عيسى أحمد قاسم
الشيخ عيسى أحمد قاسم (1941) هو عالم دين شيعي متطرف ومعارض سياسي بحريني، كان أحد تلامذة محمد باقر الصدر وعضو في كل من المجلس التأسيسي والمجلس الوطني البحريني، إضافة إلى ممارسة النشاطات الاجتماعية المختلفة كإقامة صلاة الجمعة، وتأسيس الأحزاب والجمعيات، بهدف الدفاع عن حقوق شيعة البحرين. يعتبر قاسم مؤسس حزب الدعوة في البحرين وعضو في الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت والمرشد لجمعية الوفاق البحرينية.[1] النشأةولد الشيخ عيسى أحمد قاسم سنة 1941م في قرية الدراز بالقرب من العاصمة البحرينية، المنامة.[2] كان والده يمتهن الصيد (بحّار) منذ صباه، حيث كان الصيد هو الحرفة الغالبة التي يحترفها أهل المنطقة عموماً، إلاّ أن هذا المولود سرعان ما خطف الموت أباه عنه، فلم يكمل سنته الرابعة حتى أصبح يتيم الأب، فأخذت أمه دور الأمومة والأبوة. تذكر بعض المصادر أنه ذو أصول فارسية، [3] بينما تذكر أخرى أنه بحريني أصيل.[4] وقد استنكرت الصحفية مريم الشروقي «الترهات» التي تشكك في هوية عيسى قاسم البحرينية وقالت أنها «مدعاة للضحك».[5] وتجدر الإشارة إلى أن دستور البحرين لعام 1973، والذي انتخب وفقه عيسى قاسم للمجلس الوطني عام 1973 يذكر في المادة 44 أنه يُشترط في عضو المجلس الوطني أن يكون «مواطنا بصفة أصلية».[6][7] في 13 أغسطس 2016، ذكر المحامي محمد التاجر أن عيسى قاسم «مواطن بصفة أصلية» وفقًا لدستور 1973 والقوانين الخاصة بالجنسية والانتخاب، وقال أن الحديث عن تجنيسه «إهانة لأهل البحرين».[8] دراستهاشتهر بحدة ذكائه وقدراته بين أقرانه منذ صباه أثناء دراسته في المدارس النظامية مضافا ً على حرصه الشديد على الالتزام بحكم الشرع في تحركاته واهتمامه ببث الوعي الديني منذ ذلك الحين. تعلم الشيخ عيسى القرآن الكريم منذ نعومة أضفاره، وبعد إكمال دراسته الابتدائية، تخرج من المرحلة الثانوية في المنامة وانتقل مباشرة إلى كلية المعلمين حتى نال شهادة التدريس في سنة 1959م، والتحق بمهنة التدريس عام 1960. في نهاية الخمسينات من القرن الماضي، درس العلوم الدينية في المنامة مع صديقه الشيخ عباس الريس، وكان استاذه العلامة السيدعلوي الغريفي.[9] أنهى الثانوية العامة من مدرسة المنامة في 1959، وما بين سنة 1960 - 1962 التحق بمهنة التعليم في مدرسة البديع الابتدائية للبنين[10] الهجرة الي النجفوبعد أن أنهى المقدمات الفقهية مثل شرائع الإسلام فكر جدّيا في الهجرة للتحصيل الديني، وما لبث حتى اتخذ قراره الحاسم في الاستقالة من مهمة التعليم ومن ثم الهجرة إلى خارج الوطن. سنة 1962م توجه إلى مدينة النجف، حيث تخرج من كلية الفقه هناك، ودرس البحث الخارج على يد فقهاء ومنهم السيد محمد باقر الصدر. كان إلى جانب دراسته الحوزوية الأكاديمية يدرس في الحوزات العلمية، ويجالس الفقهاء. سنة 1969م عاد إلى وطنه بعد أن نال درجة الليسانس في العلوم الإسلامية والشرعية.[11] في نفس العام، عاد إلى مزوالة التعليم في المدراس الحكومية وأخذ يدرس اللغة العربية والتربية الإسلامية في مدرسة الخميس الإعدادية ولمدة عام واحد فقط. وبعد سنتين هاجر مرة أخرى إلى النجف والتحق بالدراسة الحوزوية عام 1970 ودرس على يد كبار الفقهاء.[10] الهجرة الي مدينة قمسنة 1992م هاجر إلى مدينة قم لتحصيل المزيد من المراتب العلمية، وواصل دراسته على يد أساتذتها أمثال محمود الهاشمي الشاهرودي وكاظم الحائري ومحمد فاضل اللنكراني. في سنة 1999م بدأ بإلقاء دروس (البحث الخارج) في مسجد أمير المؤمنين (دورشهر) ثم في الحسينية البحرانية (قرب حرم السيدة المعصومة).[12] نشاطاته الحركية والاجتماعيةالمجلس التاسيسيمع الشروع في قيام المجلس التأسيسي لوضع دستور دولة البحرين استدعاه جمع في البحرين للقدوم والترشيح لهذا المجلس، وهكذا كان، وفاز بأعلى الأصوات، وكان له مع المجموعة الإسلامية في المجلس التأثير البارز في إدخال كثير من المواد الإسلامية في الدستور. كان لانتخاب الشيخ دوي كبير في الأوساط الاجتماعية. أما الشيخ فقد تمكن من تكوين كتلة من بعض أعضاء المجلس ممن لهم توجه إسلامي للوقوف ضد تمرير نظام يخالف الشريعة الإسلامية، أو شرعنة نظم تحارب الدين أو القدح فيها أو التأثير سلبا على المسيرة الإسلامية في الواقع المنظور والمستقبل، وتمكن بمساعدة إخوانه من تثبيت بعض النظم التي تعزز الهوية الإسلامية للمجتمع البحريني، ويدفع عنه شرور التغريب أو التنكر للثوابت الإسلامية الأصلية. المجلس الوطنيفي سنة 1971 رشح نفسه للمجلس الوطني واعتبر نفسه رئيساً للكتلة الدينية في المجلس، حتى حُلّ المجلس. كان من أبرز مؤسسي جمعية التوعية الإسلامية في عام 1971 م. ومنذ عودته إلى البحرين، شرع في تأسيس ما أسماه المجلس الإسلامي العلمائي ورُشح لقيادة مجلسه في دورته الأولى حتى توجه بتركيزه إلى مكتب البيان للمراجعات الدينية التابع له وذهبت رئاسة مجلسه إلى السيد مجيد المشعل عبر تصويت لمجلس الإدارة.[13] مسؤولياته الحاليةتولى منصب رئيس المجلس الإسلامي العلمائي سابقاً، ويقيم صلاة الجمعة في جامع الإمام الصادق في الدراز، وله العديد من المشاركات في المحافل الإسلامية أبرزها المشاركات الموسمية في عاشوراء ويحضر مؤتمرات إسلامية عالمية في الجمهورية الإسلامية في إيران. وله الكثير من الكلمات والأيام التي يأخذ فيها الموقف الحازم ضد من يعادي الدين. القاعدة الشعبيةيمتلك الشيخ عيسى أحمد قاسم أكبر قاعدة شعبية في البلاد وتعتبره الأغلبية الشيعية في البحرين قائدا لها، وله العديد من المواقف الوطنية.[بحاجة لمصدر] إسقاط الجنسيةأعلنت وزارة الداخلية البحرينية في يوم الإثنين المصادف ل20 يونيو 2016 إسقاط الجنسية البحرينية عن الشيخ عيسى أحمد قاسم، بسبب ما سمّاه «القيام بتأسيس تنظيمات تابعة لمرجعية سياسية دينية خارجية، حيث لعب دوراً رئيسياً في خلق بيئة طائفية متطرفة، وعمل على تقسيم المجتمع تبعاً للطائفة وكذلك تبعاً للتبعية لأوامره».[14][15] ويسمح قانون الجنسية البحريني لمجلس الوزراء بسحب الجنسية من أي شخص«يسبب ضررا لمصالح المملكة أو يتصرف بطريقة تعادي الدولة». ردود الأفعالالداخلية
وأضافت «يعتقد النظام أنه بإسقاط جنسية آية الله قاسم واستهدافه يقضي على مطالب الشعب المشروعة ويجهز على ثورة الرابع عشر من فبراير إلا أن هذا التصعيد والإمعان في الغطرسة من شأنه أن يؤدي لقلب المعادلة وإعادة الزخم والحضور الشعبي الكبير».[17] الخارجية
صدور الحكم عليهأصدرت محكمة بحرينية في يوم الأحد الموافق ل21 مايو 2017 حكمها في قضية الشيخ عيسى قاسم، وجاء هذا الحكم بعد عدة جلسات استغرقت 11 شهراً تم خلالها تأجيل النطق بالحكم على قاسم كبرى المرجعيات الدينية في البحرين.[28] واثنين آخرين، وهما مدير مكتب البيان للمراجعات الدينية الشيخ حسين يوسف القصاب (المحروس) والعضو في مكتب البيان ميرزا الدرازي[29]، وأدانت المحكمة المتهمين جميعا بالسجن سنة واحدة مع وقف التنفيذ ثلاث سنوات، إضافة إلى مصادرة أموال الخمس في حسابات الشيخ قاسم البنكية، وغرامة مالية تبلغ 100 ألف دينار.[30][31] وبعد صدور الحكم جرت دعوات لتكثيف الحضور في محيط منزل الشيخ قاسم في الدراز غرب العاصمة المنامة، وتجمعت الحشود في محيط منزل الشيخ قاسم في تظاهرة كبيرة. كما انتشرت آليات مدرعة ومركبات عسكرية للنظام البحريني في محيط الدراز، تزامنا مع الدعوات للتوجه إلى المنطقة المحاصرة تنديداً بمحاكمة الشيخ عيسى قاسم.[28] اقتحام منزلهوبعد يومين من صدور الحكم في حق قاسم، قدمت قوات الأمن البحرينية نحو منزله حيث قامت باقتحام المنزل في الدراز واعتقال كل من كان داخله من المعتصمين والمرابطين.[32] بينما لم يتاكد حتى الآن ما إذا كان الشيخ عيسي قاسم ضمن المعتقلين.[33] مقالات ذات صلةمصادر وروابط خارجيةمراجع
|