قائمة علامات اضطرابات الغوص وأعراضها![]() اضطرابات الغوص هي حالاتٌ طبية تنشأ خصيصًا عن الغوص. قد تظهرُ علامات وأعراض هذه الاضطرابات أثناء الغوص أو على السطح أو حتى بعد عدة ساعاتٍ من الغوص. يجب على الغواصين أن يتنفسوا غازًا يكون بنفس الضغط المحيط بهم، والذي قد يكون أكبر بكثير من الضغط الموجود على السطح، حيثُ يزداد الضغط المحيط تحت الماء بمقدار 1 جو قياسي (100 كيلوباسكال) لكل 10 أمتار (33 قدمًا) من العمق.[1] الحالات الطبية الأساسية هيَّ: علة تخفيف الضغط (والتي تشملُ مرض تخفيف الضغط والانصمام الهوائي الشرياني)، والتخدر بالنيتروجين، ومتلازمة الضغط العالي العصبي، والتسمم بالأكسجين، والإصابة الضغطية الرئوية (انفجار الرئة). قد تحدثُ هذه الحالات نتيجةً لأسبابٍ أُخرى، ولكنها تُشكل مصدرَ قلقٍ خاص أثناء أنشطة الغوص.[1] تحدثُ هذه الاضطرابات بسبب تنفسِ الغاز على ضغوطٍ عالية في الأعماق؛ لذلك غالبًا ما يتنفس الغواصون خليطًا غازيًا مختلفًا عن الهواء بهدف تخفيف هذه الآثار. يُستعمل النيتروكس (يحتوي كمياتٍ أكبر من الأكسجين وأقل من النيتروجين) عادةً كغازٍ للتنفس؛ بهدف تقليل خطر حدوث مرض تخفيف الضغط في الغوص الترفيهي على أعماقٍ تصل إلى حوالي 40 مترًا (130 قدمًا). يُمكن إضافة الهيليوم لتقليل كمية الأكسجين والنيتروجين الموجودة في خليط الغاز وذلك عند الغوص لمسافاتٍ أعمق؛ حيثُ تساعد على تقليل آثار التخدر وتجنب خطر التسمم بالأكسجين. إنَّ هذا الأمر يزداد تعقيدًا على أعماقٍ تتجاوز حوالي 150 مترًا (500 قدمًا)؛ وذلك لأنَّ خليط أكسجين-هيليوم (هيليوكس) على هذه الأعماق يُسبب متلازمة الضغط العالي العصبي.[1] لذلك تُستخدم مَخاليط أكثر غرابة مثل الهيدريليوكس، وهو خليطٌ من هيدروجين-هيليوم-أكسجين، ويستعمل عادةً على أعماقٍ كبيرة لتجنب الآثار التي قد تحصل.[2] مرض تخفيف الضغط![]() عند تنفس الغاز تحت ضغطٍ عالٍ وذوبانهُ في أنسجة الجسم، فإنَّ الغاز يؤدي لتشكلِ فقاعاتٍ، بسبب انخفاض الضغط الحاصل أثناء الصعود من الغوص، مما يؤدي لحدوثِ مرض تخفيف الضغط، والذي قد يترتبُ عليه عددٌ من الأعراض التي تتراوح من حدوث ألمٍ في المفاصل بسبب تشكل الفقاعات فيها إلى حدوث انسدادٍ في شريانٍ مما يؤدي إلى تلفٍ في الجهاز العصبي أو شللٍ أو قد يؤدي حتى إلى الوفاة.[3] يُلاحظ مرض تخفيف الضغط غالبًا في الكتفين والمرفقين والركبتين والكاحلين، وذلك على الرغم من أنَّ الفقاعات قد تتشكل في أي مكانٍ في الجسم. يحدثُ ألم المفاصل في حوالي 90% من حالات مرض تخفيف الضغط المُوثقة في بحرية الولايات المتحدة، مع أعراضٍ عصبيةٍ وجلديةٍ في 10-15% من الحالات. من النادر حدوث مرض تخفيف الضغط الرئوي لدى الغواصين.[4] يظهرُ الجدول أدناه آثار مرض تخفيف الضغط بناءً على العضو المتأثر وموقع الفقاعة.[5]
الانصمام الهوائي الشرياني والإصابة الضغطية الرئوية![]() إذا لم يستطع الهواءُ المضغوط في رئتي الغواص النفاذَ بِحُريةٍ أثناء الصعود (خاصةً الصعود السريع)، فإنه قد يَحدثُ تمزقٌ في أنسجة الرئةِ مُسببًا إصابةً ضغطية (رضح ضغطي)، مما قد يسمحُ للهواء بالدخول إلى الدورة الدموية الشريانية مُسببًا انصمامًا هوائيًا شريانيًا، والذي يترافق مع آثارٍ مشابهة للحالات الشديدة من مرض تخفيف الضغط.[6] على الرغم من أنَّ الانصمام الهوائي الشرياني قد يحدثُ نتيجةً لأسبابٍ متنوعة، إلا أنهُ غالبًا ما ينتجُ عن إصابةٍ ضغطية، كما أنهُ يُعتبر ثاني أكثر الأسباب شيوعًا للوفاة أثناء الغوص (يُعتبر الغرق أكثر الأسباب شيوعًا). قد يؤدي وجود فقاعاتٍ غازيةٍ في الدورة الدموية الشريانية إلى حدوث انسدادٍ في شريانٍ معين، مما يمنع وصول الدم إلى جزءٍ من الجسم بما في ذلك الدماغ؛ لذلك قد تظهرُ مجموعةٌ متنوعةٌ من الأعراض. يُظهر الجدول أدناه العلامات والأعراض التي لُوحظت في أكثر من 10% من الحالات المُشخصة بالانصمام الهوائي الشرياني، مع نسبٍ تقديرية لمدى تكرار حدوثها.[7]
تخدر بالنيتروجين![]() يحدثُ التخدر بالنيتروجين بسبب ضغط الغاز المُذاب في الجسم، حيثُ يؤدي لضعفٍ في الجهاز العصبي، مما يُسبب تقلباتٍ في عمليات التفكير مع انخفاضٍ في قدرة الغواص على إصدار القرارات أو إجراء الحسابات، كما قد تُسبب انخفاضًا في المهارات الحركية، وتزيد من سوء الأداء في المهام التي تتطلب مهارةً يدوية. كُلما زاد العمق فإنَّ الضغط يزيد وبالتالي تزداد شدة التخدر. قد تختلف الآثار بشكلٍ كبيرٍ من شخصٍ لآخر، ومن يومٍ لآخر لنفس الغواص. قد لا يُدرك الغواص حدوث الأعراض بسبب التقلبات الإدراكية التي يُسببها التخدر، ولكن الدراسات أظهرت بأنَّ الضعف يحدثُ حتى لو لم يُدركه الغواص.[8] يؤثر اختيار غاز التنفس على العمق الذي سيحدث فيه التخدر، لذلك فإنَّ الجدول أدناه يُظهر العلامات والأعراض النموذجية التي تحدث عند استنشاق هواء التنفس.[9]
متلازمة الضغط العالي العصبي![]() يُعتبر الهيليوم أقل الغازات تخديرًا، وقد يستخدمُ الغواصون خليطًا تنفسيًا يحتوي على نسبةٍ من الهيليوم أثناء الغوص لعمقٍ يتجاوز 40 مترًا (130 قدمًا). في ستينات القرن العشرين، كان من المُتوقع بأنَّ التخدر بالهيليوم يظهرُ بوضوحٍ على عمق 300 مترًا (1000 قدمًا)، ولكن وُجدَ بأنَّ أعراضًا مُختلفةً مثل الرعاش قد ظهرت على عمقٍ أقل في حوالي 150 مترًا (500 قدمًا). أصبحت هذه الحالة معروفةً باسم متلازمة الضغط العالي العصبي، حيثُ ينتج تأثيرها عن سرعة النزول والعمق المُطلق. يكون التأثيرُ مستقرًا وقابلًا لتكرار الحدوث في الأفراد، ولكنه قد يختلف من شخصًا لآخر. تُظهر القائمة أدناه ملخصًا للأعراض التي لُوحظت تحت الماء وفي الدراسات التي تستخدم محاكاة للغطس في حالةٍ جافةٍ، باستعمال حجرات إعادة الضغط ومراقبات تخطيط أمواج الدماغ.[10]
تسمم بالأكسجين![]() على الرغم من أنَّ الأكسجين ضروريٌ للحياة، إلا أنَّ وجوده بتركيزاتٍ أكبر من المُعتاد يؤدي لتأثيرٍ سُمي يتغلب على الدفاعات الطبيعية للجسم (مضادات التأكسد)، مُسببًا موتًا للخلايا في أي جزءٍ من الجسم. تتأثر الرئتين والدماغ بشكلٍ خاص بالضغط الجزئي العالي للأكسجين، وهذا ما يحدث في الغوص. يُمكن أن يتحمل الجسم الضغوط الجزئية للأكسجين حول 0.5 بار (50 كيلوباسكال; 7.3 رطل لكل بوصة مربعة) إلى أجلٍ غير مسمى، ويصل إلى 1.4 بار (140 كيلوباسكال; 20 رطل لكل بوصة مربعة) لعدة ساعات، ولكن الضغوط الجزئية العالية تزيد سريعًا من فرصة التأثير الأكثر خطورة للتسمم بالأكسجين، وهو حدوث اختلاجٍ يُشبه النوبة الصرعية.[11] تتنوع القابلية للتسمم بالأكسجين بشكل كبير من شخصٍ لآخر، وبدرجة أقل من يوم لآخر لنفس الغواص.[12] قبل حدوث الاختلاج، قد تظهر عدة أعراض أبرزها الأورة. خلال عامي 1942 و1943، أجرى البروفيسور كينيث دونالد، الذي يعمل في وحدة الغوص الأميرالية التجريبية، أكثر من 2000 تجربة على الغواصين لفحص آثار التسمم بالأكسجين. حتى الآن، لم يتم إجراء أي سلسلة من الدراسات المماثلة. في إحدى التجارب، عرضَّ البروفيسور كينيث 36 غواصًا سليمًا إلى 3.7 بار (370 كيلوباسكال; 54 رطل لكل بوصة مربعة) من الأكسجين في حجرة، وهذا يُعادل تنفس الأكسجين النقي على عمق 27 مترًا (90 قدمًا)، ثم قام كينيث بتسجيل وقت ظهور عددٍ من العلامات والأعراض. أُصيب خمسة منهم بالاختلاج، وظهرت أعراضٌ حادة لدى الآخرين ولكنهم تعافوا عند عودتهم إلى الضغط الطبيعي. يُلخص الجدول أدناه نتائج تكرار الحدوث النسبي للأعراض، ووقت الظهور المُبكر والمتأخر لها كما لاحظها البروفيسور كينيث، كما يُوضح الجدول مجموعةً واسعة من الأعراض والتباين الكبير في ظهورها بين الأفراد النموذجيين المُصابين بتسمم الأكسجين.[13]
المراجع
مراجع إضافية
|
Portal di Ensiklopedia Dunia