الأسرة الثامنة في مصر القديمة هي سلسلة من الفراعنة غير المعروفين جيدًا،[1][2][3] حكموا لفترة قصيرة في أوائل القرن الـ22 قبل الميلاد، ويُرجَّح أن مقر حكمهم كان في منف. تزامن حكم هذه الأسرة مع نهاية المملكة المصرية القديمة وبداية العصر الانتقالي الأول، إذ تراجعت سلطة الفراعنة في ظل تزايد نفوذ حكام الأقاليم المعروفين باسم "النوماركس" أو الأمراء، مما أدى إلى تحول مصر فعليًا إلى نظام إقطاعي.
أُطيح بالأسرة الثامنة في النهاية على يد حكام هيراكليوبوليس ماجنا، الذين أسسوا الأسرة التاسعة بالرغم العلاقات الوثيقة بين ملوك منف والأمراء الأقوياء، خصوصًا في قفط. ونظرًا لندرة الأدلة الأثرية المتعلقة بالأسرة السابعة التي قد تكون أسطورية، يُدمج أحيانًا تاريخ الأسرتين معًا.
يقدّر علماء المصريات أن الأسرة الثامنة حكمت مصر لفترة تراوحت بين 20 و45 عامًا، مع وجود تقديرات زمنية مختلفة، منها: 2190-2165 ق.م، 2181-2160 ق.م، 2191-2145 ق.م، و2150-2118 ق.م.
انهيار الدولة القديمة والانزلاق نحو الفوضى
تُعتبر الأسرة الثامنة تقليديًا أول أسرة في العصر الانتقالي الأول، نظرًا لقصر مدة حكم ملوكها وندرة الأدلة المعاصرة التي توثق فترتهم، مما يشير إلى دخول مصر في مرحلة من الفوضى. ومع ذلك، أظهرت دراسات حديثة للأدلة الأثرية وجود استمرارية قوية بين الأسرتين السادسة والثامنة، ما دفع عالم المصريات هراتش بابازيان إلى اقتراح اعتبار الأسرة الثامنة، وليس السادسة، آخر فترات الدولة القديمة.[4]
حمل خمسة من ملوك الأسرة الثامنة اسم "نفركارع" وهو اسم العرش لبيبي الثاني، مما يشير إلى أنهم ربما كانوا من سلالة الأسرة السادسة، محاولين الحفاظ على نوع من السلطة.[5] وقد سُجلت أنشطة أربعة من آخر ملوك هذه الأسرة في مراسيمهم الموجهة إلى وزيرهم شماي، رغم أن الملك قا كا رع إبي هو الوحيد الذي يُعرف بأنه أشرف على بناء ضخم، حيث تم العثور على هرمه في سقارة بالقرب من هرم بيبي الثاني، وقد نُقشت على جدرانه نصوص الأهرام كما كان الحال مع أسلافه.[5]
ورغم الغموض الذي يحيط بعدد ملوك الأسرة الثامنة، فمن الواضح أن هذه الفترة شهدت انهيار السلطة المركزية في مصر. حكم ملوك هذه الأسرة من منف، ويبدو أنهم اعتمدوا على دعم حكام قفط الأقوياء، الذين منحوا لهم الألقاب والتكريمات. ومع ذلك، لم يكن هذا كافيًا لإنقاذ حكمهم، حيث أُطيح بهم في النهاية من قبل مجموعة منافسة متمركزة في هيراكليوبوليس ماجنا (إهناسيا حاليًا)
تذكره بردية تورين بأنه حكم لمدة سنة ونصف.[9] ربما يكون هو نفسه أو مطابقًا لأحد أو كلا الملكين حوروس دمدجب تاوي وودج كا رع. إذا كان كذلك، فقد تم توثيقه من خلال مرسوم متعلق بمعبد مين.
يرى عالم المصريات هراتش بابازيان أن إعادة البناء هذه تمنح أهمية مفرطة لرواية مانيتو، التي تعتبر الأسرة السابعة مجرد خيال ورمزًا للفوضى. وبدلًا من ذلك، يقترح بابازيان أن الملوك الأوائل المذكورين أعلاه كانوا خلفاء مباشرين للملك بيبي الثاني، وينبغي تصنيفهم ضمن الأسرة السادسة، بينما ينتمي من جاء بعدهم مباشرة إلى الأسرة السابعة قصيرة العمر. أما الأسرة الثامنة، فيعتقد أنها تبدأ فقط مع الملك قاكارع إيبي، الذي يُعد أكثر ملوك هذه الفترة توثيقًا.
^Redford، Donald B.، المحرر (2001). "Egyptian King List". The Oxford Encyclopedia of Ancient Egypt, Volume 2. Oxford University Press. ص. 626–628. ISBN:978-0-19-510234-5.
^Hratch Papazian (2015). "The State of Egypt in the Eighth Dynasty". في Peter Der Manuelian؛ Thomas Schneider (المحررون). Towards a New History for the Egyptian Old Kingdom: Perspectives on the Pyramid Age. Harvard Egyptological Studies. BRILL.
^ ابGrimal, Nicolas. A History of Ancient Egypt. p.140. Librairie Arthéme Fayard, 1988.
^ ابJürgen von Beckerath: Handbuch der ägyptischen Königsnamen, Münchner ägyptologische Studien, Heft 49, Mainz : Philip von Zabern, 1999, (ردمك 3-8053-2591-6), see pp.66–71, and p. 284 for the datation of the 8th Dynasty.
^بيتر كابلوني: Die Rollsiegel des Alten Reichs, vol. 2: Katalog der Rollsiegel, (= Monumenta Aegyptiaca. Vol. 3), La Fondation Égyptologique Reine Élisabeth, Brüssel 1981, issue 144.
^كيم ريهولت: "The Late Old Kingdom in the Turin King-list and the Identity of Nitocris", Zeitschrift für ägyptische, 127 (2000), p. 91
^ ابجدJürgen von Beckerath: "The Date of the End of the Old Kingdom of Egypt", Journal of Near Eastern Studies 21 (1962), p. 143