يحيى البرمكي

الوزير الكبير
يحيى بن خالد البرمكي
يحيى البرمكي  تعديل قيمة خاصية (P1559) في ويكي بيانات
 
معلومات شخصية
الميلاد القرن 8  تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
خراسان الكبرى  تعديل قيمة خاصية (P19) في ويكي بيانات
الوفاة 190 هـ
الرقة  تعديل قيمة خاصية (P20) في ويكي بيانات
مواطنة الدولة العباسية  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
اللقب أبو جعفر
الديانة مسلم
الزوجة فاطمة بنت محمد بن الحسين بن قحطبة[1]
الأولاد جعفر، الفضل، موسى، محمد
والدان خالد البرمكي
الأب خالد بن برمك  تعديل قيمة خاصية (P22) في ويكي بيانات
إخوة وأخوات
عائلة برامكة  تعديل قيمة خاصية (P53) في ويكي بيانات
منصب
سبقه أبو جعفر الفارسي
الحياة العملية
المهنة وزير هارون الرشيد
تهم
التهم الزندقة، سوء استخدام السلطة
العقوبة التعذيب ،السجن مدى الحياة

يحيى بن خالد البرمكي190 هـ) كان كاتبَ هارون الرشيد قبل أن يليَ الخلافة، ثم أصبح وزيرَه بعد أن تولَّاها، وأصبح هو وأولادُه الفضل وجعفر من عِلية القوم في الخلافة الرشيدية.

صفاته ونشأته

كان أشهرَ رجال عصره علمًا وأدبًا وفضلًا وجودًا ونبلًا.[2] من رجال الدهر حزمًا ورأيًا وسياسة وعقلًا، حَذِقًا بالتصرُّف.[3] وكان الرشيد يعُده أباه بعد المَهدي لشدَّة تعلًّقه به.

كان في الثانية عشرة من عمره حين قامت الدولة العباسية، فتربَّى في ظلِّها، وشَمِلَه الخليفة المنصور بعطفه فولَّاه أذربيجان عام 158هـ، واختاره المَهدي كاتبًا ونائبًا لابنه هارون، فخرج معه في الصائفة لغزو البيزنطيين.[4]

الكتابة والوزارة

لمَّا تولى الرشيد بلاد المغرب، ساعده يحيى على النهوض بأعبائها، وأخلص له الإخلاص كله. ولما أراد الهادي أن يخلعَ أخاه الرشيد من ولاية العهد، نصحه بالعدول عن ذلك، فعيَّنه الرشيد وزيرًا بعد تولِّيه خلافة الدولة، واستعان بأولاده الفضل وجعفر وموسى ومحمد.[2]

نهض يحيى بأعباء الدولة أتم نهوض وسدَّ الثغور، وتدارك الخلل، وجبى الأموال، وعمَّر الأطراف، وأظهر رونق الخلافة، وتصدَّى لمهمَّات المملكة. وكان كاتبًا بليغًا[5]

من أقواله

قال يحيى بن خالد البَرْمَكِيُّ لولده: «اكتُبوا أحسنَ ما تسمَعُون، واحفظوا أحسنَ ما تكتُبون، وحدِّثوا بأحسنِ ما تحفَظُون، وخذوا من كلِّ شيءٍ طرفًا، فإنه مَن جهِلَ شيئًا عاداه».[6]

قال الأصمعي:

«سمعت يحيى يقول: الدنيا دول، والمال عارِيَّة، ولنا بمن قبلنا أسوة، وفينا لمن بعدنا عبرة[3]»

رسالة كتبها إلى الرشيد يستجدي فيها عطفه ورحمته به وبأبنائه حين كانوا في السجن:[7]

قل للخليفة ذي الصنيعـ
ـة والعطايا الفاشية
وابن الخلائف من قريـ
ـش والملوك العالية
إن البرامكة الذيـ
ـن رموا لديك بداهية
صفر الوجوه عليهم
خلع المذلّة بادية
عمتهم لك سخطة
لم تبق منهم باقية
فكأنهم مما بهم
أعجاز نخل خاوية
بعد الإمارة والوزا
رة والأمور السامية
ومنازل كانت لهم
فوق المنازل عالية
أضحوا وجلّ مناهم
منك الرضا والعافية
يا من يريد لي الردى
يكفيك مني ما بيه
يكفيك ما أبصرت من
ذلي و ذل مكانيه
وبكاء فاطمة الكئيـ
ـبة والمدامع جارية
ومقالها بتَوجُّع
يا سوأتي وشقائيه
من لي وقد غضب الزمان
على جميع رجاليه
يا لهف نفسي لهفها
ما للزمان وما ليه
ياعطفة الملك الرضا
عودي علينا ثانيه

وقد حاول يحيى استعطاف الرشيد مجددًا، فأرسل رسالة من طريق ابنه الأمين، الذي أعطاها أمَّه زبيدة، وقد جاء فيها:

يا مَلاذي وعِصمَتي وعِمادي
ومُجيري من الخُطوبِ الشِّدادِ
بكَ قامَ الرَّجاءُ في كلِّ قلبٍ
زادَ فيهِ البَلاءُ كلَّ مَزادِ
إنما أنتَ نعمةٌ أعقَبَتْها
أنعُمٌ نفعُها لكلِّ العِبادِ
وَعدُ مَولاكَ أتمَمتَه فأبهَى الدُّرْ
رِ ما زيَّنَ حُسنَه بانعِقادِ
ما أظلَّت سَحائبُ اليأسِ إلَّا
خِلتُ في كشفِها عليكَ اعتِمادي
إن تراخَتْ يَداكَ عنِّي فُواقًا
أكلَتْني الأيامُ أكلَ الجَرادِ

وقد أعطتها الرشيد وهو في موضع لذَّته، فقرأها الرشيد ووقّع في أسفلها:

«عِظَمُ ذنبك أماتَ خواطرَ العفو عنك»

ورمى بالرسالة إلى زبيدة، فلمَّا رأت توقيعه علمت أنه لا يرجع عنه.[8]

مما قيل فيه

قال الأصمعي عن شرك البرامكة:[9]

إذا ذُكِر الشرك في مجلس
أنارت وجوه بني برمكِ
وإن تليت عندهم آية
أتوا بالأحاديث على مزدكِ

وفاته

توفي في سجن الرَّقَّة سنة 190هـ، وله من العمر 70 سنة.[3]

المصادر

  1. ^ الخلافة العباسية ص277، عبد المنعم الهاشمي، دار ابن حزم - بيروت
  2. ^ ا ب الخلافة العباسية ص259، عبد المنعم الهاشمي، دار ابن حزم - بيروت
  3. ^ ا ب ج سير أعلام النبلاء ج9 ص87، الذهبي، مؤسسة الرسالة - بيروت
  4. ^ تاريخ الإسلام ج2، د. حسن إبراهيم حسن، دار النهضة - مصر
  5. ^ الفخري في الآداب السلطانية ص 179-180، ابن طبابا
  6. ^ أبو أحمد العسكري (ت ٣٨٢ هـ) (1984). المَصُون في الأدب. تحقيق: عبد السلام هارون (ط. 2). الكويت: مطبعة حكومة الكويت. ص. 115.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link)
  7. ^ الخلافة العباسية ص283-284، عبد المنعم الهاشمي، دار ابن حزم - بيروت
  8. ^ الخلافة العباسية ص281-282، عبد المنعم الهاشمي، دار ابن حزم - بيروت
  9. ^ عيون الأخبار ج1 ص50، ابن قتيبة