الانتخابات الرئاسية السورية 2021
جرت الانتخابات الرئاسية في سوريا خلال شهر أيار من عام 2021، وهي الانتخابات الثانية بعد تبني دستور 2012 وسط تشكيك دولي بشأن شرعية الانتخابات، ومقاطعة جزء كبير من المعارضة السورية.[2][3] وفي ما اعتبره بعض المراقبين الغربيين أمرا مفروغا منه، وسمه الكثيرون بالتزوير، كانت النتيجة انتصارا ساحقا للأسد، الذي حصل على ما يزيد قليلا عن 95% من الأصوات.[4][5] قال مسؤولون سوريون إن 78.6 في المائة ممن يحق لهم الانتخاب شاركوا، ولكن في سياق الصراع والتشريد، تم التشكيك في هذا الرقم.[6] كانت هذه الانتخابات الأخيرة التي يتنافس فيها الأسد بموجب المادة الثامنة والثمانين من الدستور السوري والتي تنص على:
النظام الانتخابيالدستور الجديد الذي اعتمد في أعقاب الاستفتاء الدستوري السوري 2012، غيّر طبيعة الانتخابات الرئاسية من استفتاء إلى اقتراع متعدد المرشحين. شروط الترشحالقانون 5 لعام 2014 (قانون الانتخابات العامة) الفصل الخامس - المادة 30: يشترط في المرشح إلى منصب رئيس الجمهورية العربية السورية ما يلي:
المراحل الدستوريةالترشحبتاريخ 18 نيسان 2021 أعلن رئيس مجلس الشعب السوري حمودة الصباغ فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية تطبيقاً لأحكام الدستور اعتباراً من يوم الاثنين الـ 19 من نيسان، ودعا الراغبين بالترشح إلى تقديم طلبات الترشيح إلى المحكمة الدستورية العليا خلال مدة 10 أيام تنتهي بنهاية الدوام الرسمي من يوم الأربعاء الـ 28 من نيسان 2021.[8] الاقتراعحدد موعد الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية للمواطنين السوريين غير المقيمين على الأراضي السورية في السفارات السورية يوم الخميس الواقع في الـ 20 من أيار لعام 2021 بدءاً من الساعة السابعة صباحًا وحتى السابعة مساءً حسب التوقيت المحلي للمدينة التي توجد فيها السفارة، وللمواطنين السوريين المقيمين على الأراضي السورية يوم الأربعاء الواقع في الـ 26 من شهر أيار لعام 2021 ميلادي من الساعة السابعة صباحًا حتى الساعة السابعة مساءً.[8] القسم الدستوريتعتبر الولاية الرئاسية (السابقة) مستمرة حتى مع الإنتهاء من الانتخابات، وتنتهي في 15 تموز 2021، وبالتالي يمكن أداء القسم الدستوري بدءًا من اليوم التالي، ويبدأ الرئيس المنتخب الولاية الجديدة. كما تعتبر الحكومة بحكم المستقيلة، عند انتهاء ولاية رئيس الجمهورية وليس عند انتخابه، أو إعلان نتائج الانتخابات، وبالتالي تبقى الحكومة تمارس كامل الصلاحيات. بتاريخ 17 تموز 2021، أدى بشار الأسد القسم الدستوري بتمام الساعة الثانية عشر ظهراً في قصر الشعب بدمشق بحضور عدد من أطياف المجتمع السوري، وكان لافتًا حضور وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في زيارة هي الأولى له إلى سوريا. المرشحونتنص المادة 34 من قانون الانتخابات العامة رقم 5 لعام 2014، على أن المرشح أو وكيله القانوني حصراً يقدّم طلب الترشح إلى المحكمة الدستورية العليا، ويسجّل في سجل خاص وفق تسلسل وروده للمحكمة وذلك خلال 10 أيام من اليوم التالي للدعوة إلى انتخاب الرئيس. ويضع القانون شرطاً رئيسياً لقبول المحكمة طلب الترشّح بأن ينال مقدّم الطلب تأييداً خطياً من 35 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس الشعب، على أنه لا يمكن لعضو مجلس الشعب منح تأييده لأكثر من مرشح واحد لانتخابات الرئاسة. في حين تتكفل المحكمة الدستورية وفق المادة ذاتها بإجراء دراسة لقانونية طلبات الترشح والبت فيها خلال الـ 5 أيام التالية لانتهاء مدة تقديمها على الأكثر ثم تعلن أسماء مقدّمي الطلبات الذين قررت قبول ترشحهم.[9][10] مقدمو طلبات الترشحرئيس مجلس الشعب أعلن تبلغ المجلس من قبل المحكمة الدستورية العليا بتقديم 51 طلب ترشح إلى منصب رئيس الجمهورية وهم:
المقبول ترشحهمبتاريخ 29 نيسان 2021 تسلمت المحكمة الدستورية العليا من مجلس الشعب صندوق تأييدات أعضاء المجلس الخطية لمرشحيهم في انتخابات رئيس الجمهورية لفرزها والبت بطلبات الترشح خلال خمسة أيام. وبتاريخ 3 أيار 2021 أعلن رئيس المحكمة الدستورية العليا محمد جهاد اللحام، أن المحكمة قررت في إعلانها الأولي قبول ترشيح كل من: عبد الله سلوم عبد الله، وبشار حافظ الأسد، ومحمود أحمد مرعي، ورفض باقي طلبات الترشح المقدمة لعدم استيفائها الشروط الدستورية والقانونية.[11] هذا وبحسب القانون يحق لمن رفض طلبه التقدم بطلب التظلم اعتباراً من صباح اليوم التالي (4 أيار) لقرار المحكمة وعلى مدار ثلاثة أيام، وبتاريخ 10 أيار أعلن رئيس المحكمة الدستورية العليا قرار المحكمة النهائي بعد دراسة طلبات التظلم الستة التي وردتها من المترشحين لمنصب رئيس الجمهورية، وقررت رفضها كونها لم تقدم أي وثائق أو مستندات جديدة تدعم حجتها. كما أعلنت المحكمة قائمة المرشحين النهائية لمنصب رئيس الجمهورية وهم:
ويقول عن نفسه: «أنا محامٍ ومعارض وطني ومعتقل سياسي سابق، حيث اعتقلت من عام 1986 حتى عام 1991 كما اعتقلت في عام 2006، ومنعت من السفر من 2006 حتى 2011 وعندما بدأت الأحداث في سورية كنت معارضاً سياسياً وميدانياً لأني كنت معتقل رأي، وأعتبر أنه في بداية الأحداث كانت مطالب الشعب السوري محقة ومشروعة في تلك المرحلة، منها إلغاء المادة 8، ورفع حالة الطوارئ، والمطالبة بقانون أحزاب» [15] الحملات الانتخابيةحددت فترة الحملة الانتخابية للمرشحين من تاريخ 16 إلى 24 من شهر أيار 2021، وحدد يوم الثلاثاء 25 أيار يوم صمت انتخابي. ينص قانون الانتخابات على شروط يلزم بها المرشحون أثناء حملاتهم الانتخابية منها عدم الطعن بالمرشحين الآخرين أو التشهير أو التحريض ضدّهم وكذلك عدم التعرض لحرمة الحياة الخاصة للمرشّح، إضافة إلى المحافظة على الوحدة الوطنية. وجاء شعار حملة المرشح عبد الله سلوم عبد الله تحت عنوان: «قوتنا بوحدتنا» في حين حمل شعار الحملة الانتخابية للمرشح بشار الأسد عنوان «الأمل بالعمل»، فيما جاء شعار المرشح محمود أحمد مرعي بعنوان «معاً نحو حكومة وحدة وطنية تشاركية».[16] عملية الاقتراعالانتخابات في الخارججرى التصويت من قبل السوريين المقيمين في الخارج بتاريخ 20 أيار 2021، في السفارات والبعثات والقنصليات السورية في عدد من دول العالم. انطلقت عملية الاقتراع منتصف ليلة الخميس 20 أيار بتوقيت دمشق الصيفي، السابعة صباحًا بتوقيت سيدني والبداية كانت من أستراليا ثم تلتها اليابان وختامها كان في دول أمريكا اللاتينية. وفي وقت لاحق من نفس اليوم قررت اللجنة القضائية العليا للانتخابات تمديد فترة الانتخابات في السفارات السورية حتى الساعة الثانية عشر ليلًا حسب التوقيت المحلي لكل بلد، وبررت ذلك ب: «نظرا للإقبال الكثيف على المشاركة في بعض السفارات السورية في الخارج وطلب وزارة الخارجية والمغتربين لإتاحة المجال أمام المواطنين الراغبين بالإدلاء بأصواتهم».[17] الدول التي جرى فيها الاقتراعافتتحت السفارات السورية أبوابها للتصويت في 43 دولة،[18] وأدلى المقيمون في أوكرانيا ولاتفيا واستونيا وليتوانيا بصوتهم في السفارة السورية في مينسك،[19] بينما توجه المقيمون في ألمانيا وهولندا إلى السفارة السورية في بروكسل. الدول التي لم يجرى فيها الاقتراعمنعت كل من تركيا، وألمانيا إجراء الانتخابات على أراضيها.[20] ولم تجرى الانتخابات في بعض الدول كالسعودية، وإيطاليا بسبب إغلاق السفارة السورية فيها، ولا في بعضها الآخر كالولايات المتحدة، وقطر حيث لا يوجد تمثيل دبلوماسي سوري. الانتخابات في الداخلعشية الانتخابات عقد وزير الداخلية السوري محمد الرحمون مؤتمرًا صحفيًا قال فيه أنه يحق الانتخاب لـ 18 مليون و108 آلاف و109 مواطن،[21] كما تم إحداث اثنا عشر الفا ومئة واثنان مركز انتخابي في كافة المحافظات السورية. بينما أشار وزير الإعلام عماد سارة خلال افتتاحه للمركز الإعلامي الخاص بتغطية الانتخابات الرئاسية ضمن مبنى وزارة الإعلام في دمشق، إلى أنه يوجد في سوريا 165 مراسلاً معتمداً لـ 65 دولة ووصل العدد الإجمالي ما بين إعلاميين قادمين من الخارج وإعلاميين معتمدين داخل سوريا إلى 290 إعلامي لتغطية الانتخابات.[22] وقد سبق ودعا مجلس الشعب السوري عددا من برلمانات الدول لإرسال وفود للمشاركة في مواكبة الانتخابات. جرى التصويت من قبل السوريين المقيمين في الداخل بتاريخ 26 أيار 2021، في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية فقط، وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها للناخبين في تمام الساعة السابعة صباحًا بتوقيت دمشق، وفي وقت لاحق من نفس اليوم قررت اللجنة القضائية العليا للانتخابات تمديد فترة الانتخابات حتى الساعة الثانية عشر ليلًا.[23] النتائجفي منتصف ليلة الخميس 27 أيار 2021، تم إغلاق مراكز الاقتراع، وبدأت عمليات فرز الأصوات. تم إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في مؤتمر صحفي من قبل رئيس مجلس الشعب في وقت متأخر من نفس اليوم قبالة منتصف ليلة الجمعة وقد جاءت على الشكل التالي:
ردود الفعلقبل الانتخابات
بعد الانتخابات
أحداث شابت الانتخاباتفي اليوم الذي جرت فيه الانتخابات في الخارج، وفي لبنان، تعرّضت حافلات وسيارات تقلّ السوريين من أماكن تواجدهم إلى السفارة السورية في اليرزة للمشاركة في عملية الاقتراع، لاعتداءات من قبل شبان من مناصري حزب القوات اللبنانية، ومن قبل بعض الشبان في محلّة جبل محسن في طرابلس. حيث تم نصب حواجز على الطرق العامة بهدف منعهم من إكمال سيرهم نحو السفارة السورية.[33] وقد أسفرت هذه الاعتداءات عن جرح عدد من السوريين، ووفاة شخص واحد يبلغ مع العمر ستين عامًا نتيجة تعرضه لأزمة قلبية أثناء مهاجمة شبان في سعدنايل ــ تعلبايا للحافلة التي كانت تقلّه إلى بيروت.[34] وقد أعلن السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم، أن محامي السفارة السورية في لبنان سيقيم دعاوى بحق المعتدين على الناخبين السوريين، لمحاسبتهم أمام القضاء.[35] المراجع
|