الترغيب في القرآن
الترغيب في القرآن[1][2][3] الترغيب ما يُشوِّق إلى الاستجابة وقَبول الحق والثبات عليه،[4] وهو وعد يصحبه إغراء بمتعة آجلة مؤكَّدة مقابل القيام بعمل صالح ابتغاء مرضاة الله،[5][6] ومن أنواع الترغيب في القرآن، الترغيب في تقوى الله وطاعته،[7][8] والترغيب في الاستغفار،[9] والترغيب في صلة الأرحام،[10][11] والترغيب في الكلمة الطيبة والقول الحسن،[12][13] والترغيب في عمل الخير والأعمال الحسنة،[14] والترغيب في التسامح والعفو،[15][16] والترغيب في الصبر،[17] والترغيب في الإنفاق،[17] والترغيب في التوبة،[2] والترغيب في الجنة.[18][19] التعريفالترغيب: رَغِبَ في الشيء إذا جَعَله يحرص عليه[20][21]، وهو ما يُشوِّق إلى الاستجابة وقَبول الحق والثبات عليه[4]، فهو وعد يصحبه إغراء بمتعة آجلة مؤكَّدة مقابل القيام بعمل صالح ابتغاء مرضاة الله.[5][6] القرآن: مصدر قرأ يقرأ قراءةً أو قرآناً، وهو "كلام الله المعجز[22]، المنزل على النبي محمد المتعبد بتلاوته".[23] أولاً: الترغيب في تقوى الله وطاعتهتقوى الله من صفات المؤمنين، وهي درجات ومنازل يرتقيها المؤمنون، وكان من المناسب الترغيب في حث المؤمنين على الصعود والارتقاء في منازلها، ومثال ذلك من الآيات القرآنية قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ٢ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق:2–3]، فمن يراقب الله ويقف عند حدوده يجعل له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ولا يخطر على باله، وفي الآية إيماء إلى أن التقوى ملاك الأمر عند الله، وبها نيطت السعادة في الدارين.[24] قال البغوي، إن هذه الآية نزلت في عوف بن مالك الأشجعي، حيث أسر المشركون ابناً له يسمى مالكاً، فأتى النبي ﷺ، فقال له اتق الله واصبر وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، ففعل الرجل ذلك، فبينما هو في بيته، إذ آتاه ابنه وقد غفل عنه العدو، فأصاب إبلاً وجاء به إلى أبيه. وتقوى الله سبب في تيسير الأمور وتسهيلها والتوفيق لكل خير، قال تعالى:﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ [الطلاق:4]، والتقوى أيضاً سبب في مضاعفة الأجر ومحو الذنوب، قال تعالى:﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا﴾ [الطلاق:5]، كما أن التقوى سبب في حفظ الله له ولأولاده إذا غاب عنه المرء، قال تعالى:﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾ [النساء:9].[1][7][8] ثانياً: الترغيب في الاستغفارقال تعالى:﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الأنفال:33]، قال الصابوني، قال ابن عباس وقد خطب عمر بن الخطاب ذات يوم خطبة الاستسقاء، فلم يزد بعد حمد الله والثناء والصلاة على نبيه محمد، على الاستغفار حتى على المنبر، فقيل له في ذلك، فقال أما سمعتم الله يقول: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ١٠ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ١١ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ١٢﴾ [نوح:10–12].[7][10][1] ثالثاً: الترغيب في صلة الأرحاموصف الله تعالى من جملة عباده الذين يدخلون الجنة ولهم عقبى الدار الواصلين للرحم، قال تعالى:﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾ [الرعد:21]، قال السيوطي عن قتادة قال: ذُكر لنا أن النبي ﷺ كان يقول: اتقوا الله وصلوا الأرحام، فانه أبقى لكم في الدنيا، وخير لكم في الآخرة،[1] وكان عبد الله بن عمر يقول: إن الحلم ليس من ظلم ثم حلم، حتى إذا هيجه قوم اهتاج، ولكن الحليم من قدر ثم عفا، وان الوصول ليس من وصل ثم وصل، فتلك مجازاة، ولكن الوصول من قطع ثم وصل وعطف على من لا يصله،[8] وروى أنس عن النبي ﷺ قال: من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه.[9][11] رابعاً: الترغيب في الكلمة الطيبةالكلمة الطيبة صدقة، وسبباً في إدخاله الجنة، وأفضل عند الله وأعظم أجراً من العمل الذي يتبعه منّ وأذى، قال تعالى:﴿قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ﴾ [البقرة:263]، وقوله تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ٧٠ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ [الأحزاب:70–71]، فالقول الحسن الصادق المستقيم سبب في توفيق الله للعبد والحط من سيئاته وذنوبه. وقد مثل الله القول الحسن والكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، فقال تعالى:﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ٢٤ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ٢٥﴾ [إبراهيم:24–25].[12][13] خامساً: الترغيب في الأعمال الحسنةقال تعالى:﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ [الأنعام:160]، فأجر الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، معتمداً على النية في العمل والإخلاص لله وقال تعالى:﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت:34]، قال البغوي "أي ادفع السيئة بالحسنة، وذلك بأن تدفع الغضب بالصبر، والجهل بالحلم، والإساءة بالعفو، عندها ستجني من ثمارها، وذلك بأن يخضع لك عدوك ويصير كالصديق الحميم القريب.[1] سادساً: الترغيب في التسامح والعفوقال تعالى:﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النور:22]، المقصود بهذه الآية هو أبو بكر عندما حلف على ألا ينفق على ابن خالته، مسطح بن أثاثه، لدوره في نقل الكلام في حادثة الإفك، والقرآن في عموم أحواله يدعوا المسلم إلى الصفح عن المسيء، والصفح والعفو من سمات وصفات الله قال القرطبي في تفسير الآية:[1][25] إذا كان يوم القيامة ناد مناد أيكم أهل الفضل؟ فيقوم ناس من الناس، فيقال: انطلقوا إلى الجنة، فتتلقاهم الملائكة، فيقولو إلى أين، فيقولون إلى الجنة، قالوا قبل الحساب قالوا نـعم، قالوا من أنتم؟ قالوا أهل الفضل، قالوا وما كان فضلكم؟ قالوا كنا إذا جُهل علينا حلمنا، وإذا ظُلمنا صبرنا، وإذا أسيء إلينا عفونا، قالوا ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين.[15][16][26] سابعاً: الترغيب في الصبرقال تعالى:﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر:10]، ففي الآية جزاء عظيم للذين يصبرون على ما يصيبهم من ألم وحزن ونصب وتعب، قال الشوكاني أي يوفيهم الله أجرهم في مقابلة صبرهم بغير حساب، ففي الآية ترغيب على الصبر وذلك بتبيان ثواب الصابرين وأجرهم اللامحدود والذي لانهاية له. قال تعالى:﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين﴾[27]، وفي الحديث الذي يخبرنا بأن جميع أنواع الصبر مرده الخير للإنسان المسلم فقط، قال ﷺ، ما أعطي أحدا منكم عطاءً خير له وأوسع من الصبر، فالله ثامناً: الترغيب في الإنفاققال تعالى:﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ٣ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ٤﴾ [الأنفال:3–4]، فالإنفاق دليل على إيمان صاحبه وتقواه، قال الشوكاني: يبين المولى قال تعالى:﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ٢٦١﴾ [البقرة:261]، قال الصابوني: فالله ضرب هذا المثل لبيان مضاعفة الثواب لمن أنفق في سبيله، وبأن الحسنة تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وهذا تمثيل لمضاعفة الأجر لمن أخلص في صدقته وإنفاقه.[17] تاسعاً: الترغيب في التوبةقال تعالى:﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ٥٣﴾ [الزمر:53]، والاسراف هو الإفراط في المعاصي والاستكثار منها، فيخبر الله لذلك نجد أن روح الدعوة وقوامها ولبها ولبابها هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإن لم يكن ذلك لجاء من الله الغضب وعمنا منه العقاب، ولكي لا ينزلق عدد كبير من الناس إلى الإسراف في ارتكاب المعاصي والذنوب.[2][11] عاشراً: الترغيب في الجنةما أعده الله في الجنة، سمع عمير ابن الحمام رسول الله ﷺ، وهو يتكلم عن الجنة يوم بدر، وما أعده الله للمجاهد في سبيله، فألقى تمرات كن في يده، ويقول، لئن حييت حتى آكل تمراتي هذه أنها حياة طويلة، ثم قاتل حتى قتل، وقوله تعالى:﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة:72]، قال الصابوني: جناتٍ وارفة الظلال، تجري من تحت أشجارها الأنهار لابثين فيها أبداً، لا يزول عنهم نعيمها ولا يبيد، ولهم فيها منازل يطيب العيش فيها في جنات الخلد والإقامة، قصور من اللؤلؤ والياقوت الأحمر والزبرجد، وشيء من رضوان الله أكبر من ذلك كله.[1] وتتحدث السيرة عن أصحاب النبي ﷺ وهم يتسارعون في التضحية بأنفسهم وأموالهم في سبيل الله، قال ابن هشام، أن عمرو بن الجموح كان رجلاً أعرج شديد العرج، وكان له بنون أربع مثل الأسود، يشهدون مع رسول الله المشاهد، فلما كان يوم أحد أردوا حبسه وقالوا له: إن الله قد عذرك، فأتى عمرو رسول الله فقال، إن بني يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك فيه، فو الله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة، فقال رسول الله: أما أنت فقد عذرك الله، فلا جهاد عليك، وقال لبنيه: ما عليكم أن لا تمنعوه لعل الله أن يرزقه الشهادة، فخرج معه فقتل يوم أحد، فمر به رسول الله ﷺ، وهو شهيد في ساحة المعركة، فقال أراك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة،[18][19][28] انظر أيضا
المراجع
وصلات خارجية |
Portal di Ensiklopedia Dunia