معركة تولبياك
مَعركة تُولبِياكْ، دَارَتْ رَحَاها عام 496 م في تسولبيش، شمال الراين وستفاليا، على بعد حوالي 60 كم شرق ما يعرف الآن بالحدود الألمانية البلجيكية. بين الفرنجة، بقيادة «كلوفيس الأول»، وبين ألامانيون بقيادة ملكهُم «جيبولد». أنتَهت المَعركة بنصر فرنجي حاسم. معركة تُولبِياكْ هي الثانية من ثلاث معارك طاحنة خاضها «كلوفيس الأول» ضد ألامان. أدت معركة ستراسبورغ الثالثة في عام 506 م إلى نهاية إمبراطورية ألامان. خلفيةكان للفرنجة شعبين مُتجاورين وحُلفاء، «ساليان فرانكس»، الذي كان ملكهُن «كلوفيس الأول»، و«ريبواران فرانكس»، وعاصمتهم كولونيا وملكه «سيجبرت الأعرج». على حدود مملكة الأخير كان ألامانيون، عبارة عن اتحاد لقبائل الجرمان. أزدادت وتيرة الحوادث الحدود من النهب والغارات بين ألامانيون والريبواران فرانكس، ولكن في عام 496 م، عانى «سيجبرت الأعرج» من غزو حقيقي ودعا «كلوفيس» للمُساعدة. لبى «كلوفيس» نداء حليفه وجَهز جيشًا. من المقبول عمومًا أنه في دفاعه عن تسولبيش، تكبد «سيجبرت» وجيشه خسائر فادحة. المعركةلا يُعرف الكثير عن مَعركة تُولبِياكْ، باستثناء أن الريبواران فرانكس ربما لم يُساعدوا الساليان فرانكس بعد المعركة الأولى. رأى «كلوفيس» مُحاربيه يُقتلون وشعر أن المعركة قد خرجت عن السيطرة. انتقل إلى البكاء، ودعا إله زوجته «كلوتيلد»، الإله الذي بشرته به مُنذ زواجهما عام 493 م، طالبًا مُساعدته. يسجل «غريغوري أوف تور» صلاة «كلوفيس» في الفصل الثاني من كتاب تاريخ الفرنجة:
عند هذه الكلمات، بدأ الألمان في الفرار، بعد ان قُتل زعيمهم. أخضع الفرنجة وقتلوا من تبقى منهُم. كان «غريغوري أوف تور» أول من ذكر العنصر الذي صاغ التفسيرات اللاحقة لمَعركة تُولبِياكْ باعتبارها نُقطة مركزية في التاريخ الأوروبي، يُقال إن «كلوفيس» قد نسب نَصره إلى النذر الذي قطعه: إذا فاز، فسوف يتحول إلى دين المسيحية الذي أعانه. أصبح مسيحيًا في احتفال أقيم في ريمس بعيد ميلاد سنة 496 م.[2] تم تحديد التاريخ التقليدي لمَعركة تُولبِياكْ ليتوافق مع تاريخ المعمودية هذا، من خلال قبول حساب «غريغوري أوف تور». رسالة نجت من «آفيتوس ألقيميوس»، تُهنئة «كلوفيس» على تعميده، لا تذكر التحويل المُفترض في مُجريات سير المعركة.[3] الآثارتخلى ألامانيون عن نهر الراين وتركوا الريبواريان فرانكس وشأنهُم. «كلوفيس»، الذي لم يستفيد إلا قليلاً، سمح لحليفه بالاحتفاظ بالمنطقة. اعتمد «كلوفيس» لاحقًا على مساعدة «سيجبرت الأعرج» أثناء غزو الجزء الشمالي من مملكة القوط الغربيين. كانت النتيجة الأخرى (حسب «غريغوري أوف تور») تحول «كلوفيس» إلى الكاثوليكية حيث تم تعميده من قبل الأسقف «ريميجيوس من راينز»، الذي كتب له رسالة بخصوص تحوله. جلب هذا له دعم المسيحيين، إلى جانب دعم رجال الدين المؤثرين. بالإضافة إلى ذلك، سُمح لـ«كلوفيس» بالقيام بالفتوحات والحملات الصليبية لتَنيصر أراضيه الجديدة أو لمحو الآريوسية، التي اعتبرها رجال الدين هراطقة. تاريختم تحدي التاريخ التقليدي للمعركة في عام 496 م من قبل «أوغسطين فان دي فيفر»، من خلال قرائته لسجلات تاريخية تضع وقت المعركة عام 506 م. وقد نُوقش هذا الأمر على نطاق واسع وتم اتباعه في بعض الروايات الحديثة.[4] تاريخ 506 م يتبع أيضًا التسلسل الزمني لغريغوريوس، الذي يضع وفاة والد «كلوفيس»، «شيلديريك الأول»، في نفس الوقت تقريبًا مثل وفاة القديس «بربتوس»، الذي توفي عام 491 م. ومن ثم فإن 15 عامًا من 491 م ستكون 506 م.[5] احتوى قبر «شيلديريك الأول» على عُملات معدنية للإمبراطور «زينون»، الذي توفي عام 491 م، ولا عُملات أخرى بعد ذلك التاريخ. معركة ستراسبورغ (506)مَعركة ستراسبورغ في عام 506 م، هي معركة يعتقد العديد من الباحثين أنها المعركة الثالثة التي يُفترض أنها وقعت بين بين الفرنجة والألمان والتي أدت إلى هزيمة ودمج الجُزء الشمالي من إمبراطورية ألامان مع إمبراطورية الفرنجة، في حين وضع الجنوب نفسه تحت حماية «ثيودوريك الكبير» ملك القوط الشرقيين.[6] مصادر تاريخيةتُشير المصادر التاريخية في إشارات غير مُباشرة إلى معركة ثالثة مُحتملة بين الأماني والفرنجة. خطاب من «ثيودوريك الكبير» يرجع تاريخه إلى عام 506/7 م إلى ملك الفرنج، «كلوفيس الأول»، يتحدث عن المعارك التي اشتبك فيها الأخير مع الألمان. في هذه الرسالة، دعا «ثيودوريك» صهره إلى تخفيف حدة غضبه ضد الألمان، ومعاقبة أولئك الذين كانوا غير موالين فقط والكف عن مُحاربة بقية الألمان. وضع «ثيودوريك» الأخير تحت حمايته الشخصية.[7] مدح من قبل «ماغنوس إنوديوس» حول «ثيودوريك» يتحدث بشكل مُبالغ فيه عن انتصار «ثيودوريك» على الألمان.[8] خلفية تاريخيةفي مَعركة تُولبِياكْ عام 496 م، عانى الألمان من هزيمة قاسية على يد «كلوفيس». نتيجة لذلك، يبدو أن بعض الألمان أصبحوا تحت حماية الميروفنجيون. من رسالة ثيودوريك، قد يُفترض أن هؤلاء الألمان قد انتهكوا بعد ذلك معاهدتهم مع «كلوفيس» ولهذا السبب تعرضوا للاضطهاد ووقعت معارك أخرى بين «كلوفيس» والألمان. يعتقد العديد من الباحثين أنه في عام 506 م، وقعت معركة ثالثة بين الألمان والفرنجة.[6][9][10] ما هو مؤكد هو أنه بين 496 و 506 م كانت هُناك اشتباكات أخرى. لم يذكر مكان المعركة في أي مكان. أنه كان موقع المعركة بالقرب من ستراسبورغ، تظل هي النظرية التي يتبناها عدد من الخبراء.[11][12] حصيلةخسارة الأرضكانت نتيجة خسارة الصراع بين 496 و 506 م ضد الفرنجة هو دمج الجُزء الشمالي من إمبراطورية ألامان مع إمبراطورية الفرنجة.[9] الهروب إلى ثيودريكيبدو أن بعض الألمان فروا جنوبا إلى رائيتيا ووضعوا أنفسهم تحت حماية «ثيودوريك الكبير» ملك القوط الشرقيين.[9] ذهب الأخير إلى صهره، «كلوفيس الأول»، وتوسط ألى الألمان، لكنه اعترف بأن غضب «كلوفيس» كانَ مُبررًا. لذلك طلب مُعاقبة القادة لكنه أوصى بالرحمة في الحكم. وعد «ثيودوريك» بأنه سيحافظ على سلام الألمان، الذين كانوا في رائيتيا. بين السطور، أوضح «ثيودوريك» أنه سيطالب بذلك في المنطقة المُتنازع عليها من رائيتيا وسيستخدم الألمان كوسيلة لمُمارسة الضغط على «كلوفيس» إذا لم يعترف بتفوقه هُناك.[13] المراجع
المصادر
|
Portal di Ensiklopedia Dunia