بعد تخرُّجه عمل في مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة بدمشق بإشراف الشيخ شعيب الأرنؤوط، مدة سنتين. ثم عمل في الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، مدَّة عشر سنين. ثم آثرَ الاستقالة للعمل موظفًا في مجمع اللغة العربية بدمشق عام 1992،[3] فعُيِّن أمينًا لقاعة الباحثين في المدرسة العادليةبدار الكتب الظاهرية التابعة للمجمع، ثم انتقل إلى مقرِّ المَجمَع عام 1998م، وتولَّى أمانة سرِّ عدد من اللجان فيه، منها: اللجنة الإدارية، ولجنة المخطوطات وإحياء التراث، وكان عضوَ لجنة تحقيق تاريخ دمشقلابن عساكر، وشارك في تحقيق أحد أجزائه. وظلَّ موظفًا في المجمع حتى تقاعُده عام 2013.[1]
بدأ شغفُه في تحقيق التراث عام 1980م، وصدر له أكثرُ من خمسين كتابًا.[4]
الإرشاد والتطريز في فضل ذكر الله وتلاوة كتابه العزيز، وفضل الأولياء والناسكين والفقراء والمساكين، لعفيف الدين اليافعي (ت 768هـ)، دار الكتب العلمية ببيروت.
تعطير المَشام في مآثر دمشق الشام، لجمال الدين القاسمي (ت 1332هـ)، في خمسة مجلَّدات، دار الكمال المتحدة ودار ابن كثير بدمشق. وقد طُبع بأخَرة وتوفي محققه الجادر والكتابُ في التجليد، فلم يكحِّل عينه برؤيته.
تنوير القلوب في معاملة علَّام الغيوب، لمحمد أمين الكُردي الإربلي (ت 1332هـ)، خرَّج أحاديثه وهذَّبه وزاد فيه نجلُه نجم الدين أمين الكردي، اعتنى به محمد أديب الجادر، دار البشائر بدمشق.
جامع الأصول في أحاديث الرسول (قسم التراجم)، لمجد الدين ابن الأثير الجزَري (ت 606هـ)، بإشراف الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، الجزء الخامس عشر (حرف الغين – حرف الياء)، دار ابن الأثير ببيروت.
جمهرة الإسلام ذات النثر والنظام، لمُسلِم بن محمود الشَّيزَري أبي الغنائم (بعد 622هـ)، في مجلَّدين، دار الصفا ودار ضياء الشام بدمشق.
الدرُّ النفيس من كلام الشافعيِّ ابن إدريس، ديوان الصَّفا لأهل الوَفا، لحسين بن مصطفى الحِصْني (ت 1173هـ)، دار البيِّنة بدمشق.
ديوان الجَوهَر النفيس في أشعار الشافعيِّ ابن إدريس، لعبد القادر بن عمر نَبْهان (ت 1331هـ)، قرَّظه: عبد الرزَّاق البَيطار، ومحمد بن محمد المبارك، وأحمد الشِّنقيطي، ومحمد خالد الأتاسي، وأحمد عمر نبهان، دار البيِّنة بدمشق.
ديوان الخُبْزَ أُرُزِّي نصر بن أحمد البصري (ت 330هـ)، دار أمل الجديدة ودار الهلال بدمشق.[ا].
ديوان سعد الدين ابن العربي (ت 656هـ)، دار الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي بدمشق.
ديوان محمد سليم الجُندي (ت 1375هـ)، حقَّقه واعتنى به، ولمَّا يُطبَع.
روض الرياحين في حكايات الصالحين، لعفيف الدين اليافعي (ت 768هـ)، بالاشتراك مع الأستاذ عدنان عبد ربه، دار البشائر بدمشق. ثم أُعيد نشره مع تكملته "عجائب الآيات المشتملات على غرائب الكرامات" للمؤلِّف، في دار الفتح بعمَّان، في مجلَّدين.
شرح كتاب مواقع النجوم للشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي المسمَّى بـ "طوالع منافع العلوم في مطالب مواقع النجوم"، لعبد الله صلاح الدين العشاقي الروحي (ت 1197هـ)، بالاشتراك مع الأستاذ محمود إيرول قليج، في ثلاثة مجلَّدات، دار نينوى للدراسات والنشر بدمشق.
الصحيح المختار من رياض الصالحينوالأذكار للإمام النووي، اختارها بالاشتراك مع الأستاذ مأمون الصاغرجي، دار البشائر بدمشق.
طبقات الأولياء المكرَّمين رضي الله عنهم أجمعين، لشمس الدين السَّخاوي[ب] (ت 902هـ)، دار الفتح بعمَّان.
طبقات الشاذلية الكبرى المسمَّاة "جامع الكرامات العَلِىَّة في طبقات السادة الشَّاذِليَّة"، للحسن بن محمد الكوهن الفاسي الشاذلي المغربي (ت 1347هـ)، دار البيروتي بدمشق.
الكامل في التاريخ، لعزِّ الدين ابن الأثير الجزَري (ت 630هـ)، المجلَّدان السادس والسابع، وقد أنجز تحقيقَ الكتاب كاملًا فريقٌ من الباحثين (منهم: د. محيي الدين مستو، ود. عمَّار النهار، والأستاذ أكرم البوشي، والأستاذ مأمون الصاغرجي، والأستاذ عدنان عبد ربه، ود. محمود الحسن)، ويقوم على فهرسته الأستاذ مأمون الصاغرجي، وسيصدر عن دار ابن كثير بدمشق، في نحو عشرين مجلَّدًا.
كنوز الأولياء ورموز الأصفياء، لمُحرَّم بن محمد القسطموني (بعد 1010هـ)، دار المكتبي بدمشق.
الكواكب الدرِّية في تراجم السادة الصوفية، وهو طبقات الصوفية الكبرى، لزين الدين محمد عبد الرؤوف المُناوي (ت 1031هـ)، ومعه الطبقات الصُّغرى المسمَّى "إرغام أولياء الشيطان بذكر مناقب أولياء الرحمن" للمؤلِّف، في ستة مجلَّدات، دار صادر ببيروت.
الكواكب المنيرة المجتمعة في تراجم المجتهدين الأئمَّة الأربعة، لإسماعيل بن محمد العَجلوني (ت 1162هـ)، بالاشتراك مع الأستاذ أحمد بن سهيل المشهور، دار الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي بدمشق. وهو مشتمل على أربعة كتب هي: عِقْد اللآلئ والمَرجان في ترجمة الإمام أبي حنيفة النعمان، وتسهيل المَسالك بترجمة الإمام مالك، وتاج الملوك النفيس بترجمة الإمام الشافعي محمد بن إدريس، وعِقْد اللآلئ والزَّبَرجَد في ترجمة الإمام الجليل أحمد. حقَّق الأستاذ أديب ترجمتَي أبي حنيفة والشافعي، وحقَّق الأستاذ المشهور ترجمتَي مالك وأحمد.
نفحات الأُنس من حضَرات القُدس، للمُلَّا نور الدين الجامي (ت 898هـ)، دار الكتب العلمية ببيروت.
نهاية السُّول في خصائص الرسول محمد بن عبد الله صلَّى الله عليه وسلَّم، لمجد الدين ابن دِحية (ت 633هـ)، بالاشتراك مع الأستاذ مأمون الصاغرجي، دار البشائر بدمشق.
الوحيد في سلوك طريق أهل التوحيد، والتصديق والإيمان بأولياء الله تعالى في كل زمان، لجمال الدين القُوصِي المعروف بابن نُوح (ت 708هـ)، بالاشتراك مع الأستاذ أحمد بن سهيل المشهور، دار الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي بدمشق. وهو آخر ما كان يعمل على تحقيقه، وقد قاربَ الانتهاء، وتوفي وقد سهر إلى الفجر عاكفًا عليه.[5][6]
صفاته وشمائله
وصفه صديقُه وشريكه في تحقيق غير قليل من كتب التراث الأستاذُ مأمون الصاغرجي بقوله: «كان أبو وائل رحمه الله لطيفَ المَعشَر، يأنَسُ به جليسُه، يَهابُه مَن لا يعرفه؛ بطوله الفارع، ونظَراته الثاقبة، وقسَماته الثابتة، فإذا ما اقتربتَ منه وجدتَّ بين عِطفَيه طفلًا وَديعًا، وأخًا رفيقًا، تُعجِبك طيبةُ قلبه، ورهافة حسِّه، وعذوبة منطِقه... كانت الصَّراحة منهجًا في حياته، يُحبُّ إتقان عملِه في التحقيق، فلا يُبالي بما يُقال عنه، ولا يُخفي عنك ما يَلقاهُ من مَشاقِّ التأمُّل في المخطوطات، ولا فيما يُخرجه من نصوص، سواءٌ في قراءة عبارة، أو رسم كلمة، أو في وزن بيتٍ من الشعر اعتاصَ عليه، المهمُّ عندَه سلامةُ النصِّ من كلِّ شائبة، مهما كلَّفه ذلك من بذل».[7]
وقال عنه صديقُه الأستاذ المؤرِّخ إبراهيم الزيبق: «كان في صوته على خُشونته دِفءُ الصداقة الحميمة وعذوبتُها، كان أكثرَنا شبابًا وقوة، ونحن على أعتاب السبعين، وأصدقَنا ابتسامة، وبرغم ملامحه الصارمة كان له قلبٌ في وداعة طفل. لا تحلو مجالسُنا إلا بحضوره البهيِّ، ونِكاته التي تنسابُ من فمه كشلَّال عذب، تجعلنا أحيانًا نخرج عن وَقارنا، ونسترسل في الضَّحك، وهو هادئ لا يكاد يبتسم».[8]
وأبدى الفجيعة بفقده زميلُ دراسته وعمله، وصديق شبابه وعمره، الأستاذ عدنان عبد ربه قائلًا: «أمضَيتُ في صُحبته خمسين عامًا؛ تشاركنا فيها كلَّ شيء: الدراسة الجامعية، الدَّورات التدريبية، المعسكرات المختلفة، خدمة العلم، ثم العمل في التحقيق في مكتبي في حيِّ الحَلْبُوني ثم مكتبي في مدينة حرستا بريف دمشق، وانتقلنا للعمل في المكتبة الظاهرية، ثم في مَجمَع اللغة العربية لأكثرَ من خمسة عشر عامًا. كانت حياةُ صديقي أبي وائل بذلًا وعطاءً وتضحيةً لكلِّ مَن حوله، لم يكن يدَّخر جهدًا ولا وُسعًا في تقديم العَون والخير لكلِّ من عرَفه، لم يبخَل بمالٍ ولا جُهدٍ ولا نصيحةٍ على من قصَدَه في حاجة، أو كان في ضائقةٍ شديدة، كان يُسارع في تقديم كلِّ ما يملك لدفع الضُّرِّ عن أصحابه، ويُواسيهم بنفسه وماله. لم يكن يَجْبَهُ أحدًا بإساءةٍ، أو يردُّ عليه بغِلظةٍ وجَفاء، ما رأيته الا مبتسمًا، ولا سمعت في مجلسه غيبةً أو نميمةً أو حسدًا لأحد، وإني لأشهد له - ولا أُزكِّيه على الله - أنه كان يحبُّ الله ورسوله، ويحبُّ الخير لكلِّ المسلمين. شغَل نفسَه بالعلم، وتفرَّغ لتحقيق كتب التراث، فأخرج عشَرات الكتب النافعة، ووَسِعَ مَن حوله بأخلاقه وجُوده وإحسانه وشهامته ومُروءته».[9]
وقال الشيخ المحقق محمد نعيم العرقسوسي في تأبينه عقب الصلاة عليه: «الأستاذ أديب الجادر أخٌ لنا وحبيب إلى قلوبنا، وصديقنا وصاحبنا وجارنا، وعرفناه منذ مدَّة طويلة. عاش حياته كلَّها مع العلماء الكبار، مع علماء الإسلام في مؤلَّفاتهم ومصنَّفاتهم، وذِكر أخبارهم وحكاياتهم وقصصهم، وعاش حياةً نظيفة وجميلة بصحبة هؤلاء الكبار، كانت حياته كلُّها موفورةً على تحقيق هذه الكتب المفيدة النافعة، التي أسأل الله أن يجعلَها في ميزان حسناته».[10]
وكتب عقب رحيله الباحثُ المحقق محمد وائل الحنبلي: «إن تفرُّغَ الأستاذ الجادر للبحث العلمي لم يكن ليَصرِفَه عن حضور صلاة الجماعة قدرَ استطاعته، ولم يكن عملُه في تحقيق التراث يُبعده عمَّا يجري في بلدِه خاصَّةً، وعن أحوالِ المسلمين عامَّةً، كان والله يعيش بألم وحُرقة لِما يَمرُّ على الأُمَّة من مِحَنٍ وبلاء، كان يُخفي تحت بسطة جسدِه وجُشَّةِ صَوتِه قلبًا رقيقًا، ورُوحًا لطيفة، كان يتمثَّل في ذلك حديثَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "المُسلم أخو المُسلم"، لا يعرفُ تبلُّدَ المشاعر، ولا وَهْنَ الأحاسيس».[11]