نجيب بُوقيلة (من مواليد 24 يوليو 1981) هو سياسي ورجل أعمال سلفادوري والرئيس الثالث والأربعون للسلفادور. يشغل منصب الرئيس منذ 1 حزيران/يونيو 2019، وهو أول رئيس منذ خوسيه نابوليون دوارتي (1984-1989) الذي لم يتم انتخابه كمرشح عن أي من الحزبين السياسيين الرئيسيين في البلاد: جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني (FMLN) ذات الميول اليسارية والتحالف الجمهوري القومي ذي الميول اليمينية (ARENA).[7]
شغل بُقيلة منصب عمدة نويفو كوسكاتلان لمدة ثلاث سنوات من عام 2012 إلى عام 2015، ثم خدم لمدة ثلاث سنوات (من عام 2015 إلى عام 2018) كرئيس لبلدية سان سلفادور عاصمة البلاد. بعد فوزه في الانتخابات البلدية كعضو في جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني، طرد بُقيلة من الحزب في عام 2017. وفي عام 2018، أسس حزبه السياسي الخاص: أفكار جديدة. سعى للفوز في الانتخابات الرئاسية السلفادورية 2019 مع حزب التغيير الديمقراطي من يسار الوسط، لكن خططه تغيرت عندما أصدرت المحكمة الانتخابية العليا قرارًا بحل حزب التغيير الديمقراطي، ونتيجة لذلك ترشح بقيلة مع التحالف الكبير من أجل الوحدة الوطنية الذي ينتمي إلى يمين الوسط وفاز في الانتخابات بنسبة 53% من الأصوات.
انخفضت جرائم القتل بنسبة 50% خلال العام الأول لبُقيلة في منصبه، وهو ما أرجعه إلى نشر الآلاف من رجال الشرطة والجنود في معاقل العصابات وزيادة الأمن في السجون؛ اتُهمت حكومته بالتفاوض سرًا مع عصابة مارا سالفاتروشا لتقليل عدد جرائم القتل.[8][9] ألقت حكومة بُقيلة القبض على أكثر من 75000 شخص يُزعم أنهم ينتمون إلى عصابات في حملة قمع وطنية ردا على مقتل أكثر من 80 شخصًا على يد مجرمين خلال عطلة نهاية أسبوع واحدة في آذار/مارس 2022.[10] يُنسب الفضل إلى بُقيلة في شنه حربا على العصابات أدت إلى إضعاف عملياتها بشكل فعال، مما أدى إلى انخفاض جرائم القتل بنسبة 60٪ تقريبًا في عام 2022. وبسبب هذه الحملة أصبح لدى السلفادور أعلى معدل سجن في العالم اعتبارًا من عام 2023، ووجهت اتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان لقوات الأمن السلفادورية.[11][12][13] انخفض معدل جرائم القتل بنسبة 70% في عام 2023 إلى 2.4 لكل 100 ألف، وهو مستوى قياسي منخفض أقل من أي دولة أخرى تقريبًا في أمريكا اللاتينية.[14]
حافظ بُقيلة على معدلات قبول عالية قياسية بلغت حوالي 90٪ بين السلفادوريين طوال فترة ولايته.[15] وقد اتُهم في بعض الأحيان بالحكم بطريقة استبدادية.[16][17][18][19] في شباط/فبراير 2020، أرسل بُقيلة جنودًا إلى الجمعية التشريعية في محاولة لفرض إقرار مشروع قانون من شأنه تمويل مشتريات إضافية من المعدات للشرطة والقوات المسلحة.[20] في أيار/مايو 2021، قاد بُقيلة حركة لإقالة المدعي العام وخمسة قضاة من المحكمة العليا في السلفادور، وهو ما نددت به وزارة الخارجية الأمريكيةومنظمة الدول الأمريكية ووصفته بأنه تراجع عن الديمقراطية.[21]
اندلعت احتجاجات ضد حكومة بُقيلة في أيلول/سبتمبر 2021 بعد الموافقة على اعتبار عملة البيتكوين عملة قانونية.
أدى إعلانه عن ترشحه في الانتخابات العامة السلفادورية لعام 2024 إلى انتقادات من قبل خبراء ومنظمات القانون الدستوري بأن إعادة الانتخابات الرئاسية الفورية تنتهك دستور البلاد.[22] كان آخر رئيس يسعى لإعادة انتخابه هو أنطونيو ساكا في عام 2014، في حين أن آخر رئيس أعيد انتخابه بنجاح كان ماكسيميليانو هيرنانديز مارتينيز في عام 1944.[23][24] علقت صلاحيات بُقيلة ونائبه أولوا في 1 ديسمبر 2023 من أجل التركيز على حملة إعادة انتخابهما، وتولت كلوديا رودريغيز دي جيفارا صلاحيات وواجبات بُقيلة كرئيس بالإنابة. فاز بُقيلة بإعادة انتخابه في 4 شباط/فبراير 2024 بنسبة 84.65 بالمائة من الأصوات.
حياته
ولد نجيب بُقيلة في يوم 24 يوليو عام 1981. والدته هي أولغا أورتيز بُقيلة ووالده هو أرمَندو بُقيلة قطان وهو رجل أعمال مرموق من أصل فلسطيني، وقد اعتنق الإسلام وصار إماماً في مساجد السلفادور.[25] وفقًا لصحيفة تايمز إسرائيل، كان أجداد نجيب بُقيلة من جهة الأب مسيحيين فلسطينيين من القدسوبيت لحم، بينما كانت جدته لجهة الأم كاثوليكية وكان جده من جهة الأم مسيحيا على أرثوذكسيا. نجيب متزوج من غابرييلا رودريغيز، وهي طبيبة نفسية ومربية من جذور يهوديَة شرقية.[26]
بدت أمارات النبوغ عند نجيب منذ صغره، فقد أسس أولى شركاته وهو في سن الثامنة عشرة. وبحسب صحيفة إلفارو،[27] فهو يمتلك شركة ياماها السلفادور (وهي الوكيل الحصري لمنتجات ياماها في السلفادور).[28] كما أنه رئيس ومدير لشركة أوبرمت.[29]
انتخب عمدة لمدينة نويفو كوسكتلان في عام 2012 بحصوله على 49.7% من الأصوات.[30] كما انتخب عام 2015 عمدة مدينة سان سلفادور بحصوله على 50.3% من الأصوات.[31]
يعتبر بُقيلة من السياسيين الشباب المشهورين بالرغم من انتقاده بأنه لا يملك رؤية سياسية واضحة تدعم شخصيته المحبوبة.[25] كما أن ازدواجية دينه كانت مثيرة للجدل، إذ أنه من أب مسلم وأم مسيحية، وهو ما شكك في حقيقة انتمائه الديني، ما جعله يتلقى انتقادات لأدائه الصلاة في مسجد خلال انتخابات 2019.[25] ولدحض ذلك، صرّح علناً أنه يعتبر نفسه من أتباع الديانة المسيحية على مذهب الكنيسة الرومانية الكاثوليكية،[32] ودافع عن نفسه قائلا أنه يعتبر نفسه مؤمنا بالله أولا وليس تابعا لأي ديانة.[33] وفي مقابلة أجراها عام 2015 قال: «أنا لست شخصًا يؤمن كثيرًا بالطقوس الدينية. ومع ذلك، فأنا أؤمن بالله، وبيسوع المسيح. أنا أؤمن بكلمته وأؤمن بكلمته التي أوردها الكتاب المقدس. وأنا أعلم أن الله لا يرفض أحدًا بسبب أصوله».[34]
زيارة إسرائيل
قام بُقيلة بزيارة رسمية لإسرائيل في فبراير2018، بدعوة من اتحاد البلديات الإسرائيلية، وأجرى عدة لقاءات مع رؤساء بلديات إسرائيلية لا سيما تل أبيب والقدس المحتلة، وشارك في طقوس يهودية عند حائط البراق، وجبل هرتزل في القدس.[35]
استنكرت الجالية الفلسطينية في السلفادور هذه الزيارة، وأوضحت المؤسسات الفلسطينية الناشطة في صفوف الجالية الفلسطينية في سلفادور، عن رفضها واستنكارها الشديد لقيام عمدة العاصمة سلفادورية بُقيلة والمنحدر من أصول فلسطينية من مدينة القدس، كما وعبرت المؤسسات الفلسطينية في السلفادور عن غضبها الشديد من تنكر نجيب بُقيلة من جذوره الفلسطينية، والتاريخ المشرّف الذي خطه والده د. أرمندو بُقيلة الذي توفي في 2017، وكان من أشد وأكبر المدافعين عن القضية الفلسطينية، ومن أهم الشخصيات المعروفة في سلفادور وبين أفراد الجالية الفلسطينية والعربية، وأكثرهم نشاطاً وحراكاً ودعماً للفعاليات والأنشطة الوطنية والثقافية التي ترسخ الجذور الفلسطينية الأصيلة بين أبناء الجالية الفلسطينية وتعزز انتماؤهم بوطنهم الأم فلسطين. [بحاجة لمصدر]
^Natalie Kitroeff (28 فبراير 2021). "Salvador's Leader, Combative but Popular, May Tighten Grip in Elections". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 2021-12-29. اطلع عليه بتاريخ 2021-12-29. Salvadorans can't get enough of him. President Nayib Bukele, who enjoys an approval rating around 90 percent in polls, is expected to expand his mandate even further in legislative elections on Sunday that could deliver a decisive victory to his party.
^Ahren، Raphael (7 فبراير 2019). "The Times of Israel". TimesofIsrael.com. مؤرشف من الأصل في 2020-02-16. اطلع عليه بتاريخ 2020-02-16. {{استشهاد ويب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)