عثمان بن فودي
عثمان بن فودي[1][2] (تلفظ [عُثْمَانْ طَࢽْ ࢻُودِیُواْ]) هو مجدد وعالم دين نيجيري[3] كان مالكي المذهب وأشعري العقيدة متصوفا على الطريقة القادرية قبل أن يسافر للحج، أين تأثر بدعوة محمد بن عبد الوهاب وصار من أتباع دعوته.[4][5][6] نشأته
ولد في قرية مرات، الواقعة حاليا في جمهورية النيجر، وذلك في حوالي عام (1169هـ الموافق 1754م). نشأ الشيخ في أسرة متدينة ومثقفة بثقافة علمية عالية، حيث أنّ 85% من علمائه كانوا بين الآباء والأجداد والأعمام، وقد كان بينهم - منذ صغره - مشتغلا بالدعوة إلى الله. أبناؤه
شيوخه
أقوال بعض العلماء عنه
وزراؤه
مؤلفاته
وفاتهتوفي عام (1232هـ)، الموافق (1817م)، بعد مرض استمر به سنة، وعمره (63) سنة، وخلفه ابنه الشيخ الإمام محمد بَللو. دعوته الإصلاحيةروى عنه الشيخ محمد بَللو بقوله: «..وأخبرني أنه حين حصل له الجذب الإلهي، ببركة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم - إذ كان يواظب عليها من غير ملل ولا كلل ولا فترة - أمدّه الله بفيض الأنوار بواسطة الشيخ عبد القادر الجيلي رضي الله عنه، وجدّه الرسول صلى الله عليه وسلم، فشاهد من عجائب الملكوت... وكساه الحق سبحانه وتعالى حلّة الدعوة إليه، وتوّجه تاج الهداية والإرشاد إليه، فنادى مناد الحضرة: (يا أيها الناس أجيبوا داعي الله) مرات، ليتأتى له الإرشاد والدعوة... فقام بما قلّده الحق سبحانه وتعالى به، وأهّله من الدعوة إليه والدلالة عليه، فجعل يدعو إلى الله ويدلّ عليه..». أسبابهاتتمثل في فساد مجتمعه مجتمع الهوسا بانتشار الفسق والجهل فيه، وابتعاد عامة المسلمين عن تعاليم دينهم الحقيقية؛ فقد وجد في هذه البلاد من أنواع الكفر والعصيان أمورا فظيعة، وأحوالا شنيعة، حتى لا يكاد يوجد فيها من صحّ إيمانه إلا النادر القليل، ولا يوجد في غالبها من يعرف التوحيد ويحسن العبادات. وقد صوّر لنا الشيخ محمد بَلُّلو طبقات الكفار المشركين، وحال ما تبقّى من شعائر الإسلام والمسلمين في ذلك الوقت؛ وهي على النحو التالي:
فبهذه الأسباب تمسك الشيخ ابن فودي، فقام بتجديد الدين عن طريق: إرشاد الناس إلى طاعة الله تعالى، وتصحيح عقائدهم، وتعليمهم أصول وأحكام دينهم، وهدم العوائد الردية، وإخماد البدع الشيطانية، وإحياء السنة المحمدية، فسارع إليه الناس، فجعل الناس يدخلون في الإسلام أفواجا. تدريسهكان له مجلسين: أحدهما للتدريس والآخر للوعظ والإرشاد:
وكان يستفتح كلامه بخطبتين:
وربما ذكر بعد الخطبة حديث: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرإ ما نوى). ثم يقول: أصلحوا نياتكم في أموركم كلها، في العبادات وغيرها، فمن كان يصلي فليصل لله، ومن كان يصوم فليصم لله، وهكذا في سائر العبادات. وكان لا يضجر ولا يسأم من سامعيه، مع أنّ كثيرا منهم من العوام ذوي سوء أدب، كما لا يستحي أحدا منهم؛ وإن كانوا شيوخا جلة أو علماء حسدة، بل يتكلم على الجميع، لا يواجه بخطابه أحدا دون آخر، وربما ألقى سؤالا وهو في أثناء كلام فيسكت له فيجيب. وكان كلامه في مجالسه العلمية يدور حول النقاط المهمة التالية:
مراحل تصوفهالحقيقة الثابتة والمقرّرة في مصنفات الشيخ عثمان بن فودي وأبنائه وتلاميذه هي أنه نشأ صوفيا على منهج الشيخ عبد القادر الجيلاني، وعليه بنى دعوته الإصلاحية في بلاد هوسا إلى أن فتحها الله تعالى عليه، وأقام فيها إمبراطورية إسلامية عظيمة والأولى من نوعها في التاريخ الإسلامي الإفريقي، وكذلك جميع أبنائه وإخوانه.
نعني بهذه المرحلة: الثلث الأول في حيات ابن فودي، أي خلال عام (1754م - 1774م)، وهي الفترة التي بدأ فيها كمريد في الطريقة القادرية، بعدما أخذها من شيخه جبريل بن عمر، والذي لقنه هو وأخوه عبد الله بن فودي (كلمة التوحيد)، وألبسهما الخرقة الصوفية القادرية، وأجازهما فيها بسنده المتصل إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني.
أ- قُبيل الجهاد: نعني بهذه المرحلة: الثلث الثاني في حياة ابن فودي، أي خلال عام (1774م – 1794م)، وهي الفترة التي بدأ استعداده في الجهاد - كما يخبرنا بذلك الشيخ عبد الله بن فودي - وذلك لما رأى كثرة جماعته وطلبها مفارقة الكفار، فجعل يحضّهم على السِّلاح، ويقول لهم: إن استعداد السلاح سنة، وجعل يدعو الله – متوسلا بشيخه الجيلاني - أن يريه ملك الإسلام في هذه البلاد السودانية، ونظم ذلك في (قصيدته القادرية) العجمية، فعرّبها الشيخ عبد الله في قوله: يا رب عالم باطن كالظاهــر أجــب الذي يدعو بعبــد القادر إن كنت لم أحسن فشيخي محسن إني لـمُنتســــــب لعبد القادر أرني بدينك غالبا في هذه الـ ـبلدان مـــن درجات عبد القادر ب- أثناء الجهاد: حيث اشتعلت نيران الحرب بين جماعة الشيخ والكفار، وفي هذه المرحلة أيضا رأينا الشيخ عبد الله بن فودي يقرّ بأنّ الشيخ عثمان لم يزل يلّـقب بأحب الألقاب إليه وهو (القادري)، وذلك في معرض حديثه عن انتصارات الجيش الذي قاده الشيخ محمد بللو بن الشيخ عثمان لـقتال كفار (غُوار) الطغاة، يقول عنهم: يخــرّبون ديار الكفـر إن نزلوا بدار كفر فساءت حال ذي الدار أمامهم دعـــــوات القادري لنا أمامنا راجمات جـــــمع كفار ويذكر لنا الشيخ عبد الله بن فودي في أبيات أخرى: أنّ جماعتهم هذه جيوشا للطريقة القادرية، وأنّ جهادهم قد أقيم تحت رايتها، استمع إليه وهو يحدثنا عن انتصار جيشه الذي جهّزه وقاده لـقتال أهل بلاد (غرمَ) الواقعة وراء بحر (كُوار)، حيث خاض جيشه القادري البحر وسار إلى بلد (سَنبلقوا) و (جُوروري)، ففتحوها وقتلوا وسبوا ورجعوا إلى الوطن: وكفارها قد ثلَّ بالجيش عرشهـم فشتــّتَ (سَنبَلقوا) وزلّت به النعـلُ كذلك (جورُوري) تشتتَ جـــمعها وحلّ على أرجائها الأُسر والقـــتـل بأيدي جموع قادة قادريـــــة سيوف أمير المؤمنين به تعلـــــو المراجع
وصلات خارجية
مراجع |
Portal di Ensiklopedia Dunia