اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائقاللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق المعروفة أيضا محليا في مملكة البحرين باسم لجنة بسيوني أنشئت من قبل ملك البحرين في 29 يونيو 2011 المكلفة في النظر في الحوادث التي وقعت خلال فترة الاحتجاجات في شهري فبراير ومارس 2011 والنتائج المترتبة على هذه الأحداث.[1] أصدرت اللجنة تقريرا يتكون من 500 صفحة في 23 نوفمبر 2011 من خلال الاستماع إلى 9 آلاف شخص وعرض الأحداث بتسلسل زمني ووثق 46 حالة وفاة و559 مزاعم التعذيب وأكثر من 4 ألاف تسريح من العمل بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات. انتقد التقرير قوات الأمن في العديد من الحالات عندما استخدمت القوة والأسلحة النارية بطريقة مفرطة في مناسبات عديدة لا لزوم لها وغير متناسبة وبلا تمييز. وجدت اللجنة أن بعض التجاوزات مثل تدمير الممتلكات لا يمكن أن يكون قد حدث دون علم المراتب العليا من هيكل القيادة. جاء في التقرير أيضا أن العنف في البحرين كان نتيجة تصاعد الخلاف فيما بين الحكومة والمعارضة التي لا يخفي نصيبها من المسؤولية. أكد التقرير استخدام الحكومة البحرينية التعذيب المنهجي وغيره من أشكال الإيذاء البدني والنفسي على المعتقلين فضلا عن غيره من انتهاكات حقوق الإنسان. كما رفضت ادعاءات الحكومة أن الاحتجاجات كانت بتحريض من إيران. انتقدت اللجنة لعدم الإفصاح عن أسماء الجناة في الانتهاكات وتوسيع نطاق المساءلة فقط لأولئك الذين قاموا بنشاط انتهاكات حقوق الإنسان. التأسيستأسست اللجنة من قبل الملك حمد بن عيسى آل خليفة بموجب المرسوم الملكي رقم 28 لعام 2011. قال الملك أن اللجنة أنشئت بعد مشاورات واسعة بما في ذلك لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. الأعضاءيوصف أعضاء اللجنة من قبل منظمة العفو الدولية بأنهم مثيرون للإعجاب ومن الخبراء الدوليين المستقلين. يرأس اللجنة البروفيسور محمود شريف بسيوني الذي قاد تحقيقات الأمم المتحدة في مزاعم ارتكاب جرائم حرب في البوسنة والهرسك وليبيا. الأعضاء الأربعة الآخرين هم السير نايجل س. رودلي المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة المعني بالتعذيب والعضو الحالي في لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وفيليب كيرش القاضي السابق في المحكمة الجنائية الدولية والدكتور ماهنوش أرسنجاني المستشار القانوني السابق للأمم المتحدة والدكتور بدرية العوضي الخبيرة في القانون الدولي والشريعة في مؤسسة فريدم هاوس في واشنطن العاصمة. في 7 سبتمبر 2011 دعت اللجنة الدكتور سوندرا كروسبي الخبير في الإضراب عن الطعام للانضمام إلى فريق العمل من أجل رصد السجناء المضربين عن الطعام في المملكة. حرض على تعيينه أسباب إنسانية بسبب قلقه العميق من لجنة تقصي الحقائق مع محنة الأسرى والمعتقلين المضربين عن الطعام. الاختصاصاتوفقا للمادة 4 من المرسوم الملكي 28 فإن تفويض اللجنة هو الانخراط في تقصي الحقائق وأنه سيمكنونهم من الوصول إلى جميع المسؤولين والوثائق الرسمية التي ترى أنها ذات الصلة وكذلك الوصول سرا إذا لزم الأمر لضحايا وشهود الانتهاكات المزعومة للقانون التي ارتكبها كل من المتظاهرين والحكومة. مدى استقلالية اللجنة يتبين من خلال المادة 3 والمادة 6 من المرسوم الملكي 28. سيتحدد عملها من تلقاء نفسها ومن دون أي تدخل من قبل الحكومة الذي يحظر التدخل في عمل اللجنة. وفقا للمادة 9 من المرسوم الملكي 28 ينبغي أن يشمل التقرير النهائي للجنة ما يلي:
لا يسمح للجنة تقديم أي توصيات تراه مناسبا في تقريرها النهائي بما في ذلك: توصيات لمزيد من التحقيق الرسمي أو مقاضاة أي شخص بما في ذلك كبار أو صغار الموظفين أو توصيات لإعادة النظر في الإجراءات الإدارية والقانونية والتوصيات المتعلقة بإضفاء الطابع المؤسسي على آليات تهدف إلى منع تكرار أحداث مماثلة وكيفية معالجتها. رد الفعل الدولي على إنشاء اللجنةأشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإنشاء اللجنة في 2 يوليو 2011 وقال «عن طريق توفير تقييم مستقل لما حدث وتحديد المسؤولين فإن الهيئة الملكية تلعب دورا أساسيا في دفع عجلة المصالحة والعدالة والسلام في البحرين». ورحب نائب المتحدث الرسمي عن البيت الأبيض مارك تونر بالإعلان عن إنشاء لجنة في 1 يوليو 2011 مضيفا أنها «خطوة في الاتجاه الصحيح». تونر سر من حكومة البحرين التي كانت «اتخذت خطوات مهمة وإيجابية ونأمل أن هذه الجهود سوف تساعد على استعادة الثقة نحو بداية الحوار الوطني». في المملكة المتحدة قال وزير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أليستر بيرت: «نحن نرحب بإنشاء لجنة مستقلة من قبل جلالة الملك تتكون من شخصيات دولية للنظر في أحداث الأشهر الأخيرة وفي مزاعم انتهاكات لحقوق الإنسان. ونأمل أن هذه الخطوة واعدة وكبيرة سوف تؤدي إلى تقدم ملموس في معالجة مخاوف جدية الأخيرة حول حالة حقوق الإنسان في البحرين ونأمل أيضا أن هذه التطورات ستؤدي بجميع الاطراف للمشاركة في بدء حوار وطني ناجح وسلمي». أشادت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إنشاء اللجنة كخطوة من شأنها أن «تلبي تطلعات الشعب البحريني وتعزيز المؤسسات الدستورية بما لا يدع أي مجال لتدخل أجنبي لتقويض استقلال وسيادة واستقرار المملكة وطمس هويتها العربية». قالت الممثلة الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية كاترين أشتون في 1 يوليو 2011 أن «إنشاء لجنة مستقلة تتكون من أعضاء دوليين للتحقيق في الأسباب والحقائق وراء مزاعم عديدة من انتهاكات حقوق الإنسان في الأشهر الأخيرة في البحرين. هذه خطوة في الاتجاه الصحيح والتي نأمل أن تسلط الضوء الكامل على تلك الأحداث. أتوقع من اللجنة المستقلة أن تكون في وضع يمكنها من القيام بعملها بحرية ودقة وإنني أتطلع إلى مرحلته النهائية من خلال التقرير المقرر أن يصدر في نهاية شهر أكتوبر عام 2011». وصفت منظمة العفو الدولية الجنة بأنها «خطوة هامة إلى الأمام ولكن يجب أن تؤدي إلى تحقيق العدالة للضحايا». قال مالكوم سمارت مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: «علاوة على ذلك فإن مرسوم الملك يوضح أنه سيجرون تحقيق كامل» وأضاف أن «تعيين هذه اللجنة الدولية لتمثل التغيير الجذري في البحرين». تنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائققدم تقرير لجنة تقصي الحقائق سلسلة من التوصيات للحكومة من خلال خطوات يعتقد أنها تسعى لتحسين المساءلة وتقديم الممارسات الحكومية بما يتماشى مع المعايير الدولية. أعطت الحكومة نفسها هدفا لتنفيذ هذه التوصيات بحلول نهاية فبراير 2012. تم تسجيل تقدم في تنفيذ هذه التوصيات. بقدر ما نشعر بالقلق من التوصيات العامة فإن الحكومة تزعم أنها نفذت التوصيات التالية:
اقتحام مكاتب لجنة تقصي الحقائقفي 15 أغسطس 2011 اقتحم مجموعة من المتظاهرين مكاتب لجنة تقصي الحقائق بسبب غضبهم من التقارير غير دقيقة عن الاستنتاجات المفترضة التي توصل إليها بسيوني. شجعت هذه الخطوة من قبل نشطاء الإنترنت ومجموعة من الناشطين العودة إلى العمل هو حقي الذين دافعوا عن قرارهم بالتجمع في مكاتب اللجنة. نتيجة للاقتحام أغلقت مكاتب اللجنة. وفقا لبيان صادر عن اللجنة في 15 أغسطس فإن أفراد «شتموا بصوت عال ونشروا رسائل تهديد على جدران المكاتب وأرسلوا تهديدات عبر النص والبريد الإلكتروني وحتى جسديا بالبصق على أحد أعضاء الهيئة». واصل هؤلاء الأفراد أيضا تصوير وتسجيل الفيديو للناس في المكتب على الرغم من نصيحة أحد الموظفين أن مثل هذه الإجراءات تقوض السرية وسلامة العديد من الشهود والضحايا. الأنشطةوفقا لبيان صدر في 10 أغسطس 2011 فإن اللجنة تعلن عن ما يلي:
صدر هذا التقرير في 23 نوفمبر 2011. تأجيل تقديم تقرير لجنة تقصي الحقائقأعلنت اللجنة في 20 أكتوبر أن الملك حمد سمح بتأخير تقديم التقرير من 30 أكتوبر إلى 23 نوفمبر. طلب بسيوني التأخير أثناء مقابلته مع الملك في 18 أكتوبر حيث قال أن اللجنة في حاجة إلى مزيد من الوقت للتحقيق في عدد كبير من التقارير التي قدمت معربا عن تقديره لتعاون الوزارات الحكومية وأشار إلى أن اللجنة لا تزال بحاجة إلى بعض المعلومات من وزارات حكومية معينة. قال بسيوني أيضا أن جميع الوثائق المادية بما في ذلك البيانات والشكاوى من المواطنين البحرينيين والأجانب ستدمر عند تقديم التقرير. سيتم الاحتفاظ بنسخة إلكترونية من الوثائق في محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي لمدة عشر سنوات. الاستنتاجات والملاحظات في التقريروفيما يلي الاستنتاجات والملاحظات في التقرير:
ردود الفعل الدولية على نشر التقريررحب بالتقرير العديد من الحكومات الدولية. ذكرت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية أنها تشيد بمبادرة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في التكليف بذلك. وكررت أنه من الضروري للبحرينيين أنفسهم لحل القضايا المحددة في التقرير المضي قدما في الطريق الذي يعزز الإصلاح والمصالحة والاستقرار. وقال البيت الأبيض أن التقرير يوفر تقييم شامل ومستقل للأحداث في البحرين منذ اندلاع الاحتجاجات لأول مرة في فبراير وأنه يتعين الآن على حكومة البحرين محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان والقيام بتغييرات مؤسسية لضمان أن مثل هذه الانتهاكات لا تحدث مرة أخرى. رحب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بالتقرير وحث المعارضة للعمل على التوصيات الواردة في التقرير مما يدل على التزامها بالمصالحة والمساهمة في عملية التجديد. كاترين أشتون الممثلة الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية ضغطت على جميع الأطراف في البحرين لبذل قصارى جهدهم لتنفيذ توصيات التقرير في الوقت المناسب والكامل. دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة لضمان تنفيذ توصياته بمثابة خطوة مهمة في معالجة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان. مصادر
|
Portal di Ensiklopedia Dunia