أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن أحد كتب تفاسير القرآن الكريم العصرية، ألفه محمد الأمين الشنقيطي، يعد الكتاب من كتب تفسير القرآن الكريم التي تعتمد في التفسير تفسير القرآن بالقرآن أو التفسير بالمأثور، فمؤلفه يحاول أن يوضح المعنى الوارد في الآيات من خلال آيات أخرى أو بعض الأحاديث النبوية، ولا يتعرض للرأي إلا في القليل النادر أو حيث يحتاج إليه، إذا لم يكن عنده ما يعتمد عليه في التفسير من الآيات والأحاديث.[1] أسلوب التفسيرانتهج المؤلف في مؤلفه منهج التفسير بلا غرابة ولا تطويل، محتجًا بالأحاديث الصحيحة، التي وردت عن النبي، مبينًا أسباب النزول والناسخ والمنسوخ والأحكام، مستدلًا بمذهب الفقهاء كأبي حنيفة النعمان والشافعي وأحمد بن حنبل والليث والأوزاعي وغيرهم. كما اعتمد المؤلف في تأليف كتابه على أمهات الكتب والمصادر في شتى الفنون، ومن أهم كتب التفاسير التي نقل عنها المؤلف كتاب تفسير ابن جرير الطبري، وأحكام القران لمؤلفه أبو بكر بن العربي، وكتاب المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز وتفسير ابن كثير، وقد أيد ذلك كله بالأحاديث التي أوردها المحدثون في كتبهم كصحيح البخاري وشرحه فتح الباري، وصحيح مسلم، والمختصر لابن الحاجب في الأصول، ومن أهم الكتب التي اعتمد عليها الشنقيطي في الجرح والتعديل الكامل في ضعفاء الرجال لمؤلفه أبو أحمد بن عدي الجرجاني، والتقريب والتهذيب للحافظ ابن حجر العسقلاني. كما نقل الشنقيطي عن أكثر أهل اللغة، كأبي عبيد وغيره، مؤيدًا ذلك بالأبيات الشعرية الموضحة للمعنى، وابن مالك وأبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة، وكتب الفقهاء كشرح المذهب للحافظ النووي، وابن القاسم في كتابه المدونة، وابن القصار وغيرهم، وقد التزم ألا يبين القران إلا بقراءة سبعية دون أن القراءات الشاذة، ولكنه ذكر في مواضع نادرة القراءة الشاذة استشهادًا للبيان بقراءة سبعية. وقد عمد الشنقيطي إلى تبيان الأحكام الفقهية عند تفسيره، وذلك بعد عرضه لآية القرانية وذكر المسائل والتنبيهات المتعلقة بها كقوله: المسألة الأولى، الثانية.. كما عمد إلى تحقيق بعض المسائل اللغوية وما يحتاج إليها من صرف وإعراب، واستشهاد بشعر العرب، وتحقيق ما يحتاج إليه من المسائل الأصولية والكلام على أسانيد الأحاديث، كل ذلك مع أدلتها من القران الكريم والسنة النبوية وأقوال العلماء، وترجيح ما ظهر بالدليل من غير تعصب لمذهب معين.[2] سبب تأليف الكتابقال محمد المختار بن محمد الأمين الشنقيطي في مقدمة الكتاب: «واعلم أن من أهم المقصود بتأليفه أمران: أحدهما بيان القرآن بالقرآن لإجماع العلماء على أن أشرف أنواع التفسير وأجلها تفسير كتاب الله بكتاب الله، إذ لا أحد أعلم بمعنى كلام الله جل وعلا من الله جل وعلا، وقد التزمنا أن لا نبين القرآن إلاّ بالقراءة السبعية سواء كانت قراءة أخرى في الآية المبينة نفسها، أو آية أخرى غيرها، ولا نعتمد على البيان بالقراءات الشاذة وربما ذكرنا القراءة الشاذة استشهادًا للبيان بقراءة سبعية، وقراءة أبي جعفر ويعقوب وخلف ليست من الشاذ عندنا ولا عند المحققين من أهل العلم بالقراءات. والثاني: بيان الأحكام الفقهية في جميع الآيات المبينة في هذا الكتاب، فإننا نبين ما فيها من الأحكام وأدلتها من السنة وأقوال العلماء في ذلك، ونرجح ما ظهر لنا أنه الراجح بالدليل، من غير تعصب لمذهب معين ولا لقول قائل معين، لأننا ننظر إلى ذات القول لا إلى قائله، لأن كل كلام فيه مقبول ومردود إلا كلامه صلى الله عليه وسلم ومعلوم أن الحق حق ولو كان قائله حقيرًا. وقد تضمن هذا الكتاب أمورًا زائدة على ذلك، كتحقيق بعض المسائل اللغوية وما يحتاج إليه من صرف وإعراب والاستشهاد بشعر العرب وتحقيق ما يحتاج إليه فيه من المسائل الأصولية والكلام على أسانيد الأحاديث».[3] تأليف الكتاب وطبعهطبع كتاب أضواء البيان في تسع مجلدات، سبعة منها من تأليف محمد الشنقيطي، أما المجلدان الثامن والتاسع فهما تكملة الشيخ عطية محمد سالم، يقع الكتاب في سبعة أجزاء، وصل فيها الشنقيطي إلى قوله تعالى في سورة المجادلة: (أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) ثم وافته المنية، فأكمل التفسير من بعده تلميذه الشيخ عطية محمد سالم، فأكمل التفسير من سورة المجادلة حتى سورة الناس، وذلك بنفس أسلوب الشنقيطي في التفسير، وتُسمى تكملة عطية باسم تتمة أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، طُبعت في جزئين، يقول عطية محمد سالم في مقدمة تتمته: «تتمة الأضواء هذه التي نقدم لها ليست بكتاب مستقل يتطلب مقدمة مستقلة، ولا هي جزء مما تقدمها فيكتفي لها بمقدمة الكتاب المتقدم، بل إنها بمنزلة البعض التابع للكل، فلاهي بمستقلة عنه ولا هي جزء منه».[4] مؤلفات على التفسيرحظي كتاب أضواء البيان بالعديد من الدراسات والمؤلفات في مجالات عدة، وأهم الكتب المؤلفه عليه ما يلي:
المراجع
وصلات خارجية |
Portal di Ensiklopedia Dunia