هلال شوالهلال شوال
رؤية هلال شوال هو مؤشر لبداية شهر شوال حيث يحتفل المسلمون في أول أيامه بعيد الفطر، وتتويجا لنهاية لصوم شهر رمضان. يتحرى هلال شوال في الجهة الغربية من السماء بعد غروب شمس الـ29 من رمضان. فإن تم رصده يكون آخر أيام رمضان، ويصبح اليوم التالي هو أول شوال. وإلا يتم إتمام رمضان إلى ثلاثين يوما.[2] شروق القمر وغروبهو القمر يشرق ويغرب تماما كما تشرق الشمس وتغرب. يعتقد الكثيرون أن القمر يشرق ليلا ويغرب نهارا، وهو مفهوم خاطئ، ففي الواقع يختلف وقت إشراق وغياب الهلال من يوم إلى أخر، فالقمر يغير أطواره كاملة كل 29.5 يوماً تقريباً، حيث يمكن رؤيته يتحول من طور إلى طور، مبتدئًا بالمحاق، ومروراً بالهلال المتزايد، ثم التربيع الأول والأحدب المتزايد، ثم البدر والأحدب المتناقص، ثم التربيع الثاني، ثم الهلال المتناقص، وعودة مرة أخرى إلى المحاق وخلال هذا التغير يشرق القمر ويغرب خلف الأفق. وفي المقابل فالشمس تشرق دائما من جهة الشرق صباحا (عمومًا)، وتغرب في جهة الغرب (عمومًا) وتستغرق المدة بين كل شروق شمس والتالي 24 ساعة. أما القمر فهو لا يشرق دائماً ليلا كما لا يغرب نهارا. فموعد شروق القمر يعتمد على طور القمر.فمثلا عندما يكون القمر محاقا (معتم) فهذا يعني إنه يشرق مع شروق الشمس ويغيب مع غيابها (بصورة تقريبية). وفي طور التربيع الأول فالقمر يشرق تمام منتصف النهار ويغيب في فترة منتصف الليل. وفي طور البدر فهو يشرق مع غروب الشمس ويغرب مع شروقها. وطور الهلال المتزايد يعني شروقه بعد الشمس بقليل وغروبه بعد غروب الشمس بقليل. شروط رؤية الهلال العلميةيجب توفر شرطين أساسيين لرؤية الهلال، لا يمكن رؤيته بانعدام أحدهما:
إلا أن توفر الشرطين أيضا لا يعني إمكانية رؤية الهلال بالعين المجردة. فبعد القمر يختلف من وقت لأخر عن الأرض فكلما كان القمر أبعد كانت رؤية الهلال أصعب. كما أن غروب القمر فورا أو بعد مدة قصيرة من غياب الشمس سيعني أن موقعه قريب من الشمس، مما يعني أنه لم يبتعد عن الشمس بما فيه الكفاية لتعكس حافته ضوء الشمس على شكل الهلال. كما أن ضوء الشفق الباهر ستحجب أي إضائة قد يتسبب بها انعكاس ضوء الشمس على القمر (ضوء الهلال).كما أن غيابه بعد مدة قصيرة جدا من غياب الشمس يعني أنه قريب جدا من الأفق وقت الرصد؛ لأن أشعة الضوء القادمة من القمر ستسير مسافة أكبر ضمن الغلاف الجوي. هذا الأمر يؤدي إلى تشتّت الأشعة بحيث لا يصل منها إلا القليل (لهذا يسهل النظر إلى الشمس وقت الغروب بينما يكون من المستحيل تحمل وهجها في الظهيرة) اختلاف وسائل تحديد بداية شوال بين دول العالم2004كما الخطأ في رؤية هلال شوال أصبح شائعا جدا في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرون، وترجع الاختلافات إلى عدة أسباب، منها عدم فهم الظواهر الطبيعية، ففي عام 2004 قامت سبع دول عربية بإعلان رؤية الهلال قبل يوم واحد من الموعد الممكن علميا، من ضمنها جميع دول الخليج العربي باستثناء عُمان، حيث تم اعتبار السبت 13 نوفمبر 2004 أول يوم شوال. فسر الأستاذ الدكتور وهيب الناصر، أستاذ الفيزياء بجامعة البحرين ونائب رئيس الجمعية الفلكية البحرينية، هذا الخطأ برؤية الأفراد لسراب قطبي. مع تأكيده على استحالة الرؤية الفعلية للهلال. نفس الخطأ نبه إليه الدكتور صالح العجيري، والذي يعتبره الكثير عميدا للفلكيين الكويتيين.[4] 2005في عام 2005 تكرر نفس الأمر ولكن بحدة اختلاف أقل حيث أعلنت ليبيا عن حلول أول يوم من شوال في يوم الأربعاء الموافق 2 نوفمبر 2005. 2006بعض الدول الإسلامية تعتمد في بعض الحالات نقطة المحاق لتحديد بداية شهر شوال كما هو الحال في ليبيا حيث أعلنت ليبيا مساء يوم 22 أكتوبر 2006 أن عيد الفطر (أول أيام شوال) هو يوم الإثنين 23 أكتوبر، مع استحالة الرؤية البصرية اعتمادا على وصول القمر لنقطة المحاق، مع تجاهل إمكانية الرؤية البصرية من عدمها (إلا أنهم أعلنوا صراحة عن عدم إمكانية الرؤية البصرية مساء يوم الأحد)، وأرجعوا سبب تحديدهم ليوم غرة شوال إلى اعتمادهم على إحدى نظريات الحساب الفلكي، حيث هناك اتجاه من علماء المسلمين يرون باعتماد الحساب الفلكي استناداً إلى رؤية فقهية لنصوص الكتاب والسنة، ولاعتقادهم بعدم تعارض الكتاب والسنة مع التطور العلمي. وبحسب نظرية حساب فلكي أخرى فإنه لا يمكن رؤية القمر إلا بعد انتظار فترة زمنية معينة، يقطع خلالها القمر مسافة ضمن مداره، مما يتيح للهلال بالنمو، بحيث يمكن رؤيته. هذه الفترة الزمنية يقدرها البعض بمدة تتراوح بين ثمان إلى عشر ساعات وذلك في ظروف جوية مناسبة، حيث لا تكون السماء ملبدة بالغيوم. بالمقابل ورغم عدم قدرة المراصد في الخليج على رؤية الهلال، إلا أنه تم اعتماد رؤية ما أطلق عليهم الشوّيفة والذين يفترض ان لهم نظرا أقوى من العادة.[5] تدخل المشروع الإسلامي لرصد الأهلةالمشروع الإسلامي لرصد الأهلة، وهو مشروع عالمي يضم علماء وخبراء في رصد الأهلة، يؤكد أن إعلان السعودية بداية رمضان كان خطأ فادح، حيث أكد بيان المشروع أن:
بل وشكر المشروع الدول التي أبت أن تستخف بالعقول ولم تعلن ثبوت رؤية الهلال يوم الجمعة حسب نص بيانهم [6] المشروع الإسلامي أقام عدة مواقع للرصد على مستوى العالم يوم السبت لم تستطع إي منها أن تشاهد الهلال على الرغم من كون جميع المشاركين من الأخصائيين ومزودين بأجهزة حديثة. توزعت الفرق على الدول التالية لتغطية أكبر توزيع جغرافي:[7]
أما مساء يوم الأحد فلم تتم المشاهدة في كل من أستراليا، الهند، إيران، العراق، الكويت، السعودية، الأردن، لبنان، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، السنغال، البوسنة، بريطانيا، بينما شاهدته كل من تنزانيا، نيجيريا، جنوب أفريقيا، الولايات المتحدة. حسابات إمكانية الرؤيةفي الجداول التالية جميع الأوقات محسوبة حسب توقيت غرينتش وليس التوقيت المحلي. وتم استعمال الإحداثيات لمواقع ضمن المدن لضمان أعلى دقة. مكة المكرمة
المسجد النبوي
مدينة صور في عمان
منطقة مراد اليمنية - باب المندب
القرن الأفريقي
مومباسا
جزر القمر
موريتانيا
الرباط
لندن
هامبورغ - ألمانيا
بريمن - ألمانيا
كارلسروهه - ألمانيا
إستنبول
طهران
كابول
مدينة الكويت
البحرين
الدوحة
عمان - الأردن
دمشق
نتيجة التحريأجمع علماء الفلك على استحالة رؤية هلال شهر شوال مساء السبت أو الأحد 21 و22 أكتوبر 2006 في جميع الدول الإسلامية، كما أجمعوا على أنه ستتحقق رؤيته الشرعية مساء الإثنين 23 أكتوبر، مما يعني أن الثلاثاء 24 أكتوبر 2006 سيكون أول أيام عيد الفطر بحسب الرؤية الشرعية. إلا أن الدول التي صامت يوم السبت 23 سبتمبر أعلنت حلول العيد يوم الأثنين 23 أكتوبر، وذلك بسبب كون يوم الأحد هو المتمم لثلاثين يوما من رمضان. وبالتالي، لا تهم رؤية الهلال بقدر أهمية مرور 30 يوما على رمضان.[8] المجلس الأوروبى للافتاء والبحوث، أعلن حلول عيد الفطر يوم الإثنين الموافق 23 أكتوبر 2006 م، بشترط ثبوت رؤية الهلال رؤية صحيحة مساء الأحد 22 أكتوبر 2006م في أي دولة، لكن المجلس أعلن:
و بالرغم من اعتماد عدة دول يوم 23 سبتمبر كأول يوم في رمضان، لم يتم رصد هلال رمضان في أي دولة من دول العالم إلا في السعودية والعراق. بالعودة إلى البيانات الرسمية للدول التي أقرت الصيام يوم السبت، فقد تم الإشارة إلى عدم ثبوت رؤية الهلال وأنه تم اعتماد الرؤية المعلنة في السعودية، مما يعني أن الدولتين اللتين أعلنتا ثبوت رؤية الهلال يوم الجمعة كانتا السعودية والعراق.[10] هلال عيد الفطر من منظور إسلاميفي القرآن كتاب المسلمين جاء قول الله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ١٨٩﴾ [البقرة:189] الهلال له عدة مدلولات شرعية أهمها أنه يعتبر مرجعا زمنيا يحدد المواقيت المهمة في الديانة الإسلامية، هذه المواقيت تبنى على ظهور الهلال أو ما يصطلح على تسميته بداية الشهر العربي. وقد أشار إليه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، نبي الإسلام، بقوله: صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، وعليه تم اعتبار الرؤية أصلا شرعيا، لا يمكن تركها، إلا أن المشكلة هي بتفسير معنى الرؤية، حقيقتها، الصور التي تقع بها، الوسائل التي تستعمل لتحقيقها، من يسمح له بالرؤيا، كيفية أداء الرؤيا، إثبات الرؤيا. وعلى الرغم من جدال البعض بحقيقة عدم وجود أي نوع من الرؤيا غير الرؤية البصرية المباشرة بالعين المجردة في بداية عصر الإسلام، وتوفر عدة أنواع جديدة في العصور التي تلت، وخاصة العصر الحالي، إلا أن جمهور ضخما من الفقهاءيصر على الرؤية البصرية المجردة، متمسكين بحرفية النص النبوي. و مع ظهور الحساب الفلكي منذ القرن الثالث الهجري، انقسمت الأراء الفقهية حول الحساب، بين رفض مطلق للحساب الفلكي، إلى الاستئناس، إلى القبول في حالة النفي، إلى القبول في حالة استحالة الرؤيا، إلى القبول ولكن بشروط، إلى القبول على أساس الاقتران. وترجع مبررات القائلين باستبعاد الحسابات الفلكية إلى أخذهم بظاهر نصوص الكتاب والسنة، فيرون انه لا سبيل إلى اثبات دخول الشهر الا برؤية الهلال بالعين المجردة، ومن أهم دعاة هذا الرأي ابن باز، وابن تيمية الذي رفض القول باعتماد الحساب في الأهلة وشنع فيه، وقال:
في عام 1984 تم قبول شهادة شاهد برؤية الهلال مع توفر العلم اليقيني الذي يفيد خطأ هذه الشهادة في اليوم الثامن والعشرين من رمضان، وقد تبين لاحقا أنه رأى كوكبي عطارد والزهرة فاعتقدهما الهلال.[11][12]!. وهذه الفئة يعتقدون أن استعمال الأجهزة المتطورة هو تكلف، وخروج عن النص، حتى لو كان الحساب الفلكي قطعي لا يخالطه الظن، ولهم براهينهم وحججهم المثبتة برأيهم. ومن الأسباب الأخرى هو الجهل بالحساب الفلكي، وعدم الاعتقاد بصحته، فقد نقل ابن حجر عن ابن بزيزة أن اعتبار الحساب هو «مذهب باطل، فقد نهت الشريعة عن الخوض في علم النجوم لأنه حَدس وتخمين، وليس فيه قطع ولا ظن غالب». وسار عليه البعض حتى العصر الحديث. و أجاز بعض الفقهاء الحساب الفلكي في النفي فقط؛ بحيث إذا تعارضت شهادة الرؤيا البصرية مع الحسابات القاطعة الدقيقة فإن هذه الشهادة ترد. ففي القرن الثامن الهجري ذكر تقي الدين السبكي:
كما قال أيضا :
و أيضا المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث في بيانه الذي نشره يوم 20/9/2004:[13]
طرق إثبات دخول شوال شرعايثبت دخول شهر شول بواحد من ثلاث أساليب:
اختلف الجمهور في الرؤية: أهي رؤية واحد عدل [14]، أم رؤية عدلين اثنين [15]، أم رؤية جم غفير من الناس.[16] أما إكمال عدة شعبان ثلاثين، فبغض النظر، سواء كان الجو صحوا أم غائما، فإن عدم حصول الرؤية للهلال ليلة الثلاثين من رمضان، يلزم استكماله إلى الثلاثين يوما بشرط أن يكون ثبوت رمضان معروفا منذ بدايته، موثقا لا لبس فيه. مصادر
|
Portal di Ensiklopedia Dunia