معارك تكساس وأريزونا الجوية
الخلفية والتخطيطفي الأشهر الأولى من حرب الاستنزاف، اعتادت الطائرات المصرية التسلل إلى سيناء لإجراء مهام استطلاع وهجمات على الجيش الإسرائيلي. في بداية شهر يوليو، قررت القوات الجوية الإسرائيلية أخذ زمام المبادرة والتسلل بطائرات مختارة مسبقاً إلى الأراضي المصرية وهي طائرات مناسبة لخوض المعارك الجوية بهدف الحد من عمليات تسلل الطائرات المصرية إلى سيناء وتقليل الاستعدادات المصرية لتوسيع عمليات الهجوم المصري عامةً. وكانت المنطقة المختارة لإجراء هذه المعارك الجوية هي «الصحراء الشرقية» في الجزء الشمالي من خليج السويس وجنوب غرب مدينة السويس. حيث لم تكن هناك قواعد للقوات الجوية المصرية في تلك المنطقة ولا بطاريات صواريخ أرض - جو وكان جبل عتاقة في شمال المنطقة غرب خليج السويس نقطة مرجعية جيدة للطيارين الإسرائيليين، مما يسمح للطيارين المتضررة طائراتهم بقفز آمن فوق البحر وتمكين المروحيات الإسرائيلية من إنقاذهم. كانت المنطقة مُغطاة بعدد من الأخاديد من الشرق إلى الغرب مما سمح للطائرات الإسرائيلية بالتسلسل المنخفض إلى الأراضي المصرية دون أن يكشفها الرادار. أطلق الطيارون الإسرئيليون على هذه المعارك «تكساس» و«أريزونا». لتشابهها مع المبارزات النارية في الغرب المتوحش النارية والتي كان صاحب إطلاق النار الأسرع هو الفائز فيها. لجأ سلاح الجو الإسرائيلي إلى تكتيكات قتالية أثبتت فعاليتها ومن ثمّ التزم بها في سلسلة من المعارك المتشابهة عُرفت باسم «عمليات ريمون». كان التكتيك كالآتي:
في العادة كانت هذه المعارك تنتهي بإسقاط عدد من الطائرات المصرية. أدت الخسائر المستمرة والكبيرة خلال هذه الفترة إلى تآكل قوة وأمن القوات الجوية المصرية. المعاركبدأت المعركة الجوية الأولى في 2 يوليو. وخلال الليل هاجمت قوات الكوماندوز الإسرائيلية ثلاثة مواقع للجيش المصري في خليج السويس وأوقعت إصابات في الجيش المصري. لم يكن من المتوقع أن يعترض المصريون اختراق الطائرات الإسرائيلية لأراضيهم. لذلك أطلق سلاح الجو الإسرائيلي طائرتين ميراج من السرب 119 إلى داخل الأراضي المصرية. وفي المقابل، أطلق المصريون مقاتلتين ميج-21. أسقط عاموس أمير طائرة ميج بنيران مدفع الطائرة. وعندما عادت السراب، قرر قائد سلاح الجو الإسرائيلي القيام بمعركة أخرى وأطلق زوجاً آخراً من السرب 119. هذه المرة أطلق المصريون ضدهم ثماني طائرات. ونشبت معركة جوية أخرى أسقط فيها إيتان كرمي طائرتي ميج. وخلال المعركة، انطلق زوج آخر من طائرات ميراج، هذه المرة من السرب 117. وانضم الزوجان إلى المعركة التي أسقط خلالها كوبي ريختر ميج رابعة بواسطة صاروخ شافرير 2. واعتبر ذلك أول استخدام عملي لهذا الصاروخ. وقعت معركة جوية أخرى في 7 يوليو حوالي الساعة 4 مساءً. حينما تسببت طائرة استطلاع إسرائيلية دخلت الأراضي المصرية في إقلاع طائرات ميج. انطلق زوج ميراج إسرائيلي من سرب المقاتلات الأول ضدهم. في المعركة، سقطت طائرتا ميج بمدافع الطائرات على علو منخفض.[1] واحدة أسقطها قائد التشكيل عوديد ماروم والأخرى أسقطها أفينوام كيلدس. في 20 يوليو، انطلق تشكيل رباعي من الميراج ضد تشكيل رباعي من ميج-17. وبالقرب من قناة السويس أسقط غيورا يولي أول طائرة بواسطة مدفع طائرته. وفي المطاردة اللاحقة نجح غيورا إبستاين في إسقاط طائرة أخرى فوق الإسماعيلية بواسطة مدفع طائرته أيضاً.[2] في 21 يوليو، في معركة جوية مطولة استمرت حوالي نصف ساعة، سقطت ثلاث طائرات بالإضافة إلى اثنتين بنيران أرضية. سقط ما مجموعه طائرتان ميج-21 وطائرتان ميج-17 وواحدة سوخوي 7. في المقابل سقطت طائرتا ميراج من السرب 101 واحدة كان يقودها إيلي زوحار (رقم 45) بواسطة صاروخ أر-3 من ميج-21 والثانية بقيادة إيتان بن إلياهو (رقم 56) بفعل نيران أرضية أو ميج-21 ونجح كلا الطياران في القفز بالمظلة وهبطا في الجانب الإسرائيلي.[3][4][5] في 24 يوليو، خلال المعارك الجوية والنيران الأرضية التي استمرت طوال اليوم، سقطت سبع طائرات مصرية من طراز ميج-21 وميج-17 وسوخوي-7. إضافة إلى تضررت طائرات مصرية أخرى. كان أحد الطيارين المصريين الذين اضطروا إلى القفز من طائراتهم، هو الرائد نبيل سعيد، الذي وقع في أسر قوات الجيش الإسرائيلي.[6] انظر أيضاًمراجع
|