في القرن الثاني عشر، رافقت أفواج كردية ومسلمة أخرى صلاح الدين الأيوبي إلى الشام لتأسيس السلالة الأيوبية (1171-1341) التي كانت تدار من دمشق. أقامت الأفواج الكردية منطقة منفصلة خارج أسوار دمشق [12] تطورت مع السنين لتشكل حي ركن الدين (حي الأكراد) الواقع في شمال شرقي دمشق عند سفح جبل قاسيون.[13]
الفترة العثمانية
استمر دور كرد سوريا في الجيش تحت حكم العثمانيين حيث كُلف العسكر ورجال الأمن الأكراد من المدن بالحفاظ على النظام وحماية طريق الحجاج نحو مكة.[12] انضم العديد من الكرد من المناطق الريفية النائية في سوريا إلى الفيلق الإنكشاري المحلي في دمشق. كما انضم أكراد من مناطق مختلفة مثل ديار بكروالموصلوكركوك إلى هذه الوحدات مما تسبب بتوسع المجتمع الكردي في الشام.
حكمت سلالة جانبولاد الكردية منطقة حلب تحت حكم العثمانيين من عام 1591 إلى 1607.[15] في بداية القرن السابع عشر، استقرت القبائل الكردية بالقرب من جرابلس وسروج.[16] في منتصف القرن الثامن عشر، اعترف العثمانيون بزعماء قبيلة ميلان الكردية من خلال منحهم لقب iskan başı أو رئيس التوطين في منطقة الرقة حيث مُنحوا سلطة الضرائب والنفوذ على القبائل الأخرى في المنطقة. في عام 1758، دخل زعيم الملي وإسكان باشي محمود بن كلش وادي الخابور وأخضعوا القبائل المحلية لسيطرة اتحاد الملي وحاولوا إقامة إمارة مستقلة. في عام 1800، عينت الحكومة العثمانية رئيس ملي تيمور كحاكم للرقة (1800-1803).[17][18][19]
سجل الكاتب الدنماركي كارستن نيبور الذي سافر إلى الجزيرة عام 1764، خمس قبائل كردية وست قبائل عربية.[20]
في شمال غرب البلاد أصبح الكرد رؤساء محليين ومزارعي الضرائب في عكار (لبنان) ومرتفعات القصير بين أنطاكيةواللاذقية. كانت هضبة عفرين شمال غرب حلب تُعرف رسميًا باسم «سنجق الأكراد» في الوثائق العثمانية.[22] ثار قبيلة الميلي ضد الحكومة العثمانية بعد وفاة زعيمهم إبراهيم باشا واستقر بعضهم على الجانب السوري من الحدود التركية السورية المرسومة حديثًا.[23][24]
معاهدة سيفر وترسيم الحدود
بعد الحرب العالمية الأولى، وقعت قوات الحلفاء المنتصرة والدولة العثمانية المهزومة معاهدة سيفر في 10 أغسطس 1920. ضمن تقسيم أراضي الإمبراطورية العثمانية، نصت المعاهدة على إقامة دولة للكرد (كردستان) تقع إلى الشمال من سورية، لكن انتصار الفكر الكمالي في تركيا والمكاسب الإقليمية اللاحقة خلال حرب الاستقلال التركية أدت إلى إعادة التفاوض والخروج باتفاقية جديدة هي معاهدة لوزان في 24 يوليو 1923، والتي لم تذكر دولة كردية مستقبلية. وبذلك قسمت مناطق الكرد العثمانية بين تركيا ومناطق الانتداب البريطاني على العراق.[13][25]
المدينة مختلطة عربية كردية سريانية بينما قرى الحسكة ذات غالبية عربية
4
القامشلي
88,231
المدينة ذات غالبية كردية بينما قرى القامشلي غالبية عربية
5
الحسكة
88,987
المدينة مختلطة عربية كردية سريانية بينما قرى الحسكة ذات غالبية عربية
الإجمالي
288,262
أماكن وجود الكرد في سورية
نشر موقع اقتصاد نتائج مسح ميداني للتركيبة السكانية عام 2013 لمحافظة الحسكة، وفيما يلي نتائجها.[27]
القرى في محافظة الحسكة
القرى العربية
1161 قرية
القرى الكردية
453 قرية
القرى السريانية
50 قرية
القرى المختلطة العربية الكردية
48 قرية
القرى المختلطة العربية السريانية
3 قرية
القرى المختلطة السريانية الكردية
2 قرية
المجموع الكلي
1717 قرية
توزع القرى في منطقة المالكية
تتبع للمالكية إدارياً ناحيتان مهمتان هما ناحية اليعربيةوناحية الجوادية، يبلغ عدد القرى التابعة لمنطقة المالكية (ديريك) 294 قرية موزعة كالآتي:
115 قرية كردية في منطقة المالكية نسبتها 39.11%
148 قرية عربية في منطقة المالكية نسبتها 50.34%
16 قرية سريانية آشورية نسبتها 5.44%
14 قرية مختلطة بين المكونات (عربي +كرد) نسبتها 4.76%
1 قرية مختلطة بين المكونات (سرياني +كرد) نسبتها 0.34%
توزع القرى في منطقة القامشلي
تتبع للقامشلي إدارياً عدة بلدات ونواحي مهمة هي: ناحية عامودا وناحية القحطانية (قبور البيض) وناحية تل حميس وبلدة جزعة، كما يتبعها عدد كبير من القرى تبلغ 549 قرية ويتوزع فيها السكان كالآتي:
185 قرية كردية في منطقة القامشلي ونسبتها 33.70%
345 قرية عربية في منطقة القامشلي ونسبتها 62.28%
6 قرى سريانية آشورية في منطقة القامشلي ونسبتها 1.1%
9 قرى مختلطة بين المكونات (عرب +كرد) نسبتها 1.64%
3 قرية مختلطة بين المكونات (عرب + سريان) نسبتها 0.55%
1 قرية مختلطة بين المكونات (سريان +كرد) نسبتها 0.18%
توزع القرى في منطقة رأس العين
يتبع لمدينة رأس العين إدارياً ناحية مهمة هي ناحية الدرباسية، كما يتبعها عدد كبير من القرى تبلغ 279 قرية ويتوزع فيها السكان كالآتي:
96 قرية كردية في منطقة رأس العين ونسبتها 34.41%
167 قرية عربية في منطقة رأس العين ونسبتها 59.85%
16 قرية مختلطة بين المكونات (عرب + كرد) نسبتها 5.37%
9 قرى مختلطة بين المكونات (عرب + كرد) نسبتها 1.51%
أحداث القامشلي 2004
بعد حادث في ملعب كرة القدم في القامشلي، قتل 5 أشخاص وجرح أكثر من 160 خلال أيام من الاحتجاجات بدأت في 12 مارس. وأشارت مصادر كردية إلى أن قوات الأمن السورية استخدمت الذخيرة الحية ضد المدنيين الكرد بعد اشتباكات اندلعت خلال مباراة كرة القدم بين المشجعين الأكراد للفريق المحلي والمشجعين العرب لفريق زائر من مدينة دير الزور. وذكرت الصحافة الدولية أن تسعة أشخاص قتلوا يوم 12 مارس. ووفقا لمنظمة العفو الدولية اعتقل مئات الأشخاص، معظمهم من الكرد، بعد أعمال الشغب. وقد تعرض المعتقلون الكرد للتعذيب وسوء المعاملة، وتم طرد بعض الطلبة الكرد من جامعاتهم، بسبب مشاركتهم في احتجاجات سلمية.[بحاجة لمصدر]
الاحتجاجات السورية 2011
في أعقاب الثورة التونسية والثورة المصرية، أعلن 4 شباط/فبراير 2011 «يوما الغضب» في سوريا من قبل نشطاء من خلال الفيسبوك. وقد شارك الكرد في تلك الاحتجاجات منذ بدايتها ولكن بشكل ضئيل جدا.[بحاجة لمصدر] في 7 تشرين الأول 2011، اغتيل المعارض الكردي مشعل تمو من قبل رجال ملثمين يعتقد على نطاق واسع أنهم كانوا من النظام البعثي السوري وفقاً لما ذكره ابنه مارسيل في برنامج تلفزيوني اسمه «مشعل الحرية» عرض على قناة العربية.[28]
خلال موكب جنازة تمو في اليوم التالي في مدينة القامشلي، فتحت قوات الأمن السورية النار على حشد من أكثر من 10000 من المشيعين مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص.
حقوق الإنسان للكرد في سورية
وفقا لمنظمة هيومان رايتس واتش، فإنه لا يمكن استخدام اللغة الكردية في المدارس في سوريا، ولا يسمح لهم بتعلم لغتهم في المدارس أو إنشاء مدارس للغة الكردية، ويحظر نشر الكتب وغيرها من المواد المكتوبة كالصحف أو المجلات باللغة الكردية.
المواطنة
نتيجة لهجرة عشرات آلاف الكرد من تركيا إلى سوريا على مدى العقود الماضية وتغير التركيبة السكانية في محافظة الحسكة، أجرت السلطات السورية عام 1962 إحصاء سكانيا في محافظة الحسكة فقط، بناء على المرسوم التشريعي رقم 93 لعام 1962. نتيجة للاحصاء تم تجريد حوالي 120 ألف كردي سوري من الجنسية السورية وفقدوا بالتالي حقوق ملكية ممتلكاتهم أصبحوا نتيجة لهذا الاحصاء بلا جنسية. والحكومة السورية اعتبرت هؤلاء من الأجانب السوريين، ومنحتهم وثائق خاصة بهم أطلق عليها لاحقاً (وثيقة الأجنبي السوري).[29] وفقا للحكومة السورية حينها، كان سبب هذا التشريع هو تسلل مجموعات من كرد تركيا إلى محافظة الحسكة في عام 1945. حيث زعمت أن الكرد أتوا من البلدان المجاورة، وخاصة تركيا، وعبروا الحدود إلى الأراضي السورية بصورة غير شرعية، وأن هؤلاء الكرد استقروا تدريجيا، في مدن مثل عاموداوالقامشلي حتى أصبحوا الأكثرية في بعض احياء هذه المدن. وزعمت الحكومة أيضا أن الكثير من الكرد استطاعوا أن يسجلوا أنفسهم في سجلات رسمية بشكل غير قانوني، وتكهنت الحكومة أيضا أن الكرد أتوا إلى سوريا لكي يستقروا ويحوزوا على الممتلكات العربية السورية.
نتيجة لمكافحة الحكومة السورية من زيادة في الهجرة غير الشرعية، قررت الحكومة السورية إجراء تعداد عام في 5 أكتوبر عام 1962 في محافظة الحسكة، وقد شمل الإحصاء 100000 كردي سوري، وقد تم تجريد 15000 كردي من الجنسية السورية.
ووفقا لمنظمة هيومان رايتس واتش فقد إن الكرد المجردون من الجنسية هم محرومون من الحقوق المدنية حيث أنه لا يحق لهم التملك أو السفر أو التوظيف الرسمي وغير ذلك من الحقوق المدنية.
مرسوم التجنيس
بعد الانتفاضة عام 2011 أصدر الرئيس بشار الأسد بتاريخ 7 نيسان2011 المرسوم الرئاسي رقم 49 لعام 2011 والقاضي بمنح الجنسية السورية للمسجلين كأجانب في سجلات الحسكة.[30]
وتمت تسوية أوضاع عشرات الآلاف من الكرد السوريين خلال أيام وذلك قبل المهلة المحددة للجنة المكلفة بدراسة إحصاء العام 1962، وذلك بتقدم غير المجنسين إلى لجنة محافظتهم بطلبات التجنيس خلال مهلة لا تتعدى الستين يوماً، كما تنص التسوية على تقديم الاعتراضات للقضاء لمن لم يرد اسمه في لوائح غير المجنسين، وحسب مصادر محلية فقد تجاوز عدد من سيمنحون الجنسية المئة ألف شخص.
^وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، 2012. كتاب حقائق العالم. السكان في سورية (بالإنكليزية). تاريخ الولوج 20 تموز 2012. نسخة محفوظة 27 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
^ ابGorgas, Jordi Tejel (2007). Le mouvement kurde de Turquie en exil: continuités et discontinuités du nationalisme kurde sous le mandat français en Syrie et au Liban (1925–1946) (بالفرنسية). Peter Lang. p. 41. ISBN:978-3-03911-209-8.
^Salibi، Kamal S. (1990). A House of Many Mansions: The History of Lebanon Reconsidered. University of California Press. ص. 154. ISBN:978-0-520-07196-4.
^Winter، Stefan (2006). "The Other "Nahḍah": The Bedirxans, the Millîs and the Tribal Roots of Kurdish Nationalism in Syria". Oriente Moderno. 25 (86) ع. 3: 461–474. DOI:10.1163/22138617-08603003. JSTOR:25818086.
^Tejel، Jordi (2008). Syria's Kurds: history, politics and society (ط. 1. publ.). London: Routledge. ص. 9. ISBN:978-0-415-42440-0.
^Winter، Stefan (2009). "Les Kurdes de Syrie dans les archives ottomanes (XVIIIe siècle)". Études Kurdes. ج. 10: 125–156.
^Winter، Stefan (2005). "Les Kurdes du Nord-Ouest syrien et l'État ottoman, 1690–1750". في Afifi، Mohammad (المحرر). Sociétés rurales ottomanes. Cairo: IFAO. ص. 243–258. ISBN:2724704118.
^Winter، Stefan (2006). "The Other Nahdah: The Bedirxans, the Millîs, and the Tribal Roots of Kurdish Nationalism in Syria". Oriente Moderno. ج. 86: 461–474. DOI:10.1163/22138617-08603003.
^Klein، Janet (2011). The Margins of Empire: Kurdish Militias in the Ottoman Tribal Zone. Stanford: Stanford University Press. ISBN:978-0-8047-7570-0.