسكان متعددي الأعراق واللغات والثقافات، وتحت حكم خلفاء محمد علي استمرت الإسكندرية في النمو الاقتصادي، فشهدت في عهد الخديوي إسماعيل تحديداً اهتماماً يُشابه الاهتمام الذي أولاه لتخطيط مدينة القاهرة، فأنشأ بها الشوارع والأحياء الجديدة وتمت إنارة الأحياء والشوارع بغاز المصابيح بواسطة شركة أجنبية، [43] وأنشأت بها جهة خاصة للاعتناء بتنظيم شوارعها وللقيام بأعمال النظافة والصحة والصيانة فيها، ووضعت شبكة للصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار، [44] وتم رصف الكثير من شوارع المدينة، وقامت إحدى الشركات الأوروبية بتوصيل المياه العذبة من منطقة المحمودية إلى المدينة وتوزيعها بواسطة "وابور مياه" الإسكندرية، وأنشأت في المدينة مباني ضخمة وعمارات سكنية فخمة في عدد من الأحياء كمنطقة محطة الرمل وكورنيش بحري.[44]
تعرضت الإسكندرية خلال هذه العصر الحديث إلى الكثير من الأحداث وخاصة بعد مذبحة الإسكندرية وعند بداية الاحتلال البريطاني لمصر، حيث قام الأسطول البريطاني بقصف الإسكندرية لمدة يومين متواصلين حتى استسلمت المدينة معلنةً بداية الاحتلال البريطاني لمصر، [45] والذي دام لسبعين عامًا، [46] وتحت الاحتلال البريطاني زاد عدد الأجانب وخاصة اليونان الذين أصبحوا يمثلون مركزًا ثقافيًا وماليًا مهم في المدينة، [47] وتحولت الإسكندرية وقناة السويس إلى مواقع إستراتيجية مهمة للقوات البريطانية، [47] تعرضت المدينة لأضرار هائلة في فترة الحرب العالمية الثانية، [48] حيث كانت تقصفها الطائرات الحربية لدول المحور خصوصًا الإيطاليةوالألمانية ما تسبب في دمار ومقتل المئات واعتبرت الإسكندرية أكثر المدن المصرية تضرراً من تلك الحرب، [48] وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية وقيام حركة 23 يوليو 1952 أُلغيت الملكية في مصر وغادر الملك فاروق الأول آخر ملوك الأسرة العلوية إلى المنفى، [49] وقامت الجمهورية المصرية على أنقاض المملكة بقيادة جمال عبد الناصر الذي أعلن من الإسكندرية وبالتحديد في ميدان المنشية تأميم قناة السويس، [49] وقد قلت أعداد الجاليات الأجنبية في الإسكندرية بعد سياسة التأميم التي اتبعها عبد الناصر وكذلك بسبب الحروب التي خاضتها مصر مع إسرائيل، إلا أنه ما يزال هناك جالية يونانية بسيطة في المدينة.[50][51] وفي 12 سبتمبر1955 تعرضت الإسكندرية لزلزال بقوة 6.3 على مقياس ريختر، تسبب في في مقتل 18 شخصًا وإصابة 89 شخصًا حيث انهار 40 منزلًا بالكامل و420 منزلًا بشكل جزئي، وكان للإسكندرية حضور سياسي حيث استضافت مؤتمر قمة الدول العربية 1964 والذي أقُيم في قصر المنتزه بحضور أربعة عشر زعيمًا عربيًا.
بعد بداية سنة 2011 بعشرين دقيقة حدث انفجار كبير أمام كنيسة القديسين في منطقة سيدي بشر أثناء الاحتفالات بعيد الميلاد للكنائس الشرقية، نجم عنه 24 قتيلًا (بينهم مسلمون) كما أصيب 97 شخصًا، [52] أحدثت هذه العملية صدمة في مصر وفي العالم كله، واتهمت وزارة الداخلية المصرية تنظيم جيش الإسلام الفلسطيني بالمسئولية عن الحادث، [53] واحتج كثير من المسيحيين في الشوارع وهتفوا بشعارات ضد نظام حكم مبارك، وانضم بعض المسلمين للاحتجاجات، وحدثت اشتباكات بين الشرطة والمحتجين في الإسكندرية والقاهرة.[52]
بعد نجاح الثورة التونسية وإسقاط نظام الرئيس زين العابدين بن علي، [54] انتقلت روح الثورة إلى مصر، فخرج الآلاف من الأشخاص إلى شوارع القاهرة والإسكندرية وغيرها من المدن المصرية مطالبين بتحسين الوضع المعيشي وخفض الأسعار وتحسين الوضع الاجتماعي للناس. وقد بدأت المظاهرات بالإسكندرية بمنطقة المنشية والعطارين ومحطة الرمل والمنتزه وسيدي جابر. وقد تعاظم شأنها وازداد عدد المشاركين بها مع مرور الوقت، مطالبين بتنحي الرئيس حسني مبارك، أسفرت المظاهرات التي بدأت في 25 يناير عن تنحي حسني مبارك، [55] فكان من شأن ذلك تهدئة الأوضاع بعض الشيء في المدينة وتفريق المتظاهرين.
تتميز الإسكندرية بمناخ معتدل، إذ يسود بها مناخ البحر المتوسط والذي يتميز بصيفه الحار والجاف وشتائه الرطب والمعتدل والممطر، يمتد فصل الشتاء في الإسكندرية عبر شهور ديسمبر، يناير، وفبراير وتترواح درجة الحرارة العظمى فيه ما بين 12 و 18 درجة مئوية، وتتعرض الإسكندرية خلال هذا الفصل إلى العديد من العواصف الرعدية الشديدة والبرد والأمطار الغزيرة في ظاهرة جوية يُطلق عليها "نوة"،[59] أما فصل الصيف في الإسكندرية، فيمتد عبر شهور يونيو، يوليو، وأغسطس وتترواح درجة الحرارة فيه ما بين 25 و 30 درجة مئوية، [60] ويتميز صيف الإسكندرية بالجفاف وارتفاع نسبة الرطوبة، أما فصلي الربيعوالخريف فيعدّان أفضل وقت لزيارة المدينة، وفيهما لا تزيد درجة الحرارة العظمى عن 22 درجة مئوية باستثناء زمن الموجات الخماسينية التي تصل فيها الحرارة في أشهر الربيع إلى 32 درجة مئوية أحيانًا.
صورة بانورامية لمنطقة الميناء الشرقي تظهر فيه (من اليمين إلى اليسار) مناطق بحري، المنشية، محطة الرمل، الشاطبي.
ميدان الشهداء
منطقة محطة الرمل
منطقة بحري وميناء الصيادين
لم يكن تخطيط مدينة الإسكندرية مختلفًا عن السابق بل كان تخطيطاً أشبه بالمدن الإغريقية القديمة، حيث كان يأخذ شكل شطرنج وهو عبارة عن شارعين رئيسيين ومتقاطعين بزاوية قائمة هما شارع «كانوبك» وشارع «سوما» وعرض كل منهما 14 متر، ومنهما تتفرع شوارع جانبية متوازية عرضها 7 أمتار، [22] وكان شارع «كانوبك» (شارع فؤاد حاليًا) يربط بوابة القمر من الغرب وبوابة الشمس من الشرق، ويمتد شرقًا ليربط مدينة كانوب (أبو قير)، وكان يتقاطع شارع سوما (شارع النبي دانيال حاليًا) مع شارع كانوبك ويمتد من الشمال للجنوب، وتقاطعهما كان مركز مدينة الإسكندرية.[22]
اتسعت الإسكندرية في القرن العشرين اتساعًا كبيرًا، وتوسّع العمران بها في الاتجاهين الشرقي والغربي خاصة، بالإضافة إلى الاتجاه الجنوبي. بالنسبة للتوسع نحو الجنوب فقد امتد العمران في منطقة محرم بك إلى ترعة المحمودية ومنطقة غيط العنب، وحاليًا توسعت المدينة نحو الشرق وساعد على ذلك وجود قطار أبو قير الذي ساعد في نمو العمران إلى مناطق سيدي بشر، المندرة، والمعمورة وصولاً إلى أبو قير، [62] أما التوسع نحو الغرب فشمل مناطق المكس والدخيلةوالكيلو 21 وصولاً إلى سيدي كرير، حتى بلغ طول الشريط الساحلي للإسكندرية حوالي 55 كم، [62] كما توسعت المدينة جنوبًا حتى وصلت إلى مناطق الكافوري والعامرية وحدود محافظة البحيرة.
تنقسم مدينة الإسكندرية حاليًا إلى تسعة أحياء إدارية هي:
يعمل سكان الإسكندرية في القطاعات الاقتصادية المختلفة مثل التجارة، السياحة، الزراعة، الصناعة، الصيد، شركات القطاع الخاص، الوظائف الحكومية، والأعمال الحرة والحرفية، ويتحدث السكان اللغة العربيةباللهجة السكندرية،[76] حيث تأثرت اللهجة والثقافة السكندرية بوجود عدد كبير من الأجانب في المدينة لأن معظم الأجانب مثل الإيطاليين واليونانيين كانوا كانوا يفضلون البقاء بالإسكندرية لتمتعها بمناخ حوض البحر المتوسط، [77] ولعل من أبرز الكلمات الموجودة في اللهجة السكندرية كلمة "مَنَفِيسْتُو" ويُقصد بها الكتيبات الصغيرة جدًا التي يستخدمها التلاميذ وأصلها إيطالي، وكلمة "جُومَة" والمقصود بها الممحاة وأصلها كذلك إيطالي، وأيضاً كلمة "مَسْتِيكَة" والمقصود بها اللبان أو العلك، وأصلها إيطالي كذلك، [78] بالإضافة إلى ذلك فهناك العديد من أحياء المدينة يعود أصل تسميتها لأشخاص أجانب عاشوا بالإسكندرية مثل لوران، جليم، سموحة، بولكلي، كرموز، راغب، ونجت، وفلمنج،[79] كما يتحدث عدد من السكان اللهجة البدوية وهم الأفراد المنُحدرين من القبائل العربية، ويسكن أغلبهم بمناطق غرب الإسكندرية، وأيضًا العديد من الوافدين من المحافظات المصرية الأخرى والذين يتحدثون بلهجاتهم الأصلية، تعتبر الإسكندرية من أكثر المدن المصرية كثافة بالسكان نسبة إلى إجمالي مساحتها، حيث تبلغ الكثافة السكانية في المدينة حوالي 1997 نسمة للكيلو متر المربع، وبلغ عدد سكان مدينة الإسكندرية في 1 يوليو2017 حوالي 5039975 نسمة، مُقسمين إلى 2589520 من الذكور، و2450455 من الإناث كالتالي:[6]
تُعقد في الإسكندرية العديد من النشاطات الثقافية، السياحية، والسياسية خاصة بعد اختيارها كعاصمة الكتاب العالمية سنة 2002، وعاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2008،[80][81] كما تُنظم المدينة العديد من المهرجانات مثل مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط،[82] مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير،[83] مهرجان الموسيقى العربية بالإسكندرية،[84] ومهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي،[85] كما تنظم مكتبة الإسكندرية العديد من المؤتمرات والفاعليات والمهرجانات في المناسبات المختلفة مثل مؤتمر مكتبة الإسكندرية السنوي للمخطوطات، [86] مهرجان الصيف الدولي،[87] ومعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب،[88] بالإضافة إلى العديد من المهرجانات الأخرى، كما تنتشر المراكز والقصور الثقافية ومراكز الإبداع والمكتبات العامة في مختلف أحياء الإسكندرية،[89] ولعل من أبرزها مكتبة الإسكندرية الجديدة، مكتبة بلدية الإسكندرية، مكتبة الطفل، قصر التذوق، مركز الحرية للإبداع، قصر ثقافة الأنفوشي، قصر ثقافة سيدي جابر، قصر ثقافة أبوقير.
الدين
الإسلام
يعتنق أغلب السكندريين الإسلام دينًا على منهج أهل السنة والجماعة، وقد انتشر الإسلام في المدينة انتشارًا كبيرًا بعد أن فتحها عمرو بن العاص في القرن السابع حتى طغى على المسيحية التي كانت سائدة قبل هذا، وتتميز الإسكندرية باحتضانها للعديد من المدارس والمنشآت الدينية الإسلامية وعشرات المساجد الكبيرة الأثرية والتي تتركز أغلبها في ميدان المساجد بحي الجمرك.[90]
كانت الإسكندرية موطنًا كبيرًا للجالية اليهودية، لكنها اليوم في عداد المندثرة، خصوصًا بعد أن رحل الكثير من اليهود المصريين والأجانب إلى إسرائيل بعد قيامها، أو بسبب ترحيل البعض الآخر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر إما لاتهامهم بالعمل الجاسوسي لصالح إسرائيل، أو بسبب الخوف من إقدامهم على ذلك، كان عدد يهود الإسكندرية في القرن التاسع عشر نحو أربعة آلاف يهودي، ووصل عددهم إلى ثمانية عشر ألفًا في أوائل القرن العشرين، وارتفع إلى أربعين ألفًا سنة 1948، [97] وكان نصف يهود الإسكندرية من اليهود المصريين والنصف الآخر ينقسم إلى ثلاثة أقسام أولهم اللادينو من سكان حوض البحر الأبيض المتوسط الذين هاجروا من إسبانيا والثلث الثاني من يهود إيطاليا وشرقي أوروبا، والثلث الثالث من يهود المغربوالشرق الأوسط الذين يتحدثون العربية، [97] وفي أوائل عقد الثلاثينات من القرن العشرين هاجرت مجموعة من يهود السالونيك، النمسا، المجر، وبولندا إلى مصر هربًا من صعود النازية في ألمانيا، [97] ومن أشهر المعالم اليهودية الباقية في المدينة اليوم، كنيس إلياهو هانبي (بالعبرية: בית הכנסת אליהו הנביא)، الذي يقع في شارع النبي دانيال بوسط المدينة، [98] وهو مغلق حاليًا ولا يُستخدم في طقوس العبادة.
تقع مقابر كوم الشقافة في منطقة كرموز بحي غرب الإسكندرية، تعود إلى العصر الثاني الميلادي، وتُعتبر من أهم مقابر المدينة، وسُميت المنطقة بهذا الاسم بسبب كثره البقايا الفخارية والكسارات التي كانت تتراكم في هذا المكان، [99] عُثر على المقبرة بطريق الصدفة يوم 28 سبتمبر1900، على الرغم من أن التنقيب كان قد بدأ في هذه المنطقة منذ عام 1892، وترجع أهمية المقبرة نظرًا لاتساعها وكثره زخارفها وتعقيد تخطيطها، كما أنها من أوضح الأمثلة على تداخل الفن الفرعوني بالفن الروماني في المدينة وأروع نماذج العمارة الجنائزية.[99]
تقع مقابر مصطفى كامل في منطقة مصطفى كامل، ولهذا سميت بهذا الاسم، يرجع تاريخ هذه المقابر إلى أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الثاني قبل الميلاد، [100] وتحديدًا إلى العصر اليوناني والروماني، وتتكون من أربعة مقابر نُحتت جميعها في الصخر، وقد نُحتت المقبرتين الأولى والثانية تحت سطح الأرض، أما المقبرة الثالثة والرابعة فيرتفع جزء منها فوق سطح الأرض، وقد تم الكشف عن هذه المجموعة من المقابر بطريق الصدفة ما بين عامي 1933و1934.[101]
تقع مقابر الأنفوشي في منطقة بحري غرب الإسكندرية، ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد تحديدًا إلى حوالي عام 250 ق.م، أي في أواخر العصر البطلمي وأوائل عصر الرومان، [102] اكتشفت هذه المقابر سنة 1901 حيث اكتشف بها مبنيان جنائزيان بكل منهما مقبرتان، ثم توالت الاكتشافات لمقبرة الأنفوشي حتى أصبح عدد مبانيها الجنائزية خمسة مباني، وهناك مبنى جنائزي سادس اختفي ولم يعد له أثر في الوقت الحالي، وتمتاز هذه المقابر بزخارف الفرسكو الجميلة، وقد زُينت في كثير منها بالمرمر والرخام.[103]
تقع مقابر الشاطبي ما بين شارع بورسعيد وطريق الكورنيش بمنطقة الشاطبي في مواجهة كلية سان مارك، تم اكتشافها عن طريق الصدفة سنة 1893، [104] وتعود لنهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث قبل الميلاد، المقبرة منحوتة من الصخر، واكتشف بها الكثير من آثار العصر البطلمي ومن أهمها تماثيل التناجرا، شواهد القبور، الجرار، المنحوتات الصغيرة، العملات المعدنية، الأواني الزجاجية، والكثير من الفخار، وتعدّ هذه المقابر من أقٌدم المقابر البطلمية في الإسكندرية لوجودها خارج أسوار المدينة القديمة.[105]
يُعتبر عمود السواري من أشهر المعالم الأثرية في الإسكندرية، أقيم فوق تل باب سدرة بين منطقة مدافن المسلمين الحالية والمعروفة باسم "مدافن العمود" وبين هضبة كوم الشقافة الأثرية، ويصل طوله إلى حوالي 27 مترًا، [106] أقيم العمود تخليدًا للإمبراطور دقلديانوس في القرن الثالث الميلادي، وهو آخر الآثار الباقية من معبد السرابيوم الذي أقامه الإمبراطور بوستوموس جسم العمود عبارة عن قطعة واحدة، ويبلغ الارتفاع الكلي له بما فيه القاعدة حوالي 26.85 مترًا، كما يوجد تمثالان مشابهان لأبي الهول مصنوعان من الجرانيت الوردي يرجع تاريخهما إلى عصر بطليموس السادس.[107]
هو معبد أثري يوجد في منطقة كرموز، يعود تاريخ اكتشافه إلى سنة 1943، أنشأ في عهد بطليموس الثالث، الجزء الأوسط من المعبد كان مخصصاً للمعبود سيرابيس، والغربي للمعبودة إيزيس، بينما خصص الجزء الشمالي للمعبود حربوقراط،[108] اتّخذ المعبد شكل مستطيل، ونظراً لأن المعبد شُيّد في الحي الوطني، فكان لا بدّ من تصميمه على النمط الفرعوني مع إضافة عناصر يونانية كنوعٍ من التوافق بين اليونانيين والمصريين، حظي المعبد بأهمية كبيرة كمكان للاستشفاء يتوافد عليه المرضى، حيث كان هناك حجرات حول المعبد لسكن هؤلاء المرضى من المتعبدين للإلهة سرابيس.
تقع قلعة قايتباي في منطقة بحري، وشيدت في الموقع القديم لفنار الإسكندرية والذي تهدم سنة 1307 أثر الزلزال المدمر الذي ضرب الإسكندرية، وقد بدأ السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي بناء هذه القلعة في سنة 1468 وانتهى من بنائها سنة 1496، [109] وتتكون القلعة من مساحة مستطيلة مساحتها 150 م × 130 م يحيط بها البحر من ثلاث جهات، وللقلعة مدخل رئيسي بالجهة الجنوبية الغربية على هيئة برجين على شكل ثلاثة أرباع الدائرة، كما أن لها سوران يمثلان نطاقين دفاعيين فالسور الداخلي يشمل ثكنات الجند ومخازن السلاح، أما السور الخارجي للقلعة فيضم في الجهات الأربعة أبراجًا دفاعية.[110]
يقع المسرح الروماني في منطقة كوم الدكة وسط المدينة، هو أحد آثار العصر الروماني وقد تمت إقامته في بداية القرن الرابع الميلادي، وهو المسرح الروماني الوحيد في مصر، [111] اُكتشف هذا الموقع بالصدفة أثناء إزالة التراب للبحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر بواسطة البعثة البولندية سنة 1960، أطلق عليه الأثريون اسم المسرح الروماني عند اكتشاف الدرجات الرخامية، وقد استغرق التنقيب عنه حوالي 30 سنة، اكتُشفت بعض قاعات للدراسة بجوار هذا المدرج في 2004، مما يعني أنه يُستخدم كقاعة محاضرات كبيرة للطلاب، وفي الاحتفالات استخدم كمسرح.[112]
هو معبد صغير تم اكتشافه سنة 1936 في منطقة الرأس السوداء شرق المدينة، ويعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي، [113] والجزء المتبقي منه الآن ليس معبدًا بالمعني المفهوم بل هو عبارة عن هيكل صغير، ويتكون من طابقين السفلي للعبادة والعلوي للسكن، ويتكون المعبد والذي هو مقام فوق أرضية مرتفعة من سلم يؤدي إلى ردهه واجهتها بها أربعة أعمدة تؤدي إلى حجرة صغيرة مربعه الشكل، أما الجزء العلوي فيتكون من حجرتين وجدت في إحداهما بقايا الألواح الرخامية التي كانت تغطي ارضيتها، وهناك أدلة تشير إلى وجود حجرات أخرى بهذا المكان يٌعتقد أنها كانت مخازن للماكولات.[114]
يُعد الميناء الشرقي بالإسكندرية بصفة عامة من أقدم الموانئ الواقعة على البحر المتوسط، يشمل الميناء الشرقي مناطق الأزاريطة، الشاطبي، محطة الرمل، المنشية، وبحري، وهو أحد مواقع الآثار الغارقة بمياه البحر المتوسط، [115] وقد كان الإسكندر الأكبر يستهدف من وراء تأسيس المدينة إنشاء ميناء جديد يحتل مكانة كبيرة في عالم التجارة بعد أن حطم ميناء صور وهو في طريقه إلى مصر، وكذلك كان ضمن أهدافه إنشاء ميناء جديد كبير يربط بين بلاد العالم القديم والميناء الشرقية.[116]
يعود تاريخ بناء سور الإسكندرية إلى عهد بطليموس الأول، حيث قام ببناء سوراً حصيناً حول المدينة، وزاد في تحصينها الرومان خلال فترة حكمهم، والسور عبارة عن سور ضخم يُقدر طوله بين عشرة إلى خمسة عشر كيلو متر، بُني السور من الأحجار المأخوذة من محاجر منطقة المكس، ويتخلل هذا السور أبراج حصينة على مسافات متقاربة وحصون و أبواب كثيرة، [117] حاليًا أجزاء السور الباقية توجد على شكل أبراج و جزء من السور وهي البرج الشرقي يقع بالطرف الجنوبي الشرقي من ستاد الإسكندرية، البرج الغربي والسور الشرقي يقعان بالأطراف الغربية والشرقية من حديقة الشلالات، أما طابية النحاسين توجد بالطرف الغربي الأقصى من بقايا أسوار الإسكندرية.[118]
هو أحد متاحف الإسكندرية، يقع في شارع فؤاد بوسط المدينة، ويضم ما يزيد عن 1800 قطعة أثرية تمثل جميع العصور التي مرت بها المدينة من العصر الروماني وحتى العصر الحديث، المتحف هو عبارة عن قصر سابق لأحد تجار الأخشاب الأثرياء في المدينة وهو أسعد باسيلي، قام بإنشائه على طراز المعمار الإيطالي، [119] وبيع في العام 1954 للقنصلية الأمريكية، واشتراه المجلس الأعلى للآثار المصري بمبلغ 12 مليون جنيه مصري، ثم حوله إلى متحف قومي للمدينة، وقام الرئيس المصري حسني مبارك بافتتاحه في 1 سبتمبر2003.[120]
أحد متاحف الآثار بمدينة الإسكندرية، افتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني في 17 أكتوبر1892، يعرض المتحف تشكيلة واسعة من الآثار التي عثر عليها في الإسكندرية وما حولها، وهي في معظمها آثار من العصر البطلمي والعصر الروماني اللاحق له، [121] والمتحف من تصميم المهندسان ديتريش وستينون على المباني الإغريقية السائد في الإسكندرية القديمة، وتحديدًا منذ نشأة الإسكندرية من القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الثالث الميلادي، تعرض الآثار داخل المتحف في 27 صالة منفصلة، كما تعرض في المتحف مقتنيات فرعونية أحضرت من القاهرة، ومقتنيات مصرية أخرى أحضرت من الفيوم تمثل لوحات مومياوات الفيوم.[122]
هو متحف يعرض مجوهراتأسرة محمد علي التي حكمت مصر في الفترة من 1805 حتى 1952، شُيّد القصر سنة 1919 في منطقة زيزينيا، تبلغ مساحته حوالي 4185 مترًا مربعًا، وكان ملكًا للأميرة فاطمة الزهراء إحدى أميرات الأسرة المالكة،[123] وقد صُمم طبقًا لطراز المباني الأوروبية في القرن التاسع عشر، تحوّل القصر إلى متحف للمجوهرات الملكية عام 1986، وهو يضم مجموعة كبيرة من المجوهرات والتحف الذهبية التابعة للأسرة العلوية.[124]
هو مجمع متاحف للفنون التشكيلية، بقصر محمود سعيد في منطقة جناكليس، اُفتتح في أبريل2000، تبلغ مساحة المبانى 732 م²، بينما تبلغ مساحة الفراغات 2176 م²،[125] يضم ثلاثة ثلاثة متاحف هي متحف الفنان محمود سعيد ومتحف الفنانين أدهم وانليوسيف وانلي وكذلك متحف الفن المصري الحديث، إلى جانب قاعتين للعروض المتغيرة، قاعة للورش الفنية وقاعة للندوات والمحاضرات،[126] ويقام بالمتحف العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية.
يقع متحف الفنون الجمية بمنطقة محرم بك، يعتبر أول متحف بُني خصيصاً ليكون متحفًا للفنون الجميلة في مصر،[127] يضم المتحف مجموعة كبيرة من أعمال الفنانين المصريين الرواد يالإضافة إلى بعض أعمال المدرسة الرومانسية، الباروك والروكوكو وبعض لوحات المستشرقين، كما يضم المتحف ابضاً بعض أعمال الحفر والطباعة، بالإضافة إلى بعضٍ من أعمال المثال محمود مختار وبعض المثالين المصريين والأوربيين.[128]
هي أربعة متاحف توجد داخل مكتبة الإسكندرية، تضم متحف الآثار والذي يحتوي على 1133 قطعة أثرية أبرزها القطع الفنية المُكتشفة أثناء أعمال الحفر في موقع المكتبة الحالي، والآثار المرفوعة من قاع البحر المتوسط بمنطقتي الميناء الشرقي وخليج أبي قير،[129]متحف السادات والذي يعرض مقتنيات نادرة تخص الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات،[130] متحف المخطوطات، ومتحف تاريخ العلوم.
أحد أبرز المعالم الأثرية بالإسكندرية، فقد غمرت مياه البحر الأبيض المتوسط المدينة الفرعونية والإغريقية فصارت في قاع الميناء الشرقي،[131] وينزل إليها الغطاسون لمشاهدة الآثار الغارقة، كما خطط لبناء مسارات ذات جدران شفافة كي يشاهد السياح تلك الآثار بسهولة.
يقع في منطقة المنتزة، تبلغ مساحة القصر حوالي 370 فدان، ويضم في ساحته قصرين هما قصر السلاملك الذي بناه الخديوي عباس حلمي الثاني سنة 1892،[132] ليكون استراحة له، وحاليًا يُستخدم كفندق، وقصر الحرملك (في الصورة) بناه الملك فؤاد الأول سنة 1925،[133] ليكون مقر الإقامة الصيفية للأسرة الملكية، وحاليًا يُستخدم كأحد القصور الرئاسية المصرية، يضم القصر مساحات كبيرة من الحدائق بها ثلاثة فنادق، مطاعم، مركز سياحي، ملاعب، شاليهات، بحيرات، وخمسة شواطئ.[134]
يقع في منطقة رأس التين، يُعد أقدم القصور الموجودة بالإسكندرية، حيث بُني في عهد محمد علي باشا في في الفترة بين 1834و1847،[135] وأُعيد بناء القصر في عهد الملك فؤاد الأول سنة 1909 على طراز يتمشى مع روح العصر الحديث على يد المهندس الايطالى فيروتشى، وتبلغ مساحته 22 فدان،[136] وشهد هذا القصر نهاية حكم الأسرة العلوية عندما غادر الملك فاروق مصر وتوجه إلى منفاه بإيطاليا على ظهر اليخت الملكي المحروسة،[137] وهو حاليًا من ضمن القصور الرئاسية في مصر.
يقع في منطقة سموحة، أنشأ في عهد محمد علي باشا، والقصر مُحاط بحدائق موجودة منذ العصر البطلمي على مساحة 50 فدان،[138] ثم قام الخديوي إسماعيل سنة 1860 بإعادة إنشاء الحدائق المحيطة بالقصر كنموذج مصغر من حدائق قصر فرساي بباريس، توجد بالحديقة مجموعة مميزة من التماثيل الرخامية النادرة لشخصيات أسطورية وتاريخية، كما شهد هذا القصر توقيع المعاهدة البريطانية المصرية 1936 بين الحكومة المصرية والحكومة البريطانية للانسحاب من مصر إلى منطقة قناة السويس.[139]
يقع في منطقة زيزينيا، أنشأ سنة 1887 على يد الكونت اليوناني "زيزينيا" والذي كان يعمل بتجارة القطن بجانب كونه قنصل بلجيكا بمصر،[142] ثم تحول القصر إلى فندق عقب وفاة الكونت، وظل كذلك حتى سنة 1927 عندما قرر الأمير محمد علي توفيق شراءه وأعاد بنائه ليتحول إلى قصرًا ملكيًا، وأطلق عليه اسم "قصر الصفا"، وحاليًا يُستخدم كأحد القصور الرئاسية المصرية.[143]
يقع في منطقة جليم، وأنشأ سنة 1923 لصالح عزيزة فهمي ابنة كبير المهندسين في القصر الملكي المصري علي باشا فهمي،[144] وتبلغ مساحة المبنى حوالي مساحة 15 ألف متر مربع، وإجمالي مساحة القصر حوالي 3.5 فدان، القصر من تصميم المهندس الإيطالي أنطونيو جراناتو، وذلك خلال فترة إنشاء كورنيش الإسكندرية.[145]
تضم الإسكندرية الكثير من المسارح مثل دار أوبرا الإسكندرية "مسرح سيد درويش"،[187] والذي يُعد مسرح الاحتفالات الرئيسي الرسمي بالمدينة، مسرح الليسيه، مسرح لونا بارك، مسرح بيرم التونسي، مسرح محمد عبد الوهاب، ومسرح عبد المنعم جابر.
وتضم المدينة كذلك العديد دور السينما المنتشرة في مختلف أحيائها مثل سينما ريالتو، سينما ريو، سينما أمير، سينما مترو، سينما رينسانس، سينما فريال، سينما راديو، سينما ستراند، سينما جرين بلازا، فوكس سينما، وسينما سان ستيفانو.
تضم الإسكندرية العديد من الشواطئ المنتشرة في كافة أحياء المدينة وتنقسم إلى عدة أنواع، شواطئ سياحية وهي المندرة، البوريفاج، وستانلي،[188] وشواطئ مميزة وهي المندرة 2، العصافرة شرق، ميامي غرب، سيدى بشر 1، سيدى بشر 2، أبو هيف، السرايا، السلسلة، رأس التين، بحري، بليس، البيطاش 1، البيطاش 2، الهانوفيل، وأبو تلات،[188] وشواطئ الخدمة لمن يطلبها وهي أبو قير، العصافرة غرب، ميامي شرق، سيدى بشر، أبو هيف 1، أبو هيف 2، مظلوم، أنفوشي شرق، أنفوشي غرب، الدخيلة شرق، الدخيلة غرب، شهر العسل، هدير، تقسيم الملاح، السلام، دلتا الهانوفيل، أبو يوسف، فاميلي بيتش، النخيل، الصفا، شرق أبو تلات، غرب أبو تلات،[188] وشواطئ مجانية هي المندرة 3، جليم، المكس، بليس، والهانوفيل.[188]
تٌعد ترام الإسكندرية أقدم خطوط ترام أنشأت في أفريقياومنطقة الشرق الأوسط حيث تم إنشائها في عهد محمد سعيد باشا سنة 1860،[195] وتُعد إحدى مواصلات النقل العام بالمدينة، وتُدار من خلال الهيئة العامة لنقل الركاب بمحافظة الإسكندرية، وهي تنقسم إلى نوعين: ترام الرمل أو الترام الأزرق وتتكون من ثلاثة عربات كل منها منفصلة عن الأخرى، وتعمل بالكهرباء، وتربط شرق المدينة (محطة فيكتوريا) بغربها (محطة الرمل) وتمر على 37 محطة في أحياء المنتزة، شرق، ووسط المدينة،[196] وترام المدينة أو الترام الأصفر وتتكون من عربتان وهي نوعان: النوع الأول أن تكون العربتان متصلتان ببعضهما البعض، والنوع الثاني تكون كل عربة منفصلة عن الأخرى، وتعمل أيضًا بالكهرباء، وتربط مناطق أحياء شرق ووسط المدينة وتمر على 50 محطة،[197] وفي 2021 دخلت الخدمة عدد 15 ترام من تصنيع شركة "تاترا - يوج" الأوكرانية مكونة من عربتان باللون الأصفر سعة 140 راكب، وتعمل حاليًا على خطوط ترام الرمل وترام المدينة.[198]
تضم الإسكندرية كذلك شبكة خطوط نقل عام بالحافلات تشغلها الهيئة العامة لنقل الركاب بمحافظة الإسكندرية بالإضافة إلى شركات خاصة أخرى، وبلغ عدد خطوط الحافلات التابعة للهيئة العامة لنقل الركاب بالمحافظة في يوليو2023 عدد 103 خط،[203] ويعمل بها مختلف أنواع الحافلات المتوسطة، الكبيرة، العادية، والمكيفة، وتنقسم إلى أربعة مناطق هي خطوط سيارات محرم بك بعدد ستة عشر خط، خطوط سيارات وسط بعدد عشرين خط، خطوط سيارات شرق بعدد تسعة وعشرون خط، وخطوط سيارات غرب بعدد ثمانية وثلاثون خطًا، بالإضافة إلى خطوط الميكروباصوسيارات الأجرة المميزة باللونين الأصفر والأسود، كما يوجد بالإسكندرية موقف حافلات رئيسي يضم كافة وسائل النقل التي تربط مع المدن والمحافظات المجاورة وهو موقف محرم بك.
المطارات والموانئ
يخدم مدينة الإسكندرية مطار برج العرب الدولي وهو مطار دولي يبعد عن الإسكندرية حوالي 49 كم في الاتجاه الجنوبي الغربي، وقد أنشأ كبديل عن مطار النزهة الذي تم إغلاقه، تبلغ مساحة أرض المطار حوالي 8520 فدان،[204] تم افتتاحه أمام حركة الطيران المدني سنة 2003، وتم افتتاح مبنى الركاب في أكتوبر 2010، ويتم حاليًا إنشاء مبنى ركاب جديد بسعة أربعة ملايين راكب سنويًا، ومن المتوقع افتتاحه في يونيو2024،[205]
تضم الإسكندرية العديد من الموانئ البحرية هي ميناء الإسكندرية، والذي يُعد الميناء الرئيسي في مصر، إذ يتم تداول حوالي 60٪ من تجارة مصر الخارجية من خلال الميناء،[206] وتبلغ مساحته ما يقرب من 22.8 كم²، ميناء الدخيلة، ميناء أبو قير،[207]ميناء سيدي كرير المُتخصص في شحن وتفريع ناقلات النفط، ومشروع إنشاء ميناء المكس الجديد والذي من المُفترض بعد الانتهاء منه أن يُشكل بعد ضمه مع مينائي الإسكندرية والدخيلة "ميناء الإسكندرية الكبير".[208][209]
مياه الشرب والصرف الصحي
مياه الشرب
منذ نشأة الإسكندرية اعتمد سكانها على الحصول على مياه الشرب من خلال القنوات المتفرعة من الفرع الكانوبي لنهر النيل (فرع رشيد حاليًا)،[210] ثم يتم تخزين هذه المياه في فترات الفيضان داخل صهاريج موزعة على عدة أماكن في المدينة لاستخدامها باقي العام، وخلال القرن 19 تم حصر عدد صهاريج المياه المستخدمة في الإسكندرية وبلغ عددها 119 صهريج،[210] لم يتبقى منهم حاليًا سوى خمسة صهاريج هي صهريج ابن النبيه،[211] ابن بطوطة،[212] الباب الأخضر،[213] دار إسماعيل، والمباهما،[214] ولم تعرف المدينة نظام معالجة مياه الشرب وضخها بالأنابيب سوى سنة 1860 عندما تأسست شركتان للعمل في هذا المجال هما شركة ترشيح مياه الرمل وهي شركة متعددة الجنسيات،[215] والشركة المدنية وهي شركة فرنسية تحولت فيما بعد إلى شركة إنجليزية ذات مسئولية محدودة تحت اسم "شركة مياه الإسكندرية المحدودة"، وحصلت على حق امتياز توصيل المياه بالأنابيب داخل الإسكندرية في مارس1879، وظلت تعمل في ظل الإدارة الإنجليزية حتى تحولت إلى شركة مساهمة مصرية في يونيو1958،[216] وفي يوليو1961 صدر قانون 117 لعام 1961 بتأميم الشركة وتحويل أسهمها إلى سندات حكومية وتحولت إلى إحدى الجهات التابعة لمحافظة الإسكندرية.
بلغ طول شبكات توزيع المياه بمدينة الإسكندرية في 2022 حوالي 9280 كم، بنسبة تغطية 99.7% من مناطق المدينة،[217] وتتغذى الإسكندرية بمياه الشرب من خلال أربعة مصادر تنقل مياه نهر النيل إلى المدينة وهي ترعة المحمودية، ترعة مياه الشرب، ترعة النوبارية، وترعة النصر، ثم يتم ضخ هذه المياه إلى تسعة محطات معالجة مياه، موزعة على أنحاء المدينة تتبع شركة مياه الشرب بالإسكندرية هي محطة السيوف بطاقة 840 ألف متر مكعب يومياً ويتبعها تسعة محطات رفع، محطة مريوط 2 بطاقة 636 ألف متر مكعب يومياً، ويتبعها خمسة محطات رفع، محطة مريوط 1 بطاقة 510 ألف متر مكعب يومياً، ويتبعها أربعة عشر محطة رفع، محطة شرقي بطاقة 510 ألف متر مكعب يومياً، ويتبعها محطتي رفع، محطة المنشية 1 بطاقة 380 ألف متر مكعب يومياً ويتبعها ستة محطات رفع، محطة المنشية 2 بطاقة 240 ألف متر مكعب يومياً، محطة المعمورة بطاقة 240 ألف متر مكعب يومياً، ويتبعها محطة رفع واحدة، محطة النزهة بطاقة 200 ألف متر مكعب يومياً، ويتبعها ثلاثة محطات رفع، ومحطة فرن الجراية بطاقة 50 ألف متر مكعب يومياً، ويتبعها ثلاثة محطات رفع.[218]
الصرف الصحي
بلغ طول شبكة مياه الصرف الصحي بالإسكندرية في 2022 حوالي 6983 كم، بنسبة تغطية 89.8% من مناطق المدينة،[217] ويعمل نظام الصرف الصحي في مدينة الإسكندرية من خلال عدة محطات معالجة الصرف الصحي تتبع شركة الصرف الصحي بالإسكندرية، أهمها محطة معالجة التنقية الشرقية: وتُعد أكبر محطة معالجة صرف صحي بالمدينة، بطاقة استيعابية 800 ألف متر مكعب يوميًا،[219] وتصل طاقتها في حالات الطوارئ إلى 1.2 مليون متر مكعب يومياً، فهي تستقبل وتعالج وحدها ما يقرب من 40% من مياه الصرف الصحي بالمدينة،[219] محطة معالجة الصرف الصحي بالعجمي بطاقة استيعابية 220 ألف متر مكعب يوميًا، [220] محطة معالجة الصرف الصحي بالمعمورة، ومحطة معالجة الصرف الصحي بالعامرية بطاقة استيعابية 100 ألف متر مكعب يوميًا.[221]
الكهرباء
تُعد الإسكندرية ثاني مدينة مصرية يتم توصيل الكهرباء إليها بعد العاصمة القاهرة وذلك من خلال شركة ليبون الفرنسية، وأقيمت أول وحدة توليد كهرباء بخارية في الإسكندرية بمنطقة كرموز سنة 1895،[222] كان المحامي الفرنسي مانولدي الذي يقطن في شارع صلاح سالم هو أول مشترك يصله التيار الكهرباء وذلك في 11 مايو1895، وتوالى بعد ذلك دخول الكهرباء إلى المنازل، البنوك، الجمعيات، والقنصليات الموجودة بالمدينة، وكانت طريقة الحساب على استهلاك الكهرباء تم بناءً على عدد المصابيح الموجودة لدى المشتركين إلى أن تم تركيب عدادات الكهرباء.[222]
تتغذى مدينة الإسكندرية من الكهرباء من خلال شركة الإسكندرية لتوزيع الكهرباء،[223] وتضم الإسكندرية خمسة محطات توليد كهرباء ويتبعها عدد من محطات المحولات المنتشرة في أحياء المدينة هي محطة كهرباء كرموز الغازية بقدرة تصميمية 23.5 ميجاواط، محطة كهرباء السيوف الغازية بقدرة تصميمية 33 ميجاواط، محطة كهرباء أبوقير الغازية بقدرة تصميمية 2550 ميجاواط،[224] محطة كهرباء أبوقير البخارية بقدرة تصميمية 935 ميجاواط.[225] ومحطة كهرباء سيدي كرير البخارية بقدرة تصميمية 640 ميجاواط.[226]
الاقتصاد
السياحة
تلعب السياحة دور كبير في اقتصاد مدينة الإسكندرية، لامتلاكها العديد من المقومات السياحية أهمها المناخ المعتدل، الشواطئ، المناطق الأثرية، الأماكن الترفيهية،[227] وفي سنة 2018 بلغ عدد المنشآت الفندقية في المدينة 40 فندق بمختلف تقييماته،[228] وتحظى الإسكندرية بنسبة عالية بالنسبة للسياحة الداخلية، إلا أنها في المقابل تحظى بنسبة صغيرة بالنسبة للسياحة الدولية، إذ بلغ عدد السائحين غير المصريين الذين قاموا بزيارة المدينة سنة 2006 حوالي 534235 سائح بنسبة 2% من إجمالي الحركة السياحية الوافدة إلى مصر،[229] وتستحوذ برامج السياحة الثقافية والأثرية على نسبة تقارب 88.6% من إجمالي البرامج السياحية بالمدينة، فيما تستحوذ البرامج السياحية الأخرى على نسبة 11.4% المتبقية.[229]
بلغت المساحة المزروعة بمدينة الإسكندرية سنة 2002 حوالي 87403 فدان، مُقسمة إلى 10494 فدان بمناطق قرى أبيس والمعمورة، 12856 فدان بمناطق خورشيد والزوايدة، و64053 فدان بمنطقة العامرية،[243] ويعتمد نظام الري في الإسكندرية على الغمر من مياه ترعة المحمودية، ترعة النوبارية، ترعة بهيج، وترعة مريوط، مشروعات المياه الجديدة، ومياه الأمطار، ويُعد القمح، القطن، الذرة، الشعير، والأرز من أهم المحاصيل التي يتم زراعتها بالإسكندرية، [243] بخلاف الأراضي الموجودة غرب المدينة التي يكثر بها زراعة أشجار التينوالزيتون، [244] الأراضي الموجودة شرق المدينة التي يكثر بها زراعة أشجار البرتقالوالجوافة، [245] والأراضي الموجودة جنوب المدينة التي يكثر بها زراعة النخيل.
الثروة السمكية والحيوانية
قُدّر إجمالي إنتاج المدينة من الثروة السمكية سنة 2001 بحوالي 11627 طنًا، [243] ويتم الصيد في مياه البحر الأبيض المتوسط، ومياه بحيرة مريوط البالغ مساحتها حوالي 14 ألف فدان، ويعمل بها سنة 2020 ما يقرب من عشرة الآف صياد، وتُنتج حوالي 20 ألف طن أسماك سنويًا أغلبه من سمك البلطي، [246] تُمثل حوالي 4.7% من إجمالي إنتاج الأسماك بالحيرات المصرية، [247] أما بالنسبة للثروة الحيوانية فبلغت عدد رؤوس الماشية بأنواعها سنة 2002 حوالي 117767 رأس، مُقسمة إلى 22618 رأس بمناطق أبيس والمعمورة، 23666 راس بمناطق خورشيد والزوايدة، و71483 بمنطقة العامرية، [243] وتضم المدينة في 2020 عدد 20 وحدة بيطرية وأربعة مجازر.
^"مكتبة الإسكندرية". البوابة الإلكترونية لمحافظة الإسكندرية. مؤرشف من الأصل في 2023-11-02. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-02.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^The Arab Invasion of Egypt And the Last 30 Years of the Roman Dominion, Alfred Butler, The American Historical Review (1903), Vol. 9, No. 1, pp. 135-137
^"Population of capital cities and cities of 100,000 and more inhabitants". 1995 Demographic Yearbook. New York. 1997. ص. 262–321. مؤرشف من الأصل في 2018-08-23.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^حنان محمود القاضي؛ أحمد محمد سلام (2021). التحديات التي تواجه صائدي الأسماک ببحيرة مريوط. الجيزة - مصر: قسم الإرشاد الزراعي - مرکز بحوث الصحراء. ص. 2-3.