معضلة الوعيمعضلة الوعي هي مسألة تفسير وجود كائنات واعية تعيش تجارب ذاتية، وكيف ولماذا تفرق الحالات المحسوسة الداخلية الذاتية مثل الحرّ والألم عن الحالات غير الذاتية غير المحسوسة كما في جهاز منظم الحرارة أو آلة التحميص. أراد الفيلسوف ديفي تشالمرز الذي صكّ مصطلح «معضلة» الوعي أن يقابلها بـ «المسائل السهلة» التي تفسر القدرة على تمييز المعلومات وإدماجها ورواية الحالات الذهنية وتركيز الانتباه وغير ذلك. تعدّ المسائل السهلة سهلةً إلى حدٍّ ما لأن كل ما يتطلبه حلها هو تحديد الآلية التي تجري بها الوظيفة. بعبارة أخرى: مهما كان فهمنا لهذه الظواهر رديئًا ومهما كانت هذه الظواهر معقدة، فإنه بإمكاننا في النهاية أن نعتمد في حلها على المناهج العلمية المعتمدة. يقول تشالمرز إن مسألة التجربة مختلفة عن هذه الظواهر وإنها «سوف تستمرّ حتى إذا استطعنا شرح كل هذه الوظائف القريبة منها». ولكنّ وجود «المعضلة» محل جدل. فقد قبلها بعض فلاسفة العقل مثل جوسيف ليفين[1] وكولين مكغين[2] ونيد بلوك،[3] وبعض علماء الأعصاب الإدراكيين ومنهم فرانسيسكو فاريلا [4]وغيوليو تومومي وكريستوف كوتش.[5][6] ولكن وجود المعضلة لم يزل محل نقاش بين بعض فلاسفة العقل الآخرين مثل دانييل دينيت وماسيمو بيغليوتشي [7]وكيث فرانكش[8] وبعض علماء الأعصاب الإدراكيين الآخرين مثل ستانيسلاس ديهين وبيرنارد بارس. [9] صيغة تشاملرزالمعضلةفي ورقته «في مواجهة مسألة الوعي» (1995) كتب تشاملرز:
في الورقة نفسها، كتب:
المسائل السهلةيصنع تشاملرز مقابلةً بين المعضلة وعدد من المسائل السهلة التي يقدمها الوعي وهو يقرّ بأن هذه المسائل السهلة تحتاج إلى عمل تجريبي صعب، ولكنه يسميها مسائل سهلة لأنها مستطاعة الحل من خلال الطرق العلمية المعتمدة. ويركّز تشاملرز على أن هذه المسائل السهلة تشترك كلها في أنها تفسير لوجود قدرة، أو إجراء وظيفة ما أو سلوك. قدّم تشاملرز هذه القائمة من المسائل السهلة:
صيغ أخرىمن الصيغ الأخرى لمعضلة الوعي:
وقال الفيلسوف رامي مجيد عام 2016 إن معضلة الوعي في الحقيقة مرتبطة بـ «هدفين تفسيريين»:[10]
أما الحقيقة الأولى فتتعلق بالارتباط بين الجسمي والظاهراتي (بعبارة أخرى: كيف ولماذا كانت بعض التجارب الجسمية تجارب محسوسة)، وأما الثانية فتتعلق بطبيعة الظاهراتي في نفسه (بعبارة أخرى: كيف نحس بالحالة المحسوسة؟). سوابق تاريخيةإن لمعضلة الوعي سوابق تاريخية أقدم من تشاملرز بكثير، أشار إليها تشاملرز نفسه. [11] كتب الفيزيائي والرياضي إسحاق نيوتن عام 1672 في رسالة أرسلها إلى هنري أولدنبرغ:
كتب جون لوك الفيلسوف والفيزيائي في مقالة عن الفهم الإنساني (1690):
كتب العالم الموسوعي والفيلسوف غوتفريد ليبنيز عام 1714، وهو مثال سُمّي ثغرة ليبنيز:
إجاباتنشأ من صياغة تشاملرز لمعضلة الوعي نقاش كبير في فلسفة العقل وفي البحث العلمي أيضًا.[14] تقبل بعض الإجابات أن المعضلة حقيقية وتحاول أن تطوّر نظرية للوعي تستطيع حل المعضلة، وتحاول الإجابات الأخرى أن تظهر أن تفريق المعضلة عن المسائل السهلة تفريقٌ لا يصمد أمام التحليل. أما النوع الثالث من الإجابات، فهو أن معضلة الوعي حقيقية ولكن ليس في مقدور الوعي الإنساني حلها. حلول مقترحةاقتُرحت حلول كثيرة لحل معضلة الوعي. من هذه الحلول: الاختزالية الضعيفة، وهي الرأي القائل أنه لما كانت معضلة الوعي مسألة لا يمكن للتقدم العلمي حلها، فإن ذلك راجع إلى خطأ في فهمنا لا إلى مشكلة وجودية.[14] من الحلول المقترحة الأخرى الحل القائل إن الوعي شيء قائم بنفسه غير حادث من العمليات الجسمية مثل جوانب الحياة الأخرى. يرى أصحاب الفلسفة الثنائية أن الوعي إما أنه خصيصة غير جسمية منفصلة عن الدماغ، وإما أنه خصيصة غير جسمية للدماغ.[15] أما الروحية الشاملة والأحادية المحايدة فيرون أن الوعي جوهري في المادة.[16] يرى تشاملرز أن الحل المناسب هو بقاء المعضلة سؤالًا مفتوحًا، ولكنه يميل إلى حل يشبه الحل الثنائي أو ما يسميه «الأحادية من النمط إف» (وهي تشمل الروحية الشاملة والأحادية المحايدة)، وقد رفض تشاملرز الاختزالية الضعيفة.[16] المراجع
|
Portal di Ensiklopedia Dunia