مسجد عبد الله بن عباس بالطائف
وصف المسجديقول المؤرخ عيسى القصير «أحب ابن عباس التنقل بين الشام والمدينة المنورة والطائف لنقل العلوم الدينية وتعليمها للناس إلا انه أحب الطائف لقربها من مكة المكرمة، واستقر بها حتى وافته المنية عام 68هـ، ودفن بها في الجهة التي تقع أمام مصلى النساء حاليا، وهي مسورة بالزنك، وبني بعد ذلك المسجد حوله وسمي باسمه». ويقع بجوار قبر ترجمان القرآن، بحسب بعض الروايات أن قبر محمد بن الحنفية، أخي الحسن والحسين من الأب، وهناك بعض الروايات التي تؤكد أن هناك قبرا ثالثا لعبد الله بن رسول الله، الملقب الطاهر الطيب الذي دفن هو الآخر هناك. ومن الجهة الشرقية للمسجد، يقع قبر الشهداء وهو ذو مساحة صغيرة جدا، وللقبر قصة، فقد شهدت مدينة الطائف قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين، الأولى في عام الحزن في العام العاشر من البعثة، والأخرى في العام الثامن من الهجرة، فقد قدم رسول الله وكان المسجد كما يذكر القصير في كتابه «الطائف القديم» بأنه كان يؤدي دوره في حلقات التدريس علوم القرآن والحديث والفقه منذ القدم، فكان يضم حلقات تحفيظ القرآن وسبقته الكتاتيب لتعليم الأولاد والأطفال مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن، وكانوا يفترشون الأرض بالحنابل أو بساط الخصف «سعف النخيل»، أو صوف. ومن أبرز تلك الكتاتيب المجاورة للمسجد كان كتّاب الشيخ محمد صالح الخادم إمام وخطيب المسجد، والشيخ عبد القادر الخادم، والشيخ صالح قطان، إضافة إلى أن مؤرخ الطائف العلامة أحمد الميروقي كان يدرس ويتلقى تعليمه بالمسجد سنة 644هـ على يد العالم تقي الدين المهدوي القرشي وغيره. وبنيت بجوار المسجد منازل ودور سكن ودكاكين مما أدى إلى إنشاء الأزقة والبرحات من حوله؛ ومن أشهرها برحة العباس التي صارت مكانا مهما للتبادل التجاري والثقافي. ويتذكر القصير بعض نفحات تلك الذكريات الطائفية بقوله «في عيد الفطر تعرض جميع الدكاكين أنواعا من المواد الغذائية، ولعب الأطفال والزينة، وكانت هناك بسطات لبيع المأكولات الشعبية، وتخصص أماكن لألعاب الصغار كالمراجيح، وهناك من كان يقوم بتأجير الخيل والحمير في الأعياد». وكان أئمة المسجد يحرصون في شهر رمضان على صلاة التراويح والقيام وختم القرآن ـ ما زال إلى اليوم ـ ويحرض أئمته على ختم القرآن في العشر الأواخر من شهر رمضان، ويشهد المسجد في هذه الليلة ازدحاما شديدا بالرغم من مساحته الواسعة. واهتم آل الخادم بخدمة المسجد وسدانته وكان آخرهم الشيخ حسن بن سعيد المخرج الخادم وبعده في العهد السعودي قد كان الشيخ يحيى بن عمر الشيخ الخادم -رئيس المجلس البلدي بالطائف- قيما على مسجد عبد الله بن عباس لأكثر من سبعين عاما وألغي هذا المسمى رسميا بعد وفاته من قبل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.[1][2][3] مراجع
|
Portal di Ensiklopedia Dunia