ولد سيباستياو بعد وقت قصير في الساعة الثامنة من صباح 20 يناير 1554م (في عيد القديس سيباستيان)، وتم تسميته على هذا القديس في الاحتفال، كان اسم سيباستيان غير مألوف لأي عائلة مالكة أوروبية في ذلك الوقت.
ملكا على البرتغال باعتباره تحت الوصاية
ولد سيباستياو باعتباره وريث العرش البرتغالي (أمير البرتغال)، قبل ولادته بأسبوعين توفي والده، وصل سيباستياو إلى العرش في سن الثلاثة، مع وفاة جده الملك جواو الثالث، بعد ولادته تقريباً تركته والدته جوانا البرتغال لأبد وهو يزال رضيعاً، لترحل إلى إسبانيا لكي تكون بمثابة الوصية عن والدها الإمبراطور كارل الخامس بعد تنازله عن العرش في عام 1556م وأيضا عملت نفس الشيء مع شقيقها فيليب الثاني ملك إسبانيا، بذلك ظلت والدته جوانا في إسبانيا حتى وفاتها عام 1573م، ولم ترَ ابنها أبداً مرة أخرى.
كان سيباستياو صبي ذكي ونشيط، وتقول تقارير أنه كان لا يعرف الخوف، وكان طويل القامة ونحيل وأشقر، وبحيث ترعرع في كنف جدته كاتالينا كانت امرأة استبدادية وصارمة، بحيث كان مطيعاً لها، ومع ذلك أصبح لاحقاً عنيداً ومندفعاً لاحقاً.
التعليم
نما الملك الشاب تحت إشراف وتأثير ثقيل من اليسوعيون، بحيث عُيّن له أليكسو دي مينيزيس رجل عسكري ذو سمعة قوية بحيث كان معلم والده انفانتي جواو في السابق من قبل جدته، كمدرس له؛ ومن بين المدرسين الآخرين القسيس لويس غونزالفيس دا كامارا ومساعده القسيس أمادور ريبيلو.
تربيته جعلت منه شخصاً متديناً، بحيث كان يحمل صورة توما الأكويني على حزام في خصره، كان يرافقه باستمرار رهبانان من رهبنة ثاتينية لحفاظ على براءة الملك، ورد أنه عندما كان سيباستياو طفلاً، كلما جاء الزوار يقوم بالهروب والاختباء عند الرهبان حتى ذهاب الزوار.
خطة الزواج
توفي سيباستياو الشاب ولم يتزوج قط، ومع ذلك كان موضوع الزواج مقترحاً بـ تحالفات من الأسر الأوروبية ورداً، على الرغم من معرفته كراهيته للنساء على وجه الخصوص، إلا أن الملكة فرنسا الأرملةكاترين دي ميديشي خططت كثيراً ليتزوج من ابنتها الصغرى مارغريت فالوا، هذه كانت الخطة في بعض الأحيان بدعم من خاله فيليب الثاني من إسبانيا.
ولكن سيباستياو وضع حداً لتلك الخطة معلناً أنه غير مقتنع بقمع الخفيف لـ البروتستانتهوغونوتيون وأنه لن يلزم نفسه بـ أسرة فالوا ولكن الوضع تتطور في وقت لاحق، بحيث وافق بعد اقناع من قبل مبعوثين من البابا - بأن يتزوج مارغريت من أجل منعها من الزواج الهوغونوتي هنريكي النافاري وبحلول ذلك الوقت، كانت الملكة الأرملة كاثرين بالفعل عازمة على الزواج مارغريت من هنريكي، بذلك تزوجت مارغريت من هنريكي في 1572، بحلول ذلك الوقت رفض اقتراحه من فرنسا.
أراد ملك البرتغال الشاب محو ما وصم به عرش البرتغال خلال فترة حكم أجداده من الضعف، كما أراد أن يعلي شأنه بين ملوك أوروبا بالقيام بمساعدة المتوكل، بـ مقابل أن يتنازل له عن جميع شواطئ المغرب.
استعان سباستياو بخاله ملك إسبانيا فوعده أن يمده بالمراكب والعساكر وأمده بعشرين ألفا من عسكر الأسبان، وكان سباستياو قد عبأ معه اثني عشر ألفاً من البرتغال، كما أرسل إليه الإيطاليون ثلاثة آلاف ومثلها من الألمان وغيرهم، وبعث إليه البابا بأربعة آلاف أخرى، وبألف وخمس مائة من الخيل، واثني عشر مدفعا، وجمع سباستياو نحو ألف مركب يحمل هذه الجموع إلى الأراضي المغربية. وقد حذر ملك إسبانيا ابن أخته عاقبة التوغل داخل أراضي المغرب ولكنه لم يلتفت لذلك.
بدأ البرتغاليون يقولون أن سباستياو لم يمت وسيعود للحكم وتستقل البرتغال، وتحول أمل عودته لظاهرة مرضية (السبستيانيزم)، ومع مر السنين بدأ العديد يأتون للبرتغال والكل يقول أنا سباستياو، ومن النتائج الأخرى التأكيد على الوجود السياسي والعسكري القوي للمغرب في الساحة الدولية آنذاك واكتمال السيطرة العثمانيين على البحر المتوسط مع تراجع للنفوذ الأوروبي لعدة قرون في المقابل، وخلد الشاعر «فرناندو بْسُوَا» اسم «دون سيباستيان» بقصيدة في هذا المعنى سماها باسمه:[1]