آية الولاية
آية الولاية هي الآية الخامسة والخمسُونَ من سورة المائدة في القرآن؛ وهي التي يستدل بها الشيعة على إثبات الولاية لله تعالى ولرسوله محمد بن عبد الله وللإمام علي بن أبي طالب. نص الآية ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥﴾ [المائدة:55]. معاني بعض المفردات
تفسير الشيعة للآيةذهب الشيعة بجميع علمائهم ومفسريهم إلى أنّ الآية تدلّ في العموم على الإمامة والخلافة، وتدلّ في الخصوص على إمامة وخلافة علي بن أبي طالب ، وعليه فمعنى آية الولاية كالتالي:
الأدلّة على تفسير الشيعةاستدلّ الشيعة بآية الولاية أوّلاً: على الإمامة بمفهومها العام، وثانياً: على إمامة علي بن أبي طالب، وفي مقام توضيح دليلهم على إمامة علي بن أبي طالب، قسموا الأدلّة إلى قسمين:
الدليل القرآني من نفس الآيةأولا: أنّ لفظة «وَلِيُّكُمُ» في الآية تدلّ على الإمامة والخلافة، لا على المحبّة والنُّصرة كما رجّح غيرهم، ولهم في ذلك قرائن عديدة ترجح هذا المعنى، منها:
ثانيا: أنّ الواو في عبارة «وَهُمْ رَاكِعُونَ» حالية لا عاطفة كما قال غيرهم [14]، وعليه فالعبارة التي بعد الواو واقعة في مقام وصف الحال المتعلق بعبارة «وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ»، وبالتالي فهي مخصصة لعبارة «الَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ» التي يستفاد منها الجمع، ودليلهم على ذلك هو:
بينما احتمل البعض الآخر الوجهين ولم يرجّح قول منهما:
الدليل الروائيبناءًا على قوله تعالى «وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ» الدالّة على التمسك بالسنّة بعد القرآن، فقد تمسّك الشيعة بجميع علمائهم برواية تصدّق علي بن أبي طالب بخاتمه، والتي تدلّل على أنّ المقصود بالولاية في «آية الولاية» بعد المولى تعالى والرسول الأكرم (ص) هو علي بن أبي طالب . نّص الروايةحدثني أبو الحسن محمد بن القاسم الفقيه الصيدلاني، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الشعراني، قال: حدثنا أبو علي أحمد بن علي بن رزين القاشاني، قال: حدثني المظفر بن الحسين الأنصاري، قال: حدثنا السندي بن علي الوراق، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، قال: بينما عبد الله بن عبّاس جالس على شفير زمزم يقول: قال رسول الله (ص)، إذ أقبل رجل متعمم بعمامة، فجعل ابن عباس لا يقول قال رسول الله (ص)، إلا قال الرجل قال رسول الله (ص)، فقال ابن عبّاس: سألتك بالله من أنت؟ فكشف العمامة عن وجهه وقال: أيها النّاس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري، أبو ذر الغفاري، سمعت النبيّ (ص) بهاتين وإلا فصمتا، ورأيته بهاتين وإلا فعميتا وهو يقول: علي قائد البررة، وقاتل الكفرة، منصور من نصره، ومخذول من خذله. أما إني صليّت مع رسول الله(ص) يوماً من الأيام صلاة الظهر، فسأل سائل في المسجد، فلم يعطه أحد، فرفع السائل يده إلى السماء، وقال: اللهم اشهد أنّي سألت في مسجد رسول الله (ص)، فلم يعطني أحد شيئاً، وكان علي راكعاً، فأومى إليه بخنصره اليمنى، -وكان يتختم فيها-، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره، وذلك بعين النبي صلى الله عليه وآله وسلم (ص)، فلما فرغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم (ص) من صلاته رفع رأسه إلى السماء، وقال: اللّهم إنّ أخي موسى سألك فقال: رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحْلُل عقدة من لساني، يفقهوا قولي، واجعل لي وزيراً من أهلي، هارون أخي، اشدد به أزري وأشركه في أمري، فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً «سنشد عضدك بأخيك» اللّهم وأنا النبي محمد (ص) نبيك وصفيّك، اللّهم فاشرح لي صدري ويسر لي أمري، واجعل لي وزيراً من أهلي عليًا أخي أشدد به أزري. قال [أبو ذر]:[24] فوالله ما استتم رسول الله(ص) الكلام حتّى نزل عليه جبريل من عند الله، وقال: يا محمد صلى الله عليه وآله (ص) هنيئا ماوهب لك في أخيك [فقال رسول الله: (ص) ] [25] وماذا ياجبرائيل ؟ قال: أمر الله أمتك بمولاته إلى يوم القيامة، وأنزل عليك ((إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)).[26] رواة الروايةرَوَى سبب نزول الآية الشيعة والسنّة ومن طرق متعدّدة، وممن رواه: من الصحابةمن التابعبنالرواية في كتب التفاسير السنّية
الرواية في كتب الحديث السنّية
تفسير الشيعة لكتب أهل السنّة للآية ومبانيهملقد وقع خلاف كبير بين علماء ومفسري أهل السنّة والجماعة في تفسير المعنى العام لآية الولاية، تبعا لخلافهم في تفسير مفردات الآية، إلاّ أنّ هناك جملة منهم قال: أنّ آية الولاية، لا دلالة فيها على الإمامة والخلافة، كما ذهب البعض منهم إلى انكار نزول آية الولاية في شأن علي بن أبي طالب حينما تصدّق بخاتمه للسائل، وعليه فقد فسروا آية الولاية كالآتي:
وقد قرّر «ابن الجوزي» هذا الخلاف الحاصل بين علماء ومفسري أهل السنّة والجماعة، في تفسيره «زاد المسير»، ومع التلخيص يكون كالتالي:[72] الإختلاف في من نزلت الآيةقوله تعالى { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ } اختلفوا في من نزلت على أربعة أقوال:
الإختلاف في اتيان الزكاة في الركوعقوله تعالى { وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } اختلفوا لقولين:
الإختلاف في لفظة الركوعأمّا في لفظة «الركوع» فاختلفوا لثلاثة أقوال:
آية الولاية وكتب التفسيرذكر المفسّرون من علماء الفريقين (الشيعة والسنة على ما يربو من أربعين كتاباً نزول هذه الآية في الإمام علي بن أبي طالب (ع) بعد قصة تصدّقه بخاتمه وهو راكع في صلاته. وممن ذكر ذلك من علماء جمهور المسلمين:
بعض مداخل البحث
مواضيع ذات علاقةمراجع
|