مدرسة مار يوسف - عينطورة
مدرسة مار يوسف - عينطورة
عينطورة«هم الذين حلموا ألاّ يعرفوا العقمَ، أن يُخصِبوا الأرضَ في زرعِ الخير. أن يكونوا أخياراً، أنقياءَ، فخورينَ، نافعينَ، يحبّونَ الجميعَ ولو ضَحّوا بذاتهم.» أنشأ الآباءُ اللعازاريّون أوَّلَ مدرسةٍ كاثوليكيَّةٍ قُدِّرَ لها أن تستقبلَ علمانيّينَ، في لبنانَ، في بلدةِ عينطورةَ، سنةَ 1834 م . بعدَها توالتِ المدارسُ، على يدِ اللعازاريّين في دمشقَ والإسكندريَّةَ في مصرَ. كان الشرقُ يقع تحت الحكم العثمانيّ من 1517 م إلى 1918 م وكانَ المسيحيّونَ يُعتَبرونَ مواطنينَ منَ الدرجةِ الثانيةِ، ليسوا على درجة المسلمينَ. عندَ وصولِ الآباءِ اللعازاريّين إلى المنطقةِ 1783 عايَنوا بؤسَ الناسِ وفقرَهم، وقرّروا إنشاءَ المدارسِ لمساعدتِهم على استعادةِ كرامتِهم الإنسانيَّةِ. لذا كانَ الهدفُ الأوَّلُ مساعدةَ المسيحيّينَ، عبرَ التَّوجيهِ الإنسانيّ والدينيّ، على استعادةِ كرامتِهم الإنسانيَّةِ كأشخاصٍ، وكأبناءِ اللهِ. وقد بادرتِ العائلاتُ المسلمةُ الراقيةُ منذُ السَّنواتِ الأولى لتأسيسِِ معهدِ عينطورةَ إلى إلحاقِ أولادِها بِهِ أوّلاً ثمَّ بمعاهدَ كاثوليكيَّةٍ أخرى تأسَّسَت لاحقاً. وقد شاعَت في هذهِ الصروحِ التعليميّةِ روحُ التآلفِ بينَ المسيحيّينَ وغيرِ المسيحيّينََ، كذلكَ بينَ اللبنانيّينَ وغيرِ اللبنانيِّينَ. لا فرقَ في معاملةِ الغنيِّ والفقيرِ بين التلاميذِ الذين كانوا داخليِّينَ. كانَ تعلُّمُ اللغاتِ إلزاميّاً، وسرعانَ ما وجدَ خرّيجو المعهدِ أنفسَهم يتبوّؤونَ أرفعَ المناصبِ الرسميَّةِ في الدولةِ وفي القطاعاتِ الماليّةِ والاستشفائيّةِ... وما زالَ هذا الهدفُ النبيلُ هو ما نسعى إليه اليومَ. يُعتبرُ تأسيسُ المعهدِ نقطةَ تحوُّلٍ في التاريخِ الحديثِ لبلدانِ المنطقةِ. هذا التاريخُ يُمثِّلُ انطلاقةً للعملِ المادّي، الفكريّ، والروحي والسياسيّ والاقتصاديّ الذي طبعَ «النهضةَ» نهضةَ البلادِ العربيَّةِ. وهبَت «عينطورةُ» لبنانََ والبلادَ العربيّةَ جيلاً مستنيراً وسَمْحاً منَ الرّجالِ، أدّى، بتأثيرِه النُّخبويّ، أجَلَّ الخدماتِ بالانفتاحِ على بذورِ الحداثةِ. وابتداءً من مطلعِ القرنِ العشرينَ حذت جمعيّاتٌ دينيّةٌ فرنسيَّةٌ ومحليَّةٌ حذوَ الرهبانِ اللعازاريينَ وراهباتِ المحبَّةِ، وأسَّست مدارسَها الخاصَّةَ. المؤسِّس: الأب فرنسيس لو رويهو طالب اكليريكيّ كانَ في التاسعةَ عشرةَ من عمره حينَ وصلَ إلى عينطورة في أيّار 1827 حيثُ سيمَ كاهناً سنة 1829. فَعُرِفَ «أبونا فرنسيس» برجلِ الخيرِ والسلام، يُستشارُ في فضِّ النِّزاعاتِ. معَ تأسيسِ المعهدِ سنة 1834 طلبَ مؤازرةَ أبٍ في الجمعيَّةِ لإدارةِ الدروسِ حتّى يتمكَّنَ من متابعةِ عملِه الرعويّ. سنةَ 1840 في أثناءِ الأحداثِ التي عصفَت بالجبلِ، وظَّف صلاحيّاتِ قنصلِ فرنسا لإنقاذِ 93 ديراً وكنيسة رعيّة برفعِ العلمِ الفرنسيّ على أجراسِ الكنائسِ. سنةَ 1841 تمَّ تعيينُه أباً زائراً للآباء اللعازاريين في سوريّا، فاستقرَّ في الإسكندريّةَ ثمَّ في دمشقَ. وقد ساهمَ بفعاليَّةٍ في تأسيسِ أديرةِ راهباتِ المحبّةِ في الإسكندريَّة سنة 1843، وفي بيروتَ سنة 1847. في أثناءِ مجازرِ سنة 1860 عملَ على إجلاءِ راهباتِ المحبَّةِ معَ الأيتامِ الذين كانوا بعهدتِهنَّ من دمشقَ إلى بيروتَ. وبعودتِه إلى عينطورةَ منهكاً قال للأب دي بيري (الرئيس السابع للمعهد) «أنا مستعدٌ للرحيلِ كما لم يسبقْ أن كنتُ يوماً» ولم يتأخّرْ حتّى أسلمَ الروحَ في تمّوز 1860 وجرى تشييعُه بحسب الطقسينِ اللاتيني والماروني. وقد شهدَتِ الحشودُ الحاضرةُ أنّه كان رجلَ البرِّ ورسولَ الجبلِ. تاريخيّاً1657: أسَّس مرسلو جمعيّة يسوع، اليسوعيّون، إرساليّةَ القدّيس يوسف في عينطورة، جبل لبنان. الآباء اللعازاريّون في عينطورةإنَّ الأبَ الرئيسَ في المعهدِ، بمعاونةِ ثمانيةِ آباء، يشرفُ على كلِّ المعهدِ. يساعدُه الأبُ الوكيلُ الذي يراقبُ، بمساعدةِ خبراءَ ماليّينَ ومحاسبينَ، ماليَّةَ المدرسةِ وممتلكاتِها المنقولةَ وغيرَ المنقولةِ، وبمساعدةِ أبٍ معاونٍ يديرُ شؤونَ مئتي عاملٍ وسائقٍ. ينصرفُ الآباءُ الآخرونَ إلى التعليمِ الدينيّ، وإلى إدارةِ أعمالِ حركاتِ الشبيبةِ، وإلى خدمةِ المهاجرينَ ورسالةِ البشارةِ الرعويَّة للشعب. وفي الواقع، فإنَّ فريقاً من المرسلين يتألَّف من آباء لعازاريّين وعشراتِ التلاميذِ والأساتذةِ في المعهدِ، يؤمنونَ الخدمةَ الرعويةَ في أثناءِ عطلةِ الصيفِ، فيستقرّونَ في رعيَّةٍ بالتنسيقِ معَ كاهنِها، ويؤمِّنونَ التبشيرَ وخدمةَ الذبيحةِ الإلهيَّة، ِ وتوعيةَ الفتياتِ، وتقديمَ الدَّعمِ إلى الشبابِ والإصغاءَ إليهم لمدَّةِ ثلاثةِ أسابيعَ خلالَ فصلِ الصَّيفِ، وبذلك لا يكونُ الآباءُ اللعازاريونَ معلّمينَ وحسبُ وإنّما، هم، وقبلَ أيِّ اعتبارٍ، مرسلونَ مبشّرونَ. أكاديميّاًيُعطى التعليمُ الأساسيّ باللغةِ الفرنسيَّةِ، ويتبعُ الطلاّبُ البرنامجينِ الفرنسيّ واللبنانيّ، وبالتالي يختارونَ البكالوريا اللبنانيَّةَ أو الفرنسيَّةَ. هذه الأخيرةُ تتيحُ لهم الالتحاقَ، دونَ مباراةِ دخولٍ، بجامعاتِ أوروبا وأميركا وفي جامعاتِ لبنانَ. يؤمِّنُ المعهدُ اليومَ التعليمَ الإلزاميَّ للغةِ الفرنسيَّةِ، والعربيَّةِ، والإنكليزيَّةِ، بالإضافةِ إلى تعليمِ الموادِّ العلميَّةِ. هذا التعليمُ غالباً ما تَدْعمُهُ وسائلُ سمعيَّةٌ – بصريَّةٌ. جميعُ الصفوفِ مزوّدةٌ بأجهزةِ إرسالِ فيديو، وبألواحٍ بيضاءَ تسمحُ بعرضِ الصّورِ أو بالكتابةِ عليها. وإزاءَ الطلبِ المتزايدِ على الالتحاقِ بالمعهدِ، يجدُ نفسَه مضطرّاً لرفضِ استقبالِ طلاّبٍ جُددٍ في كلِّ السنواتِ. يدخلُ التلميذُ المعهدَ بعمرِ ثلاثِ سنواتٍ، ويُغادرُهُ في الثامنةَ عشرةَ بعدَ أن يمضيَ فيه خمسَ عشرةَ سنةً قبلَ أن يلتحقَ بالجامعةِ التي يختارُها. ويؤمِّنُ كهنةٌ وعلمانيّونَ التعليمَ الدينيّ، وهو إلزاميٌّ ويدخلُ في نطاقِ التعليمِ المدرسيّ، وهو مشفوعٌ بتوجيهٍ اجتماعيّ ودينيّ من خلالِ عدَّةِ حركاتٍ. يقسمُ المعهدُ إلى خمسة أقسامٍ أو مراحلَ:
قدامى المعهديتبوّأُ كثيرونَ من قدامى المعهدِ مناصبَ فاعلةً في لبنانَ وفي بلدانِ المنطقةِ. انظر أيضاالمراجع1- جوبان، إميل (1939-1949) تاريخ عينطورة، من منشورات قدامى المعهد، عينطورة، لبنان (باللغة الفرنسيّة) صلات خارجيّة |
Portal di Ensiklopedia Dunia