مسجد عين البربر
مسجد عين البربر أو مسجد بجاية هو مسجد تاريخي قديم في مدينة بجاية بولاية بجاية.[1] وصفكان مسجد عين البربر في قصبة بجاية بمثابة مكان عبادة وعلم يستقر فيه العلماء وطلبة العلم من أمثال أبي الحسن علي بن عثمان المنجلاتي، من أجل تدريس ودراسة علوم القرآن الكريم مع الفقه المالكي.[2] مشاهيروقد اتخذ سيدي علي المنجلاتي من مسجد عين البربر[3] زاوية لتدريس مختلف العلوم الإسلامية خاصة منها الفقه على مذهب مالك بن أنس.[4] وكان من بين تلاميذه سيدي عبد الرحمن الثعالبي[5]، مع سيدي إبراهيم بوسحاقي[6] وسيدي يحيى العيدلي.[7] وقد تتلمذ كذلك عليه مفتي بجاية أبو علي منصور المنجلاتي (1385م-1442م) بما سمح له بتبوء أعلى المراتب خلال القرن التاسع الهجري. كما تتلمذ على سيدي بلقاسم المشدالي في مسجد عين البربر العديد من التلاميذ، ومن بينهم «حمزة بن محمد بن حسن البجائي» (809 هـ-902 هـ).[8] وصار من بعده الفقيه سيدي محمد المشدالي (804 هـ - 866 هـ) خطيب ومفتي جامع عين البربر. ذكر مسجد عين البربر في التراث الإسلامي
«رحلت في طلب العلم في أواخر القرن الثامن الهجري ودخلت بجاية في أوائل القرن التاسع الهجري فلقيتُ بها الأئمة المقتدى بهم أصحاب سيدي عبد الرحمن الوغليسي متوافرين فحضرت مجالسهم وكانت عمدة قراءتي بها على سيدي علي بن عثمان المنجلاتي رحمه الله بـمسجد عين البربر.[10] وقد سمعت من شيخنا أبي الحسن علي بن عثمان الزواوي المنجلاتي سيد علماء بجاية في وقته.» – سيدي عبد الرحمان الثعالبي، تفسير الثعالبي
صلح بجايةشَهِدَ «مسجد عين البربر» قيام المفتي «منصور المنجلاتي» خلال عام 843هـ بإبرام صلح في بجاية ما بين سلطان الدولة الحفصية المسمى أبو عمرو عثمان بن محمد المنصور (821هـ-893هـ) مع عمه والي بجاية آنذاك «أبو الحسن علي بن أبي فارس». ذكر تقي الدين المقريزي (764هـ-845هـ) هذه الواقعة في الصفحتين 453 و454 ضمن المجلد السابع من كتابه السلوك لمعرفة دول الملوك:[11] « في عام 843هـ (1440م): جرت حروب بأفريقية (حاليا تونس) من بلاد المغرب، وذلك أنه لما مات أبو فارس عبد العزيز المتوكل (1361م-1434م)، وقام من بعده حفيده المنتصر أبو عبد اللّه محمد بن أبى عبد الله (توفي 1435م) ولى عمه "أبا الحسن علي بن أبي فارس" بجاية وأعمالها، فلما مات المنتصر، وقام من بعده أخوه أبو عمرو عثمان بن أبي عبد الله، امتنع عمه "أبو الحسن" من مبايعته، ورأى أنه أحق منه، ووافقه فقيه بجاية "منصور بن علي بن عثمان (المنجلاتي الزواوي)" وله عصبة وقوة، فاستبد بأمر بجاية وأعمالها، فسار أبو عمرو من تونس في جمع كبير لقتاله، فالتقيا قريبًا من تبسة وتحاربا، فانهزم "أبو الحسن" إلى بجاية، ورجع أبو عمرو إلى تونس، ثم خرج "أبو الحسن" من بجاية، وضم إليه "عبد الله بن صخر" من شيوخ إفريقية، ونزل بقسطنطينة وحصرها وقاتل أهلها مدة، فسار إليه أبو عمرو من تونس في جمع كبير، فلما قرب منه سار "أبو الحسن" عائدًا إلى جهة بجاية، فتبعه أبو عمرو حتى لقيه وقاتله، فإنهزم منه بعد ما قتل "أبو الحسن" عدة من أصحابه، وعاد كل منهما إلى بلده، فلما كان في هذه السنة أعمل أبو عمرو الحيلة في قتل "عبد الله بن صخر" حتى قتله، وحملت رأسه إليه بتونس، ففت ذلك في عضد "أبي الحسن"، ثم جهز أبو عمرو العساكر من تونس في إثر ذلك، فنازلت بجاية عدة أيام، حتى خرج الفقيه "منصور بن علي (المنجلاتي الزواوي)" إلى قائد العسكر، وعقد معه الصلح ودخل به إلى بجاية، وعبر الجامع (جامع عين البربر) وقد اجتمع به الأعيان.[12]
وجاء "أبو الحسن" ووافق على الصلح وأن تكون الخطبة لأبي عمرو، ويكون هو ببجاية في طاعته، وترجع العساكر عن بجاية إلى تونس، فلما تم عقد الصلح أقيمت الخطبة باسم أبي عمرو، وعادت العساكر تريد تونس فبلغهم أن أبا عمرو خرج من تونس نحوهم لقتال "أبي الحسن"، فأقاموا حتى وافاهم، ووقف على ما كان من أمر الصلح، فرضي به، وأخذ في العود إلى جهة تونس، فورد عليه الخبر بأن "أبا الحسن" خاف على نفسه من أهل بجاية، فخرج ليلاً حتى نزل "جبل عجيسة" فأقر عساكره حيث ورد عليه الخبر، وسار جريدة في ثقاته، ودخل مدينة بجاية، فسر أهلها بقدومه، وزينوا البلد، فرتب أحوالها واستخلف بها أصحابه، وعاد إلى معسكره، واستدعي شيوخ "عجيسة" فأتاه طائفة منهم فأرادهم على تسليم "أبى الحسن" إليه، وبذل لهم المال، فأبوا أن يسلموه، فتركهم وعاد إلى تونس فكثر جمع "أبي الحسن" بالجبل، وأقام به مدة، ثم خاف من "عجيسة" أن تغدر به، ولم يأمنهم على نفسه، فسار ونزل "جبل عياض" قريبًا من الصحراء، وللّه عاقبة الأمور.[13] » – تقي الدين المقريزي، السلوك لمعرفة دول الملوك: المجلد السابع، الصفحتان 453-454.
المراجع
مقالات إضافية |
Portal di Ensiklopedia Dunia