معاداة السامية في المملكة المتحدةتشير معاداة السامية في المملكة المتحدة إلى الكراهية والتمييز ضد اليهود في بريطانيا. أسفر التمييز والعداء ضد مجتمع اليهود منذ إنشائه عام 1070 عن سلسلة من المذابح في عدة مناسبات وترحيلهم من البلاد في عام 1290. أٌعيد إدخالهم من قبل أوليفر كرومويل في عام 1655.[1] في القرن التاسع عشر، أدى التسامح المتزايد للأقليات الدينية إلى القضاء تدريجيًا على القيود القانونية فيما يخصّ العمالة العامة والتمثيل السياسي لهم. ومع ذلك، كان يُنظر إلى الممولين اليهود من قبل البعض على أن لهم تأثير مفرط على سياسة الحكومة، وخاصة فيما يتعلق بالإمبراطورية البريطانية والشؤون الخارجية. أثارت الهجرة اليهودية الكبيرة من أوروبا الشرقية في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الأولى بعض المعارضة وأدت بشكل متزايد إلى تقييد قوانين الهجرة. وبشكل مشابه، أطلقت حركة فاشية ناشئة في الثلاثينيات من القرن العشرين حملات معادية للسامية كانت مصحوبة بسياسة حكومية لتقييد تدفق اللاجئين اليهود من المناطق التي يسيطر عليها النازيّون. بغض النظر عن التعاطف مع اليهود الذي تلا الهولوكوست، فقد بقيت القيود المفروضة على الهجرة إلى فلسطين البريطانية، بينما تسببت الهجمات الصهيونية على القوات البريطانية في فلسطين في عام 1947 بعض العداوة تجاههم. في النصف الثاني من القرن العشرين، في الوقت الذي أصبح فيه المجتمع اليهودي مقبولًا بشكل عام، استمرت المشاعر المعادية للسامية داخل الفاشية البريطانية وغيرها من الجماعات اليمينية المتطرفة. في القرن الحادي والعشرين، عندما كان مستوى معاداة السامية هو من بين أدنى مستوياته في العالم، كان هناك نزعة لزيادة التعبير اللاسامي من قبل أفرادٍ، معظمه على وسائل التواصل الاجتماعي ومتعلق بإسرائيل. القرن الحادي والعشرينتحليلالمصادرتعد المواقف المعادية للسامية في المملكة المتحدة أعلى بين أولئك المتطرفين اليمينيين والمسلمين المتدينين. انتقاد إسرائيل أكثر انتشارًا على اليسار. يبقى إنكار الهولوكوست ونظريات المؤامرة المعادية للسامية عنصرين أساسيين في أيديولوجية اليمين المتطرف. كشفت دراسة حول معاداة السامية المعاصرة في بريطانيا أجراها معهد أبحاث السياسة اليهودية في سبتمبر عام 2017 أن «المجموعة الأكثر معاداة للسامية في الطيف السياسي تتكون من أولئك الذين يُعتبرون يمنيين متطرفين جدًا: وجود مواقف معادية للسامية في هذه المجموعة هو أعلى بمرتين إلى أربع مرات مقارنة بعامة السكان». ذكرت الدراسة أنه في «دراسات استقصائية للمواقف تجاه الأقليات العرقية والدينية... يتمثل النمط الأكثر شيوعًا في الاستطلاعات المختلفة حول تزايد الحقد تجاه اليهود، يتواجد في الطرف اليميني السياسي...» وجد اتحاد أمن الجاليات في عام 2018 أن الدافع أو المعتقدات اليمينية المتطرفة مثّلت ما يقارب ثلث النسبة من 16% من الحوادث المُبلغ عنها بأنّها معادية للسامية وتمتلك دوافع سياسية أو أيديولوجية محددة. وفقًا لدراسة أجرتها وكالة الحقوق الأساسية بالاتحاد الأوروبي في عام 2018، فإن الضحايا في المملكة المتحدة، في الحالات التي عزوا فيها وجود وجهة نظر سياسية، اعتبروا أنّ 20% من مرتكبي أشد هجوم أو تهديد تعرضوا له كانوا «أشخاصًا ذوي وجهة نظر سياسية يمينية». في عام 2016، وجدت الأبحاث التي أجراها المؤتمر اليهودي العالمي أن 90% من المنشورات المعادية للسامية على وسائل التواصل الاجتماعي في المملكة المتحدة كانت من الذكور البيض الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا مع انتماءات لجماعات يمينية متطرفة.[2][3][4][5][6][7] بعض المسلمين البريطانيين، وخاصة الإسلاميين، يساهمون بشكل كبير في معاداة السامية. الجذور الأساسية معقدة وتتضمن المواقف التاريخية والتوترات الداخلية والسياسية والصراع الإسرائيلي الفلسطيني وعولمة صراع الشرق الأوسط. وفقًا لمهدي حسن: «معاداة السامية في بعض قطاعات المجتمع المسلم البريطاني ليست مقبولة وحسب؛ بل إنها روتينية ومألوفة». وجدت دراسة أجراها معهد أبحاث السياسة اليهودية عام 2016 أن انتشار الآراء المعادية للسامية بين المسلمين كان أعلى مرتين إلى أربع مرات من بقية السكان وأن هناك علاقة إيجابية بين التدين الإسلامي ومعاداة السامية. وفقًا لاتحاد أمن الجاليات، في الحالات التي قُدّم فيها وصف مادي لمرتكب الجريمة، وُصِفت 9% من هذه الحالات على أنها تعود لأشخاص لهم مظهر عربي أو شمال أفريقي و13% جنوب آسيوي. ومع ذلك، فإن القليل من الحوادث شملت تعبيرات إسلامية. وفقًا لدراسة أجرتها وكالة الحقوق الأساسية بالاتحاد الأوروبي في عام 2018، فإن الضحايا في المملكة المتحدة، في الحالات التي عزوها إلى وجهة نظر سياسية، اعتبروا 38% من مرتكبي أشد هجوم أو تهديد قد تعرضوا له كانوا «أشخاصًا ذوي وجهات نظر إسلامية متطرفة».[4][5][8][9][10][11][12][13] ازداد انتقاد إسرائيل ومعاداة الصهيونية، بشكل أساسي وإن لم يكن حصريًا، من قبل اليساريين وكذلك من قبل المسلمين وغيرهم من المجتمعات غير البيضاء، منذ احتلال الضفة الغربية وغزة في حرب الستة أيام عام 1967 واشتدت بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005) والصراع بين إسرائيل وغزة لعام 2014. وجد اتحاد أمن الجاليات في عام 2018 أن الإشارات إلى إسرائيل تمثل ما يقارب ثلثي الـ16% من الحوادث مع وجود لدوافع سياسية أو أيديولوجية محددة. بعض التعبيرات التي تنتقد إسرائيل يعتبرها الكثيرون معادية للسامية. بالنسبة للبعض، فإن انتقاد إسرائيل ومعاداة الصهيونية هو في حد ذاته شكل من أشكال معاداة السامية. وجدت دراسة أجراها معهد أبحاث السياسة اليهودية في سبتمبر عام 2017 أن «مستويات معاداة السامية بين اليساريين من الطيف السياسي، بما في ذلك أقصى اليسار، لا يمكن تمييزها عن تلك الموجودة في عموم السكان. ومع ذلك، فإن جميع الأجزاء من على يسار الطيف السياسي تُظهر مستويات أعلى من معاداة إسرائيل أكثر من المتوسط». وجد التقرير أن «... المواقف المعادية لإسرائيل ليست كقاعدة عامة معادية للسامية، لكن كلّما كانت وجهات نظر الشخص المعادية لإسرائيل أقوى، زاد احتمال حملهم لمواقف معادية للسامية. غالبية الذين يحملون مواقف معادية لإسرائيل لا يعتنقون أي مواقف معادية للسامية، لكن أقلية ملحوظة من أولئك الذين يحملون مواقف معادية لإسرائيل يحملون مواقف معادية للسامية إلى جانبها. وتوجد مواقف معادية للسامية ومناهضة لإسرائيل على حد سواء وبشكل منفصل». ذكرت الدراسة أنه في «دراسات المواقف تجاه الأقليات العرقية والدينية ... اليسار السياسي، حُصل على هذه البيانات عبر النية للتصويت أو التصويت الفعلي للقوة، يظهَر في هذه الاستطلاعات على أنه شريحة مجتمعية أكثر ودية لليهود أو محايدة».[5][6][4][14] وفقًا لدراسة أجرتها وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية في عام 2018، فإن الضحايا في المملكة المتحدة في الحالات التي عزوها إلى وجهة نظر سياسية، اعتبروا أنّ 43% من مرتكبي أشد هجوم أو تهديد واجهوه كانوا «أشخاصًا لديهم وجهة نظر سياسية يسارية». المراجع
|