نوبة صرعية مصحوبة بغيبة
النوبات الصرعية المصحوبة بغيبة أو نوب الغياب هي إحدى أنواع نوبات الصرع المعمم. يشار إلى هذه النوبات أحيانًا على أنها نوبات الصرع الصغير (مشتق من الفرنسية عن مصطلح «المرض الصغير»، وهو مصطلح يرجع تاريخه إلى أواخر القرن الثامن عشر).[1] تتميز نوب الغياب بفقدان قصير وعودة سريعة للوعي، ولا تتبعها عمومًا فترة خمول (أي بدون حالة ما بعد نوبية ملحوظة). نوب الغياب شائعة جدًا عند الأطفال وتؤثر على جانبي الدماغ.[2][3] علم الأوبئةتؤثر نوب الغياب على 0.7-4.6 من أصل 100000 من عموم السكان و 6% إلى 8% من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا. تشكل نوب الغياب الطفولية ما نسبته 10% إلى 17% من جميع نوب الغياب. يتراوح عمر بدء المرض بين 4 و10 سنوات ويبلغ ذروته بين 5 إلى 7 سنوات. وهو أكثر شيوعًا عند الفتيات منه عند الفتيان.[4] المسبباتتحدث نوبة الغياب على وجه التحديد بسبب الوراثة متعددة العوامل. يتم تنظيم قنوات الكالسيوم الفولطية من النوع T بواسطة الجينات GABRG2 وGABRG3 وCACNA1A2. تندخل وراثة هذه الجينات في مسببات نوبة الغياب. العوامل المؤدية إلى نوبة مصحوبة بغيبة هي قلة النوم والمطاوعة، وشرب الكحول، وسحب البنزوديازيبينات، واستخدام الأدوية التي تقلل من عتبة النوبة مثل الإيزونيازيد ومضادات الذهان.[4] العلامات والأعراضتتفاوت المظاهر السريرية للنوبات المصحوبة بغيبة بشكل كبير بين المرضى. تدهور الوعي هو العَرَض الأساسي، وقد يكون العرض السريري الوحيد، لكن يمكن دمجه مع مظاهر أخرى. السمة المميزة لنوبات الغياب هي تدهور حاد ومفاجئ للوعي، وتوقف الأنشطة قيد التنفيذ، والنظرة الفارغة، وربما دوران العينين للأعلى لفترة قصيرة. إذا كان المريض يتحدث، يتباطأ الكلام أو ينقطع؛ وإذا كان يسير يقف مذهولًا. في حالة الأكل، يتوقف الطعام في طريقه إلى الفم. عادة، لن يستجيب المريض عند مخاطبته. في بعض الحالات، تُجهض الهجمات عند نداء المريض. تستمر الهجمة من بضع ثوانٍ إلى نصف دقيقة وتتلاشى بنفس السرعة التي بدأت فيها. نوب الغياب بشكل عام لا تتبعها فترة عدم توجه أو خمول (حالة ما بعد نوبية) على عكس غالبية الاضطرابات النوبية.[5]
غالبًا ما تحدث أشكال مختلطة من الغياب. يمكن أن تحدث هذه النوبات عدة مرات يوميًا أو في بعض الحالات، مئات المرات يوميًا، لدرجة أن الشخص لا يستطيع التركيز في المدرسة أو في المواقف الأخرى التي تتطلب انتباهًا متواصلًا ومركّزًا. عوامل الخطرتتحرض حالات الغياب النموذجية بسهولة عن طريق فرط التهوية (فرط التنفس) في أكثر من 90% من الأشخاص الذين يعانون من الغياب النموذجي. هذا اختبار موثوق لتشخيص نوبات الغياب: يجب أن يُطلب من المريض المشتبه بغيابه النموذجي أن يتنفس لمدة 3 دقائق مع حساب الأنفاس. أثناء فرط التهوية، سيضطرب مستوى الأكسجين وثاني أكسيد الكربون. وهذا يؤدي إلى إضعاف الإشارة الكهربائية ما يؤدي إلى انخفاض عتبة النوبة. قد يسرع التحفيز الضوئي المتقطع حدوث نوبات الغياب أو يسهلها؛ إن الرمع العضلي في الأجفان من السمات السريرية الشائعة.[8] ثمة فارقة آلية محددة موجودة في نوبات الغياب وهي تورط قنوات الكالسيوم نوع T في آلية النوبة. يعتبر دواء الإيثوسوكسيميد نوعيًا لهذه القنوات وبالتالي فهو غير فعال لعلاج الأنواع الأخرى من النوبات. يمتلك حمض الفالبوريك والغابابنتين آليات عمل متعددة كحصار قنوات الكالسيوم نوع T، وهي مفيدة في علاج أنواع النوبات المتعددة. يمكن أن يؤدي الغابابنتين إلى تفاقم نوبات الغياب.[9] مراجع
|
Portal di Ensiklopedia Dunia