وتشمل الأعراض الأخرى: ضعف الأطراف على الجانب الآخر للإصابة؛ بسبب انضغاط مسارات السبيل الهرمي المتقاطعة، وفقدان المجال البصري المقابل لجانب الإصابة؛ وذلك بسبب ضغط الشريان المخي الخلفي على جانب الإصابة.
الحدث الأكثر تخوفا الذي يحدث هو انفتاق لوزتي المخيخ الذي يمكن أن يؤدي إلى توقف الجهاز التنفسي بسبب تعرض الهياكل النخاعية للخطر. وقد يشارك العصب ثلاثي التوائم لاحقا في العملية، حيث يتم ضغط الجسر، ولكن ذلك ليس عرضا سريريا كبيرا، لأن بحلول ذلك الوقت قد يكون المريض بالفعل ميتا.[7] وفي حالة وجود ورم دموي فوق الجافية في حفرة القحف الخلفية، يحدث انفتاق في لوزتي المخيخ، مما يسبب ثالوث كوشينغ: ارتفاع ضغط الدم، وبطء القلب، وعدم انتظام التنفس.
نزيف فوق الجافية سريع؛ لأنه يكون عادة من الشرايين التي تكون مرتفعة الضغط. ويمكن للنزيف أن يتمدد حتى يصل إلى ذروته في الحجم بعد ست إلى ثماني ساعات من الإصابة مع تسرب من 25 إلى 75 سنتيمتر مكعب من الدم في تجويف القحف،[8] وكلما توسع الورم الدموي، فإنه ينزع الأم الجافية من داخل الجمجمة، مما يسبب صداع شديد. وقد يكون النزف كبيرا فيزيد الضغط داخل القحف، مما يسبب تحرك المخ، أو فقدان إمدادات الدم، أو سحق المخ ضد عظام الجمجمة. وكلما زاد الورم الدموي في الحجم سبّب المزيد من الضرر. ويمكن أن يتوسع الورم الدموي بسرعة ويضغط جذع الدماغ، مما يتسبب في فقدان الوعي، واتخاذ وضع غير طبيعي، واستجابات غير طبيعية لبؤبؤ العين مع الضوء.[9]
السبب
السبب الأكثر شيوعا للورم الدموي فوق الجافية داخل القحف هو الإصابات الدماغية الرضية، على الرغم من أن النزف العفوي قد يحدث أيضا. وعادة ما ينتج النزيف عن صدمة التسارع والتباطؤ والقوى العرضية،[8][10] كما تنشأ غالبية حالات النزيف من الشرايين السحائية، وخاصة في المنطقة الصدغية، وقد يكون 10٪ من نزيف فوق الجافية وريدي المصدر،[11] كما ينتج الورم الدموي فوق الجافية عادة من ضربة على جانب الرأس. وتكون منطقة الجُنَيحَى التي تغطي الشريان السحائي الأوسط ضعيفة نسبيا وعرضة للإصابة،[11] ومن ثَم هناك فقط 20 إلى 30٪ من الأورام الدموية فوق الجافية تحدث خارج منطقة العظم الصدغي.[12] وعادة ما يكون الورم الدموي فوق الجافية موجودا على نفس الجانب من الدماغ الذي تأثر بالضربة، ولكن في حالات نادرة جدا يمكن أن يكون بسبب إصابة الضربة ورجع الضربة.[13]
قد تحدث الأورام الدموية فوق الجافية مع الأورام الدموية تحت الجافية، أو قد تحدث وحدها.[11] وتكشف الأشعة المقطعية عن وجود ورم دموي تحت الجافية أو فوق الجافية في 20٪ من المرضى الفاقدين للوعي.[14] والسمة المميزة لورم دموي فوق الجافية هي أن المريض قد يستعيد وعيه ويبدو طبيعيا تماما خلال ما يسمى بفترة الصحو، ثم ينتقل فجأة وبسرعة إلى فقدان الوعي في وقت لاحق. فترة الصحو التي تعتمد على مدى الإصابة، هي مفتاح لتشخيص نزف فوق الجافية، وإذا لم يتم التعامل مع المريض عن طريق التدخل الجراحي الفوري، فمن المرجح أن يموت.[15]
ورم دموي فوق الجافية بسبب إصابة دماغية غير رضية في امرأة شابة. المنطقة الرمادية في أعلى اليسار هي ورم دموي تسبب في تحول خط الوسط وضغط البطين
أشعة مقطعية غير متباينة لورم دموي ناجم عن رضة حادة في المنطقة الأمامية الصدغية اليسرى
يكون التوقع بسير المرض أفضل في المرضى الذين يعانون من إصابة دماغية رضية مع ورم دموي فوق الجافية إذا كان هناك فترة صحو (فترة من الوعي قبل عودة الغيبوبة) مما لو كان المريض فاقدًا للوعي منذ وقت الإصابة.[17] وخلافًا لمعظم أشكال الإصابات الدماغية الرضية، فمن المتوقع أن المرضى الذين يعانون من ورم دموي فوق الجافية ونتيجة مقياس غلاسكو للغيبوبة 15 (تدل أعلى الدرجات على أفضل التكهنات) يحققون نتائج جيدة إذا خضعوا للجراحة بسرعة.[17]
حالات مشهورة
ميشيل دي مونتين، في مقالته «التفلسف هو تعلم الموت»، التي كتبها في ثمانينات القرن الخامس عشر عن حالة أخيه القبطان سانت مارتن، الذي كان يبلغ من العمر 23 عاما، حيث كان يلعب التنس «عندما ضُرِبَ بالكرة في منطقة أعلى من الأذن اليمنى قليلا، ولم يكن هناك أي دليل على جرح أو كدمة، ولم يجلس للراحة، وتوفى بعد خمس أو ست ساعات من سكتة سببتها هذه الضربة». [من الترجمة التي كتبها إ. ج. تريشمان]
في 20 فبراير1998، أصيب لاعب الكريكتالهندي رامان لامبا البالغ من العمر 38 عامًا في رأسه بواسطة كرة الكريكت أثناء تواجده في الملعب دون خوذة. وعلى الرغم من أن لامبا كان يتجول في الملعب، ولم تظهر أن الإصابة خطيرة في ذلك الوقت إلا أنه سقط في غيبوبة في يوم الإصابة ثم مات من نزيف داخلي بعد ثلاثة أيام.[18]
في 17 أبريل2003، انزلق الدكتور روبرت أتكينز منشئ حمية نظام أتكينز على الجليد أثناء سيره إلى العمل، وكان عمره 72 عامًا، فاصطدم رأسه، مما تسبب في نزيف حول الدماغ، وفقد وعيه في الطريق إلى المستشفى، حيث أمضى أسبوعين في العناية المركزة. وتشير شهادة وفاته إلى أن سبب الوفاة هو «إصابة شديدة في الرأس مع ورم دموي فوق الجافية».[19]
في 18 مارس2009، توفيت الممثلة ناتاشا ريتشاردسون نتيجة لورم دموي فوق الجافية استمر لمدة يومين قبل الوفاة عندما كانت تتزلج على الجليد في مدينة مونت تريمبلانت بكيبيك في كندا،[20] ومرت بفترة صحو مثل العديد من المرضى، حيث لم تظهر أي أعراض حتى بعد ساعة تقريبًا من سقوطها عندما اشتكت من الصداع،[21] وبحلول الوقت الذي وصلت فيه لتلقي الرعاية الطبية، كان قد سبب الورم الدموي أضرارًا كبيرة بالفعل.[22][23]
في 26 مايو2010، دخل الممثل غاري كولمان مركز وادي يوتا الطبي الإقليمي في بروفوبيوتا، بعد سقوطه واصطدام رأسه ومعاناته من ورم دموي فوق الجافية في منزله في سانتاكين بيوتا، وأُعلِن أنه في حالة حرجة. وفقد كولمان الوعي في 27 مايو 2010، ثم تُوفي في الساعة 12:05 مساءً في 28 مايو 2010.
في 5 سبتمبر2012، ضُرِبَ رئيس اتحاد البيسبول بيتشر براندون مكارثي في رأسه بواسطة الكرة من قِبَل إريك أيبار، وتم نقله على الفور إلى المستشفى حيث خضع لعملية جراحية لمدة ساعتين لتخفيف الضغط على دماغه. وعلى الرغم من أنه لم يفقد وعيه وتجول في الملعب بعدها، عانى مكارثي من نزف فوق الجافية، وكدمة مخية، وكسر في الجمجمة في ذلك الحادث.
^ ابجPryse-Phillips، William (6 مايو 2009). Companion to Clinical Neurology. Oxford University Press. ص. 335. ISBN:9780199710041. مؤرشف من الأصل في 2020-01-25. اطلع عليه بتاريخ 2014-10-08. Epidural hemorrhage (epidural hematoma, extradural hemorrhage, or hematoma) Bleeding outside the outermost layer of the dural mater, which is thus stripped away from the inner table of the skull or spinal canal.
^Graham DI and Gennareli TA. Chapter 5, "Pathology of Brain Damage After Head Injury" Cooper P and Golfinos G. 2000. Head Injury, 4th Ed. Morgan Hill, New York.
^Caroline NL. 1991. Emergency Medical Treatment. Little Brown & Company.
^Smith SW، Clark M، Nelson J، Heegaard W، Lufkin KC، Ruiz E (2010). "Emergency department skull trephination for epidural hematoma in patients who are awake but deteriorate rapidly". J Emerg Med. ج. 39 ع. 3: 377–83. DOI:10.1016/j.jemermed.2009.04.062. PMID:19535215.
تتضمَّن هذه المقالة معلوماتٍ طبَّيةٍ عامَّة، وهي ليست بالضرورة مكتوبةً بواسطة متخصِّصٍ وقد تحتاج إلى مراجعة. لا تقدِّم المقالة أي استشاراتٍ أو وصفات طبَّية، ولا تغني عن الاستعانة بطبيبٍ أو مختص. لا تتحمل ويكيبيديا و/أو المساهمون فيها مسؤولية أيّ تصرُّفٍ من القارئ أو عواقب استخدام المعلومات الواردة هنا. للمزيد طالع هذه الصفحة.