كونتيسة كاغليوسترو
كونتيسة كاغليوسترو، بالفرنسية (La Comtesse de Cagliostro)، رواية بوليسية من تأليف موريس لوبلان ظهرت فيها شخصية أرسين لوبين، نشرت لأول مجزأة على 42 جزءاً بين ديسمبر/كانون الأول 1923 إلى نهاية يناير 1924 في جريدة Le Journal، قبل أن يعاد نشرها مجمعة في مجلد في يوليو/ تموز 1924. ملخص الروايةتكشف الرواية عن بدايات أرسين لوبين، تدور أحداثها في إقليم النورماندي وتصور علاقة الحب بين راؤول أندريزي (أرسين لوبين) وكلاريس إيتيغ ابنة البارون إيتيغ. يعارض البارون هذه العلاقة باعتبار راؤول شابا بسيط لا يملك لا لقبا ولا ثروة. في أحد الأيام، يتنصت راؤول سرا على محادثة جرت بين البارون وأصدقائه، حول امرأة غامضة يخططون للتخلص منها، تدعى بالكونتيسة كاغليوسترو، لكن راؤول يفشل هذا المخطط، ويقوم بإنقاذ الكونتيسة من محاولة القتل، ويكتسب عداوة البارون إيتيغ وأصدقائه، وهكذا كانت انطلاقة مغامرات أرسين لوبين. هذا النص في مقدمة الرواية، والذي يلخص الحبكة بشكل مثالي:
الالغازيتم تقديم أربعة ألغاز في هذه الرواية، منقوشة على الجزء الخلفي من المرآة السحرية الخاصة لكاليوسترو، والتي لم يُكمل فك شيفرتها:
لغز الأديرة السبعيمثل لغز الأديرة أحد أبرز عناصر التميز في الرواية. يشرح موريس لوبلان هذا اللغز بقوله:
وهذه الأديرة السبع هي:
ما يجعل هذه الرواية مميزة هو الطريقة العبقرية التي يكتشف بها لوبين، المعروف هنا باسم راؤول ديتيغ، سر هذه الأديرة وتحديد اسم الدير الذي يخبئ الكنز. تتميز هذه المغامرة بالتشابك بين التاريخ، الرموز الدينية، والألغاز التي تحمل القارئ في رحلة مليئة بالإثارة والغموض.[1] ملاحظات
الكونتيسة دي كاليستروالكونتيسة دي كاليسترو، كما وصفها موريس لوبلان، شخصية غامضة تجمع بين الخيال والواقع التاريخي. وفقًا للرواية، هي الابنة غير الشرعية للمغامر الإيطالي جوزيف بالسامو (المعروف بـكاليسترو) وجوزفين دو بوهارنيه. ولدت في باليرمو في يوليو 1788، مما يعني أنها تبلغ من العمر 106 سنوات أثناء أحداث القصة، لكنها تبدو وكأنها في الثلاثينيات من عمرها. لوبلان يشير أيضًا إلى تأثير رواية ألكسندر دوما حول جوزيف بالسامو، التي ساهمت في ترسيخ شخصية كاليسترو في الخيال الشعبي. لوبلان يصف الكونتيسة كالتالي:
رغم مظهرها الشبابي، تحتاج الكونتيسة إلى وسائل "للشباب الدائم"، باستخدام تقنيات العصر، كما يظهر في المشهد الذي تنظر فيه إلى مرآة، تضع قطرات من سائل غامض، وتستخدم قطعة حرير لتجديد نضارتها. ما يميز الكونتيسة ليس فقط جمالها أو عمرها الغامض، بل معرفتها الدقيقة بماضي أرسين لوبين نفسه. في مشهد مذهل، تكشف الكونتيسة تفاصيل طفولة لوبين:
أحد التحديات التي واجهها موريس لوبلان هو العثور على خصم يستطيع مجاراة عبقرية أرسين لوبين. منذ البداية، استلهم لوبلان شخصية لوبين من أعمال مثل شارلوك هولمز لـ كونان دويل وشخصية رافلز A. J. Raffles، اللص النبيل ذو القبعة العالية والمونكل. ومع ذلك، كان يواجه صعوبة كبيرة في إيجاد "عدو لدود" مكافئ لشخصية مثل جيمس موريارتي في عالم هولمز. لذلك، غالبًا ما تختفي الشخصيات الشريرة الرئيسية التي يواجهها لوبين بعد مواجهة واحدة. أما الشخصيات المتكررة مثل إيزيدور بوترليه أو هيرلوك شلومز، فهي تحاول فقط إحباط خطط لوبين، لكنها لا تمثل خصومًا حقيقيين أو تهديدات دائمة له. الملاحظة الاخرى تتعلق بشعور موريس لوبلان بـ"القيود" التي فرضها نجاح شخصية أرسين لوبين. مثل كونان دويل، كان لوبلان يميل إلى كتابة روايات ذات طابع خيالي. وقد سبق له أن نشر روايات مثل العيون الثلاثة (Les trois yeux) والحدث المذهل (Le formidable événement) في عامي 1920 و1921. ورغم أهمية هذه الروايات في مسيرته الأدبية، إلا أنها لم تستطع أن تطغى على شهرة أرسين لوبين في أذهان الجمهور. يمكن القول إن ظهور الكونتيسة يمثل محاولة جريئة من لوبلان لإثراء عالم لوبين بشخصية شريرة معقدة، تجمع بين الغموض، الكاريزما، والطابع الخارق للطبيعة. الكونتيسة ليست مجرد خصم، بل هي شخصية تضيف عمقًا جديدًا وصراعًا مختلفًا لعالم البطل النبيل. تُظهر الكونتيسة كيف حاول لوبلان دفع الحدود التقليدية لروايات لوبين نحو أبعاد أكثر جرأة وابتكارًا، ليبقي على الإثارة والتجدد في هذا العالم الروائي المميز. الاقتباستم اقتباس فيلم فرنسي تحت عنوان أرسين لوبين سنة 2004 من روايتي كونتيسة كاغليوسترو والإبرة المجوفة وبطولة رومان دوريس بدور لوبين. الترجمة العربيةروابط خارجية
|
Portal di Ensiklopedia Dunia